لماذا يحتفي العالم بالشباب ويعطي مفاتيح السلطة السياسية للقادة المسنين؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن الأسباب وراء بقاء الأفكار القديمة والأشخاص المسنين في السلطة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بلوتارخ، المؤرخ والفيلسوف اليوناني في القرن الأول، كتب وهو يفكر: "هل يجب على الرجل العجوز أن ينخرط في السياسة؟ فعندما تواجه الدول صعوبات فإنها تتوق لحكم الرجال الأكبر سنًا.
وتساءلت الصحيفة: ماذا كان بلوتارخ سيقوله عن الأداء البائس لجون بايدن في المناظرة الشهر الماضي مع دونالد ترامب وإصراره على البقاء كمرشح ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر؟ لقد اعترف بلوتارخ بأن الرجال المسنين قد يكونون ضعفاء لكنه كان يصر على أن "الشر الناجم عن ضعفهم الجسدي ليس كبيرًا مثل الميزة التي يمتلكونها في حذرهم وتقواهم".
وبغض النظر عن الأفكار التي يحملها عن بايدن، ربما كان بلوتارخ سيتعرف على بعض جوانب العالم السياسي المعاصر. فلا يقتصر الأمر على حقيقة أن الرجلين اللذين يترشحان لمنصب الرئيس الأمريكي يبلغان من العمر 81 و78 سنة فحسب، بل إن المشرعين الأمريكيين أيضًا أصبحوا في مرحلة الشيخوخة؛ حيث يبلغ متوسط العمر في مجلس النواب 58 سنة و65 سنة في مجلس الشيوخ، وأكثر من ثلث أعضاء مجلس الشيوخ يزيد عمرهم عن 70 سنة.
ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة فقط، إذ يبلغ فلاديمير بوتين من العمر 71 سنة وكذلك شي جين بينغ، كما يبلغ ناريندرا مودي في الهند 73 سنة، ونظيره الباكستاني شهباز شريف أصغر منه بسنة واحدة، وشيخة حسينة في بنغلاديش أكبر منه بثلاثة سنوات. ويبلغ بنيامين نتنياهو 74 سنة، بينما يبلغ عمر زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس 88 سنة، والمرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي 85 سنة. ويبلغ عمر أقدم زعيم حالي في العالم 91 سنة، وهو رئيس الكاميرون بول بيا، أي أكبر بعقد كامل من بايدن.
وأفادت الصحيفة أننا نحن نعيش في مجتمعات تحتفي بالشباب وثقافة الشباب ومع ذلك تعطي مفاتيح السلطة السياسية للقادة المسنين.
وذكرت الصحيفة أن هناك بعض القادة الشبان حول العالم، إذ يعتبر رئيس الوزراء الفرنسي غبريال أتال الأصغر على الساحة العالمية بعمر 35 سنة، ومع ذلك فإن الاتجاه نحو "حكم المسنين" هو سمة لافتة للنظر في العالم المعاصر.
ووفق الصحيفة؛ لاحظ المؤرخ والفيلسوف الأمريكي صامويل موين أنه "لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو. ففي العالم ما قبل الحديث، كان احترام المسنين جزءًا من النسيج الاجتماعي ووسيلة للحفاظ على النظام والانضباط الاجتماعيين".
وبدا أن قدوم الحداثة قد غير الوضع الاجتماعي للمسنين؛ حيث يقول موين إنه "عند ولادة الحداثة السياسية، استهدف الثوار الفرنسيون، عند الإطاحة بالنظام القديم، تمكين المسنين بشكل صريح، محاولين "ليس فقط الإطاحة بالأرستقراطيين باسم عامة الناس والآباء باسم الأبناء، بل بشكل أوسع بهدف الاستخفاف بالالتزامات القديمة بحكم المسنين لصالح الأغلبية الشابة". ولكن مع مرور الزمن، تمت استعادة "سلطة الشيوخ" وتم إحباط "التطلعات الشبابية".
وذكرت الصحيفة أن المفارقة في المجتمعات المعاصرة، خاصة في الغرب، هي أنه في نفس الوقت الذي يتمتع فيه المسنون بفهم عميق للسلطة السياسية، فإنه غالبا ما يتم تجاهل المسنين ويفتقرون إلى الدعم في مجتمعاتنا الأكثر تحللًا وفردانية؛ حيث تكون الشبكات الاجتماعية التي كانت توفر الدعم قد تضررت بشكل كبير. وتكمن المفارقة أيضًا في أننا نعيش في مجتمعات تحتفي بالشباب وثقافة الشباب ومع ذلك تعطي مفاتيح السلطة السياسية لزعماء مسنين.
وحسب الصحيفة؛ تنشأ هذه المفارقات لأن حكم المسنين الحديث هو نتاج مجتمعات يتم فيها تراكم السلطة والثروة داخل عائلات معينة وداخل فئة معينة، وفيها يتم تصميم الأنظمة السياسية المتصلبة لتقليل الاضطرابات من الخارجين على النظام.
