موقع النيلين:
2025-07-31@04:58:13 GMT

كمال بشاشا رئيسا للوزراء

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

(1) فى ثانى أيام بداية العام الدراسي الجديد فى مدرسة دبيرة المتوسطة عام 1976م ، بحلفا الجديدة ، شهدت نقاشا حادا بين اثنين من الزملاء ، (ما زالت اذكر الاسماء) ، واشتد حتى فصلنا بينهما ، وبعد وقت قليل وجدتهما فى حالة أنس وصحبة ، كانت تلك صدمة جديدة لى ، فمثل هذه الشجارات عندنا فى المسارح تنتهى بضربة لازب ، وصار ذلك مما تعلمت فى تلك البيئة الجديدة الثرية بالنقاش والحوار والجدل والمنطق والوصول إلى قناعة أو احترام رأى الطرف الآخر ، فى هذه البيئة نشأ كمال بشاشا ، واكتسب تلك الخاصية الانفتاح على الآخر ، البناء على منظوره والتقارب مع وجهة نظره والبحث عن مظان الإتفاق ، وهذا هو المطلوب فى أيامنا هذه الإستماع للآخر وليس نفيه ، وهذا ما ينبغي أن يكون ديدن التفكير فى قيادات المستقبل ، والجيل الجديد ، وعلى السابقين التقاعد ، فى مقاعد الإستشاريين.

.
لم تعد الخبرة التراكمية هى المعيار ، لسبب بسيط ، بنقرة زر يمكنك الحصول على خبرات قرون كاملة وليس عدة عقود ، وتجارب امم كاملة وليس الأشخاص ، والتحدي هو كيفية إستيعاب ذلك وتوظيفه لصالح الوطن والمواطن الذي ارهقته الخلافات والمنازعات والتحيزات ، ولا يتحقق ذلك بعقول (محنطة) أو قوالب جاهزة ، اشرعوا الأجنحة لجيل جديد ، امثال كمال بشاشا وليس كامل ادريس..
(2)
فى واحدة من محطاتى العملية تعلمت درسا مهما ، وهو الإستكشاف ، تمرين النفس على البحث و النظر ، ولا يتحقق ذلك إلا بالمعايشة المتبصرة ، والقاعدة المهمة: (أصمت قليلا ، اغلق فمك وافتح عقلك قبل اذنك وعينك واعرف اكثر ، ثم بعد ذلك انطلق) ، ولذلك وفى مرات كثيرة أبقى شهورا واياما اقرأ واراجع قبل ان انطلق ، واصمت حتى يظن الناس بك خرس ، واذا تحدثت لتكن لكلمامك وقع ، كذلك كان صديقنا بشاشا ، كان البعض يعده من الزاهدين في الحديث ، حتى هيأ نفسه بالعلم والمثابرة والصبر وكتب وتحدث بمنطق ورؤية ، هذا هو الجيل الجديد ، من اختبرتهم الحياة وتعلموا الدروس واستنبطوا العبر ، لقد شهدنا خلال اعوام سابقة كيف أن ناشطين بلا وعى قادونا للمجهول فى ظنهم أن أمر الحكم مجرد فذلكة كلام..
افتقدوا حكمة الصمت والتعلم والمعرفة فاضاعوا البلاد ، ولذلك دعونا نسلمها هذه المرة للوعى..
(3)
ذات مرة تحدثت مع احد كبارنا ، قلت له : فلان كريم ، قال لى : بل هو سخى ، وسكت..
تلك عبارة اكثر شمولا ، فالكريم جواد بماله ، والسخي جواد بكل ما يملك ماله وفكره وسعيه ونصحه ، وذلك اخى دكتور بشاشا ، غالب الوقت تجده مهموم بآخر ، شخص أو مؤسسة أو قضية ، مبذول للخير ، بكل طاقة ، تلك قيمة نادرة ، ذلك الحس الإنساني الرفيع ، فى هذا الزمن العصيب على امتنا ، حيث يصبح الإنسان محور الأحداث وليس جسر العبور ، و السخاء أن تبادر وتشجع وتدعم وتتحمس للاخرين..
ليس ذلك فحسب ، وإنما يسعده نجاح الآخرين دون تباه أو إدعاء.. وذلك سر مخبوء عند الاخيار..
هل نرغب فى اكثر من ذلك ليكون فى قيادة البلاد ورمزيتها.. دعونا نسمع للجيل الجديد ما دون الستين..
(4)
فى عام 2020م ، تبنى السودان اسوأ موازنة فى التاريخ ، ولا تقاربها سواء موازنة 2021م ، الأولى قامت على 56% من الدعم الاجنبي المتوهم ، والثانية جاءت بنظرية البصيرة ام حمد ، إعلان سياسة اقتصادية تقوم على التحرير الاقتصادى دون ضمانات اجتماعية ، فحدث تضخم بنسبة 400% ومشقة على المواطن وارباك فى المشهد الاقتصادى ، حدث كل ذلك مع أن اولى تصريحات دكتور حمدوك عن (امكانيات السودان وموارده) ، ولكن ما ينقص د.حمدوك هو الإيمان بتلك الحقيقة ، والعمل عليها بالعزم ، وصديقنا دكتور كمال بشاشا ليس خبيرا فى هذا المجال فحسب ودرس تجارب مجتمعات فحسب ، بل زاد عليه بالتجربة العملية ومعرفة ثروات البلاد وامكانياتها ومواردها ، لم تكن شركة زادنا مجرد مشروع اقتصادى ، بل هى نموذج نهضوى لترويج قطاع اقتصادى رائد ، ومثل بشاشا هو من ينبغى ان يتقدم الصف..
(5)
أن تركيز الترشيحات على أسماء معينة ودوائر ضيقة هو هو افتقار للحنكة عند مصنع القرار ولتأثير التوازنات الجهوية والمناطقية والمؤثرين واللوبيات ، وهو أمر يستوجب تداركه فهذه الحرب خط فاصل بين واقع وواقع ، ومرحلة ومرحلة ، وصفحة جديدة معافاة من آفات كثيرة…
د.كمال (مواليد 1975م) وامثاله من الجيل الجديد ، وهو كنموذج درس الجيولوجيا (النيلين) وادارة اعمال (الاسلامية) ودكتوراه (جامعة الخرطوم) واكمل دراساته فى ماليزيا ، لهم شغف بالتطور وزيادة المدارك..
حيا الله الاخ الدكتور كمال بشاشا وجيله من القادرين على العطاء بافق مفتوح وعقل مفتوح وانتماء اصيل..
د.ابراهيم الصديق علي
19 يونيو 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي

