إسبانيا تسبح في «شلالات الفرح» بـ «اليورو الرابعة»!
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
مدريد (أ ف ب)
كانت إسبانيا بأكملها الأحد في «فرحة حقيقية!»، وفخورة بفريقها ولعبه المبهر الذي قاده لإحراز كأس أوروبا لكرة القدم لمرة رابعة قياسية، بفوزه في النهائي على إنجلترا 2-1 في العاصمة الألمانية برلين.
وما أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة في الساعة 22.53 ليلاً بالتوقيت المحلي، حتى علت صيحات المشجعين المتواجدين أمام الشاشة العملاقة الموضوعة في ساحة بلاسا دي كولون وسط مدريد.
بالعلم الإسباني في أيديهم، قفز المشجعون فرحاً وقبّلوا بعضهم البعض وهم يغنّون بأعلى أصواتهم.
بالنسبة لدولوريس مارتينيز، ابنة إشبيلية البالغة من العمر 45 عاماً، «يا لها من فرحة جماعية، لم أتوقعها!»، مبدية إعجابها بلاعبي فريق المدرب لويس دي لا فوينتي الذين منحوا بلادهم لقبها القاري الرابع، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع ألمانيا.
وتابعت «إنهم جميعاً لطفاء، جريئون، إنها سعادة حقيقية!»، فيما أعرب ابن الـ57 عاماً سيسار جاييجوس عن تفاجئه من البعد الذي اتخذه العديد من اللاعبين خلال البطولة رغم خبرتهم الدولية القليلة، مُقِراً «قبل البطولة، لم أكن أعتقد أنهم سيفوزون، لكن عندما رأيت تطوّر الفريق، وثقت به».
وفي شوارع العاصمة، حيث خرج آلاف السكان للاحتفال بالنصر، تنافست أصوات أبواق السيارات مع الصافرات التي أطلقها الحاضرون احتفالاً بما حققه «لا روخا» في نهائيات ألمانيا 2024، حيث كان المنتخب الأفضل من دون منازع من البداية حتى النهاية، ليستحق عن جدارة اللقب، بعد فوزه بجميع مبارياته السبع وتخطيه عقبة منتخبات كبيرة مثل إيطاليا حاملة اللقب وكرواتيا وألمانيا المضيفة وفرنسا وصيفة بطلة العالم، وصولاً إلى إنجلترا وصيفة النسخة الماضية.
وفي برشلونة أو بامبلونا أو بلباو، كانت مشاهد الابتهاج عارمة أيضاً.
قبل المباراة النهائية، قال دي لا فوينتي، إن إسبانيا تريد «صناعة التاريخ»، وهذا ما تحقّق الأحد على الملعب الأولمبي في برلين بفضل هدف سجله البديل ميكيل أويارزابال قبل 4 دقائق على نهاية مباراة كان فيها «لا روخا» الطرف الأفضل وصاحب هدف السبق في الشوط الثاني عبر الشاب نيكو وليامز، قبل أن يدرك البديل كول بالمر التعادل بعد أقل من ثلاث دقائق على دخوله.
وأبدى ابن الأندلس إيكر جارسيا، البالغ من العمر 26 عاماً، إعجابه بشكل خاص بلاعب الوسط رودري الذي نال جائزة أفضل لاعب في النهائيات، على الرغم أنه لم يكمل اللقاء بسبب الإصابة.
وقال «لدينا مجموعة جيدة، واللاعبون كانوا متحفّزين»، معتبراً رودري «الأفضل عالمياً في مركزه».
بالنسبة لرافايل بينيدا، ابن الـ24 عاماً الذي لم يتوقع أن تذهب بلاده إلى حد الفوز باللقب، فما «أحببته أكثر من أي شيء آخر في هذه التشكيلة هم الشبان، إنه أمر مؤثر (عاطفياً)».
عندما اعتقد كثر أن إسبانيا التي سيطرت على الساحتين القارية والعالمية بين 2008 و2012، باتت من الماضي، جاء الجيل الجديد ليعيد البريق والجمالية إلى «لا روخا»، لكن بمزيد من اللعب المباشر والمواهب الشابة.
هيمنت إسبانيا على عالم الكرة المستديرة بين عامي 2008 و2012، فأحرزت لقب كأس أوروبا مرّتين 2008 في النمسا وسويسرا و2012 في بولندا وأوكرانيا ومونديال جنوب أفريقيا 2010.
لكن الكرة الإسبانية واجهت منذ حينها أزمة ثقة، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاماً، قبل أن تتصالح مجدّداً مع الانتصارات بفوز المنتخب بلقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي.
ويبدو أنها تعلّمت من دروس الأعوام الأخيرة، وفق ما أظهرت منذ مباراتها الأولى في نهائيات ألمانيا 2024 وحتى إحرازها اللقب الأحد في برلين.
