قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، إن روسيا ستفشل في حربها على أوكرانيا "الصامدة والتي ستستمر في الصمود".

وفي كلمة ألقاها في افتتاح قمة حلف "الناتو" في العاصمة الأميركية، واشنطن، شدد بايدن على أن كييف "تتمتع بدعمنا الكامل"، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "لا يريد أقل من إخضاع أوكرانيا ومسحها عن الخارطة ولن يتوقف عند ذلك".

وفي معرض حديثه، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة وحلفاءها ضاعفوا "قوة الناتو في جناحه الشرقي"، مذكرا بأن "الهجوم على أي دولة في الناتو هو هجوم على كل الدول الأعضاء".

وقال "الناتو اليوم أكثر قوة من أي وقت في تاريخه... الناتو هو عماد أمننا وقد اخترنا الوحدة على الفرقة".

ووصفت شبكة "فوكس نيوز" خطاب بايدن بـ"القوي"، ونقلت عنه قوله إن "حلف شمال الأطلسي، اليوم، أصبح أقوى من أي وقت مضى.. هذه اللحظة من التاريخ تتطلب قوتنا الجماعية".

بايدن قال أيضا "يريد المستبدون قلب النظام العالمي، الذي تم الحفاظ عليه إلى حد كبير منذ ما يقرب من 80 عامًا"، مشيرا في السياق إلى أن "الجماعات الإرهابية ستستمر في تدبير مخططات شريرة، والتسبب في الفوضى والمعاناة في أوروبا، كما ستستمر حرب بوتين العدوانية على أوكرانيا".

إلى ذلك، أعلن بايدن عن دعم بأنظمة دفاع جوي لأوكرانيا، بالتعاون مع عدة دول.

Join me as I kick off the 75th anniversary of NATO. https://t.co/kNdB75GXNF

— President Biden (@POTUS) July 9, 2024

وفي وقت لاحق الثلاثاء، أعلنت كل من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا في بيان مشترك أن كل هذه الدول ستزود أوكرانيا بنظام صاروخي للدفاع الجوي من طراز باتريوت.

وستساهم هذه الأنظمة في توسيع وتعزيز تغطية الدفاع الجوي لأوكرانيا بشكل أكبر، وفق البيان.

وأكد بايدن أن هذه "الهبة التاريخية" تشمل نظام باتريوت أميركي جديد، وتأتي ضمن جهود حلف الأطلسي لحماية أوكرانيا من الهجمات الجوية الروسية.

وسبق لألمانيا ورومانيا أن أعلنتا عن تقديم منظومتيهما الدفاعيتين من طراز باتريوت، في حين أعلنت هولندا عن تجميع منظومة مماثلة للتقديم إلى كييف.

من جهتها، أعلنت إيطاليا أنها ستزود أوكرانيا بنظام صاروخي للدفاع الجوي من طراز سامب/تي الفرنسي-الإيطالي.

وبذلك يكون الجديد في هذه الهبة الخماسية هو بطارية باتريوت التي أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها تقديمها لأوكرانيا، إذ تم الإعلان سابقاً عن البطاريات الأربع الباقية (ثلاث بطاريات باتريوت وبطارية سامب/تي).

وباتريوت هي منظومة صواريخ أرض-جو أميركية التصميم، تُعتبر فعالة خصوصاً في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية.

وتأتي هذه الهبة بعد مطالبات متكررة أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأسابيع الأخيرة.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في خطابه أمام القمة إن "حلف الناتو لم يكن مجرد واجب، بل نتيجة لخيارات متعمدة وقرارات صعبة"، مؤكداً أن "الآن هو وقت الدفاع عن الحرية والديموقراطية، والمكان هو أوكرانيا".

