عراق العجم والمافيات والعمائم
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
آخر تحديث: 11 يوليوز 2024 - 10:36 ص بقلم:د. أيهم السامرائي العراق يمر بأصعب مراحله منذ أكثر من عشرين عاماً من الاحتلالين الامريكي الإيراني المزدوج له، مع استمرار التدمير الممنهج لسيادته وجيشه وصناعته وزراعته وحضارته وشعبه. العراق بدء احتلاله وبشراسة فعلياً منذوا ٢٠١١ عندما اعلن اوباما الانسحاب الكامل عسكرياً من العراق وتركه بالكامل للأسلاميين يتصرفون به بحرية مع إيران خامنئي وفي منهجية تدمير كل ما هو وطني مع دفع العراق وبكل قوة لتكون جزء من الإمبراطورية الفارسية الخامنئيه.
الحدود فتحت والسجون فتحت لداعش والقاعدة، والمافيات (المليشيات) استحوذت على المال العام، والقضاء مرتشي وراضي ومبتهج، والفساد يعم كل مؤسسات الدولة صغيرها وكبيرها بحيث اصبحت ثقافة التحضر كفراً وتتطور الانسان تخلفاً وحل محلها القصغونيات المبتذلة الممزوجة بالديانة الصفوية وقليلاً من الديانة الإسلامية والتي هي اداة لاعادة امجاد الإمبراطورية الساسانية التي قضى عليها العرب المسلمين قبل اكثر من ١٤٣٠ عاماً في عصر الخليفة الثاني عمر الفاروق رضي الله عنه. العراق في محنة خطيرة لان الجهلة والعتاكة اصبحوا هم الذي يقودون البلد وحلوا محل المثقفين والمتعلمين. العراق من اسوء إلى اسوء وليس هناك من يقف ويساعد هذا البلد من الوحوش القريبة والبعيدة، وعلى شعبه ان يقوم بنهضة شعبية عارمة تكتسح المرضى والجهلة والخونة وتعيد البلد إلى مسار التقدم والرقي. المتهم الأساسي في تدمير العراق هو حكومة بوش الابن الأمريكية الذي غلب عليها الجهل والحقد وفقدان البصيرة والغطرسة حين قررت الذهاب إلى الحرب واحتلال هذا البلد بدون اسباب مشروعة وبدون موافقة دولية على ذلك مستغلين احداث ١١ / ٩ / ٢٠٠١ الذي أجج فيه الشارع الأمريكي وزاد عنده روح الانتقام من اي شيء لما حدث، والعراق كان واحد من هذه الضحايا التي تم اختياره لتنفيس الانتقام الأمريكي. المهم هنا وبعد حدوث الكارثة جائت اجيال جديدة امريكية تؤمن بتصحيح الخطأ واعادة الامور باحسن من قبل وهذه الاجيال هم ايضاً من الحزب الجمهوري وعلى رأسهم الرئيس ترامب العازم وبقوة على اعادة العراق للمحيط الأمريكي حتى لو اقتلع كل معمم عراقي من جذوره العفنة ورميهم بالطائرات داخل الحدود الإيرانية بلا رجعة. ترامب رجل أعمال وحساباته ان امريكا خسرت الكثير في حربها الخطأ وعليها تصحيح ما عملته من اخذ حقها وتحقيق الرفاه والمجتمع المتطور من العراقيين واعادة سيادة العراق ( السيادة في نظر ترامب … ان العراق حليف استراتيجي شبيه بدول اوربا الغربية وعليه يجب ان يدفع لحمايته ضمن مفهوم “عالم النجاح دائماً للقوي”). قرار الكونجرس ضد فائق زيدان رئيس القضاء العراقي قد مرر في الكونجرس معناها بالعربي نجح القرار ونقل إلى مجلس الشيوخ للموافقة عليه وهذا واضح انه سيمرر لان الحزبين متفقين عليه وينتقل منها للرئيس بايدن لتوقيعه. بايدن ورغم حبه مع صديقه اوباما لأيران واصدقائها عادتاً يجد الذرائع لتأجيل التوقيع او يعلن الفيتو ضده. ولكن بايدن هذه المرة في فترة انتخابات حرجة سيفقد فيها الرئاسة بشكل مؤكد ولهذا سيوقعه ليثبت للناخب الأمريكي انه رئيس قوي، واذا قرر بسبب ضغط اوباما ووزير خارجيته جان كيري ان لا يوقعه، فأن ترامب الرئيس القادم سيوقعه في الايام الاولى من