معنى الجمهورية.. ودور الإعلام في مواجهة التهديدات
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
عندما اقترح علي منظمو الفعالية، هذا المحور، بدأت بطرح ما يجول برأسي، وتواصلت مع عدد من الإعلاميين والباحثين، لأخرج بهذا الملخص
أولاً، علينا أن نعرف ماذا تعني الجمهورية بالنسبة لنا كيمنيين، حتى نستبين المخاطر التي تواجهها.. وتتضح أهمية مواجهتها، وللوصول إلى التعريف، بعيداً عن التعريفات الواردة في كتب الفكر والسياسة، علينا أن نلخص بإيجاز صورة للحياة في عهد الإمامة:
ـ في الجانب الإنساني، الاجتماعي، كانت الإمامة تُعرِّف اليمنيين على أساس المذهب والقبيلة والمنطقة، والمهنة، وما إلى ذلك من مسميات ذات تقسيم طبقي، وبالطبع، فقد وضعت السلالة نفسها خارج القائمة، بمزاعم امتلاكها تفضيلاً من السماء يمنحها حق استعباد الآخرين، أما الحياة الاقتصادية فقد كانت تقوم على أساس احتكار الثروة العامة، بل واستنزاف ما يحصل عليه اليمنيين من الأعمال الفردية والجماعية البسيطة، وبالنسبة للحياة السياسية فقد كانت الإمامة تحتكر السلطة والسياسة على أساس طائفي.
الانتقال من هذه الصورة، أو لنقل الانتقال من العهد الإمامي إلى عهد آخر نقيض له، هذا هو تعريف الجمهورية بالنسبة لنا كيمنيين، ومن الممكن أن ننظر لهذا الانتقال وفقاً لثلاثة مضامين:
1ـ المضمون الفكري التصوري والذي نعيد به تعريف أنفسنا باعتبارنا أبناء لليمن لا للمذهب أو القبيلة أو المنطقة أو المهنة، يمنيون على قدر واحد من المساواة
2ـ المضمون الاقتصادي: الذي يمنح كل اليمنيين الحق في العمل، وكذلك الحصول على الثروة بصورة عادلة،
3ـ المضمون السياسي الذي يجعل من السلطة ملكاً عاماً قابلاً للتداول ومتاحاً للجميع،
هذه المضامين بما هي حقوق معلنة، تحملها الجمهورية، تحتم على المستفيدين منها، وهم هنا كل أفراد الشعب، أن يبذلوا قصارى جهدهم كي تتحول إلى واقع، وأي فكرة أو عمل يتعارض مع هذه المضامين، هو في حقيقته ضد الجمهورية، أيًا كانت المسميات، والشعارات.
من يسعى لإعادة تعريف اليمنيين وفق معاييره، ويُظهر للعالم بأن اليمن مدموغة به، هو يسعى في الأصل لإعادة الإمامة، حتى وإن رفع العلم الجمهوري وسط زحام شعاراته التدميرية. باختصار: تعريف اليمنيين تعريفاً طبقياً، هو انتهاك للحقوق الإنسانية والاجتماعية التي حملها المضمون الفكري التصوري الذي جاءت به الجمهورية..
من يطالب بالخمس، ويستولي على الثروات، وينهب الأموال تحت مسميات مختلفة فهو في الأصل يعمل على مصادرة الحقوق التي حملها المضمون الاقتصادي الذي جاءت به الجمهورية.
من يقول أن له الحق الإلهي في الحكم، ويثبت أبناء أسرته وسلالته في المناصب العليا؟ ويعطل الحياة السياسية لليمنيين ويطوعها لصالحه، هو في الواقع يقضى على الحقوق التي حملها المضمون السياسي للجمهورية..
هل هناك من ينتهك مضموناً من هذه المضامين؟ الإجابة واضحة.. الحوثي ينتهك كل مضامين الجمهورية ويضع كل حقوق اليمنيين على المحك، وكما قلنا آنفاً، على المستفيدين من الجمهورية ، وهم هنا كل أفراد الشعب، أن يبذلوا قصارى جهدهم لحمايتها، ولن نحمي شيئاً بإخلاص مالم نكن واعيين به، وهنا يأتي دور الإعلام، ليقوم بهذه المهمة العظيمة: استنهاض الوعي العام بالقيم الجمهورية وتوضيح أهميتها..
