افتتحت جمعية "الشوف للتنمية"، سلسلة المحاضرات التي تنظمها تحت عنوان "رجال الله"، بمحاضرة أقيمت في قاعة كنيسة مار جرجس في بلدة جدرا، تحدث فيها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وحضرتها السيدة هناء هاشم ممثلة وزير العمل مصطفى بيرم، أحمد مهدي ممثلا النائب بلال عبدالله، الوزير السابق طارق الخطيب، الدكتور حمزة حمية ممثلا النائب السابق محمد الحجار، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ رئيف عبدالله، المستشار الاعلامي للعلامة الخطيب واصف عواضة، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد اسماعيل ومخاتير الاقليم، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الاشتراكي ميلار السيد، مسؤول "حزب الله" في الجبل بلال داغر، مسؤول حركة "أمل" في الشوف حسين الحاج، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ أحمد فواز، رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، وفاعليات.



افتتحت المحاضرة بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس بلدية جدرا المونسينيور جوزف القزي كلمة قال فيها: "لكي يبقى لبنان واحداً موحداً وعصياً على المؤامرات وعلى أعدائه، وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي ومخططاته، علينا جميعاً العمل كل في موقعه على تحصين الوحدة الوطنية، وبذل الجهود والمساعي على رأب الصدع في ظل هذا الإنقسام السياسي الحاصل لإنقاذ لبنان. وهنا يبرز الدور الوطني الجامع والكبير والمؤثر لـ "رجال الله في كل الطوائف اللبنانية للعمل على لم الشمل وتوحيد الإيرادات الوطنية، لإنقاذ لبنان وإنتظام عمل المؤسسات الدستورية بدءًا من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية."

جمعية الشوف للتنمية

وألقت الدكتورة دعد القزي كلمة جمعية الشوف للتنمية قالت فيها: "مبادئٌ رسّخها ابناءُ الشوف واقليم الخرّوب، بما تكتنزهُ هذه المنطقة بتنوّعها الثقافي والديني، مثالاً للبنان الموحّد، حيثُ كان ولا يزال منبتا للرجال، الرجال الذين كرّسوا حياتَهم لخدمة أهلهم وابناء وطنهم، فكانوا بحقٍ رجالَ الله. ومن هذا الصرح الديني، على رأسه المونسنيور جوزيف القزي، رئيس بلدية جدرا، الذي هو عنوانٌ للوحدة، والسبّاقُ دائما لاحتضان هذه الانشطة الثقافية الجامعة بين اللبنانيين، وتحتَ رعاية سيادة المطران مارون العمار راعي ابرشية صيدا المارونية، وهو امتدادٌ لاباء هذه الكنيسة، الذين كانوا الملاذ الآمن لابناء هذه المنطقة من دون تمييز او تفرقة".

وختمت: "هذا الاقليمُ جمعَ في طيّاته شجاعةَ الرئيس كميل شمعون، وحكمةَ الزعيم كمال جنبلاط، ومحبةَ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنطلقَ الامام الصدر في عمله لرفع الحرمان عن اهل الجنوب والوطن من منزل الحاج ابو  رضا  الذي كرّسَ حياتَهُ لخدمة اهله، والمصالحةِ التاريخية التي ارساها البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير مع الزعيم وليد جنبلاط في لقاء الجبل، وفي زمن نفتقدُ فيهِ هؤلاء الرجال جسدا، الا أنّ ارثَهُم الثقافي والانساني الجامع، لا يزالُ يصدحُ بكلمةِ الحق في الدفاع عن الوطن وحقوق اهله، ونبذِ كل اصوات التمييز والتطرف التي تُطالعنُا هذه الأيام لغاياتٍ سياسيةٍ للأسف، بعيدا عن مصلحة اللبنانيين، ليطلَّ علينا صوت الحكمة والعقل المتجذّر في نفوسنا، فلبنانُ بنظره لن يكونَ الا بلد التعايش والاخوّة، وفق ما يؤكد سماحة العلاّمة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الذي تستضيفَهُ اليومَ جمعيةُ الشوف للتنمية، في افتتاحِ سلسلةِ محاضراتِهَا بعنوان " رجال الله".

العمّار

من جهته، رحب العمار بالحضور وبالعلامة الخطيب، وأعرب عن سروره بهذا اللقاء الجامع الذي يذكره بلقاء الإمام موسى الصدر مع المطران الخوري في بلدته الحجة، حيث كانت الدعوة إلى التسامح ومحبة الله والعيش بكرامة وبكل ما يرضي الله في تعاليمه ويرضي الإنسان في حياته على هذه الأرض. ولفت الى ان "حضور العلامة الخطيب في هذا الصرح الديني اليوم يؤكد على أهمية الحضور معا والعودة إلى الله، سيما وأن الكتاب المقدس والقرآن الكريم يدعوان إلى العيش معا بأمان وسلام. واخوة، فكلنا نفكر من أجل الخير والعدالة والسلام  ."