علقت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، اليوم الثلاثاء، على انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، وذلك في جلسة أثارت جدلا واسعا وانتقادات من واسعة من خالد المشري الذي ترأس المجلس بين عامي 2018 و2022.

ورحبت البعثة الأممية بانتخاب تكالة، وقالت إنّ "التصويت جرى في ظروف طبيعية وشفافة"، مؤكدة أن "حضور ثلثي أعضاء المجلس يعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء على تجاوز الانقسام، الذي أعاق قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته خلال العام الماضي".

وأعربت عن تطلعاتها لـ"انخراط جميع أعضاء المجلس لكسر الجمود السياسي، والدفع قُدماً بالعملية السياسية"، داعية "أعضاء المجلس إلى الوفاء بواجباتهم الوطنية، والارتقاء إلى مستوى توقعات الشعب الليبي، من خلال دعم عملية سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون بتيسير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".

وفي أغسطس/ آب 2024، وقع خلاف داخل مجلس الدولة خلال جلسة انتخاب، حيث حصل خالد المشري على 69 صوتا مقابل 68 لمحمد تكالة، بينما وقع جدل بشأن قانونية تصويت أحد الأعضاء، ما أسفر عن عقد جلسة الأخرى الأحد، أفضت إلى انتخاب تكالة، وهو ما رفضه المشري.

ومنذ ذلك التاريخ حتى جلسة الأحد، اعتبر كل من تكالة والمشري نفسه رئيسا للمجلس الأعلى، ما فاقم حدة الانقسام الداخلي.

تعقيب المشري
وفي تعقيبه على بيان البعثة الأممية، قال المشري، إنه تابع "باستغراب شديد بيان البعثة الأممية الذي يفتقر إلى الدقة ويجافي الحقيقة والواقع"، وفق قوله.




وأضاف، في بيان، أن "الجلسة لم تحظ بشرعية قانونية أو توافق فعلي، في ظل مقاطعة أكثر من خمسة وأربعين عضوا لها، ومخالفتها الصريحة لأحكام النظام الداخلي للمجلس"، معربا عن رفضه لما أسماه "تدخل البعثة في نزاع قضائي جار".

ورأى موقفها "تجاوزا غير مبرر يمس باستقلال القضاء وانحيازا لطرف دون آخر"، مؤكدا أن "شرعية المؤسسات تُستمد من القانون والإجراءات السليمة، لا من بيانات خارجية"، وطالب "الجميع باحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في مسارات العدالة".

ويعتبر تكالة حاليا، رئيس المجلس الأعلى للدولة ما لم يسع المشري إلى استصدار قرار من القضاء يلغي رئاسته، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

فوز تكالة بالمرة الأولى
في 6 أغسطس/ آب 2023، فاز تكالة للمرة الأولى برئاسة المجلس الأعلى للدولة، إثر حصوله على 67 صوتا مقابل 62 صوتا لخالد المشري.

وهذه هي الدورة العاشرة لانتخابات المجلس الأعلى للدولة، وتبلغ مدة ولاية أعضاء المكتب الرئاسي عاما واحدا، تبدأ من تاريخ انتخابهم.

وتقود البعثة الأممية لدي ليبيا جهودا تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.

والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، التي تدير منها كامل غرب البلاد.

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).

مقالات مشابهة

  • الكويتي بدر الذياب رئيسا للاتحاد الآسيوي لليد
  • يعنينا فهم روسيا وليس أن تفهمنا
  • علاء عز: الأوكازيون سيشمل جميع السلع وليس الملابس وحدها
  • «الجزار» رئيساً لنادي أدب المحلة
  • أمريكا للبنان: نريد فعل وليس كلام بمصادرة سلاح حزب الله
  • البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي
  • دكتور هيثم يشيد بالتقدم الكبير الذي يشهده القطاع الصحي بالشمالية
  • غوتيريش: بناء دولة للفلسطينيين حق وليس مكافأة
  • الشاعر البيومي عوض رئيساً لنادي الأدب المركزي بالغربية
  • بن غفير: يجب على نتنياهو إرسال القنابل إلى غزة وليس المساعدات!