رام الله – رفضت الفصائل الفلسطينية بيانا لرئاسة السلطة الفلسطينية اعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "شريكة" في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة. وقالت الفصائل إنه "يساوي بين المجرم والضحية"، ودعت الرئاسة إلى سحب بيانها.

وجاء البيان مساء أمس السبت بعد ساعات من مجزرة المواصي غربي خان يونس، والتي راح ضحيتها نحو 400 فلسطيني بين شهيد وجريح، واعتبر أن حركة حماس شريكة في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.

وبينما اصطف العالم في أغلبه لإدانة المجزرة وتحميل الاحتلال المسؤولية، جاء بيان الرئاسة الفلسطينية "ليساوي بين الضحية والجلاد"، وفق بيانات عدد من الفصائل، مما أثار تساؤلات عن أسبابه والغايات من ورائه.

*????????بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية*

رام الله 13-7-2024 وفا- تعقيباً على المذبحة المروعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواصي مدينة خانيونس بقطاع غزة وأودت بحياة المئات من أبناء شعبنا من الأطفال والنساء والرجال، فإن الرئاسة الفلسطينية تدين هذه المذبحة وتحمل الحكومة…

— ????????????????منير الجاغوب ???????????????? (@MonirAljaghoub) July 13, 2024

ذرائع مجانية!

وجاء في بيان الرئاسة أن حركة حماس تقدم "ذرائع مجانية" لإسرائيل، وحملتها "المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة".

وقال البيان "تعتبر الرئاسة حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريكا في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا".

في حين برر جيش الاحتلال مجزرة المواصي بوجود القائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف في المكان، وهو ادعاء نفته حركة حماس.

واستهجنت الحركة تصريحات السلطة الفلسطينية "التي تعفي الاحتلال من المسؤولية عن الجرائم والمجازر في خان يونس والشاطئ" على حد تصريحها.

وقالت إنها "تساوي بين الضحية والجلاد، وتعطي المبرر لجيش الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا، وتحمل المسؤولية عن هذه المجازر للمقاومة". ودعت إلى "سحب هذه التصريحات المؤسفة".

إساءة للمقاومة 

إلى جانب حماس، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي "التصريحات التي ساوت بين المقاومة والاحتلال" كما جاء في بيان لها، ورأت فيها "إساءة واضحة لشعبنا الفلسطيني وتضحياته ولمقاومته الصامدة ولدماء الشهداء النازفة"، ودعت إلى "سحب هذه التصريحات فورا".

وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات الرئاسة الفلسطينية، واعتبرها "مسيئة" للشعب الفلسطيني وتضحياته. وأضافت أن "هناك حالة تضامن شعبي ووطني واسع مع المقاومة، مما يستدعي من جميع القوى الوطنية، بما فيها حركة فتح وقيادة السلطة، الالتزام بموقف الإجماع الوطني والوقوف بثبات إلى جانب المقاومة، والابتعاد عن تبرير جرائم الاحتلال أو التماهي مع دعايته الإعلامية".

ودعا حزب الشعب الفلسطيني الرئيس محمود عباس إلى "سحب التصريحات المنسوبة للرئاسة"، معتبرا أن "إسرائيل وأميركا وحدهما يتحملان المسؤولية عن استمرار الإبادة الجماعية في غزة والضفة".

واستهجن الحزب ما وصفه بـ"الخلط في المسؤوليات الذي تضمنته التصريحات التي نسبت للرئاسة الفلسطينية"، معتبرا أن "الأمر الوحيد المطلوب اليوم هو الوحدة في مواجهة التصفية المستمرة ضد شعبنا".

تصريح صادر عن حركة الجـ.ـهاد الإسلامي في فلسطين:

▪️تستنكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين البيان الصادر عن الرئاسة الفلسطينية والتصريحات التي ساوت بين المقـ،ـاومة والاحتلال، في إساءة واضحة لشعبنا الفلسطيني وتضحياته ولمـقـ.ـاومته الصامدة ولدماء الشـ.ـهداء النازفة.
إن هذه التصريحات…

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 13, 2024

 

كما عبّرت حركة المبادرة الوطنية عن رفضها "للمساواة بين الجلاد والضحية"، ودعت الرئاسة الفلسطينية إلى سحب بيانها "من منطلق المسؤولية الوطنية وحرصا على حماية الوحدة الوطنية".