الخطيب 

ثم تحدث العلامة الخطيب، فإستهل محاضرته بشكر جمعية الشوف على تنظيم هذا اللقاء، لافتا الى أن "الشوف وإقليم الخروب يشكلان نموذجا عن لبنان الواحد الموحد، لبنان الإنسان والإنسانية، وأن التعدد والتنوع الطائفي والمذهبي والديني، لم يكن عامل تفريق بين الناس وإنما عامل جمع." وأشار الى ان "الانسان هو قيمة في الحياة، والتعدد الديني لا ينبغي أن يتحول إلى مشكلة ،فالمسلم إنسان والمسيحي إنسان والذي يفرق بينهما او بين المذاهب والاديان هو من يستغل الدين ويشوهه ويحوله إلى عقليات قبلية مخالفة للدين".

وقال: "تعدد المرجعيات الروحية لا يعني أنها رؤساء قبائل، فالمسيحية، هي رؤية وفكرة وقيم وكذلك الإسلام. الاختلاف الديني يجب إلا يكون سببا للخلاف والتباعد بين الناس ومن يعمل عكس ذلك يزوّر التاريخ، كما أن التمايز الديني لا يوجب التمايز في الحقوق والواجبات".

أضاف: "في واقعنا اللبناني فان الخلاف السياسي ينقلب الى خلاف مذهبي وديني وطائفي لأغراض ومصالح معينة. لم تكن هناك مشكلة اسلامية -مسيحية في الشرق فهم إخوان في الإيمان، أما المشكلة في لبنان فهي مفتعلة بين الطوائف لمصلحة الطبقة السياسية المستفيدة من امتيازات النظام الطائفي الذي تسبب بازمات ومشاكل لبنان السياسية بين الفينة والأخرى. نحن  ننتمي إلى الإسلام والمسيحية في هذا البلد الذي له حق علينا بأن نحفظه ونحفظ ابناءه، ومن يفتعل المشكلة هو منتفع منها ومستعد لتخريب البلد وبث الفتنة بين اللبنانيين خدمة لمصالحه".

وتابع: "ان وظيفة الدين في لبنان هي المحافظة على القيم الانسانية والمعنوية وتمتين اللحمة الوطنية التي تشكل القيم المعنوية والاخلاقية والدينية احد اهم دعائمها لانها قيم مشتركة بين جميع المكونات".

وختم: "نحن مصرون على الوحدة الوطنية، ومتمسكون بها ونعمل على تحصينها بتعزيز التعاون والتشاور بين اللبنانيين. وتذليل كل العقبات التي تحول دون لقائهم، ونطالب ونعمل على أن تكون هناك دولة قادرة ترسخ الانتماء الوطني لدى المواطن وتوفر الرعاية الصحيحة لكل ابنائها دون تفرقة وتمييز ، وكمجلس اسلامي شيعي اعلى في لبنان طالبنا ونطالب بالعدالة الاجتماعية والإصلاح لاننا نريد قيام دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين امام القانون في الحقوق والواجبات".

بعدها كانت مداخلات.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحمد لله الذي جعلنا يمنيين

 

قد يقول قائل، أو يتساءل متسائل لماذا اخترت هذا العنوان لموضوع المقال هذا؟

أقول له مجيبا: لأسباب عديدة ووجيهة سوف أحاول قدر الإمكان أن أسردها في عدة نقاط

أولا: إن اليمن متمسك بدينه وأخلاقه ومروءته وإيمانه متمسك بالقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وهو أيضا متمسك بالسنة الصحيحة التي تتفق مع القرآن

واليمن قد اختاره الله سبحانه وأثنى عليه، وقال عن رجاله الثابتين على الموقف الحق في مرحلة التراجع والارتداد عن خط الإسلام الأصيل، ومسار القرآن الصحيح قال تعالى : فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ .وهم أهل اليمن

والرسول صلوات الله وسلامه عليه قد وضع لأهل اليمن وسام عز ومنحهم شهادة فخر ستبقى موضع اعتزاز إلى يوم القيامة وذلك عندما قال: الإيمان يمان والحكمة يمانية.

