– استمعت إلى أخ كريم استضافته قناة طيبة اليوم عبر برنامج المشهد وأظنه كان يُجيب على سؤال متعلق بظهور الإسلاميين في شرق السودان… الأخ ذهب في إتجاه أن قادة الإسلاميين يسرقون لسان الشعب السوداني ويريدون أن يسرقوا المشهد ثم نصحهم أن يختفوا عن الساحة ويكتفوا بما أدوه من أدوار في حكومة الإنقاذ!!
– المدهش أن ذات الأخ الكريم رحّب باشتراك وانخراط شباب الإسلاميين في الاستنفار والقتال إلى جانب القوات المسلحة والاستشهاد وتغنى بمدحهم كثيرا…
– الأخ ناجي مدير الحوار سأله لماذا نستجيب للدعاية السوداء؟ فرد الأخ الكريم بسؤال ( ولماذا نغذيها ) ؟
– ربما فات على الأخ ناجي أن يضع أمام ضيفه الكريم نماذج أخرى من الدعايات السوداء ويسأله كيف نتعامل معها .
– فمثلا كيف ندحض الدعاية السوداء الخاصة بالفريق البرهان نفسه أنه يعمل بتعليمات على كرتي بل كلما اشتد إيقاع العمل العسكري ارتفع إيقاع تدوير الدعاية السوداء فهل يوقف البرهان عمل الجيش حتى يُبدد هذه الدعاية أم يخرج إلى الساحة الخضراء ويقرأ آيات ( الملاعنة) بينه وبين الحركة الإسلامية؟ ( مدهش) !!
– بل مدهش أكثر أن يتغنى شخص واحد بدماء وتضحيات الإسلاميين ثم ذات الشخص يتأذى من خطاب ذات الإسلاميين!!
– المشكلة الكبرى هي هذا الخضوع الذهني والنفسي( للبعبع الخارجي المصنوع خصيصا للداخل السوداني)
– إذا سألنا مثلا ما الذي يمنع أحمد هارون من أن يستنفر الناس؟ فلن تجد إجابة غير تلك التي تتصل بمراعاة خاطر الخارج و …. بس
– ما قيمة إنتصارات الجيش إذا كانت مقاييس التقدير والتقييم خاضعة بالكامل لاسترضاء وُد الخارج وتلبية طلباته؟ ذات الخارج الذي دبر لنا كل هذا الكيد… ماقيمة إنتصارات الجيش في معركة الكرامة ونُخبنا خاضعة بالكامل لهذا (البعبع) لدرجة أنّ إشارات ياسر عرمان تجاه الإسلاميين تُصبح أوامر يُسرَع في إنفاذها وإمضائها من أعلى مستويات القيادة التي لم تفتح حتى تاريخ اليوم بلاغا واحدا ضد متمرد أو طابور خامس ( مدهش) !!
– الحرب الشعوبية العشائرية القذرة التي تُدار ضد الخرطوم تحتاج إلى خطاب استنفاري استنهاضي يبث الثقة والحماس في شرايين الأمة غض النظر عمن يتلوه( أحمد هارون ) أو محمد إبراهيم نقد غض النظر على أي جنب ينام ( البعبع) الخارجي
– القيادة التي تتحرك بعوامل( الخوف) و( التوجس) قيادة لن تحقق الإنتصار لشعبها وستدق فقط ( البربندي ) في أطراف ثيابها خوفا من (البعاتي) !!!
– استقيموا يرحمكم الله
حسن إسماعيل
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
البشير والنذير في القرآن الكريم
د. عبدالله الأشعل
أخبرنا القرآن الكريم أن كل الأنبياء والرسل كسيلٍ لم ينقطع، وعبَّر عنها القرآن بأنَّ قافلة الرسل تترى، أي أنها استمرت من آدم إلى رسولنا الكريم. أما الرسل والأنبياء فهم اختيار الله سبحانه، فهو يعلم حيث يضع رسالته. وقد أوضح القرآن أن رسل الله هم الغالبون ويتمتعون بحصانة مطلقة.