لكن هذه الدروس التي تعلّمها المنتخب لا تعني أنه تخلى كلياً عن أسلوب اللعب المعروف بـ«تيكي تاكا» والمستوحى من نادي برشلونة أيام المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف ومن بعده جوارديولا، بل قام بتحديثه.
وكان الشابان لامين يامال ونيكو وليامز اللذان احتفلا السبت والجمعة بعيدي ميلاديهما السابع عشر والثاني والعشرين توالياً، الركيزتين الأساسيتين في هذه المقاربة التكتيكية الجديدة الموفّقة.
بلمساتهما السحرية، جذبا بلداً بأكمله، متحداً خلف فريقه، متجاوزاً الانقسامات بين المناطق والتوترات السياسية التي هزت البلاد منذ أشهر.
أقرت كورا بارسيلا، العشرينية القادمة من مايوركا، إنه «في البداية، اعتقدت أننا لن نتجاوز دور المجموعات، لأننا كنا مع كرواتيا وإيطاليا»، وهما فريقان يعتبران «قويين».
وأضافت بارسيلا التي تشجع نادي برشلونة «إن وجودي هنا اليوم يعني الكثير بالنسبة لي، لأنني أعتقد أنهم أعادوا توحيد البلاد مرة أخرى، وهذا جميل جداً».
وختمت إذا «كنت مشجعاً لبرشلونة؟ مشجعاً لريال مدريد؟ اليوم هو اليوم الأخير الذي ستحب فيه لامين (يلعب في برشلونة)، أياً كان الفريق الذي تنتمي إليه، وستحب (داني) كارفاخال (يلعب في ريال مدريد)».
وأشاد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بوحدة الشعب خلف المنتخب الوطني، قائلاً على موقع «إكس» إنه «فخر اللاعبين، فخر الفريق، فخر البلد، لقد جعلتم إسبانيا بأجمعها تنبض بفضل طريقة لعبكم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 ألمانيا إسبانيا إنجلترا
إقرأ أيضاً:
من منبوذ في برشلونة إلى بطل أوروبا..ديمبيلي يُسكت الجميع
لم يكن طريق عثمان ديمبيلي سهلًا هذا الموسم. اللاعب الذي عانى في برشلونة من إصابات متكررة وعدم ثبات في المستوى، بات في وقتٍ ما على رأس قائمة اللاعبين غير المرغوب فيهم من قِبل الجماهير الكتالونية.
اقرأ ايضاًوعند انتقاله إلى باريس سان جيرمان، اصطدم مبكرًا مع المدرب لويس إنريكي، الذي استبعده من مواجهة آرسنال في بداية الموسم بسبب عدم التزامه بالتعليمات الفنية.
التزام كامل وتحول جذريديمبيلي قلب المعادلة تمامًا. التزم بالتعليمات، تغيّر سلوكه داخل وخارج الملعب، وبدأ موسمًا جديدًا بروح مختلفة، وكأننا أمام نسخة جديدة تمامًا من اللاعب الفرنسي. هذا الانضباط تُرجم إلى أرقام وإنجازات تاريخية.
موسم الألقاب والإنجازات الفرديةفي موسم واحد فقط، حصد ديمبيلي رباعية محلية وقارية:
لقب الدوري الفرنسيلقب كأس فرنساكأس السوبر الفرنسيوأخيرًا، التتويج الحلم بـدوري أبطال أوروبامساهمات حاسمة وأداء هجومي فريدفي نهائي دوري الأبطال ضد إنتر ميلان، صنع ديمبيلي هدفين، وأضاف بصمة حاسمة في ليلة التتويج. وعلى مدار البطولة، شارك بشكل مباشر في كل الأدوار الإقصائية، بمساهماته أمام ليفربول، أستون فيلا، آرسنال، وإنتر.
بشكل عام، ساهم ديمبيلي بـ46 هدفًا (تسجيلًا وصناعة) مع باريس هذا الموسم، ليكون الأكثر تأثيرًا هجوميًا في الفريق، وليثبت أنه أصبح أحد أفضل المهاجمين الوهميين في العالم.
مرشح قوي للكرة الذهبية؟في حال تتويجه مع فرنسا بـدوري الأمم الأوروبية ومع باريس بـكأس العالم للأندية، سيكون ديمبيلي مرشحًا بارزًا لحصد جائزة الكرة الذهبية، بعد موسم متكامل على المستويين الفردي والجماعي.
وفاء لبرشلونة رغم كل شيءرغم كل ما مرّ به، فاجأ ديمبيلي الجميع بتصريح مؤثر بعد النهائي، قال فيه: "برشلونة هو نادي أحلامي، ولن أسيء له أبدًا، حتى إن لم أكن مرغوبًا فيه يومًا ما."
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن