من “نظام البشير”إلى “الدعم السريع”.. أسباب تحول قادة سودانيين ودورهم بالصراع
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
بدوافع وأسباب مختلفة، اختار عدد من قادة نظام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، مساندة قوات الدعم السريع، خلال الحرب الحالية، في حين أعلن المؤتمر الوطني، حزب النظام السابق، مساندة الجيش، مما أوجد تساؤلات عن تباين المواقف وتأثيرها على الصراع الحالي.
وحتى الأسابيع الماضية، أعلن عدد من منسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، الانضمام إلى قوات الدعم السريع، في حين أعلن ضابط برتبة العميد يدعى عمر حمدان، الاثنين، الانسلاخ من الجيش والانضمام إلى القوة التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وفي أبريل الماضي، أعلنت الحركة الإسلامية، المرجعية الدينية لنظام البشير، في بيان، فصل نائب أمينها العام، حسبو محمد عبد الرحمن، "بعد أن ثبت انحرافه عن مبادئ وأهداف الحركة، وانضمامه لميليشيا الدعم السريع المتمردة".
وتولى عبد الرحمن مناصب عليا في عهد النظام السابق، إذ كان نائبا لرئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول، ونائبا لرئيس الجمهورية السابق، عمر البشير.
وعقب سقوط النظام في 2019، جرى اعتقال عبد الرحمن، مع البشير وعدد من رموز نظامه، ومكث في السجن أكثر من عام، قبل أن يتم إطلاق سراحه، دونا عن المعتقلين معه.
وقبل يومين، تداول ناشطون على نطاق واسع، معلومات عن تعيين عبد الرحمن مستشارا لقائد قوات الدعم السريع، لكن الناطق باسمها نفى صحة تلك المعلومات.
وتشير تقارير بصحف سودانية محلية، إلى أن الناطق باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، كان أحد أبرز قادة قطاع الشباب والطلاب في حزب المؤتمر الوطني.
في حين ضمّ المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، الذي جرى تأسيسه بعد اندلاع الحرب، عددا من قادة وأعضاء الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، أبرزهم المستشار الباشا طبيق.
كما أعلن عدد من العناصر الشبابية والطلابية في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، مواقف مساندة لقوات الدعم السريع، بينما انضم آخرون إليها فعليا، مثل الصحفي إبراهيم بقال سراج، والناشط عبد المنعم الربيع.
قوات الأمن السودانية تقوم بدورية في شرق السودان
الحرب في السودان.. من يدعم حميدتي ومن يساند البرهان؟
مع اندلاع صراع مدمر في السودان العام الماضي، سعى الخصمان المتحاربان في البلاد للحصول على الدعم من الخارج في محاولة من كل طرف لحسم الصراع لصالحه.
ويرى المحلل السياسي، محمد حامد جمعة، أن بعض الذين اختاروا مساندة أو الانضمام إلى قوات الدعم السريع، خلال الحرب الحالية، رأوا أن المشروع الذي تطرحه قوات الدعم السريع يتوافق مع رؤيتهم.
وقال جمعة لموقع الحرة، إن "بعض القادة وعددا من العناصر غادروا الحركة الإسلامية، وانضموا لقوات الدعم السريع، بدوافع قبلية ومناطقية وجهوية"، إذ ينتمي كثيرون منهم إلى دارفور.
وينتمى معظم مسلحي قوات الدعم السريع إلى القبائل العربية التي تسكن دارفور، بما في ذلك "حميدتي"، الذي ينحدر من قبيلة الرزيقات، التي ينتمي إليها حسبو عبد الرحمن.
وأشار المحلل السياسي إلى أن بعض المجموعات التي تركت الحركة الإسلامية وساندت قوات الدعم السريع، ترى أنها تعرضت للإقصاء وحُرمت من شغل مناصب قيادية داخل الحركة أو في حكومة النظام السابق، ولذلك رأت أن مشروع الدعم السريع ربما يحقق لها بعض أهدافها".
وتأسست قوات الدعم السريع في العام 2013، بعد انبثاقها عن ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات في دارفور، تسببت في صدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية ضد البشير وعدد من رموز نظامه، وفق رويترز.
