روسيا تكثف قصفها على أوكرانيا وزيارة مرتقبة لزيلينسكي إلى واشنطن وسط تصاعد التوترات
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
تشهد أوكرانيا في الآونة الأخيرة تصعيدا لافتا في الهجمات الروسية، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، حيث ركزت موسكو ضرباتها على البنية التحتية الحيوية للطاقة، في محاولة واضحة لإضعاف القدرات الأوكرانية في مواجهة البرد القارس.
وفي خضم هذه التطورات، يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة مهمة إلى الولايات المتحدة بهدف تعزيز الدعم العسكري والطاقة، في وقت تستمر فيه الحرب منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
وفي هذا الصدد، قال مسؤولان أوكرانيان إن القوات الروسية نفذت مساء أمس هجوما جويا على مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، مستخدمة قنابل موجهة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 30 ألف مشترك في ثلاث مناطق رئيسية.
ووفقا لما أعلنه أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، عبر تطبيق "تيليجرام"، فقد استهدفت القنابل الروسية أحياء نيميشليانسكي، وسلوبيدسكي، وشيفشينكيفسكي، وقد أكد رئيس بلدية خاركيف، إيهور تيريخوف، أن هذا الهجوم أسفر عن أضرار مباشرة طالت أحد المستشفيات، بالإضافة إلى خطوط نقل الكهرباء، ما تسبب بانقطاع الخدمة الكهربائية عن عشرات الآلاف من السكان.
وأوضح تيريخوف أن أربعة أشخاص أصيبوا في هذا الهجوم، وتم نقل بعضهم لتلقي العلاج في أقسام مختلفة داخل المستشفى المتضرر، كما أشار إلى أن الأضرار التي لحقت بالمرفق الصحي كانت جسيمة، إذ كانت هناك حالات من المرضى داخل المستشفى لحظة وقوع القصف، وأدى الانفجار إلى تحطيم نحو 200 نافذة داخله.
وأضاف رئيس البلدية أن القصف الروسي يركز عادة على البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء وخطوط نقلها، في محاولة متعمدة لتعطيل شبكة الطاقة الأوكرانية، وإحداث أزمة مع اقتراب فصل الشتاء.
تصعيد روسي ممنهج ضد البنية التحتيةوخلال الأسابيع القليلة الماضية، صعدت روسيا من هجماتها الموجهة نحو قطاع الطاقة وصناعة الغاز في أوكرانيا.
و هذا التصعيد يأتي في توقيت حساس، إذ تحاول موسكو استغلال الأجواء الشتوية المرتقبة كأداة ضغط إضافية في الحرب الطويلة التي اندلعت منذ فبراير 2022.
وفي ظل هذه التطورات الميدانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، عن زيارة مرتقبة إلى العاصمة الأميركية واشنطن هذا الأسبوع، حيث سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في قطاعي الدفاع والطاقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده زيلينسكي في كييف مع كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث صرح قائلا: "سألتقي الرئيس ترامب في واشنطن هذا الأسبوع، وهناك سلسلة من الإجراءات التي أود مناقشتها معه"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن تلك الإجراءات.
وأكد زيلينسكي نيته لقاء ترامب يوم الجمعة، إلى جانب عقد اجتماعات أخرى مع مسؤولين أميركيين، من بينهم ممثلون عن شركات عسكرية وأعضاء في الكونغرس الأميركي، وأشار إلى أن قضية الدفاع الجوي ستكون محورًا رئيسيًا في هذه المحادثات، إلى جانب بحث التعاون مع شركات الطاقة.
وفد أوكراني رفيع إلى الولايات المتحدةوفي منشور عبر منصة "إكس" مساء الإثنين، أفاد زيلينسكي بأن وفدا رفيع المستوى من المسؤولين الأوكرانيين في طريقه إلى الولايات المتحدة. يضم الوفد كلا من رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو، ومدير المكتب الرئاسي أندري يرماك، وسكرتير المجلس القومي للأمن والدفاع رستم عمروف.
وأعرب زيلينسكي عن شكره للرئيس الأميركي، مشيدا بالدعم المستمر من واشنطن لأوكرانيا وبالحوار الثنائي القائم بين البلدين.
وسبق، وأجرى زيلينسكي اتصالين هاتفيين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غضون يومين، حيث أوضح أنه ناقش خلال هذه المكالمات بشكل موسع "قدرات أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى".
وفي السياق نفسه، أفاد ترامب قبل يومين بأنه قد يوجه تحذيرا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مفاده أن كييف قد تحصل على صواريخ "توماهوك" المتقدمة، في حال لم تبادر موسكو إلى إنهاء الحرب التي اندلعت عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022.
والجدير بالذكر، أن بين التصعيد الروسي المستمر واستعدادات أوكرانيا للشتاء القارس، تسعى كييف بكل الوسائل إلى تعزيز تحالفاتها الدولية، وفي مقدمتها الدعم الأميركي.
ومع زيارة زيلينسكي المرتقبة لواشنطن، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية نتائج هذه التحركات، في ظل معادلة ميدانية معقدة ومفتوحة على كافة الاحتمالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب بوتين زيلينيسكي دونالد ترامب أوكرانيا الرئيس الأمريكي الرئيس الأوكراني روسيا
إقرأ أيضاً:
ترامب يعتزم استقبال زيلينسكي بالبيت الأبيض في 17 أكتوبر
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته لاستقبال فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 17 أكتوبر الجاري، وكان قد أعلن ذلك يوم امس الاثنين أثناء حديثه للصحفيين على متن طائرته في طريقه من شرم الشيخ إلى واشنطن.. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس.
أجاب ترامب بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كان ينوي استضافة زيلينسكي يوم الجمعة، وقال: "أعتقد ذلك، نعم"، دون تقديم أي تفاصيل، كما رفض الإجابة على سؤال حول إمكانية توريد صواريخ توماهوك أمريكية لأوكرانيا.
وفي وقت سابق، أفاد كريستوفر ميلر، الصحفي في صحيفة فاينانشال تايمز، على موقع التواصل الاجتماعي X، نقلاً عن ثلاثة مصادر، أن ترامب قد يلتقي زيلينسكي في واشنطن في 17 أكتوبر.
وأشار إلى أن ترامب وزيلينسكي أجريا محادثة هاتفية نهاية الأسبوع الماضي، ناقشا خلالها توريد صواريخ توماهوك الأمريكية إلى أوكرانيا.
كما أشار الصحفي إلى أن الوفد الأوكراني من المقرر أن يُجري سلسلة من المحادثات مع نظرائه الأمريكيين في واشنطن هذا الأسبوع.
يذكر أن زيلينسكي يأمل أن يتدخل ترامب بشكل أكبر في دعم اوكرانيا والتوسط مع روسيا لوقف الحرب.
50% من الاوكرانيون يريدون رحيل زيلينسكيوعلى صعيد آخر، قام معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع (KIIS)، بإجراء استطلاع للرأي حول استمرار زيلينسكي في الحكم بعد انتهاء الحرب، وظهرت النتائج بأن نصف الأوكرانيين يريدون أن يترك فلاديمير زيلينسكي السياسة بعد انتهاء الصراع مع روسيا.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن 50% من المشاركين يريدون رحيل زيلينسكي، بينما أيد 36% اعتزاله السياسة، بينما أيد 14% توجيه اتهامات جنائية ضده.
وأعرب 25% فقط من المشاركين عن رغبتهم في رؤيته قائدًا للبلاد، بينما لم يحسم 9% أمرهم بعد.
أُجري الاستطلاع عبر الهاتف في المناطق الخاضعة لسيطرة كييف بين 1008 مشاركًا تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في الفترة من 19 سبتمبر إلى 5 أكتوبر 2025، وكان هامش الخطأ حوالي 3.5%.
انتهت ولاية زيلينسكي كرئيس رسميًا في 20 مايو 2024. ولم تُنظم أي انتخابات رئاسية خلال هذه الفترة، بينما نفى زيلينسكي نفسه فكرة أنه ليس الرئيس الشرعي.
وكما صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا وتكرارًا سابقاً، فإن روسيا بحاجة إلى معرفة من تتوقع توقيعه على وثائق ملزمة قانونًا في كييف، وأوضح أنه نظرًا لعدم شرعية السلطات الحالية، فإن أي اتفاقيات تُوقّع معها ستكون لاغية وباطلة.