فحق لي وعمر قد ناهز على المائة عام أن أعتز باليمن وأن أحمد الله أن جعلني يمنيا وكيف لا أعتز بنسبتي لليمن، وقد أخبر رسول الله عما يجول في خلدي، ويجيش في صدري من مشاعر فياضة عندما قال عن أهل اليمن ودورهم الإيماني، وشجاعتهم المذهلة التي أغاظت العدو وأسرت الصديق، وساندت المستضعفين في غزة فقد قال رسول الله: الأَزْدُ أَزْدُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَضَعُوهُمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَهُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُولُ الرَّجُلُ: يَا لَيْتَ أَبِي كَانَ أَزْدِيًّا يَا لَيْتَ أُمِّي كَانَتْ أَزْدِيَّةً « أي يمنية ونسبتي أو نسبة أي يمني لليمن مصدر الاعتزاز بهذه النسبة مقترن أو مرتبط بمستوى التمسك بما يريده الله من عباده،

ثانيا: إن اليمن هو الوحيد الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وبتعاطف مع المظلومين وعلى رأسهم فلسطين وغزة، والناس والعالم كله يتفرج على هذه المذبحة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا يوما بعد يوم، وساعة بعد ساعة، وشهرا بعد شهر، وعاما يتلوه عام، والعالم كأنه في غيبوبة، أو كأنه ميت لا حياة له وبالأخص الأعراب من العالم العربي والعالم الإسلامي الذين هم معنيون قبل غيرهم في الدرجة الأولى إذ أن القتلى مسلمون وأبناؤهم الذين يذبحون كل يوم هم أبناؤهم وما كان يحق لأحد أن يتفرج على هذه المذبحة التي يرتكبها اليهود الكفرة الفجرة الظلمة أحفاد القردة والخنازير، ما كان ينبغي ولا يجوز لأحد أن يتفرج على كل هذه المآسي والجرائم والمجازر في غزة

وأنا أعتقد- والله أعلم- أن هؤلاء المتفرجين قد ألبسوا أنفسهم العار الأبدي إلى أبد الآبدين والعياذ بالله.

ثالثا: إن اليمن لا يؤمن بما يؤمن به الآخرون بوجوب طاعة ولي الأمر إذا كان فاسقا كافرا جاحدا ظالما فاسقا يبدد أموال المسلمين، ويبذر بها شرقا وغربا، ويتفرج على المؤمنين المسلمين وهم يذبحون من الوريد إلى الوريد كل يوم، هذه الزعامة أو الرئاسة التي تقلدها هؤلاء الظالمون الفاسقون لو كان لها لسان تنطق لنطقت بلعنهم، ووجوب الخروج عليهم، ولرفعت شكواها، وعبرت عن ألمها إلى الجن قبل الإنس، الجن الذين قالوا بعد سماع القرآن: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ. ومن لا يكون راشدا وهو في موقع الحكم فلا شرعية له، ولا طاعة، لأنه سفيه في رأيه، وتصرفه، وسياسته وكفى بقول الجن حجة على الإنس الذين يؤمنون بطاعة ولي الأمر السفيه والأشد كفرا ونفاقا، فالزعامات المتفرجة على غزة، والتي لا تتحرك مشاعرها، ولا يؤنبها ضميرها ولا تقوم بواجبها كما أرادا الله لا يجب طاعتها بل يجب الخروج عليها وقتالها وهذا ما سطره، وأسسه الإمام الحسين رضوان الله عليه، وقام به، وعمده بدمه وروحه حتى لا تبقى للحكام الظالمين شرعية، وهو المبدأ الذي أحياه الإمام زيد بن علي رضوان الله عليه من بعد كربلاء بسنوات قليلة فسنوا سنة حسنة ومباركة لا يعرف قيمتها إلا المؤمنون الأحرار، أما عبيد الدنيا، وأسرى الخوف فهم على دين ملوكهم ورؤساءهم حتى لو كانوا من أظلم الظالمين، وأفسق الفاسقين، ولو كانوا يشربون الخمر في جوف الكعبة، أو على صعيد عرفة كما هو معروف من فتاوى الوهابية، وثقافة السلفية وفي كتبهم التي أوصلت الأمة أن هذا المستوى من الذل والقهر والخزي والجبن أمام حفنة من اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة.