وقالت إنه "لا يجوز بأي حال لشعب مناضل من أجل الحرية أن يعفي أعداءه ومن يمارسون الاستعمار الاستيطاني الإحلالي ضده من أي جزء من المسؤولية عن جرائمهم".

ودانت حركة "فتح الانتفاضة" بيان الرئاسة وتصريحات الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) منير الجاغوب، التي قالت إنها "تخدم العدو وتعطي مبررا وشرعية للعدو الصهيوني ليستمر في مجازره وإبادته الجماعية لأهلنا في قطاع غزة".

كما استهجنت "لجان المقاومة الشعبية في فلسطين" تصريحات الرئاسة الفلسطينية، وقالت إنها "تخدم فقط الاحتلال وروايته التضليلية الكاذبة، وهي مسيئة لشعبنا وتضحياته ونضالاته".

واستنكرت "التماهي الواضح لبعض وسائل الإعلام مع رواية العدو الصهيوني"، داعية إلى "تحرّي الدقة في نقل الأخبار والتوقف عن نقل الأخبار الكاذبة والمضللة".

أوراق اعتماد

في تفسيره لموقف الرئاسة الفلسطينية، يقول الكاتب والناشط السياسي عمر عساف إنه "ليس خارجا عن المألوف، إنما جاء في سياق طبيعي لموقف السلطة وموقف رئيس السلطة منذ بدء المواجهة مع الاحتلال في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)".

ويضيف، في حديثه للجزيرة نت، أن "من دان المقاومة في بداية العدوان ووسمها بالإرهاب، ليس جديدا عليه هذا الموقف، وعلينا ألا نُفاجأ به".

وأشار عساف إلى جملة سياقات جاء فيها بيان الرئاسة، منها مساعيها للحصول على "مزيد من أوراق الاعتماد من الإدارة الأميركية والإسرائيلية، بأننا (السلطة) ما زلنا عند موقفنا بمعاداة المقاومة والتمسك بالتنسيق الأمني، ولم نحد عن هذا الطريق".

وتابع أن بيان الرئاسة الفلسطينية يأتي أيضا "قبيل اللقاءات الفصائلية المزمع عقدها في الصين لاستعادة الوحدة والمصالحة، وفي سياق وضع عصي في دواليب أي لقاء كهذا من جهة، ورسالة للأميركيين والأوروبيين أن الذهاب لهذه اللقاءات يأتي على قاعدة تحميل حماس مسؤولية ما يجري من جهة أخرى".

ويضيف عساف أيضا أن البيان يأتي بوصفه ورقة اعتماد في ظل الحديث عن السلطة المتجددة وشروط إصلاحها كي تحظى بالدعم الأميركي والأوروبي، والحديث عن "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، و"الحديث عن قوات عربية أو فلسطينية تكون مهمتها شُرطية، كما يبدو، وقد يكون لها مهمات أخرى".

ويرى عساف أن الرئيس الفلسطيني و"الفريق المرافق له" يسيرون "بمعزل عن غالبية الشعب، وينبغي ألا يُسمح بذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرئاسة الفلسطینیة المسؤولیة عن فی قطاع غزة حرکة حماس جاء فی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستهدف طالبي المساعدات في غزة وسط مجازر دامية (شاهد)

صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بشكل كبير خلال الساعات الماضية، واستهدفت اليوم الثلاثاء، طالبي المساعدات في قطاع غزة، تزامنا مع غارات جوية استهدفت خياما للنازحين ومنازل مأهولة، إلى جانب عمليات النسف الواسعة شرق مدينة غزة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تمكنت صباح اليوم، من نقل عدد من المصابين من طالبي المساعدات، بعد إصابتهم بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة.