وفي كتابهما الذي سيصدر قريبًا بعنوان "وُلدوا للحكم: صناعة وإعادة صناعة النخبة البريطانية"، يلاحظ عالمي الاجتماع آرون ريفز وسام فريدمان أنه بالرغم من كل الحديث عن تحول النخب و"نخب جديدة"، إلا أن النظام الحاكم يعيد إنتاج نفسه بنفس الطريقة التي كان يفعلها قبل قرن من الزمان، وأن هناك الكثير من "الاستمرارية عندما يتعلق الأمر بمن يكون في النخبة وكيف يصل إلى هناك". ومن المؤكد أن جماعات اجتماعية جديدة – النساء والأقليات العرقية بشكل خاص – قد طالبت بامتيازات الطبقات العليا في بريطانيا. لكن ريفز وفريدمان يشيران إلى أن الأشخاص المولودين ضمن شريحة أعلى 1 بالمئة من السكان هم غالبًا ما يدخلون النخبة اليوم كما كان الحال قبل 125 سنة. وتشكل نفس العائلات والمدارس والمؤسسات الطبقات الحاكمة في البلاد. وذلك حتمًا يجعل ذلك المسنين الذين يتمتعون بالفعل بالثروة والقوة يمتلكون مزايا كبيرة.
في الوقت ذاته، تطورت الأنظمة السياسية التي نشأت لتحقيق التحول الديمقراطي لتصبح هياكل يتم فيها تقدير الاستقرار قبل كل شيء، والتي تهدف إلى تقليل الاضطرابات السياسية.
لا يزال خوف بلوتارخ من أن الشباب الهائجين "سيندفعون بتهور في الشؤون العامة، ويجرون الغوغاء معهم في حالة من الفوضى مثل البحر الهائج"؛ يطارد الكثيرين على الرغم من أن الخوف اليوم لا يتعلق بالشباب بقدر ما يتعلق "بالقادة الشعبويين". كما أن محاولات التقليل من الاضطراب يمكن أن تمكن أيضًا القادة المسنين من التشبث بالسلطة. إن كل من الآلية التي ضمنت بقاء بايدن مرشحًا ديمقراطيًا للرئاسة رغم المخاوف بشأن عمره والصعوبات التي يواجهها منتقدوه الداخليين في استبداله، توضح هذه العملية جيدًا.
وفي الغرب، تلعب التغيرات الديمغرافية، خاصة الشيخوخة السكانية، دورًا هامًا في دعم سلطة الكبار، ولكن خلف الديمغرافيا تكمن السياسة.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن حكم المسنين يعتبر نظيرًا لحكم الأثرياء؛ حيث إن القضايا التي نواجهها ليست في المقام الأول قضايا كبار السن ضد الشباب أو حرب الأجيال، ولكنها قضايا متعلقة بالطبقة والسلطة، وترسيخ الثروة ومحاولات تهميش الغرباء المتمردين. وبينما تنهي بريطانيا 14 سنة من الحكم المحافظ، ينبغي لنا أن نقلق بشكل أقل بشأن حكم المسنين كنظام، وأن نهتم أكثر بالأسباب الكامنة وراء استمرار كبار السن في السلطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السياسة الشباب المسنون شباب سياسة مسنون سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العالم
إقرأ أيضاً:
معرض الفيوم للكتاب يحتفي بالفنان محمد عبلة في ختام فعالياته
كتب- محمد شاكر:
استضاف معرض الفيوم الأول للكتاب، الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة في لقاء خاص، جاء ختامًا للبرنامج الثقافي والفني للمعرض الذي نظمته الهيئة المصرية العامة للكتاب، وسط حضور نوعي من المثقفين والفنانين.
أدار اللقاء الفنان سمير عبد الغني، حيث استعرض خلاله مسيرة محمد عبلة الفنية منذ نشأته في بلقاس بمحافظة الدقهلية، وتخرجه في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، مرورًا بتجربته في زيورخ، وحتى استقراره في قرية تونس بالفيوم، التي أسس فيها عددًا من المشروعات الثقافية الرائدة.
من أبرز هذه المشروعات مركز الفيوم للفنون ومتحف الكاريكاتير، الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، والذي جذب اهتمامًا دوليًا واسعًا.
كما أطلق "عبلة" مسابقة "كاريكاتونس" الدولية لفن الكاريكاتير بالتعاون مع فنانين إسبان، لتصبح منصة سنوية تعزز من حضور الفيوم على الخريطة الثقافية العالمية، وتؤكد دور الفن في دعم قيم التعددية ومواجهة التطرف.
وفي ختام اللقاء، أعرب محمد عبلة، عن سعادته بتنظيم المعرض، داعيًا إلى استمراره سنويًا، معلنًا مشاركته في الدورة المقبلة من خلال جناح فني يضم أعمالًا تشكيلية وكاريكاتيرية، تسهم في تعزيز الثقافة البصرية لدى الجمهور، وإلقاء الضوء على رموز الفن محليًا وعالميًا.
اقرأ أيضًا:
مصر تلغي تمييزا للعرب وتقرر معاملتهم كالأجانب في رسوم دخول المواقع الأثرية
وزارة الصحة تُطلق تطويرًا شاملًا للخط الساخن "105".. ما تفاصيله؟
أسعار رحلات الخطوط السعودية حتى يناير 2026.. قبل بدء أولى رحلات العمرة
شروط وامتحانات ورابط.. تفاصيل التقديم بالمعاهد الفنية للتمريض لـ"المستشفيات التعليمية"
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
معرض الفيوم الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
معرض الفيوم للكتاب يحتفي بالفنان محمد عبلة في ختام فعالياته
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 24 الرطوبة: 22% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك