فلنكن كلنا العين الساهرة لهذا الوطن الغالي
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
درويش بن سالم الكيومي
إن العالم يشهد الكثير من التوترات والصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية والدينية، وغيرها من الأسباب التي تُحرّض وتسعى إلى الدمار والشتات، من خلال استغلال ضعاف النفوس البعيدين عن الوازع الديني والأخلاقي، للقيام بالظواهر والكوارث السلبية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وزرع الفتنة والضغينة والشقاق والتفرقة بين أطراف المجتمع، والتأثير على التنمية والاقتصاد، والوصول إلى المواقع الحساسة والمهمة في الدولة، مقابل خيانة الوطن والمجتمع الذي احتضنه ووفّر له كل سبل العيش الكريم.
فالوطن كمثل الأم التي تعطف على ابنها منذ طفولته، وتمنحه الرعاية والصحة والعلاج والمأكل والمشرب والملبس، حتى يصل إلى سن الشباب، ويُكمل مشوارًا طويلًا في التعليم، ليصبح رجلًا قادرًا على ردّ الجميل لوطنه الغالي وتربته الطاهرة.
لقد كرس جلالة السلطان -أعزه الله وأبقاه- منذ توليه مقاليد الحكم في 11/1/2020م، جهده المضاعف ووقته الثمين لتذليل كل الظروف والصعاب والتحديات التنموية والاقتصادية والسياسية في الداخل والخارج، من أجل توفير سبل الراحة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة.
فالوطن لا مثيل له، وهو حياة كريمة واستقرار نفسي وعاطفي، وتكوين أسرة تنعم بالأمن والأمان. وعلى كل واحد منا أن يسهم في دفع عجلة التنمية والاقتصاد، من خلال الحفاظ على هذا الوطن الغالي ومكتسباته، وأن نكون له العين الساهرة الثانية إلى جانب رجال الأمن الأشاوس، ونحميه من كل يدٍ عابثة قد تمسّه بسوء.
ويجب الحذر من نشر الأحداث والصور والأخبار التي تقع في محيط الوطن، حتى لا نفتح مجالًا للعابثين الذين يتربصون بنا ليل نهار. فإياكم، يا شباب الوطن، أن تسهموا في مثل هذه الأحداث المؤسفة، والتي لا نرجو تكرارها لما خلّفته من سلبيات جسيمة، نسأل الله السلامة.
وعلينا أن نكون أكثر حذرًا عندما نكون خارج البلد، بأن نبتعد عن القنوات الفضائية والإخبارية المشبوهة، ولا ندلي بأي معلومة عن الوطن؛ لأنها قد تُستغل وتُساء تأويلها. كذلك، يجب أن نكون يقظين في الرحلات، سواء كانت للابتعاث الوظيفي أو للمشاركة في ورش العمل والندوات أو الابتعاث الدراسي أو الرحلات السياحية.
وعلينا الابتعاد عن الأماكن المشبوهة، والتجمعات والتظاهرات الحزبية أو الطائفية، حتى لا نتعرض للإهانة أو نقع فيما لا تُحمد عقباه، خاصةً في الغربة.
وللأسف الشديد، هناك أنشطة تُنظّم، ولقاءات تُعقد، وعلاقات تُبنى بطرق غير مباشرة تستهدف المرأة العربية المسلمة، بوضع مكائد جاهزة تحت مسميات براقة مثل "التجمع النسوي"، ولكنها في الحقيقة تهدف إلى الهدم، والخراب، والدمار، للمجتمع والأسرة.
لذا، فالحذر واجب، وعلى كل امرأة عربية مشاركة في فعاليات خارجية أن تكون واعية، وأن تفكّر مليًا قبل الانخراط في مثل هذه التجمعات.
علينا جميعًا التعاون عند رؤية أي متغيرات أو أحداث تكفيرية أو متطرفة تمسّ بأمن الوطن، وأن نبادر بالتواصل مع الجهات المعنية فورًا. فالمواطن هو أيضًا أحد الجنود البواسل، يدافع عن وطنه بالفطرة وبالوطنية المترسخة في روحه ودَمه وجسده، فالوطن هو مهد الأمان.
ومن خلال هذا المقال، أدعو أهل عُمان الأوفياء -من رجال وشباب ونساء- أن نكون العين الساهرة الثانية لهذا الوطن الغالي. فهو أمانة في أعناقنا، فلنكن أهلًا لهذه الأمانة.
حفظ الله أرض عُمان بدعاء سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، بإذن الله، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هزاع بن زايد يشهد عروضاً تخصصية قدّمها مجندون من برنامج الخدمة الوطنية
شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، عدداً من العروض التخصصية، التي قدّمها مجندو الدفعة ال 22 من برنامج الخدمة الوطنية (2024-2025)، خلال حفل أُقيم في مركز تدريب سيح اللحمة بمنطقة العين، بحضور معالي الفريق الركن إبراهيم ناصر محمد العلوي، وكيل وزارة الدفاع، وعدد من كبار ضباط وزارة الدفاع، وجمع من أهالي وذوي المجندين.
وهنّأ سموّه المجندين على ما أنجزوه خلال دورة الخدمة الوطنية وبرامجها التدريبية النظرية والعملية، متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد في خدمة الوطن والحفاظ على مصالحه ومكتسباته، وتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون جميع أبناء الوطن منخرطين في عملية التقدُّم والتطوُّر التي تشهدها دولة الإمارات، حيث حثّهم سموّه على توظيف ما اكتسبوه من معارف ومهارات لرفد القوات المسلحة بالكوادر المؤهلة وتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية.
وأكَّد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أهمية منظومة الخدمة الوطنية والاحتياطية، ودورها في بناء الكفاءات وإعداد جيل قادر على قيادة دفة المستقبل، والمشاركة في مسيرة التنمية الشاملة من خلال تلبية نداء الواجب، إسهاماً في تعزيز أمن الوطن وسلامته والذود عن حماه وصون منجزاته وسيادته وإعلاء رايته.
واستُهِل الحفل بعزف السلام الوطني، ثم جرى تنفيذ استعراض ميداني شمل تمارين قتالية وتعبوية، إلى جانب عروض للمشاة والتنسيق الجماعي، أظهر خلالها المجندون لياقة بدنية عالية ومهارات تدريبية وعسكرية متقدمة تعكس مدى جاهزية مجندي الخدمة الوطنية للدفاع عن الوطن بروح معنوية عالية تُجسّد أسمى معاني الانتماء لدولة الإمارات والولاء للقيادة الحكيمة.
وألقى نائب قائد مركز تدريب سيح اللحمة كلمة رحَّب خلالها براعي الحفل والحضور الكريم، وعبّر فيها عن فخر واعتزاز القوات المسلحة بتدريب كوكبة جديدة من حماة الوطن، الذين هم على أتم الجاهزية والاستعداد للدفاع عن أمن ومكتسبات الوطن ومواكبة تحديات الحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية يسهم في بناء شخصية المجندين من خلال تعزيز روح الانضباط والانتماء والتمسُّك بأخلاق الجندية قولاً وفعلاً.