حكمه لانه يعتبر السيد زيدان بالبرهان عميل رقم واحد لايران عندما اصدر قرار القبض على ترامب نزولاً لاوامر ايران بسبب قتله لسليماني، مع علمه انه لا يستطيع مسك شعرة من ترامب إذا ما اراد بعد تسلمه السلطة في بداية السنة القادمة او حتى إذا قرر الان زيارة بغداد واللقاء بمسؤوليه والسفيرة الأمريكية وجنرالاته الموجودين في العراق. على من يحكم العراق إيجاد البديل له اليوم وعليهم ان يأتوا برئاسة قضاة ليبرالي ومعروف دولياً بنزاهته وحبذا يكون من سكنة بغداد الاوئل ليتجنب زيدان وغيره من المتابعة الدولية لهم عبر الإنتربول. حزب الله انتهى كما قلنا مرات وان القرار قد اتخذ ولا ينفع احد بأيقافة لا خامنئي ولا السوداني ولا اي شخصية اخرى شرق اوسطية او دولية، الحرب القادمة او الجديدة ستقرر وقتها اسرائيل وليس امريكا او الغرب، وسيقف بايدن معها إذا رغب او لا لانه باختصار في فترة انتخابات والأصوات والأموال اليهودية يحتاجها بايدن بالمطلق إذا ما اراد الفوز. نتياهوا يعرف جيداً المعادلة السياسية الأمريكية ويعرف جيداً ان هذا الوقت هو الاحسن لضرب حزب الله وتدميره مثل ما دمر حماس وأضعفها لدرجة اصبحت لا تستطيع حتى ان تجري مقابلة تلفزيونية في العلن. نصر الله وقيادة حزبه في خطر محدق وفي اي لحظة وان حزب الله ايامه معدودات وان حلفائه السياسين وليس حتى المعارضين له بدؤا بالاصطفاف ضده واولهم حركة امل برئاسة نبيه بري التي بدأت ترسل رسئلها الى واشنطن( معناها إلى تل ابيب) انها ليس مع حزب الله او حزب الشيطان وانها المثلة الوحيدة للمكون الشيعي في لبنان وليس الطارئين امثال حزب الله. الحراك العراقي ذكر ذلك في عديد من لقائته السياسية ان مستقبل حزب الله وحماس ومليشيات (مافيات) العراق واليمن سيتساقطون بأيام بعد اكتساح الجيش الاسرائيلي للبنان قريباً وان امريكا والغرب سيحرّرون لبنان وسيغيرون النظام السوري بقيادة الاسد او يستبدل إلى من هو قريب له حزبياً او عائلياً ليشاركون في تنظيف سوريا بالكامل من كل هذه الشرذمة التي احتلت سوريا العرب باسم الطائفية ونشر الديانة الصفوية ( ليس الشيعة الاثنى عشرية) فيها. العراق وايران في خانة إليك وان قدوم الامام السيد ترامب وتسلمه السلطه في كانون الثاني سيسرع من بناء الشرق الاوسط الجديد الذي أراده الجمهوريون الاوئل قبل عشرين عاماً ولم ينفذوه ولكن الجهوريون الجدد سيكملون ما اراد ابائهم من بنائه في الشرق الاوسط وتذكروا دائماً ان الله معنا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن
الآمال في شن هجوم بري في اليمن مدعوم دولياً لإخراج الحوثيين، من الساحل الغربي لليمن، تبددت بفضل الصفقة غير المتوقعة التي أبرمتها الجماعة مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، بوساطة عمان.
بعد 51 يوماً من المواجهة، أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف العمليات الهجومية الأمريكية ضد الحوثيين مقابل تعليق الهجمات على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب – لا سيما تلك المرتبطة بالمصالح الأمريكية. يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تأمين تحوّل يحفظ ماء الوجه بعيداً عن المواجهة وسط تصاعد التكاليف لكلا الجانبين. كما تؤكد المسار المتقلب للسياسة الخارجية الأمريكية وتفصل بشكل فعال جبهة البحر الأحمر عن الصراع الأوسع بين الحوثيين وإسرائيل.