في المقابل، يشير الباحث في الشأن السوداني، عمار صديق إسماعيل، إلى أن المجموعات التي انضمت إلى قوات الدعم السريع، من الحركة الإسلامية، آمنت بعدالة قضية الدعم السريع، وبالرؤية التي تطرحها.
وقال إسماعيل لموقع الحرة، إن "الحديث عن دوافع قبلية أو جهورية أو مناطقية دفعت تلك المجموعات إلى قوات الدعم السريع، لا يبدو منطقيا، أو معقولا، بدليل أن منسوبين لمعظم الأطياف السياسية والفكرية بالسودان انضموا للدعم السريع".
وأشار الباحث في الشأن السوداني، إلى أن قوات الدعم السريع تتبنى قضية العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن الأقاليم المهمشة والمظلومة، وتنادي بإنصاف كل السودانيين، وعدم حصر الامتيازات على جهات أو مكونات بيعنها، مما أغرى كثيرين لمساندتها".
ولفت إلى أن بعض المناصرين لقوات الدعم السريع اختاروا مساندة الجيش، بما في ذلك بعض الذين ينتمون جغرافيا وقبليا إلى دارفور.
وأضاف: "من ينظر إلى كابينة القيادة الميدانية لقوات الدعم سيجد أنها تضم العمدة أبو شوتال وهو من أقليم النيل الأزرق بجنوب شرق السودان، وسيجد أبو عاقلة كيكل وهو من سهل البطانة في وسط السودان، وكذلك سيجد عبد الرحمن البيشي، وهو من وسط السودان، مما ينفي صفة المناطقية والقبلية عن قوات الدعم السريع".
وعندما اندلعت الاحتجاجات في ديسمبر 2018 للمطالبة بسقوط نظام البشير، اختار قائد قوات الدعم السريع، الانضمام إلى قرار الجيش، إذ تلا وزير الدفاع وقتها، عوض ابن عوف، بيانا أطاح نظام البشير.
أوضاع إنسانية قاسية يعيشها ملايين السودانيين والبلاد أمام مصير غامض
كيف يؤثر نظام البشير على أحدث مبادرات حل أزمة السودان؟
في محاولة جديدة لإنهاء حرب السودان، أعلن الاتحاد الأفريقي عن حوار بين عدد من المكونات السياسية السودانية، بغية التوصل إلى مسار يؤسس لوقف القتال وإطلاق عملية سياسية تعيد البلاد إلى مسار الاستقرار.
وبدوره، يرى المحلل السياسي، الجميل الفاضل، أن انسلاخ بعض القادة من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وانضمامهم للدعم السريع، يحاكي ما حدث داخل الحركة في سنوات سابقة، لافتا إلى أن "خلافات الحركة دائما ما تتحول إلى صراع دموي".
وقال الفاضل لموقع الحرة، إن "انشقاق نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، حسبو محمد عبد الرحمن، وانضمامه لقوات الدعم السريع، وفق ما ذكره بيان رسمي للحركة الإسلامية نفسها، يدلل على وجود صراع بينه والأمين العام للحركة، على كرتي".
وتتهم أحزاب سودانية كرتي بالضلوع في إشعال الحرب، وتقول إنه المشرف على ضباط الحركة الإسلامية داخل الجيش، بينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه "لدوره في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان".
ولفت المحلل السياسي، إلى أن "الصراع الحالي بين حسبو وكرتي يشابه الصراع الذي حدث بين الرئيس السابق عمر البشير، والأمين العام للحركة الإسلامية الأسبق، الراحل حسن الترابي، في 1999".
وأضاف أن "الصراع بين الترابي والبشير قاد لاصطفاف جهوي وقبلي داخل الحركة الإسلامية، وتحوّل إلى حرب طاحنة في دارفور، عام 2003، أدت لمقتل أكثر من 350 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة".
وأردف قائلا "بمثلما تحوّل خلاف البشير والترابي إلى حرب طاحنة، تسبب خلاف كرتي وحسبو في الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. وفي كلا الحالتين دفع الشعب السوداني الثمن باهظا".
ومضى قائلا: "التجربة تتكرر بتماثل شديد بين الحالتين، إذ دائما ما تتخذ صراعات الحركة الإسلامية طابعا جهويا ودمويا عنيفا".