إن هؤلاء الرؤساء والزعماء والملوك هم أظلم وأطغى من ملوك وزعامات الأمس والواجب بل أوجب الواجبات هو الخروج عليهم لا طاعتهم، ومن يجب طاعته هو ولي الأمر المؤمن المسلم المجاهد الذي يأمر المعروف وينهى عن المنكر الصادق في أقواله وأفعاله الشجاع المقدام الغيور على حرمات الله عندما تنتهك، والمجيش للجيوش عندما يعربد اليهود، ويرتبكون المجازر هذا هو الذي يحق له أن يتولى أمر الإسلام والمسلمين ويستحق أن يسمى بولي الأمر ومن تنطبق عليه الأوصاف المذكورة في هذه المرحلة هو المتولي للأمر في اليمن وهو القائد التقي الحيدري/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره، ولأنه يحمل المؤهلات القرآنية والإيمانية يجب على كل فرد من أهل اليمن أن يطيعه ويسانده، ولا أقصد بكلامي هذا كل اليمنيين، ولا أوجهه لتلك المجموعة التي خرجت من تلقاء نفسها التي أخرجها حقدها، وكبرها، وذنوبها، وركونها إلى الظالمين من أعراب نجد ووقعوا في شر أعمالهم في أحضان الطغاة، وفي أحضان عبيد العبيد، ويدرك الكيسون الفطناء جيدا أنه لا زالت بعض الخلايا الخبيثة والخيوط الشيطانية، والنفوس المريضة والجاحدة في الداخل وهؤلاء غير معول عليهم، إنما المعول على من عرفوا كلمة الحق والصدق، وحملوا لواءها بجد، وتحركوا في الساحة ولهم تأثير وحضور في إحقاق الحق، ونصرة المظلومين، والوقوف في وجه الظالمين هؤلاء هم من تجب مولاتهم واحترامهم ومن يعول عليهم، ويجب الاعتزاز بهم.

رابعا: إن اليمن بقيادته العظيمة الشجاعة المباركة هو الشعب الوحيد الذي تصدى لأطغى طغاة العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهما لقد قال قائد اليمن بالحرف الوحد: لأمريكا وإسرائيل قفا عند حدكما وإلا فسوف تأتي إليكم الصواريخ المحمدية والعلوية.

خامسا: إن اليمن بقيادته هو الوحيد الذي برز إلى حيز الوجود وتظاهر لما يقارب العامين وهو يتحدى العالم بكله ويؤيد المظلومين ويناصرهم ويساندهم بكل ما يستطيع ويحتج على الظلمة الفجرة ولا يبالي بهم ولقد سمع العالم كله مظاهراتهم الأسبوعية التي استمرت 22 اثنين وعشرين شهرا هذا هو الشعب اليمني وهذه هي قيادته القيادة المخلصة المؤمنة الصادقة.

سادسا: إن اليمن هو الوحيد الذي لا يكل ولا يمل ومستمر دائما وأبدا في المظاهرات وفي التصدي للظلم ولا يبالي بالاعتداءات عليه ولا يعرف الهزيمة ولا يعرف الخوف بل كأنه شرب الموت شهدا عسلا مصفى، اليمن هو الذي برز إلى حيز الوجود وأخاف أكابر الظلمة في الدنيا بكلها ذلك هو اليمن وما أدراك ما اليمن؟ ولهذا آثرت واخترت أن يكون عنوان مقالي وموضوعي هو اليمن وأفتخر وأعتز بأنني يمني للأسباب الوجيه التي أوردتها وسيعجب بهذا الكلام من يعجب ممن لازالت فطرتهم سليمة، وقلوبهم نقية، وستضيق الأرض بما رحبت بتلك القلوب المقلوبة، والصدور المتكبرة التي لا يعجبها إلا ما يعجب الحكام الجائرين، ولا ترتاح إلا لما ينشرح له صدور أكابر المجرمين والمنافقين المتفرجين على غزة وفلسطين والله المستعان.

سابعا: إن الصواريخ اليمنية هي التي أخرست اليهود ومضاداتهم وأسكتتهم وتجاوزت كل تقنياتهم، ومرت من فوق رؤوسهم وهم ينظرون إليها نظر المغشي عليه من الرعب والرهبة والموت، هذه اليمن وما أدراك ما اليمن الذي لم يتفرج قائدها وشعبها وجيشها كما تفرج الأخرون، وقعدوا مع القاعدين من الخوالف والجبناء والمثبطين.

اليمن لم ولن يتفرج على الظلم مع المتفرجين، ولن يهدأ له بال وهو يرى الظلم في الأرض وسيكون شوكة في حلوق الظالمين والمستكبرين، وسيكون ضد الفجرة والكفرة وضد المنافقين واليهود والنصارى هذا هو اليمن.

فعلى كل إنسان أن يعرف من هو اليمن وإلا فسوف يموت قهرا وكمدا.