في نهاية المطاف، لا يرقى هذا الترتيب إلى مستوى استراتيجية أمريكية متماسكة تجاه اليمن ويخاطر بتشجيع الحوثيين – سواء في الداخل أو في جميع أنحاء المنطقة.
اتفاق ستوكهولم
في الفترة التي سبقت اتفاق 6 مايو/أيار بين الحوثيين والولايات المتحدة، أشارت الدلائل إلى معركة أوسع تلوح في الأفق في اليمن. في 29 مارس/آذار، ألمح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي إلى احتمال شن هجوم بري خلال خطابه للأمة بمناسبة عيد الفطر. وبعد أسابيع، في 14 أبريل/نيسان، أفادت وسائل إعلام غربية أن محادثات جارية بشأن عملية برية محدودة مدعومة أمريكياً، ولكن بقيادة يمنية، لاستعادة مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون.
بعد سبع سنوات من لعب التدخلات البريطانية والأمريكية دوراً رئيسياً في منع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من التحرك لاستعادة الحديدة، كانت القوات الموالية للحكومة على وشك إعادة فتح تلك الجبهة مرة أخرى.
في عام 2018، كانت للحكومة اليمنية اليد العليا عسكرياً ولكنها قُيدت باتفاق ستوكهولم، الذي رسخ في النهاية سيطرة الحوثيين على الميناء الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر. وقد مهدت هذه التنازلات الطريق للجماعة اليمنية المدعومة من إيران لتتمكن لاحقاً من مهاجمة السفن التجارية، مما أدى إلى رد عسكري أمريكي بريطاني بدأ في عهد إدارة جو بايدن في يناير/كانون الثاني 2024 وتصاعد بشدة من قبل ترامب في مارس/آذار من هذا العام.
لا يزال الزخم لمعالجة اختلال توازن القوى في اليمن متوقفاً – مقيداً جزئياً بالديناميكيات الإقليمية، لا سيما حذر المملكة العربية السعودية الاستراتيجي، وتحول تصورها للتهديد، وأولوياتها الاجتماعية والاقتصادية. تعكس هذه الأبعاد حقيقتين أساسيتين: قراءة واضحة للمدة الأولى لترامب وتركيز سعودي عملي على تقدم مصالحها الوطنية فوق كل شيء آخر.
تحول في الإدراك وسط التكاليف الباهظة
منذ أواخر عام 2023، شن الحوثيون أكثر من 200 هجوم على السفن التجارية والعسكرية عبر البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي – أحياناً بالتنسيق مع القراصنة الصوماليين. والجدير بالذكر أن الجماعة أطلقت أيضاً أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، مع إصابة بعض المقذوفات عن طريق الخطأ دولاً مجاورة بما في ذلك مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
لقد أجبرت عمليات الحوثيين – التي أُطلقت ظاهرياً لدعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة – شركات الشحن العالمية على تغيير مسار السفن. وقد أُجبرت العديد من السفن منذ ذلك الحين على عبور رأس الرجاء الصالح، متجاوزة البحر الأحمر وقناة السويس، مما أضاف ما يصل إلى أسبوعين من وقت العبور. ويتصاعد الضغط على دول البحر الأحمر المطلة: فقد أعلنت مصر، على سبيل المثال، عن خسارة 7 مليارات دولار أمريكي من إيرادات قناة السويس في عام 2024. وبحلول فبراير من هذا العام، انخفضت عمليات العبور اليومية عبر القناة إلى 32 سفينة فقط – بانخفاض 57٪ عن متوسط 75 سفينة قبل إطلاق الضربات البحرية الحوثية.
لقد تحدت الأزمة النظام البحري الدولي بشكل مباشر وتثير تساؤلات حول قدرة – ورغبة – الولايات المتحدة في الحفاظ على حرية الملاحة باستمرار. لقد أعاد الحوثيون وضع أنفسهم كتهديد موثوق للسلام والتجارة والأمن العالميين، مما أدى إلى تحوّل في تصورات التهديد الأمريكية بعد سنوات من التقليل من شأن التهديدات المتعددة للجماعة.
