لجريدة عمان:
2025-07-08@07:06:26 GMT

رايات الشمس البنفسجية

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

يستبشر أصحاب بساتين النخيل خيراعندما ترتفع درجات الحرارة في موسم الصيف؛ كونها تسارع في إنضاج التمور، وفي هذه يشتركون مع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889-1857م) في الترحيب بشمس الصيف، فهو يرى أن صبا الأرض يعود مع الصيف، والفتنة والجمال، حيث الخضرة التي تتسع كلما سقطت أشعة الشمس عليها، فهو يقول:

عادَ لِلأَرضِ مَعَ الصَيفِ صِباها

فَهي كَالخَودِ الَّتي تَمَّت حُلاها

صُوَرٌ مِن خُضرَةٍ في نَضرَةٍ

ما رَآها أَحَدٌ إِلّا اِشتَهاها

ذَهَبُ الشَمسِ عَلى آفاقِها

وَسَوادُ اللَيلِ مِسكٌ في ثَراها

ويبدو أنه قال ذلك بتأثير البيئة التي نشأ فيها الشاعر المولود في قرية (المحيدثة) في جبل لبنان، وفيها أمضى طفولته، وغادرها عام 1992 وكان قد دخل الثالثة عشرة من عمره، ليتّجه إلى الإسكندرية، وسواحلها التي يصطاف فيها السيّاح، قبل أن يهاجر إلى أمريكا، عام 1912م ويستقرّ في نيويورك، ويموت ويدفن فيها، وللبيئة تأثيراتها على ساكنيها، كما يعرف المختصّون، لذا تغنّى أبو ماضي بالصيف، وشمسه الساطعة، بينما يخالفه الشاعر العباسي أبو بكر الصنوبري الذي اشتهر شعره بوصف الطبيعة، وعاش متنقّلا بين حلب ودمشق واستقرّ وتوفي فيها عام 945م، فيرى أن الأرض تتحوّل في الصيف إلى موقد، وتنوّر يفور من شدّة حرارة الشمس، دون أن ينسى نضج الثمار في الصيف، بقوله:

إن كان في الصيف ريحان وفاكهة

فالأرض مستوقد والجوّ تنّور

ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إِذا

أتى الربيعُ أتاكَ النَّورُ والنور

هذا البنفسجُ هذا الياسمينُ وذا الـ

نّسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور

وورد البنفسج الذي يسهب الصنوبري بوصف جماله في الربيع، يتحوّل اسمه إلى نقمة ورعب في الصيف، عكس الشعور بالارتياح الذي يخلّفه البنفسج، ملهم الشعراء والمغنين، ومنهم المطرب ياس خضر الذي غنى للبنفسج واحدة من أجمل الأغاني التي كتب كلماتها الشاعر مظفر النواب هي «يا ليلة من ليل البنفسج» مشيرا للّيلة المقمرة التي تفوح فيها رائحته، وتلهب خياله، بينما لون البنفسج في الصيف ينذر بالخطر، فحين تصل درجات الحرارة إلى درجة تهدّد حياة الإنسان، وتستهدف سلامته، تُرفع الراية البنفسجية، كما فعلت الشركات الأجنبية المستثمرة في حقل غرب القرنة وحقول نفطية في البصرة، قبل أيّام قليلة، بعد أن تخطّت درجات الحرارة حاجز الـ 52 درجة، فاللون البنفسجي مأخوذ من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، التي إذا ما تعرّض لها الإنسان، فسيصاب بضربة شمس، وهي كفيلة بقتل خلاياه الحية، لذا تحذّر الشركات العاملين من خطرها للحيلولة دون ما لا يحمد عقباه، وتطلب منهم الابتعاد عن الشمس في ساعات الظهيرة، تلك التي تكون فيها الشمس عمودية، إذ يشتدّ الحر في «الهاجرة» ويوصي الأطباء بتجنّب التعرّض للشمس وقت الهجير الذي هو شدّة الحر في منتصف النهار، وفي ذلك يقول الأصمعي، كما جاء في كتاب (المحاسن والمساوئ) للبيهقي: «بينا أنا ذات يوم قد خرجتُ في الهاجرة والجو يلتهب ويتوقّد حرّا، إذ أبصرتُ جارية سوداء قد خرجتْ من دار المأمون ومعها جرّة فضة تستقي فيها ماء، وهي تردّد هذا البيت بحلاوة لفظ وذرابة لسان:

حرُّ وجدٍ وحرُّ هجرٍ وحرُّ

أيّ عيشٍ يكونُ من ذا أمرُّ؟»

وإذا كانت حرارة الوجد تزيد من سخونة الجو في البيت الذي ذكرته الجارية، فالراية البنفسجية التي تناقلت أخبارها وكالات الأنباء ترفع درجات الخوف وهذه تزيد درجات الحرارة بدلا من تخفيضها، ويتّفق الجميع أن الإكثار من شرب الماء في مثل هذه الأيام ضروري، للتعويض عن السوائل المفقودة، وكذلك تناول اللبن مع حبّات التمر التي تكون قد نضجت بفعل حرارة الشمس، لقطع المراحل الثلاث المطلوبة لنضجه التي كما يقول المزارعون: (صباغ اللون)، و(طباخ التمر) و(جداد النخل)، وحتى يصل المرحلة الثالثة تكون الأرض قد رفعت أكثر من راية بنفسجية !.

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: درجات الحرارة فی الصیف

إقرأ أيضاً:

بيحصل في الصيف.. كيف تحمي نفسك من صداع الحر

يعاني عدد كبير من الأشخاص من صداع الحر أو الصداع الحراري وهو أحد أشكال آلام الرأس الشديدة التى تحدث  خلال الصيف ولا تزول الأعراض بسهولة وفي بعض الأحيان يصاحبه دوخة شديدة.

 ووفقا لما جاء في موقع continentalhospitals نكشف لكم أهم طرق الوقاية من الصداع والدوخة في الطقس الحار
1. حافظ على رطوبة جسمك طوال اليوم
اشرب الماء حتى لو لم تكن عطشانًا لذا تناول الفواكه المرطبة، وتجنب مُدرّات البول التي تزيد من فقدان السوائل.

 ارتدِ ملابس خفيفة وجيدة التهوية


اختاري الأقمشة القطنية أو الكتانية التي تسمح بتدفق الهواء وتمنع ارتفاع درجة الحرارة.

تجنب الأنشطة الخارجية أثناء ذروة الحرارة


خطط لممارسة التمارين الرياضية أو القيام بالمهمات خلال الأوقات الأكثر برودة من اليوم، مثل الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء.

 استخدم القبعات والنظارات الشمسية


حماية رأسك وعينيك من أشعة الشمس المباشرة، مما يساعد على تقليل فرصة الإصابة بالصداع الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.

خذ فترات راحة منتظمة في المناطق الباردة


إذا كنت تعمل في الهواء الطلق أو في بيئات ذات حرارة عالية، فخذ فترات راحة متكررة في الظل أو في الداخل.

تناول وجبات صغيرة ومتكررة


الوجبات الثقيلة قد ترفع درجة حرارة الجسم لذا اختر أطعمة خفيفة غنية بالماء مثل الخيار والبطيخ والزبادي.

مراقبة الأفراد المعرضين للخطر


كبار السن والأطفال والمصابون بأمراض مزمنة أكثر عرضة لأعراض ارتفاع درجة الحرارة لذا عليكم ان تراقبوهم خلال موجات الحر.
 
 

طباعة شارك صداع الحر الصداع الصداع الحراري الوقاية من صداع الحر الوقاية من الصداع الحراري

مقالات مشابهة

  • بيحصل في الصيف.. كيف تحمي نفسك من صداع الحر
  • حرائق سوريا وفيضانات تكساس وموجات أوروبا الحارة.. ما الذي يحدث للعالم الآن؟
  • متحدث الصحة: الالتزام بالإرشادات الوقائية ضرورة مع ارتفاع درجات الحرارة
  • كيف نجعل إجازة الصيف محطة نستعيد فيها حيويتنا وسعادتنا بعد عام من العمل والدراسة؟
  • مع حلول فصل الصيف، تراجع مبيعات الآيس كريم يثير التساؤلات حول الأسباب
  • تحذير علمي: حرارة الصيف تؤثر على الإنجاب
  • التهاب وتورم وحساسية.. تعرّف على خطورة التعرض المباشر لأشعة الشمس
  • ارتفاع شديد في درجات الحرارة في اليونان بدءًا من الأحد وحتى الأربعاء
  • للوقاية من ضربات الشمس وارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للحفاظ على صحتك
  • روتين يومي للحماية من أشعة الشمس.. درعك الطبيعي في مواجهة مخاطر الأشعة فوق البنفسجية