عادل محجوب على
adelmhjoubali49@gmail.com
الخروج من المتاهة ..
• تزداد كل يوم أزمتنا الوطنية تعقيدا ..ونحنا فى غينا سادرون .
•تتمدد نيران الحرب بأرض الوطن الممتدة وتأكل العرض والقيم قبل الأنفس و الثمرات والبنية التحتية .
• ونحن جميعنا ضالعون بالصمت المريب ،أو خائضون فى جدالنا العقيم، وخطاب بث الكراهية اللئيم .
• وتمرر الأجندة بغباء أو غفلة ويصب الزيت على حطب حريق الوطن .
• والإنفلات ،والشتات، والفوضى الخلاقة، اسماء لأمراض قاتلة تصيب الاوطان ،جراثيمها موجودة داخل خلايا وطننا ،وأخرى مصنوعة ، تؤجج فتنتها فئة متطلعة ،ويشعلها الأغبياء، ويدفعون بها ، البلد إلى المحرقة .
• و يتبضعون بكلمات ذات سر عاطفى باتع أفئدة البسطاء ، العزة ،الكرامة ، وما يتبعها من جغم ..تثيره إقاعات الجلالات والفنانات (بل بل غيرو مافى حل لى الله بتمش جوك ملوك القل ..تاح تاح تحسم بالسلاح).
• والحكامات والبوشان من الطرف الآخر وما يتبعها من طقيع ..(والساير عطية والمقيم حيماد ،الدخان البتلتل داك راشد الولاد ). وكأنهم يعودون بنا مئات السنين إلى الوراء إلى زمن حرب ناقة العريقى فنّة.
• و يجسدون الواقع الأليم بتقليد أصوات الحمير والغنم والكلاب عند الأسر المتبادل .
• وهذا حصاد الجهل المدقع والقبلية المنتنة وإسناد الأمر لغير أهله .
• وبالتعليم منذ الابتدائى نعرف أن الأقوام فى سيرها لا تعطف على ساقط فى الطريق ..وأن فى الحرب السقوط المريع ..
• و المغتصب الأكبر هو الذى يركب مشاعر هؤلاء البسطاء الوطنية والقبلية والدينية و يحمس شياطين الموت داخلهم ويجعلهم حطب حريق لدمار الوطن ليجلس على تلة رماده ، وهو لا يدرى أنه مجرد كراع كديس ،بعالم اليوم الغميس .. وان أحلام الحسم بالسلاح التى لا تتحقق ، هى سبة فى جبين الحكمة، وطعنة فى ضمير الإنسانية، و مضيعة للأوطان و مهلكة للأنفس المسلمةالتى زوال الكعبة أهون عند الله من قتلها بدون وجهه حق ..
• وإذا كان للسلاح حسم ، لما تقطع الوطن من أطرافه ، وان كانت وعود العسكر سخية، لصلى البشير الجمعة فى كاودا ، قبل سنوات عديدة ، وما تم فض الاعتصام ،ولا ضحت الجزيرة الخضراء بأرواح بنيها النضرة ،وهى ترزح تحت وطأة عبث الجنجويد، والدنيا ايام عيد.وكان منى اركو فى عالم البرزخ.
• بداية الخروج من مأزق الوطن الراهن هو إندياح الوعى الشعبى العريض فى كل مسام الوطن المهيض .
• وإلمام عامة الناس بحقيقة الأشياء ودوافعها من واقعها المعاش الذى يمشى بين الناس و يهرى الفشفاش فعلا مستشريا و كناية بأزخة ..
• وان لا يرى المواطن البسيط حال الوطن من خلال أقنعة الزيف بإعلام الضلال وخداع خطب الساسة و دراريب المتحاربين الفرقاء الذين كانوا أحباء.. وربما يعودون على أشلاء الضحايا لحالة العشق المصلحى .
• و سيطول إنتظار تحقيق أحلام. التفكير بالتمنى الذى يدثر أبواق الحرب وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين.
• وبين أبناء الوطن ، علماء أفذاذ، ورجال دولة ثقات ، لو أقسموا على الله لأبرهم. يتدثرون بالصمت و الانذواء ،آن أوان تصديهم لإخراج الوطن من وكر الضباع .
•وأن لا يتركوا التصدى لشأن الوطن تحت رحمة من يبيعون الظلم فى الطرقات بإسم الله ،وخفافيش الظلام والوجوه العطنة التى تتسيد المشهد العام فى السياسة والإعلام ، وأوردت الوطن لجب الضياع .
• وعلى الماسكين لأطراف اللجام مراعاة أن وجع الثكلى من الأمهات والأرامل والأيتام فجيعة القهر و الإغتصاب والسلب والنهب و مآسى السودانيين فى دول اللجوء و رواكيب النزوح لن تتوقف الا بتوقف الحرب .
• وان من يدفعونهم للمزيد من القتل والتدمير لبنى الوطن التحتية المتبقية و نسيجه الإجتماعى المنهك ،لن يحققوا لهم غاية ولن يشفعوا لهم يوم لا تملك نفس لنفس شيئا..
فأكبح جماح نفسك كن حكيم
أيقظ مكامنك الخبيئة كن رحيم
الشجاعة أن تقى شعب عظيم
حربك الرعناء و الخطر الجسيم
فأخرج من متاهتك القميئة وأستقيم
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عيد الأضحى في دمشق… تقاليد دينية وتراثية بين الماضي والحاضر
دمشق-سانا
عيد الأضحى هو مناسبة دينية إسلامية عريقة، تعود جذورها إلى قصة النبي إبراهيم وابنه النبي إسماعيل عليهما السلام، بعد أن أمره الله تعالى بذبح ابنه امتثالاً لأمره، ففدى الله إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، ومن هنا جاءت شعيرة الأضحية التي ترتبط بمناسك الحج، وتُقام من أول أيام العيد حتى آخر أيام التشريق.
هذا الطقس الديني والتراثي لم يغب عن سوريا رغم ما شهدته من مآس طوال الفترة الماضية، ولكنه تراجع قليلاً، وعن ذلك تقول الدكتورة نجلاء الخضراء الباحثة في التراث في تصريح لمراسل سانا: شهدت طقوس وعادات عيد الأضحى وتقاليده خلال سنوات الثورة السورية تغيرات كبيرة، حيث تقلصت مظاهر الاحتفال بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وأصبح العيد بالنسبة للكثيرين يحمل طابع الحزن والافتقاد، لكن مع انتصار الثورة السورية، ورفع العقوبات الاقتصادية ولد أمل كبير في عودة هذه الطقوس إلى سابق عهدها، مع المحافظة على روح التكافل والتقوى التي تميز العيد في سوريا.
وأوضحت الخضراء، أن البعد التكافلي للأضحية يتجلى في مشاركة الفقراء والمحتاجين من لحوم الأضاحي، ما يعزز الروابط الاجتماعية ويجسد قيم المحبة والتراحم بين الناس، وهو ما يحث عليه الدين الإسلامي بشدة، حيث يمكن الاشتراك في الأضحية لتخفيف العبء على الأفراد وتحقيق الفائدة للجميع.
وقالت: إن طقس الأضحية يساعد على إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الفقراء في عيد الأضحى، فهناك الكثير من العائلات الفقيرة التي لا تأكل اللحم إلا في هذه المناسبة، مبينة أن هذه العادة تسهم في المساواة بين الناس وتحثهم على العطاء.
ولفتت الباحثة في التراث، إلى أن رمزية الأضحية تكمن في الامتثال لأوامر الله والفداء، إذ تمثل التضحية الطاعة المطلقة لله، وهي تذكير بقصة النبي إبراهيم عليه السلام الذي كان مستعداً للتضحية بابنه في سبيل الله، ما يعكس معاني الإيمان والتسليم.
وأكدت الخضراء أنه من الضروري إحياء التقاليد والطقوس التراثية السورية، خصوصاً الدمشقية منها، وتوثيقها وتعليمها للأجيال الجديدة، للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية التي تشكل جزءاً من تاريخ وحضارة دمشق العريقة، وخاصة في ظل التحديات التي مرت بها البلاد.
وختمت الدكتورة الخضراء حديثها بالقول: باستمرار إقبال الناس على تقديم الأضاحي، يظل عيد الأضحى في دمشق مناسبة تجمع بين الدين والتراث والإنسانية، ويعكس عمق الروح السورية وأملها في غد أفضل لكل السوريين.
تابعوا أخبار سانا على