NATO leaders pose for a family photo during the NATO 75th anniversary celebration at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by SAUL LOEB / AFP) Image contributed by SAUL LOEB المصدر: AFP A military band performs during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by SAUL LOEB / AFP) Image contributed by SAUL LOEB المصدر: AFP US President Joe Biden (R) reacts after awarding the Presidential Medal of Freedom to NATO Secretary General Jens Stoltenberg (L) during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo… Image contributed by JIM WATSON المصدر: AFP (From L) German Chancellor Olaf Scholz, Prime Minister of Norway Jonas Gahr Store, Prime Minister of Slovenia Robert Golob, Prime Minister of Greece Kyriakos Mitsotakis, Prime Minister of Portugal Luis Montenegro and Prime Minister of Iceland Bjarni… Image contributed by JIM WATSON المصدر: AFP US President Joe Biden speaks during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by SAUL LOEB / AFP) Image contributed by SAUL LOEB المصدر: AFP US President Joe Biden speaks during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by SAUL LOEB / AFP) Image contributed by SAUL LOEB المصدر: AFP US President Joe Biden (C) prepares to award the Presidential Medal of Freedom to NATO Secretary General Jens Stoltenberg (L) during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by… Image contributed by JIM WATSON المصدر: AFP US President Joe Biden (R) awards the Presidential Medal of Freedom to NATO Secretary General Jens Stoltenberg (L) during the NATO 75th Anniversary Celebratory Event at the Mellon Auditorium in Washington, DC, on July 9, 2024. (Photo by Jim WATSON /… Image contributed by JIM WATSON المصدر: AFP Commemoration of the 75th anniversary of the alliance at a NATO event, in Washington Image contributed by Leah Millis المصدر: Thomson Reuters U.S. hosts NATO'S 75th anniversary summit in Washington Image contributed by Yves Herman المصدر: Thomson Reuters U.S. hosts NATO'S 75th anniversary summit in Washington Image contributed by Yves Herman المصدر: Thomson Reuters Commemoration of the 75th anniversary of the alliance at a NATO event, in Washington Image contributed by Yves Herman المصدر: Thomson Reuters

وأضاف ستولتنبرغ "ليس هناك خيارات خالية من المخاطر بوجود روسيا عدوانية كجارة، ولا توجد خيارات خالية من المخاطر في الحرب. تذكّروا أن التكلفة والخطر الأكبر سيكونان إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا، ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك".

وتعتبر حرب أوكرانيا محورية للناتو، الذي يحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، بعد استقبال فنلندا والسويد كعضوين جديدين.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

سفير إيطالي سابق: إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية في حربها ضد إيران

في حوار خاص أجراه موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي مع السفير الإيطالي السابق في بغداد، ماركو كارنيلوس، والخبير في شؤون الجغرافيا السياسية الإقليمية، تناول السفير أبعاد وتداعيات وقف إطلاق النار المفاجئ بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، والذي أُعلن عنه بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يرى كارنيلوس أن وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يومًا، لا يمكن عزله عن سلوك الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها دونالد ترامب، الذي يتصرف بطريقة "متقلبة" بحسب وصفه. 

ويُشبه نهج ترامب بما يُعرف بـ"نظرية الرجل المجنون" المنسوبة للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي تقوم على إرباك الخصوم بسلوك غير متوقع.

لكن كارنيلوس حذر من أن إرباك الخصوم لا يخلو من مخاطر، وقد يؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة، موضحًا أن ترامب يتصرف أحيانًا وكأن ماضيه كمفاوض عقاري لا يزال يتحكم بعقله السياسي، وأن قراراته الأخيرة بدت وكأنها تخدم شعارات متناقضة، من "لنجعل أمريكا عظيمة" إلى "لنجعل إيران عظيمة من جديد".

حسابات الاحتلال وأحلام نتنياهو
بحسب كارنيلوس، فإن الحرب الإسرائيلية لم تكن فقط ردًا على تهديدات آنية، بل جزء من مخطط استراتيجي بعيد المدى يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. 

ويعتبر أن نتنياهو رأى في هذا التوقيت فرصة تاريخية لا تُعوض لتصفية أعداء الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في ظل دعم أمريكي غير مسبوق، وتواطؤ أوروبي، وانشغال روسي بالحرب الأوكرانية، وتردد صيني.

ويشمل المخطط، وفق السفير، تدمير حماس في غزة، القضاء على حزب الله في لبنان، واستغلال انهيار النظام السوري كعامل لتفكيك ما كان يعرف بمحور المقاومة، ليصل الهدف الأخير إلى إيران.


لماذا إيران؟
يشير كارنيلوس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أراد من الهجوم على إيران تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، إنهاء البرنامج النووي الإيراني عسكريًا؛ والثاني، خلق حالة من الفوضى الداخلية في إيران تؤدي إلى إسقاط النظام. غير أن التطورات الميدانية تشير إلى أن أياً من الهدفين لم يتحقق بعد.

ويضيف أن الهجمات الجوية لم تحسم مصير المشروع النووي الإيراني، كما أن الأوضاع الداخلية الإيرانية لم تشهد انهيارًا، بل إن الردود العسكرية التي نفذتها طهران فاجأت خصومها، وأجبرت واشنطن وتل أبيب على مراجعة حساباتهما.