ثامنا: إن اليمن وجيشه وقيادته قد التحموا وشكلوا جبهة واحدة أمام العدو وأمام الظلمة وأمام الطغاة، ولهذا فلن تستطيعوا ولن يستطيع العدو أن ينفذ إلى اليمن حتى لو حشر الجن والإنس لن يقدر على اليمن بحال من الأحوال بإذن الله.

هـذا هو اليمن الذي بوأه الله هذه المكانة، وشرفه بهذا الموقف التاريخي وعلى الظلمة وعلى القتلة أن يموتوا بغيظهم، والذين يسارعون إلى جهنم عليهم أن يصمتوا إلى الأبد فأمامهم اليمن الذي لا يخاف في الله والحق لومة لائم كما وصف الله رجاله الذين وعد بالإتيان بهم عندما يرتد المسارعون المطبعون في هوى وهاوية التولي لليهود والنصارى، اليمن الذي ترعاه عناية الله، وهو معتصم بالله لن يتزحزح ولن يخاف من أحد إلا من الله.

ويجب أن يفهم الجميع أن قدرة الله فوق قدرة الظلمة والطغاة ولن يستطيع أحد أن يغالب الله، ويقف أمام قدرته القاهر، وقوته الغالبة، وسننه الماضية واليمن مع الله والله معه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله.

تاسعا: أن اليمن هو الوحيد الذي علماؤه لم يكونوا مرتبطين بالسلطة، إنما ارتباطهم بالله الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير ولعلكم قد سمعتم وشاهدتم علماء السلطة في السعودية وغيرها الذين ينتاب المسلم الخجل عند سماعهم ورؤية وجوههم المنافقة المكفهرة التي تتزيا بزي العلماء، وتظهر بمظهر العلم ويسميهم الناس بالعلماء وهم بحق كما وصفهم الإمام زيد بعلماء السوء، وأقول في الأخير حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا أدري كيف سيكون موقفهم وجوابهم بين يدي الله، وبأي وجه سيلقونه، والحجة عليهم أعظم، وهم عند الله ألوم.

عاشرا : الشعب اليمني هو الشعب الوحيد الذي يأس من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومن الجامعة العربية ومن كل التجمعات، لأن هذه التجمعات هي من صنع أمريكا، ولهذا لم يعرها الشعب اليمني اهتماما، ولم يقتنع بشعاراتها البراقة، ولم تنطل عليها، عناوينها الكذابة، ووضع تقاريرها تحت قدميه هـــــــــااااااااذا هو الشعب اليمني.

وأخيرا: اتجه إلى السعودية والإمارات وأقول لهم: إذا بقي فيكم ذرة من الذوق، أو مثقال خردلة من الفهم فيجب أن تفهموا أن الأمن يجب أن يكون للجميع، والحرب يجب أن تكون على الجميع والقتال آت بدون قيد ولا شرط، وإن كنتم تعتقدون أو تظنون بأن الشعب اليمني سيرضخ للضغوط الاقتصادية التي تمارسونها أو أنه سيجوع كما هو الحال في غزة فإن الشعب اليمني سيجعلها ثورة عارمة، وسيتحول إلى بركان جارف يكتسحكم، ويقلب الأمور على رؤوسكم الزجاجية، فيجب أن تفهوا أن السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص هذا ما يجب أن تفهموه ويكون في حسبانكم وكفاكم حصارا وتآمرا وخرابا في اليمن فقد قتلتم أبناءه، وخربتم بيوته وطرقاته، والآن أتظنون أنكم في سلامة وأمان لا وألف لا، لن تكونوا في سلامة وأمان ومنأى من غضب اليمنيين هذا ما يجب أن تفهموه الفهم الصحيح قبل فوات الأوان، وقبل أن تذوقوا وبال جرائمكم بحق الشعب اليمني، والعاقبة للمتقين وصدق الله أحكم الحاكمين القائل: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.

مقالات مشابهة

  • الخطيب التقى ممثل حركة حماس في لبنان
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • الخطيب يودّع السفير دبور ويبحث أوضاع البلديات والأوقاف
  • بين المستقبل والإشتراكي في الشوف.. هل سيقعُ الإنفصال؟
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • ما هو الوسام الذي منحه رئيس الجمهوريّة لزياد الرحباني؟
  • تركيا تبدأ حقبة جديدة.. لجنة برلمانية تدير تفكيك صفوف «العمال الكردستاني» وتعزز الوحدة الوطنية
  • الفرزلي استقبل مفتي راشيا: لتكريس العيش الواحد وتعزيز الوحدة الوطنية