#الضجيح… !
د. #مفضي_المومني.
2023/8/7
الضجيج… كلمة نسمعها كثيراً، وعلمياً كل من درس الهندسة الكهربائية والالكترونية والفيزياء وغيرها من العلوم التطبيقية والهندسية تعرض لهذه المفردة… (الضجيج أو التشويش؛ Noise)… وتعني في الاستعمال الشائع، الأصوات غير المرغوب فيها أو التلوث الضوضائي. وفي الكهرباء والالكترونيات هي إشارة عشوائية غير مرغوب فيها تظهر مع الإشارة المطلوبة، وفي زمن التكنولوجيا المعاصرة أصبح (الضجيج أو التشويش)؛ بصور مختلفة مثل البيانات غير المرغوب فيها، الأصوات والضجيج السمعي والبصري والالكتروني والبيئي… وغيرها من أنواع الضجيج والتي وضعت لها الدول المتقدمة قوانين ومحددات، والضجيج نسبي المفهوم، فمثلاً الهمس في قاعة المحاضرات يعد تشويشاً بينما الصراخ في حفلة موسيقية صاخبة لا يعد تشويشاً… وبكل الأحوال الضجيج والتشويش هو شيء خارج عن الطبيعي لحواس المتلقي… وله إنعكاسات سلبية مختلفة؛ نفسية ومعنوية وعضوية أحيانا، وفي هذه المقالة… خطر ببالي ما يتعرض له المواطن الأردني من ضجيج أو تشويش…من جهات مختلفة تجعل منه كائناً (زعلان وغير مرتاح… وبالعاميه مطنقر… !)… ولنستذكر بعض مصادر الضجيج على المواطن العادي… ونتخيل مدى تحمله وانعكاس كل ذلك على حياته:
1- ضجيج حكومي… الحكومات بالأصل صاحبة الولاية العامة من خلال التشريعات لتنظيم حياة الناس، ولكن… ! ضجيج البطالة والاسعار والقوانين والمحددات والحياة والدفع والضرائب والفساد، والواسطات والمحسوبيات والسياسات تشكل تشويشاً وضجيجاً يداهمنا… ولهذا هنالك فجوة كبيرة بين المواطن والحكومات… والضجيج يزداد… !.
2- ضجيج نيابي: مجلس منتخب، الأصل أنه يمثل الشعب، لكن الأداء يصدر ضجيجاً دائماً… وتشويشاً… عدم رضا هنا …وبعض رضىاً هناك… والمجلس بين مطرقة الحكومة وسندان الشعب… البعض يحاول مسك العصا من النصف والبعض يمسك بعصا الحكومة والبعض بعصا الشعب والبعض لا عصا لديه…! وفي المحصلة الضجيج النيابي حاضر حد التشويش.
3- الضجيج الإصلاحي والحزبي، الكل يريد الإصلاح… ولكن هل هنالك مصلحون..!، ومعهم اختفت الثقة… والواقع يغاير النوايا… والماضي يأسر الحاضر… والأحزاب تدق الباب، والضجيج يحجب الحقيقة… أو يظهرها… ولهذا تخفق الأحزاب لتاريخه بمتسلسلة الإقناع… ولا زالت الحزبية مجرمة ذهنياً لدى العامة رغم تأكيدات أولي الأمر والقانون بعدم تجريمها..!، حتى أن التشريعات ذكرت عدم التعرض لمنتمي الأحزاب… وهذا الذكر بحد ذاته يعد ضجيجاً وتشويشاً لذهنية الأفراد… .
4- الضجيج الحياتي؛ يواجه افراد المجتمع ضجيج حياتي يشكل معاناة وإحباط، الدخول تآكلت منذ زمن بعيد، البطالة ترزح في كل بيت وعائلة، غلاء الأسعار ومتطلبات الحياة، التعليم وكلفه الباهظة، المتطلبات اليومية ودفع الفواتير… وسلسلة لا تنتهي… تشكل ضجيجاً وتشويشاً حياتياً… لا تسعفه الأيام الجميلة الموعودة، ولا فكرة الإصلاح والتحديث المأمول… والزمن يسير ويطحن الأحلام والطموحات… وليس في الأفق ما يخفف الضجيج..!
5- الضجيج الذاتي؛ وهذا أصبح جزءً من تكوين الإنسان الأردني، ويصدره البعض لمن حولهم على شكل سلوك من الزعل، والحنق، والنفاق، والكذب وافتعال الخصومات والردح والمدح… وسلوكيات وجرائم لم يعهدها مجتمعنا.
هنالك الكثير من الضجيج…والتشويش وانواعه… تداهم المجتمع… ولكن ما الحل..؟.
في علم الكهرباء والإلكترونيات هنالك حلول للتخلص أو تقليل الضجيج والتشويش، من خلال دوائر الكترونية أساسها (المكثفات، أو المتسعات) والتي تعمل على امتصاص الشحنات الكهربائية وتفريغها بالوقت المناسب…!، وربما أصبحنا بحاجة لمتسعات عديدة وكبيرة لمواجهة كل ضجيج حيثما كان مصدره… فالضجيج والتشويش يبقى خارج الطبيعي والمرغوب، وكل جهة تصدر الضجيج يجب أن تفكر جيدا… وتعمل على التخلص منه أو تقليل ضجيجها… فالحياة أجمل دونما ضجيج… وتشويش… . حمى الله الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مفضي المومني
إقرأ أيضاً:
ثلاثة أمور مطالب ألونسو بالتفكير فيها مع ريال مدريد
مدريد «أ.ف.ب»: يعود شابي ألونسو إلى ريال مدريد حيث سيتولى لاعب وسطه السابق مسؤولية التدريب خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، وسيقود النادي الملكي في كأس العالم للأندية لكرة القدم الشهر المقبل في الولايات المتحدة، وتُسلّط وكالة فرانس برس الضوء على ثلاثة مجالات يتعين على المدرب الإسباني البالغ من العمر 43 عامًا التفكير فيها في الأسابيع والأشهر المقبلة، في محاولته العودة إلى الألقاب الكبرى، حيث أنهى "لوس بلانكوس" هذا الموسم خالي الوفاض.
إعادة التوازن للفريق
أمضى أنشيلوتي، سلف ألونسو، معظم الموسم الماضي وهو يشكو من عدم توازن فريقه وافتقاره إلى "الالتزام الجماعي"، باختصار، كان لدى الفريق عدد كبير جدا من المهاجمين، مما دفعه إلى حشرهم في الملعب، بينما تركت الإصابات خط الدفاع في حالة يرثى لها، ولم يتعاقد ريال مدريد مع لاعب بديل للاعب الوسط الألماني توني كروز الذي اعتزل الصيف الماضي، وكان قدوم النجم الفرنسي كيليان مبابي في نهاية عقده مع باريس سان جرمان في عام 2024 بمثابة التغيير الكبير للنادي الملكي الذي فاز بثنائية دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
لفترة من الوقت، عانى هو والبرازيلي فينيسيوس جونيور من اللعب معا، حيث شغلا نفس المساحات، ورغم أن مبابي أصبح مرتاحا في الوسط، مسجلا 43 هدفا في جميع المسابقات، إلا أن وجودهما المزدوج كلف ريال مدريد الكثير من الناحية الدفاعية، ويتعين على ألونسو إيجاد طريقة كي يعمل هذا الثنائي بانسجام مع الاستمرار في الضغط بفعالية، كما أن رحيل لاعب الوسط الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش بعد مونديال الأندية يعني أن ألونسو سيفقد المزيد من رباطة جأشه ومهاراته وحكمته في خط الوسط، واعتمد مدرب باير ليفركوزن الألماني السابق بشكل كبير على خطة 3-4-3 التي قد تناسب تشكيلة ريال مدريد، لا سيما مع توقع وصول الظهير الإنجليزي ترنت ألكسندر-أرنولد من ليفربول، وإتمام صفقة المدافع الآخر الإسباني دين هاوسن من بورنموث الإنجليزي.
التعامل مع النجوم
إذا كانت هناك مهمة واحدة برع فيها أنشيلوتي، فهي الحفاظ على سعادة غرفة الملابس المليئة بالأسماء الكبيرة والغرور الكبير، وتمكن "كارليتو" من إخراج أفضل ما في البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والويلزي جاريث بيل في فترته الأولى في سانتياجو برنابيو، ثم ساعد في تحويل فينيسيوس إلى نجم في فترته الثانية، وقد يتردد المدرب الإيطالي أحيانا في وصفه بأنه مدرب جيد ولكنه ليس عبقريا تكتيكيا، ولكن لا ينبغي الاستهانة بأهمية الحفاظ على تماسك الفريق في ريال مدريد. ويشمل ذلك الرئيس فلورنتينو بيريز واللاعبين النجوم، وحتى وسائل الإعلام، وجميعهم أجاد أنشيلوتي التعامل معهم، ويتمتع ألونسو بهالة من التألق قد تساعده بالطريقة نفسها التي ساعدت الفرنسي زين الدين زيدان، لاعب ريال مدريد السابق، على التألق كمدرب.
إيقاف تفوق برشلونة
وكانت الخسارة أمام غريمه اللدود برشلونة في جميع مباريات الكلاسيكو الأربع هذا الموسم أحد أبرز نقاط ضعف أنشيلوتي في ريال مدريد، وحقق النادي الكاتالوني فوزا ساحقا برباعية نظيفة في سانتياجو برنابيو في ذهاب الدوري في أكتوبر الماضي، فأحرج ريال مدريد ورسم معالم الموسم، وكان فوز برشلونة 4-3 في إياب الدوري هو ما أطاح بريال مدريد فعليا وأعاد التاج الإسباني إلى كاتالونيا، وكان من الممكن أن تكون النتيجة أكبر دون أن يكون ذلك ظلما للوس بلانكوس.
كما فاز برشلونة على ريال مدريد 3-2 بعد التمديد في المباراة النهائية لمسابقة كأس الملك في اشبيلية، و5-2 في المباراة النهائية لمسابقة الكأس السوبر الإسبانية في السعودية مطلع العام الحالي، محققًا ثلاثية محلية، تاركا النادي الملكي في حالة من الترنح، ولم يستطع فريق أنشيلوتي التعامل مع خط الدفاع المتقدم للمدرب الألماني هانزي فليك وضغطه المتواصل، وسيدرس ألونسو بالفعل خطة غريمه لضمان أداء أفضل لريال مدريد في المباريات الحاسمة الموسم المقبل.