أما لماذا بعث الله النبيين والرسل، فقد أخبرنا القرآن الكريم أيضًا أن الله أرسلهم من بين عامة البشر حتى لا تكون رسالتهم فوق مستوى البشر، وبعثهم الله بسببين لمهمة واحدة هي الإنذار والتبشير، وباختصار: البلاغ برسالات الله إلى الأقوام المختلفة. وأكد القرآن أن الله بعثهم لكل الأمم، وما من أمة إلا خلا فيها نذير. وسأل خزنة النار الداخلين إليها: ألم يأتكم نذير؟ فاعترفوا جميعًا بأنهم كذبوا الرسل، وأوضح القرآن الكريم السببين لبعث الرسل.
السبب الأول هو الإبلاغ والإنذار بأوامر الله ونواهيه، لقوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقوله: "وما كنَّا معذبين حتى نبعث رسولا".
السبب الثاني بلفظ القرآن: حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ فالله يعلمنا أن نكون ديمقراطيين وصُرحاء وشفافين، فهو سبحانه غني عن العالمين، ومع ذلك، وتحقيقًا لمبدأ: "ولا يظلم ربك أحدًا"، و"ما ربك بظلام للعبيد".
وهنا نجد أن الله يقسم لبعض خلقه، وخاصة رسولنا الكريم، في قوله تعالى: "لا أقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ بهذا البلد". وكذلك قوله: "والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى". وأعتقد أن سبب القسم للرسول الخاتم ليس نقصًا في التصديق؛ فالرسول أدرى منَّا بموضوع القسم، ولكنه تكريم للرسول الكريم.
أما الجزاء في القرآن الكريم، فيختلف معناه حسب السياق، فأحيانًا يكون معناه العقوبة، وأحيانًا أخرى يكون معناه الأجر والمثوبة والمكافأة. وقد بحثتُ هذه النقطة في الفصل التمهيدي من رسالة الدكتوراه التي قدمتُها عام 1975، وتمت مناقشتها عام 1976 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكان موضوعها "الجزاءات غير العسكرية في الأمم المتحدة".
وعندما نظرتُ في آيات الذكر الحكيم لبيان الفرق بين النذير والبشير، وجدتُ أنهما يُستخدمان حسب السياق. فالبشارة تأتي في الخير، والإنذار في العذاب، ومع ذلك، يستخدم القرآن كلا اللفظين وفق السياق، مثل قوله تعالى: "بَشِّر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا" (النساء: 138)، وقوله: وأرسلنا مبشرين ومنذرين، وأيضًا قوله سبحانه: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا".
وقوله سبحانه: عليك البلاغ وعلينا الحساب. وأوضح القرآن لماذا قصر مهمة الرسل على البلاغ ولم يكلفهم بالهداية؛ حيث اختص الله بها نفسه، فالله سبحانه هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كما في قوله: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
وهكذا، نجد أن العملية موزعة بين الخالق والرسل، كما هو واضح في القرآن الكريم: يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وأوضح القرآن الكريم أيضًا: "ليس عليك هُداهم ولكن الله يهدي من يشاء".
وبما أن الإيمان محله القلب، ولا يطلع عليه إلّا الخالق، فمن أراد الهداية حقًا هداه الله، ومن أراد الضلال أضله الله حسب استعداد الإنسان؛ بل إن القرآن أشار إلى مرتبة أسمى يُخص بها المستحق من عباده، كما في قوله تعالى: فإنك من تق السيئات فقد رحمته. أي أن العبد إذا جنبه الله السيئات، فهذا فضل من الله بدلًا من ارتكاب المعاصي، ثم يستغفر العاصي ربه، ويطلب التوبة، أي عدم العودة إلى المعاصي.
وقد أوضح القرآن قواعد التوبة، ومع ذلك، فرحمة الله واسعة، كما في قوله: "إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب"، وألا ينتظر ساعة الوفاة.
الخلاصة.. أن البشارة في الخير، والإنذار في الشر، ومع ذلك، يستخدم القرآن الكريم كلا المصطلحين حسب السياق.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر