"عُمران" تختتم "سباقات عمان للتزلج المظلي" ضمن خطط الترويج لسياحة المغامرات
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
رأس الحد - الرؤية
اختتمت الشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران" النسخة الأولى من "سباقات عُمان للتزلج المظلي 2024"، التي أُقيمت خلال الفترة من 2 إلى 8 يوليو.
وانطلقت الفعالية من شواطئ ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، ومرّت بالسواحل العُمانية شمالاً وصولاً إلى محمية رأس الجنز بمحافظة جنوب الشرقية، إذ يأتي هذا الحدث في إطار الجهود التي تبذلها مجموعة عُمران لتعزيز قطاع التجارب والمغامرات عبر توظيف الإمكانات الطبيعية الفريدة، والتزامًا منها بصناعة تجارب مستدامة وصديقة للبيئة لعشاق المغامرات.
وأقيم حفل الختام في نيابة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية، برعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر بن مالك المعولي محافظ جنوب الشرقية، وبحضور الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة عُمران، والدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار، إلى جانب عدد من المشايخ والمسؤولين.
وشهدت النسخة الأولى من سباقات عُمان للتزلج المظلي مشاركة 12 رياضياً محترفاً، بينهم 4 مغامرين عُمانيين وهم: بركات الكندي وعزان السناني وماجد الخروصي ومنذر الحارثي، بالإضافة إلى محترفين من مختلف دول العالم.
وقطع المشاركون أكثر من 500 كيلومتر على مدى 8 أيام، مما ساهم في تسليط الضوء على أبرز المعالم السياحية المتوزعة على امتداد السواحل العُمانية وعزز مكانتها كوجهة دولية رائدة لرياضة التزلج المظلي، كما أتيحت للمشاركين فرصة الاستمتاع بوجهات سياحية مميزة مثل الكثبان السكرية في منطقة خلوف وجزيرة مصيرة والأشخرة، وصولاً إلى محمية رأس الجنز بمحافظة جنوب الشرقية.
وسجل محترفو العالم لرياضة التزلج المظلي انطلاقتهم، بداية من شواطئ ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، متجهين نحو شواطئ قرية صراب بولاية محوت بمحافظة الوسطى، لمسافة 70 كيلومترًا، ليواصلوا رحلتهم بعد ذلك من بر الحكمان نحو شنة لمسافة 115 كيلومترًا، ثم من جزيرة مصيرة إلى رأس الرويس لمسافة 57 كيلومترًا، ليستكملوا رحلتهم بعد ذلك نحو منطقة قرون، قاطعين مسافة 100 كيلومترًا، ثم الاتجاه إلى فندق ضيافة أتانا بالأشخرة لمسافة تبلغ 52 كيلومترًا، وأخيرًا، الختام في محمية رأس الجنز، بعد قطع مسافة 75 كيلومترًا.
وأعرب سلطان بن سليمان الخضوري مدير الأصول بمجموعة عُمران والمدير التنفيذي بالوكالة لمشروع نجم، عن سعادته في نجاح المبادرة وما أفرزته من فرص واعدة لترسيخ مكانة سلطنة عُمان كوجهة دولية رائدة في رياضة التزلج المظلي، مضيفا: "تمثل سباقات عُمان للتزلج المظلي مرحلة مهمة في رحلتنا المتواصلة لإبراز ما تزخر به سلطنة عُمان من كنوز طبيعية وتراث ثقافي غني، وتتماشى هذا المبادرة مع أهدافنا الإستراتيجية المتمثلة في تعزيز السياحة المستدامة وإبراز إمكانيات سلطنة عُمان ومقوماتها في استضافة هذا النوع من السباقات".
من جانبه، قال مارسيلو أنتونس فيريرا الرئيس التنفيذي لشركة Sea & Beach: "الفعالية قدمت منصة رائعة للزوار وأفراد المجتمع للاستمتاع بمشاهدة السباقات، كما أنها كانت تجربة استثنائية باستقطابها لرياضيين محترفين وهواة من مختلف أنحاء العالم، وهذه الرياضة ستمنح سلطنة عُمان فرصة لتعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية".
وأشار إلى أن سباقات عُمان للتزلج المظلي 2024 أصبحت منصة جذب عالمية للرياضيين، وأن تنظيم هذه البطولة مستقبلاً سيوفر فوائد متعددة في المجالات الرياضية والسياحية والثقافية والاقتصادية، مما يسهم في تطوير رياضة التزلج المظلي محليًا وتعزيز مكانة سلطنة عُمان في هذا المجال.
يشار إلى أن سباقات عُمان للتزلج المظلي تأتي بتنظيم من مجموعة عُمران وبالتعاون مع عُمان للإبحار والمشغل الوطني للسفر Visit Oman ومركز مغامرات عُمان ومؤسسة Sea & Beach.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: جنوب الشرقیة کیلومتر ا ع مران
إقرأ أيضاً:
توظيف الأساطير لتعزيز الترويج السياحي
د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **
في ظل التطور المستمر لسوق التسويق السياحي، تتجه الوجهات السياحية بشكل متزايد نحو ما هو غير ملموس – كالأساطير والخرافات، والقصص التراثية – لصياغة قصص آسرة تأسر خيال المسافرين وتدفعهم لاختيارها كوجهات سفر سياحية.
هذه القصص العريقة، والتي غالبًا ما تتجذر في الثقافة والفولكلور المحلي ويتناقلها الناس جيلًا بعد جيل، لا تقتصر على الترفيه فحسب؛ بل تُعدّ أدوات فعّالة لتعزيز هوية الوجهة السياحية، والتفاعل العاطفي، والسياحة التجريبية.
تُضفي الأساطير والخرافات الحياة على الوجهات السياحية. من سحر وحش بحيرة لوخ نيس الأسكتلندي الآسر إلى المأساة الرومانسية لمهرجان تاناباتا الياباني، تُضفي هذه القصص شعورًا بالغموض والعجب يتجاوز حدود التسويق التقليدي. فهي تدعو الزوار ليس فقط لرؤية مكان ما، بل للشعور به – للسير على خُطى الأبطال والأرواح والمعتقدات القديمة. يُعزز هذا التناغم العاطفي صلةً أعمق بين المسافر والوجهة، مُشجِّعًا على إطالة مدة الإقامة، وتكرار الزيارات، والترويج الشفهي.
ورغم إغفال الشائعات في كثير من الأحيان، إلا أنه يُمكن استغلالها استراتيجيًا. فالأساطير المحلية، مثلًا أسطورة "فلج الدن"؛ حيث يتقاسم البشر والجن ماء الفلج يومًا بيوم، ونقل مسجد من بهلاء إلى نزوى في ليلة وضحاها، والألغاز التي لم تُحل بعد – مثل هندسة حفر الأفلاج ونسبة بنائها للجن، ومثلث برمودا أو حكايات نيو أورلينز الغامضة – تُثير الفضول والرغبة في الاستكشاف.
وعند تنظيم هذه القصص بمسؤولية، يُمكن تحويلها إلى تجارب غامرة من خلال تنظيم جولات سياحية مصحوبة بمرشدين قادرين على سرد هذه القصص بأسلوب تفاعلي يمزج بين الواقع والخيال.
ويكمن مفتاح نجاح التنفيذ في الأصالة والمشاركة المجتمعية. ينبغي أن يكون رواة القصص المحليون والمؤرخون وأمناء التراث الثقافي محور عملية بناء السرد، مع ضمان سرد القصص باحترام ودقة. كما يُمكن للمنصات الرقمية، والواقع المعزز، والألعاب التفاعلية أن تُعزز التفاعل، مما يسمح للزوار باكتشاف القصص الخفية من خلال الخرائط التفاعلية أو المهام عبر الهاتف المحمول.
في نهاية المطاف، لا يهدف الاستخدام الاستراتيجي للأساطير والخرافات والشائعات إلى اختلاق التاريخ وتزويره؛ بل إلى تسليط الضوء على روح المكان وتاريخه غير المكتوب. هذه القصص، المتوارثة عبر الأجيال، كنوز ثقافية، يمكنها، عند دمجها بعناية في استراتيجيات السياحة، أن تُحوّل الوجهات إلى أساطير حية. وفي عالم يبحث فيه المسافرون عن المعنى بقدر ما يبحثون عن الذكريات، فإن سرد القصص ليس مجرد فن؛ بل هو ميزة تنافسية..
** باحث أكاديمي في مجال السياحة