قصف الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدة بلدات جنوبي لبنان بعد هدوء حذر ساد منذ ساعات الصباح، فيما أعلن حزب الله اللبناني شن هجوم بالمسيرات على مقر ‏لوائي التابع للفرقة 91 شمال إسرائيل.

يأتي ذلك فيما عبّرت الأمم المتحدة عن "قلقها الشديد" إزاء خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، في حين دعت واشنطن الحزب إلى "التفاوض بشكل غير مباشر" مع إسرائيل بدلا من تصعيد التوتر، وفق تعبيرها.

وقال المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، خلال كلمة له بمجلس الأمن، "أعرب عن قلقي الشديد إزاء خطر التصعيد، خاصة بين إسرائيل وحزب الله".

أوستن: حرب بين إسرائيل وحزب الله قد تتحول بسهولة لحرب إقليمية (الفرنسية) حرب إقليمية

كما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الإدارة الأميركية "تولي أهمية للحل الدبلوماسي لوقف التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية"، مؤكدا أن "حربا أخرى بين إسرائيل وحزب الله قد تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية".

كما نقل موقع أكسيوس الإخباري عن آموس هوكشتاين، المبعوث الأميركي إلى لبنان، قوله إن حزب الله بحاجة إلى التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل، مؤكدا أن واشنطن "لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد".

وأضاف الموقع أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مهتم بحرب مع حزب الله، ويُفضل الحل الدبلوماسي.

ونقل موقع بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين قولهم إن على حزب الله ألا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته، بل ستساعد واشنطن تل أبيب في الدفاع عن نفسها إذا نفذ الحزب أي ضربات انتقامية.

وأشار المسؤولون إلى أن خطر الحرب بين الحزب وإسرائيل "مرتفع هذا الشهر، كما ارتفع خطر سوء تقديرهما للوضع".

إظلام لبنان

إسرائيليا، قال الوزير المستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إن إسرائيل "قادرة على إظلام لبنان وتدمير القدرات العسكرية لحزب الله"، مؤكدا أنه من الواجب "إعادة سكان الشمال والجنوب لكي يعيشوا بأمان، ولو كان الثمن هو التصعيد".

كما قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن بلاده والإدارة الأميركية تؤمنان وتفضلان تركيز اهتمامها على المسار الدبلوماسي، لكن إذا لم نتوصل لتسوية "سنلجأ للتغيير بوسائل أخرى".

وأضاف أنه "يوجد إجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان".

كما أشار إلى أن المبعوث الأميركي "متفائل"، ويرى أن المرحلة الثالثة من القتال في قطاع غزة ستدفع حزب الله لخفض حالة الإسناد المعلنة، وفق تعبيره.

هجوم بالمسيّرات

تتزامن هذه التصريحات مع تصعيد ميداني ملحوظ، حيث أعلن حزب الله شن هجوم جوي بسرب من المسيّرات على مقر ‏لوائي التابع للفرقة 91 في ‏منطقة ناحل غيرشوم شمالي إسرائيل.

وقال الحزب، في بيان له، إن الهجوم "استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو، مما أدى ‏إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم، واندلاع النيران داخل المقر ردا على اعتداء إسرائيل الذي طال منطقة البقاع" شرق البلاد أمس الاثنين. ‏

وذكر، في بيان آخر، أنه استهدف موقع بياض بليدا الإسرائيلي (قبالة بلدة بليدا اللبنانية) بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة، كما قال إن عناصره "استهدفوا موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابوه أيضا إصابة مباشرة".

بدورها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الدفاعات الجوية اعترضت هدفا جويا مشبوها أطلق من الأراضي اللبنانية.

وأشارت إلى أن حريقا اندلع في منطقة مفتوحة بالجليل الأعلى، إثر سقوط شظية خلال اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان، وأن 5 فرق إطفاء تولت مهمة إخماده.

كما أفاد موقع "إسرائيل هيوم" باندلاع حريق آخر في منطقة ديشون، وسماع دوي انفجار في راموت نفتالي بالجليل الأعلى.

غارات إسرائيلية

في المقابل، قالت وكالة أنباء لبنان الرسمية، إن الجيش الإسرائيلي "ألقى قذائف محمولة عبر مسيرات ترسلها من مستوطنة مسكافعام للمرة الخامسة اليوم على بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات".

ولفتت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي "نفذ عدة غارت استهدفت بلدة الخيام، التي تعرضت أيضا لقصف مدفعي وغارة على الحي الشرقي بين بلدتي العديسة وكفركلا".

وأشارت إلى أن "قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف أطراف بلدتي الناقورة وبليدا في القطاع الغربي".

وكانت الوكالة ذكرت أن إسرائيل "أطلقت النار من الأسلحة الرشاشة تجاه مركبة في منطقة الوزاني، لكن سائقها نجا وهو من الجنسية السورية".

وقالت إن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت فوق منطقة مرجعيون على دفعتين، محلقا على علو منخفض، ما سبب "حالة من الهلع لدى المواطنين".

تصعيد متزايد

يشار إلى أن حدة التصعيد زادت في الأسابيع الأخيرة بين تل أبيب وحزب الله، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع "المصادقة" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها المستمرة للشهر التاسع على التوالي على قطاع غزة، مما أسفر عن قرابة 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب الله بین إسرائیل وحزب الله حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، قراراً يدعو إسرائيل إلى التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مقر الوكالة في القدس الشرقية في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

95 ألف لقطة.. ترامب يظهر في صور فاضحة ضمن ملفات قضية إبستينرئيس الوزراء التايلاندي يطلب من ترامب الضغط على كمبوديا بشأن هدنة الحدودبطاقة ترامب الذهبية تفتح أبواب أمريكا للأثرياء والكفاءات.. كيف تحصل عليها ؟صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن

صوت لصالح القرار 139 دولة، بينما عارضته 12 دولة وامتنعت 19 دولة عن التصويت، واعتبرت الأونروا أن القرار يمثل "دليلاً على دعم الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لمهمتها الإنسانية".


وردت إسرائيل على القرار بحدة، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الوكالة بأنها "منظمة تدعم الإرهاب"، مؤكداً أن بعض موظفيها شاركوا في عمليات اختطاف وقتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. 

كما أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار، ووصفت الأمم المتحدة بأنها "آلة سياسية انتهازية" تلجأ إلى المحاكم الدولية لأغراض سياسية.


من جهته، أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الادعاءات حول اختراق الوكالة من قبل حماس غير مثبتة، وأن الوكالة تظل "الفاعل الإنساني الرئيسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وتعزيز خدمات التعليم والصحة العامة.


وكانت القوات الإسرائيلية قد داهمت مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، صادرت معداتها وقطعت الاتصالات مع الموظفين، في انتهاك وصفته الوكالة بأنه "غير مقبول ويخالف حصاناتها وامتيازاتها كجهة تابعة للأمم المتحدة".


يأتي ذلك في ظل توترات مستمرة بعد قانون الكنيست لعام 2024 الذي يقيد أنشطة الأونروا في إسرائيل ويستهدف عملها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل تحديات إضافية أمام الوكالة في أداء مهامها الإنسانية.

طباعة شارك الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل وكالة الأمم المتحدة اللاجئين الفلسطينيين القوات الإسرائيلية القدس الشرقية

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء قرية في جنوب لبنان قبل القصف
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية المغير شرق رام الله
  • إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • إعلام عبري: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالتحرك لنزع سلاح حزب الله
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • إعلام عبري: تل أبيب تهدد باتخاذ إجراءات حال عدم التزام لبنان بالموعد النهائي لنزع سلاح حزب الله