ويعود جمعة مشيرا إلى أن "المرارات الشخصية لدى بعض الذين غادروا الحركة الإسلامية إلى قوات الدعم السريع، ربما تحول دون تحقيق السلام، إذ يتبنى بعض هؤلاء مواقف متشددة بشأن التفاوض".
وأضاف "أتوقع أن يصر هؤلاء على المواجهة والاستمرار في الحرب حتى النهاية، لضمان تأسيس رؤيتهم الجديدة، التي تتوافق مع أطروحة الدعم السريع".
ويتفق الفاضل مع جمعة في هذا الجانب، منوها إلى أن "الحرب يمكن أن تتوقف إذا حدث تقارب وتوافق بين قادة الحركة الإسلامية، الذين حولوا صراعاتهم داخل التنظيم، وصراعهم مع الدعم السريع إلى حرب مدمرة تأذى منها ملايين السودانيين".
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.
وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
ويعني عدد اللاجئين خارجيا، والنازحين داخليا، أن أكثر من ربع سكان السودان، البالغ عددهم 47 مليون نسمة، نزحوا من ديارهم.
الحرة / خاص - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إلى قوات الدعم السریع لقوات الدعم السریع المحلل السیاسی نظام البشیر فی السودان عبد الرحمن أکثر من عدد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟
الفاشر- في خطوة مفاجئة لجأت قوات الدعم السريع إلى تعبئة شاملة، مستنفرة جميع الفئات المجتمعية في مناطق سيطرتها (ولايتا جنوب وشرق دارفور)، في مؤشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي باتت تهدد مواقعها.
وتعكس هذه التعبئة -التي تعد الأولى من نوعها بهذه الشمولية- إدراك قيادة الدعم السريع حجم الضغوط العسكرية المتفاقمة مع تصاعد الاشتباكات في محاور عدة بالبلاد.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع تحقيق الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تقدما ملحوظا في شمال وغرب كردفان، إضافة إلى عمليات توسع باتجاه دارفور.
ويفرض هذا التطور معادلات جديدة في ميزان القوى، حيث تسعى الفصائل المتحالفة مع الجيش إلى استكمال السيطرة على مناطق رئيسية بدارفور، مما يضع الدعم السريع في موقف دفاعي أكثر صعوبة.
تعبئة وحشدوفي جنوب دارفور غرب السودان، أصدرت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع قرارات تعبئة عامة تشمل مختلف شرائح المجتمع، وسط توجيهات صارمة تلزم الشباب والطلاب وحتى القطاعات التجارية والدينية بالمشاركة في الجهود العسكرية الجارية حاليا.
ويرى مراقبون ومحللون أن هذه الخطوة تمثل محاولة لتعزيز الصفوف أمام التقدم العسكري السريع للجيش السوداني وحلفائه، في حين يُطرح تساؤل بشأن مدى فعالية هذه التعبئة في تغيير موازين القوة على الأرض.
إعلانوفي تصريح الجزيرة نت، قالت إحدى القيادات الأهلية من مدينة نيالا -لم يكشف هويتها- إن "التعبئة الإجبارية الجارية حاليا في المنطقة تكشف أزمة حقيقية داخل صفوف الدعم السريع، حيث تواجه قواتها نقصا حادا في المقاتلين بعد الخسائر الأخيرة التي تعرضوا بها في ولاية الخرطوم وأم درمان".
وأضاف أن هناك "حالة من التململ بين بعض الفئات المجتمعية التي باتت ترى في هذا الاستنفار محاولة يائسة لتعويض خسائر غير قابلة للتعويض"، مشيرا إلى أن "الضغط المتزايد على السكان قد يؤدي إلى موجة رفض، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعاني منها بعض المناطق".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح العقيد أحمد حسين مصطفى إن "الدعوات التي تطلقها مليشيات الدعم السريع لانضمام الشباب للحرب ليست سوى استمرار لمشروع آل دقلو الذي يخدم مصالحهم الضيقة"، مؤكدا أن "المليشيا تمثل امتدادا لأجندات خارجية توفر لها الدعم العسكري بهدف إيجاد نفوذ داخل السودان لنهب ثرواته".
وأضاف العقيد مصطفى للجزيرة نت أن "القوة المشتركة والقوات المسلحة لا تعادي أي جهة مجتمعية، بل تركز على دحر هذه المليشيا التي ارتبطت بالانتهاكات والجرائم".
