فواكه الضفة بغزة.. لإمتاع النظر فقط
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
خان يونس - خاص صفا
"يا عم عندك تفاحة بشيقل؟"، تسأل الطفلة شهد، أحد باعة الفواكه التي دخلت لغزة من الداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية، ليرد عليها: "لا يا عم للأسف".
ذلك الصنف من التفاح الذي اشتهته شهد الشيخ (8 أعوام) يصل سعر الحبة الواحدة 5 -7 شواقل بحسب وزنها، وهو متوسط لسعر الفاكهة التي سمح الاحتلال بإدخالها قبل أيام إلى وسط وجنوب القطاع، ما يعكس جنونية الأسعار التي يفرضه.
لإمتاع البصر فقط
وينبهر النازحون في منطقة مواصي خان يونس الملآى بخيام النازحين، بأنواع الفاكهة التي صدرها تجار الضفة لغزة، أما طعمها فهي "حرام عليهم"، يقول أحد المواطنين المصدومين من أسعار الفاكهة.
ولم تورد الفاكهة لغزة طوال أشهر الحرب سوى لثلاث أيام فقط، كما لم تعد من أولويات الأهالي نظرًا لحالة الفقر المُدقع وانعدام السيولة المادية والدخل، وفي ظل حالة مستويات المجاعة التي وصلوا إليها.
ويقول النازح عيسى راضي لوكالة "صفا": "منذ مدة طويلة لم يرَ هذا التنوع المثير للشهية، لكن مثلما يقول المثل: يا فرحة ما تمت، فسعر الفاكهة ليس بمقدورنا".
وخلال جولة سريعة في أسواق الفاكهة في خان يونس أو دير البلح جنوب ووسط القطاع، سجلت أسعار الفاكهة 25 شيقلاً للمانجا بدلاً من 8 شواقل لفترة ما قبل العدوان، والخوخ 13 شيقل بدلاً من 8، والتفاح 13 شيقل بدلاً من 5، والموز 12 شيقل بدلاً من 4، ويقاس عليها باقي أسعار الفاكهة المتغيرة يوميًا.
ويقول النازح محمد بركة الذي يعيل 4 أطفال، أنه "حتى لو افترضنا شراء حبة من كل نوع، فإنني سأحتاج 100 شيقل لأعود لخيمة أطفالي بتشكيلة متواضعة من تلك الفاكهة".
ويتابع بسخرية "من أين لنا هذا؟ أنا بائع معلبات وبقوليات، لكن كل ما أحصله في نهاية اليوم لا يتعدى تكلفة وجبة غداء واحدة.
وكان تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أظهر أن قطاع غزة يشهد موجة تضخم هائلة أدت إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 600% خلال شهور العدوان المستمر منذ 260 يومٍ تقريبًا.
ولا يقتصر الغلاء على أصناف الفاكهة فحسب؛ فأسعار الدواجن التي يتم توريدها نادرًا، هي الأخرى فاق سعرها الحقيقي 10 أضعاف تقريبًا. فمثلاً كان يُباع الكيلو جرام الواحد من أجنحة الدواجن المجمدة بأربعة شواقل، ليصل حاليًا إلى 38 شيقلاً."
يُشار إلى أن السمات المميزة لسوق غزة في زمن العدوان يتضمن تقلبًا هائلاً في الأسعار نتيجة نقص الغذاء وغيره من الأساسيات، وعدم القدرة على الحصول على النقد لشراء ما هو متاح.
وأدت تلك الأزمة إلى تفاقم أزمة الجوع وتفاقم تحديات الحياة اليومية حتى بالنسبة لبعض الأهالي الذين لديهم مدخرات أو ما زالوا يتقاضون رواتبهم.
ومن الجدير بالذكر أن قبل شهور العدوان، كانت شاحنات المساعدات والبضائع التجارية تدخل إلى غزة عبر طريقين: معظمها عبر معبر كرم أبو سالم والباقي عبر معبر رفح، الذي يقع على الحدود مع مصر. وكلا المعبرين الحدوديين مغلقان لكن كمية البضائع الداخلة انخفضت إلى حد كبير، وارتفعت تكاليف الاستيراد كثيراً.