رغم إعلان وقف إطلاق النار، يبدي كارنيلوس شكوكًا حيال صموده، مشيرًا إلى سوابق عدة أعلن فيها ترامب مواقف مشابهة سرعان ما تراجع عنها أو لم تُترجم فعليا. 

لكن في حال صمد الاتفاق، فهو يعني فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافها الثلاثة: تدمير البرنامج النووي الإيراني، جر أمريكا إلى حرب شاملة، وإسقاط النظام في طهران.

ويرى أن نتنياهو قد يُنظر إليه كخاسر سياسيًا، بينما قد يسوق ترامب نفسه داخليا كصانع سلام، ويبحث عن جائزة نوبل، في خطوة دعائية تشبه تلك التي قام بها سلفه باراك أوباما.

إيران بين الصدمة والرد
يؤكد السفير أن إيران دخلت الصراع وهي في وضع معقد، خاصة بعد الضربات التي طالت وكلاءها في غزة ولبنان، وانقطاع خطوط الإمداد في سوريا. لكن الرد الإيراني جاء مفاجئًا في قوته وتوقيته، ما أعاد خلط الأوراق ميدانيًا ودبلوماسيًا، وفرض وقفًا لإطلاق النار لم يكن على أجندة نتنياهو.

ويشير إلى أن إيران استخدمت ترسانتها الصاروخية بفعالية، دون أن تُدفع نحو مواجهة شاملة، وهو ما يؤكد قدرتها على فرض قواعد اشتباك جديدة، رغم العقوبات والخنق الاقتصادي.

وحول إمكانية استئناف الحوار النووي، يرى كارنيلوس أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات ما زالت قائمة، لكن بشروط. ويحذر من إشراك الأوروبيين في هذه المرحلة، متهمًا إياهم بالتسبب بإرباك كبير في السنوات الماضية، سواء عبر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو عبر مواقفهم السياسية المتذبذبة.

ويقترح أن تبقى الوساطة في يد أطراف أقل انحيازًا وأكثر واقعية، داعيًا الأوروبيين للتركيز على "ما يُجيدونه" من تنظيم لوجستي، بدل محاولات التأثير السياسي غير المدروسة.


من الأحادية إلى التعددية.. من يربح السباق؟
يرى كارنيلوس أن سلوك الولايات المتحدة يُعيد إحياء نموذج الأحادية القطبية، لكنه يشكك في قدرة واشنطن على الاستمرار في هذا المسار. فالقوة وحدها لم تعد كافية، والديون الأمريكية الهائلة تُهدد النظام المالي العالمي. ويحذر من أن استمرار الصراع قد يدفع واشنطن نحو "قنبلة التخلف المالي عن السداد".

ويدعو في هذا السياق إلى إعادة قراءة كتاب بول كينيدي "صعود وسقوط القوى العظمى"، باعتباره مرجعا لفهم ما يحدث من تبدلات في موازين القوى.

يرى كارنيلوس أن التبدلات في الشرق الأوسط تُقلق موسكو وبكين، خصوصًا في ظل محاولات أمريكية لإعادة فرض الهيمنة عبر بوابة تسوية شرق أوسطية جديدة. ويشير إلى أن أي تطبيع بين واشنطن وطهران سيؤثر مباشرة على مشاريع كبرى مثل البريكس، والحزام والطريق، والتكامل الأوراسي.

ويعتبر أن إيران، بما تمتلكه من موقع استراتيجي وموارد طاقة، قد تكون النقطة التي تُنسف بها كل هذه المشاريع إن تمكنت أمريكا من إعادة تطويعها، سواء دبلوماسيًا أو عسكريًا.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من روسيا على زيادة الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو
  • ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو السبب
  • مسؤول سابق بالناتو: قمة لاهاي تدور حول طمأنة ترامب وليس ردع روسيا وحدها
  • لماذا تخلت روسيا عن إيران في حربها مع إسرائيل؟
  • الناتو: ملتزمون بالدفاع عن أوكرانيا وندعم سعيها للانضمام إلى الحلف
  • ماكرون: يجب وقف إطلاق النار في أوكرانيا والعمل على تحقيق سلام دائم
  • أوكرانيا.. قمة الناتو تناقش كيفية إجبار ‎روسيا على إنهاء الحرب
  • سفير إيطالي سابق: إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية في حربها ضد إيران
  • رسائل قوية من قمة الناتو.. دعوات لحماية السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روته: زيادة إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي قفزة نوعية لتعزيز الردع ضد روسيا