هذه المهمة تستدعي من المكونات السياسية والمؤسسات الإعلامية الأهلية والعامة، والمثقفين والباحثين، وكذلك المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، من إنتاج محتوى محترف ومدروس، مرئي أو مسموع أو مقروء، للدفاع عن حقوقهم التي سيفقدونها إن فقدت الجمهورية، واستعشاراً بمسؤوليتهم الوطنية تجاهها، بذلك سيستطيعون تحقيق أثر في الوعي العام.. على أن يتم وضع هذه الملاحظات في الحسبان عند رسم السياسة التحريرية ضمن آلية المواجهة:
1ـ يعتبر معدل النمو السنوي للسكان في اليمن من أعلى المعدلات في العالم، وبحسب الاحصائيات سنة 2018 فإن 40% من اليمنيين دون سن الخامسة عشرة، يركز الحوثيون على هذه الفئة بصورة مرعبة، يغرس الفكرة الطبقية في الوعي الباطن لجيل بكامله، من خلال دورات ثقافية، مراكز صيفية، تغييرات في المنهج، بل واستخدام الإعلام، وانتاج المسلسلات الكرتونية التي تمجد رموز السلالة. بالمقابل هناك تساهل مخيف تجاه هذه الفئة، علاوة على ندرة الرسالة الجمهورية الموجهة إلى فئة الشباب الذين تتجاوز نسبتهم نصف عدد السكان.
2ـ يحاول الإماميون تكريس صورة مقدسة عن الجماعة في أذهان اليمنيين الواقعين تحت سيطرة المليشيا، نحتاج إلى محتوى يقارن بين عهد الإمامة وعهد الجمهورية، وعن الحياة في مناطق الجمهورية والحياة في مناطق سيطرة المليشيا، وإشعار اليمنيين الواقعين تحت سيطرة المليشيا بأنهم الجيش الاحتياطي للجمهورية بالفعل. نحتاج إلى رسائل إعلامية محترفة تمكنهم من مقاومة الفكري الظلامي الذي تضخه المليشيا بصورة مهولة.
** قُدمت هذه الورقة في اللقاء التشاوري الموسع لشباب تعز
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق هل فشل النظام الجمهوري؟ 27 يونيو، 2024 الأخبار الرئيسية معنى الجمهورية.. ودور الإعلام في مواجهة التهديدات 9 يوليو، 2024سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الرئاسي: المنفي استعرض أمام شبكة الأحزاب خطواته لاحتواء التهديدات الأمنية في طرابلس
أعلن المجلس الرئاسي، أن محمد المنفي، استعرض أمام شبكة الأحزاب خطواته لاحتواء التهديدات الأمنية في طرابلس.
وقال بيان صادر عن المجلس: “عقد المنفي، اجتماعاً مهماً صباح اليوم الإثنين بمقر إقامته في العاصمة طرابلس، مع ممثلين عن شبكة الأحزاب السياسية الليبية، والتي تضم كلاً من: الجبهة الوطنية، حزب العدالة والبناء، ليبيا النماء، التنمية والسلم، وجاء اللقاء، في سياق تطورات المشهد الأمني الراهن، حيث ناقش المجتمعون بعمق الانعكاسات السياسية والميدانية للتوترات الأخيرة، مع التأكيد على أهمية تغليب صوت الحكمة وتعزيز ثقافة الحوار الوطني”.
وأضاف البيان “استعرض المنفي، خلال الاجتماع، أبرز الخطوات التي اتخذها المجلس الرئاسي على مختلف الأصعدة، لاحتواء التهديدات الأمنية ومنع انزلاق العاصمة نحو أتون المواجهة المسلحة، مشدداً على أن حماية المدنيين والحفاظ على السلم الأهلي أولوية لا مساومة فيها”.
وتابع “ثمّن ممثلو الأحزاب، الجهود المبذولة من قبل رئيس المجلس الرئاسي، معبّرين عن دعمهم الكامل للمساعي الهادفة إلى ترسيخ وقف إطلاق النار، وإعادة بناء الثقة بين كافة الأطراف الليبية، بما يسهم في الدفع قدماً نحو تسوية سياسية شاملة تُفضي إلى استقرار دائم”.
الوسومالأحزاب المنفي ليبيا