يُذكر أن عدد الشاحنات المدخلة لا يلبي سوى أقل من 5% من حاجة السكان وأهالي القطاع، في ظل وجود أكثر من مليوني فلسطيني يحتاجون لمساعدات مستمرة ومتواصلة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى العدوان على غزة أسعار الفاكهة أسعار الخضار خان يونس
إقرأ أيضاً:
عسكري إسرائيلي: الجيش “فيل تائه في حقل ألغام” في غزة
#سواليف
قال رئيس العمليات السابق في #جيش_الاحتلال، يسرائيل زيف، إن الأحداث الأخيرة أعادت فتح “جراح جباليا”، التي حصدت أرواح عشرات #الجنود #الإسرائيليين في سلسلة عمليات وصفها بـ”العقيمة والمتكررة”، دون أن تُحدث أي فارق ميداني حقيقي أو تساهم في تحقيق أمن “إسرائيل”.
وأضاف زيف في مقالٍ نشره بموقع القناة 12 العبرية، أن #العمليات_العسكرية المتكررة في أزقة #جباليا تُنفذ في المكان ذاته، بنفس الطريقة، وتحت ذرائع تتبدل باستمرار، بينما الواقع لا يتغير: اقتحامات جديدة، تهجير للفلسطينيين، تدمير لما تبقى من بنى تحتية، وقتال وسط عبوات و #كمائن، وسلسلة لا تنتهي من الاغتيالات لعناصر ومقاتلين جُندوا حديثاً، وقادة سبق أن تم استهداف من قبلهم.
ووصف زيف هذا النمط العسكري بأنه “تخبط في حلقة مفرغة”، مشيراً إلى أن الجيش بات يُستخدم لسد فراغ سياسي نتيجة غياب الأهداف الواضحة والخطة القابلة للتحقيق.
مقالات ذات صلةوحذر المسؤول العسكري السابق من أن جيش الاحتلال يتحول إلى ” #فيل_تائه في #حقل_ألغام”، بدلاً من أن يكون قوة رادعة تمارس الهجوم والمناورة وتفرض الهيبة.
واعتبر أن ما يجري الآن هو تآكل عميق في الفاعلية العسكرية، و”استخدام سيء لقوة عسكرية دون أفق سياسي أو استراتيجية خروج واضحة”.
وهاجم زيف الأداء السياسي لحكومة نتنياهو، مشيراً إلى أن تراكم الإخفاقات لا يقتصر على جبهة غزة، بل يشمل ملفات إقليمية ودولية، منها الفشل في استعادة الأسرى، وعدم القدرة على إنهاء حكم حركة حماس، وكذلك فشل “مخطط الترحيل الجماعي” وتقويض نظام توزيع المساعدات، إضافة إلى تدهور مكانة “إسرائيل” في المجتمع الدولي وتنامي الغضب العالمي تجاهها.
وأشار إلى أن الإخفاق الأبرز يتمثل في غياب الحسم السياسي، وعدم الاستعداد لاعتماد مبادرات واقعية لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها المبادرة العربية، معتبرًا أن إطالة أمد القتال بدون هدف واضح، يقوّض صورة الردع الإسرائيلي ويُفقد الجيش إنجازاته الميدانية تدريجياً.
وفي تقييمه لمآلات الحرب، لفت زيف إلى تراجع دقة الأهداف وتضاؤل جدوى العمليات، مشيرًا إلى أن هذا النهج يهدد بإفشال أي نصر عسكري ويزيد من تورط الجيش في إدارة الفلسطينيين بدلاً من خوض معركة حاسمة.
وختم بالقول إن الجيش يجد نفسه اليوم عالقًا بين احتلال 70% من قطاع غزة وتحمل مسؤولية 100% من الفلسطينيين، فيما لا تزال الحكومة غارقة في قرارات مرتجلة دون إدراك لنتائجها، داعيًا إلى اتخاذ قرار واحد هو إنهاء الحرب، لتجنيب المؤسسة العسكرية مزيدًا من الفوضى والخسائر.