في غضون ذلك، أفاد مستشفى "العودة" باستقباله 30 شهيدا بينهم 14 امرأة و12 طفلا، جراء القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على منازل في المخيم الجديد شمال النصيرات وسط القطاع.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وتسببت مجازر الاحتلال خلال الساعات الماضية في استشهاد ما لا يقل عن 96 فلسطينيا، وإصابة العشرات، من بينهم 42 شخصا من منتظري المساعدات.



وأسفر قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة أبو عطايا بمخيم النصيرات، عن استشهاد 4 فلسطينيات، وإصابة عدد من المدنيين.

وفي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين في قصف استهدف شقة سكنية في محيط مدرسة الزهراء بحي الدرج شرقي المدينة، إضافة إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف مقر كلية نماء الذي يؤوي نازحين في محيط حي الصفطاوي شمالي المدينة.

وواصل الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الليل، تنفيذ أعمال قصف ونسف عديدة لمبان بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وأما في محافظة الشمال، استشهد 6 فلسطينيين من عناصر تأمين شاحنات المساعدات بقصف إسرائيلي استهدفهم قرب معبر "زيكيم" الإسرائيلي شمال غربي قطاع غزة.

والأحد، أعلن جيش إسرائيل "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبر منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.

ورغم شح المساعدات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ادعى الأحد أنه يسمح بـ"إدخال الحد الأدنى من المساعدات لغزة"، واتهم الأمم المتحدة بـ"اختلاق الأكاذيب" بشأن المساعدات.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


#شاهد | 4 شهداء وعدد من الجرحى بقصف الاحتلال لخيمة نازحين بمحيط مسجد حمزة، غرب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/AKVevTXPIQ

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 28, 2025

صباح من دم في #غزة بعد ليلة من الإرهاب الصهيوني..

????مستشفى العودة - النصيرات: 30 شهيداً وصلوا المستشفى فجراً من بين الشهداء 14 امرأة و12 طفلًا، ضحايا استهدافات الاحتلال على منازل المدنيين شمال النصيرات.

— أدهم إبراهيم #غزة ???????? (@AdhamIbrahimPal) July 29, 2025

ليلة صعبة للغاية على مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة هذه الليلة.. قصف مدفعي وحربي مكثّف!

أكثر من 30 شهيدًا في المجازر المكثّفة التي استهدفت المخيم، منهم 14 امرأة و12 طفلًا، في غاراتٍ طالت خيم النازحين ومنازل المدنيين.

— Meqdad Jameel (@Almeqdad) July 29, 2025

Bu, bir saat önce şehit olan çocuğunu kucağında tutan eşimin kardeşi.
محمد إبراهيم حمد ابن شقيق زوجتي شهيدا قبل قليل في النصيرات وسط غزة. رحمه الله رحمة واسعة وجعله شفيعا لوالديه pic.twitter.com/5RcvgBcEmI

— Mahmoud Alrantisi محمود الرنتيسي ???????? (@mahmoud_sr) July 28, 2025

“لمين تركتينا يا ماما؟”.. الطفلة صفاء الأغا، التي نجت بأعجوبة مع شقيقها، تودع والدتهما وجميع أفراد عائلتهما بعد ارتقائهم في قصف إسرائيلي على خيمتهم في مواصي خانيونس. pic.twitter.com/V5OH2IdiKK

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 29, 2025

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهي إسرائيل كارثة غزة
  • حماس: مجازر إبادة في غزة تحت غطاء “هدنة إنسانية”
  • وزير حرب الاحتلال: سنهزم حماس وستبقى المسؤولية الأمنية في غزة بأيدينا
  • الاحتلال يرتكب مجازر شمال النصيرات ويستهدف المجوّعين
  • الاحتلال يستهدف طالبي المساعدات في غزة وسط مجازر دامية (شاهد)
  • الرئاسة الفلسطينية: تحرك المجتمع الدولي في مؤتمر حل الدولتين خطوة هامة
  • متحدث الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية لا تسعى لحل الدولتين أو لوقف الحرب
  • "الشعبية" تدين قرصنة الاحتلال على سفينة "حنظلة" وتحمله المسؤولية عن نشطائها
  • دعوة إسرائيلية للتخلص من المسؤولية عن غزة.. ونقلها إلى مصر
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