أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، أنَّ الهجرة النبوية حدثًا تاريخيًا عظيمًا فارقًا في تاريخ الإسلام والمسلمين، حيث كانت السبب الرئيسي في انتشار الإسلام، واستمرت ثمانية أيام حيث بدأت أحداثها بخروج الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، من دار السيدة خديجة بنت خويلد بمكة المكرمة، في لية الجمعة في 27 صفر من السنة الثالثة عشر للبعثة، ثم لبث في «غار ثور» ليالي الجمعة والسبت والأحد، وانطلق ليلة الإثنين إلى المدينة المنورة حيث وصل لديار عمرو بن عوف في قباء بالمدينة المنورة، في يوم 12 ربيع الأول الموافق 21 سبتمبر 622 ميلاديًا، فبنى المسجد مقر الرئاسة الذي تقام فيه الصلاة، وتُبرم فيه كل الأمور، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ثم وضع الصحيفة، وهي الدستور لتنظيم الحياة في المدينة، وتحديد العلاقات بينها وبين جيرانها، وانتشر الإسلام.

وتابع «عمارة»، خلال الندوة التي عقدت بعد صلاة العصر اليوم بمسجد نور الإسلام بمدينة كفرالشيخ، أنَّ المقصود بـ «الهجرة النبوية» هو عملية انتقال النبي محمد من وطنه الأصليّ مكة للاستقرار في وطنٍ آخر هو مدينة يثرب والتي أصبحت تُعرف بعد وصول النبي إليها بالمدينة المنورة، وتسارعت جنود الله لتأييد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وصاحبه خلال هذه الرحلة المباركة، قال تعالى: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} [التوبة:40].

وقال الدكتور صفوت عمارة، إنَّ الهجرة النبوية مليئة بالكثير من المعجزات الحسية، ومن بين تلك المعجزات: خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسط الكفار ليبدأ رحلة الهجرة دون أن يروه، واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من تراب فجعل يذره على رؤوسهم، وعدم رؤية المشركين للرسول وصاحبه في غار ثور، وشرب اللبن من شاة أم معبد الخزعية الهزيلة بعد أن مسح ضرعها، ودعاء الرسول على سراقة بن مالك حتى غاصت قدما فرسه في الصخر.

واضاف «عمارة»، أنَّنا في حاجة ماسة إلى الهجرة المعنوية عن طريق هجر كل ما نهى اللَّه عنه، كما ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال: قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه» [رواه البخاري]، فعلينا هجر كل ما نهى اللَّه عنه، وذلك بالانتقال من حال إلى حال عن طريق التوبة والرجوع إلى الحق، وهجر المنكرات والمعاصي والسيئات، والبعد عن كل ما يغضب اللَّه، فمن ترك شيئا لله، عوضه اللَّه خيرًا منه، عاجلًا أو آجلًا.

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ التأريخ بالهجرة والاحتفال بها في المحرم بدأ في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد أن ظهرت الحاجة إلى وضع تقويم وبداية تأريخ، إثر ورود خطاب لأبي موسى الأشعري، أمير البصرة في السنة السابعة عشرة في خلافة عمر، مؤرخًا في شهر «شعبان»، فأرسل إلى الخليفة عمر، يقول: «يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها في شعبان ولا ندري هل هو في السنة الماضية أم السنة الحالية»، فجمع عمر الصحابة لحسم المسألة من خلال الشورى التي هى آلية الحاكم لاتخاذ القرار فيما لا نص فيه، وكان من توفيق الله تعالى أن اختار عمر الهجرة لتكون مبدأ لتأريخ المسلمين في السنة السابعة عشر بعد الهجرة النبوية المشرفة، وأسس التقويم الهجري الذي نسير عليه حتى يومنا هذا، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري، وحول بداية السنة الهجرية، قال بعضهم: ابدأوا برمضان فقال عمر: بل المحرم، فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من المحرم وتنتهي بذي الحجة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الدكتور صفوت عمارة الهجرة النبوية الشريفة التاريخ الهجري الهجرة النبویة ه علیه

إقرأ أيضاً:

وفد أزهري يزور «برخيل» بسوهاج لدعم الأهالى وكشف غموض الحرائق بمنازلهم

بعد استغاثة أطلقها أهالي قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، عقب تكرار حوادث اشتعال الحرائق الغامضة داخل المنازل، تحرك وفد رفيع المستوى من الأزهر الشريف، استجابة لهذه النداءات، وزار القرية أمس الإثنين، لتفقد الأوضاع والاستماع إلى شكاوى المواطنين.

ضم الوفد عددًا من قيادات الأزهر بسوهاج مثل الشيخ عبدالعاطي أمين والشيخ محمد الضبع، والشيخ عبدالرؤف هاشم، والشيخ هشام علي احمد، الشيخ أكرم سعدالدين، والشيخ عبداللاه عبدالرازق، والشيخ راضي عبدالعزيز.

الإفتاء: القلب السليم أصدق من صورة الطاعة أو المعصيةصلاة الضحى.. اعرف وقتها وهل تكون سرية أم جهرية وحكم أدائها في جماعةحكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. أمينة الفتوى توضحهل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟.. الإفتاء تجيب

أهالى القرية يستقبلون وفد الأزهر

واستقبل وفد الازهر الشريف أهالي القرية، وسط ترحاب كبير من المواطنين الذين عبّروا عن امتنانهم لسرعة الاستجابة وتضامن المؤسسة الدينية معهم.

وتفقد الوفد خلال الزيارة المنازل المتضررة، واستمع إلى روايات الأهالي بشأن أسباب الحريق، الذي أكد الجميع عدم معرفة مصدره وتكراره ليلا ونهارا.

وأكد أعضاء الوفد أن الأزهر الشريف يتابع القضية باهتمام بالغ، وسيتم اتخاذ ما يلزم من دعم روحي ومعنوي، وتقديم العون اللازم للأهالي.

ونصح الوفد أهالي القرية بالمواظبة على الصلاة، وتلاوة القرآن الكريم في المنازل، والابتعاد عن المعاصي، مؤكدين أن الله تعالى رحيم بعباده، وأن الذكر واللجوء إلى الله من أسباب الطمأنينة ورفع البلاء.

طباعة شارك قرية برخيل حوادث اشتعال الحرائق الأزهر الازهر الشريف الصلاة سوهاج

مقالات مشابهة

  • حفظ الأوراح أمانة.. عالم أزهري: الالتزام بقانون المرور واجب شرعي
  • وفد أزهري يزور «برخيل» بسوهاج لدعم الأهالى وكشف غموض الحرائق بمنازلهم
  • هل الابتلاء دليل محبة الله أم عقوبة؟.. أزهري يوضح
  • سكان «مشروع 247» بحدائق أكتوبر يطالبون بحل أزمة انقطاع المياه المستمرة منذ 6 سنوات
  • أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده
  • على خطاه.. تقنية سعودية حديثة للتعريف بالهجرة النبوية وترسيخها.. ما هي؟
  • العروبة المؤسِّسة.. كيف صاغ العرب مكانتهم العليا داخل الدولة الإسلامية المبكرة؟
  • أحدث صور لأعمال تطوير عمارة تيرينج وعدد من شوارع العتبة
  • ننشر السيرة الذاتية لـ اللواء محمد عمارة مدير أمن البحيرة الجديد
  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: بعض الأشقاء العرب بيهاجموا مصر.. ووزير الخارجية الأسبق: الوضع في غزة لا يجب السكوت عليه