نهج أمريكي غير كافٍ
لقد تبنى ترامب نهجاً أكثر تركيزاً إلى حد ما تجاه اليمن مقارنة ببايدن، لكن موقفه لا يزال يفتقر إلى الاستراتيجية والتماسك العام. مع إضعاف حزب الله اللبناني، وسقوط الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، وضبط جماعات مسلحة شيعية مدعومة من إيران في العراق منذ الخريف الماضي، اختار الحوثيون حتى وقت قريب التصعيد بدلاً من البقاء. وقد دفع المشهد الإقليمي المتغير في البداية إدارة ترامب إلى استنتاج أن الوقت قد حان للتصعيد ضد الجماعة.
ابتداءً من 15 مارس وحتى إعلان الهدنة في 6 مايو، شنت الولايات المتحدة أكثر من 1100 ضربة استهدفت ورش الطائرات المسيرة والصواريخ التابعة للحوثيين، ومرافق التخزين، والقواعد العسكرية، وأنظمة الرادار، ومنازل القادة المتوسطي المستوى، والتجمعات العسكرية المتنقلة، ومنصات الإطلاق، وحتى البنية التحتية المدنية، بما في ذلك ميناء رأس عيسى. يُزعم أن الهجمات قتلت أكثر من 500 مقاتل حوثي، على الرغم من أنها أسفرت أيضاً عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وأضرار جانبية أخرى.
لم تُستعاد الردع الأمريكي بعد بشكل موثوق أو مستدام، حيث يواصل الحوثيون إظهار القدرة والنية لتنفيذ المزيد من الهجمات – وهو ما يؤكده تبادلهم المستمر لإطلاق النار مع إسرائيل.
ولكن للمرة الأولى منذ اتفاق ستوكهولم، تبدو الجماعة ضعيفة حقاً. فبعد ضربة حوثية طفيفة نسبياً على مطار بن غوريون في تل أبيب في 4 مايو، دمر الانتقام الإسرائيلي بنية تحتية لوجستية وطاقة حيوية في اليمن – بما في ذلك أربع طائرات مدنية مملوكة للخطوط الجوية اليمنية – مما يسلط الضوء على الخسائر الفادحة التي تلحق بالمدنيين الذين يعانون بالفعل. كما تفيد مصادر مطلعة في اليمن أن كبار قادة الحوثيين قد اختفوا، مما أدى إلى تغييرات مفاجئة في بروتوكولات الاتصال والأمن وسط مخاوف متزايدة من الاختراق السيبراني والتسريبات من الاستخبارات البشرية.
بالإضافة إلى ذلك، تزعم مصادر يمنية على الأرض أن معلومات استهداف حية قد تم مشاركتها مع الولايات المتحدة من داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون – وهو خرق غير مسبوق يشير إلى تزايد الاستياء الشعبي. إن الإحباط الشعبي لا ينبع فقط من الحكم القمعي للمتمردين الحوثيين، واحتكارهم للسلطة، وسوء الإدارة الاقتصادية، ولكن أيضاً من التكاليف المتزايدة الوضوح لمغامراتهم الإقليمية على اليمنيين في الداخل والخارج.
لقد ألحقت الضربات مثل قصف الولايات المتحدة لميناء رأس عيسى في الحديدة خسائر فادحة بالمدنيين، مما فاقم معاناة أولئك الذين تعلق آمالهم على تخفيف التصعيد، وتحسين الظروف المعيشية، وتعزيز الأمن.
تكرار أخطاء ستوكهولم
تتوقف احتمالية استعداد واشنطن لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً لحماية الشحن الدولي على عاملين رئيسيين: التقدم في المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وامتثال الحوثيين لهدنة 6 مايو/أيار. قبل الترتيب بين الحوثيين والولايات المتحدة، أشارت الضربات الأمريكية على المواقع الأمامية في الحديدة ومأرب – وكذلك على البنية التحتية بالقرب من الجزر الاستراتيجية مثل كمران – إلى استراتيجية أوسع لتأمين خطوط الإمداد البحرية والضغط على الحوثيين للدخول في محادثات.
في غضون ذلك، لا تزال الحكومة اليمنية تأمل في شن هجوم مدعوم دولياً لاستعادة صنعاء في نهاية المطاف، معتبرة إياه السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم – بما في ذلك في البحر الأحمر. ومع ذلك، كشفت صفقة وقف إطلاق النار عن تفضيل إدارة ترامب لنهج أضيق: احتواء التهديدات البحرية الحوثية مؤقتاً، وتدهور قدراتهم، وإجبارهم على طاولة المفاوضات.
بينما قد تكون مكلفة، فإن استجابة أمريكية أكثر حزماً ضد الحوثيين يمكن أن تثبت أنها استراتيجية. إن استعادة أكثر من 300 كيلومتر (186 ميلاً) من منطقة تهامة – وهي سهل ساحلي ضيق على طول البحر الأحمر من الحدود السعودية إلى ما يقرب من مضيق باب المندب – سيقطع الشريان الغربي لإمداد الحوثيين وكذلك يعطل طرق تهريب الأسلحة والوقود والمرتزقة والمخدرات. كما سيؤدي ذلك إلى تحييد التهديدات من الألغام البحرية والقوارب المفخخة، وحصر الجماعة في المرتفعات – مما يقوض بشكل كبير نطاق عملياتهم وصمودهم.
ليس هذا هو الوقت المناسب لتكرار أخطاء اتفاق ستوكهولم، الذي حمى الحوثيين، وشرعن وجودهم في الحديدة، وسمح للتهديدات البحرية بالنمو دون رادع. ومع ذلك، لا يزال هناك اليوم خطر حقيقي لتكرار نفس الخطأ الأساسي: وهو معالجة الأعراض بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية.
بُعد أبوظبي – الرياض
لا تزال الحسابات الإقليمية بشأن هجوم بري ضد الحوثيين منقسمة وتمثل قيداً حاسماً. فالمملكة العربية السعودية، التي تخشى من عدم قدرة ترامب على التنبؤ به وقابلية الحوثيين لشن هجمات عبر الحدود، تطالب باتفاق أمني أمريكي شامل وتبقى متشككة في شن عملية برية. كما تشعر الرياض بالقلق من التوسع المحتمل للنفوذ الإماراتي على طول البحر الأحمر.
ومع ذلك، فإن الإمارات– مستفيدة من تجربتها العملياتية بالقرب من الحديدة في 2017-2018 إلى جانب علاقاتها المستمرة مع القوات المشتركة على ساحل تهامة – أكثر استعداداً لدعم هجوم بري مدعوم من الولايات المتحدة، إذا كان استراتيجياً. إن شراكة أبوظبي الأمنية القوية مع واشنطن – إلى جانب مصالح الطاقة والبحرية وسعيها للنفوذ الجيوسياسي – تدفع موقفها، على الرغم من الإنكار العلني الأولي.
بالنظر إلى المستقبل، هناك شيء واحد واضح: أزمة البحر الأحمر تؤكد صمود الحوثيين – ليس بسبب قوة الجماعة المتأصلة، ولكن بسبب غياب استراتيجية استقرار مدعومة دولياً وبقيادة يمنية والفشل المستمر في معالجة الأسباب الجذرية للتهديدات عبر الحدود. وهذا الأخير يستلزم سيطرة الحوثيين على الأراضي ورفضهم الانخراط بشكل فعال في عمليات السلام الوطنية.
يتطلب مواجهة هذا التحدي استراتيجية متماسكة وطويلة الأمد لليمن والبحر الأحمر، ترتكز على دعم عسكري ومالي واستخباراتي وأمني ودبلوماسي ولوجستي مستمر للحكومة اليمنية – بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. بينما أعربت إدارة ترامب عن رغبتها في سلام واستقرار دائمين في البحر الأحمر، إلا أنها لا تبدو مستعدة للانخراط طويل الأمد الذي يمكن أن يبشر بعصر جديد في اليمن. في هذا السياق، تبدو المحادثات المتجددة بشأن خارطة طريق الأمم المتحدة لخفض التصعيد، المدعومة من عمان والمملكة العربية السعودية، مرجحة بشكل متزايد.
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: أمواج ميديا
إبراهيم جلال30 مايو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا مقالات ذات صلة
ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا 30 مايو، 2025
(وكالة).. السعودية حذّرت إيران من خطر ضربة إسرائيلية ما لم يتم التوصل لاتفاق نووي مع ترامب 30 مايو، 2025
الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة 30 مايو، 2025
العفو الدولية ورايتس ووتش تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين 30 مايو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...