أما يعقوب الدموكي المستشار السابق لقائد الدعم السريع فأكد في تصريحات للجزيرة نت أن قوات الدعم السريع فقدت كل قدراتها العسكرية وقواها البشرية بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بها في ولاية الخرطوم وأم درمان.
وأضاف الدموكي أنه بعد تلك الهزائم أصبحت كل قبيلة تدافع عن مناطقها فقط، وليست لديها القدرة الكافية للمشاركة مرة ثانية في القتال بشكل أقوى، مبينا أن التعبئة والاستنفار الحاصلين لا يعدوان كونهما تأكيدا على ضعف هذه القوات في الموارد البشرية واللوجستية.
إعلانوأشار إلى أن الاستعدادات الحالية تعكس الوضع الصعب الذي تواجهه قوات الدعم السريع، مما يدل على تآكل قدراتها القتالية، وذكر أن هذه التحديات قد تؤثر بشكل كبير على موقفها، مرجحا انهيارها في المستقبل القريب.
تدمير للمجتمعويرى مراقبون أن سياسات التعبئة الإجبارية والتهديد بالعقوبات بدأت تلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تلوح في الأفق بوادر انقسامات مجتمعية تهدد استقرار تلك المناطق.
وقال الناشط السياسي آدم سليمان للجزيرة نت إن الإجبار على المشاركة في القتال يثير حالة من "الاستياء الواسع" بين القيادات الأهلية والسكان المحليين، إذ يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للانخراط في الصراع رغم رفضهم له.
وقد تؤدي هذه السياسات -وفق سليمان- إلى تفاقم الانقسامات الداخلية التي تشهدها المجتمعات منذ فترة، مشيرا إلى حادثة مقتل الطاهر إدريس يوسف وكيل ناظر قبيلة الفلاتة داخل سوق منطقة تلس بجنوب دارفور، وما أعقبها من حملة اعتقالات نفذتها قوات الدعم السريع طالت عددا من القيادات الأهلية -بينها العمدة أحمد محمد إسماعيل، والعمدة محمد آدم الله جابو، والعمدة إسحق عبد الجبار- بتهم تتعلق بالحادثة وأخرى إضافية.
ولفت سليمان إلى أن الضغط العسكري المستمر والتعبئة "القسرية" المفروضة على الأهالي قد يتسببان في موجات نزوح جديدة، إضافة إلى زيادة التوتر بين الفئات الاجتماعية المختلفة، مما يعمق الفجوة بين مكونات المجتمع ويزيد حالة عدم الاستقرار.
وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع اعتقلت 178 شخصا -بينهم كوادر طبية- في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وأجبرتهم على خيارين، إما الانضمام إلى القتال في صفوفها أو دفع فدية مالية.
وفي تدوينة نشرتها على فيسبوك أدانت الشبكة هذه الإجراءات، ووصفتها بأنها "عملية اعتقال قسري وزج بالمدنيين في الصراع"، مؤكدة أن إجبار الأشخاص على القتال يخالف القوانين الإنسانية الدولية.
واستنكرت الشبكة اقتياد كادر التمريض حمدان عبد الله موسى ضمن المعتقلين، حيث تم تخيير أسرته بين دفع الفدية أو الزج به في القتال.
إعلانوأكدت أن ما يحدث في مدينة الضعين يمثل جريمة واضحة ضد المدنيين العُزل، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على قوات الدعم السريع لإيقاف "الانتهاكات التي تتعارض مع كافة الأعراف الدولية".
ومع اشتداد المواجهات يرى محللون أن المعارك القادمة ستحدد ما إذا كانت التعبئة العامة للدعم السريع ستنجح في تثبيت مواقعها، أم أنها مجرد تحرك يسبق انهيارا محتملا، وأن الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة.
وبحسب الباحث في علم الاجتماع بجامعة الفاشر الدكتور آدم حسن، فإن التعبئة القسرية لا تؤثر فقط على ميزان القوى العسكرية، بل تمتد تداعياتها إلى المدنيين، خصوصا الفئات الأكثر ضعفا مثل النساء والأطفال وكبار السن.
وأشار حسن إلى أن "الإجراءات القسرية المفروضة على الأهالي تجبر العائلات على تقديم أفرادها للقتال، مما يخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار داخل المجتمعات المحلية"، ومع التحاق الرجال بالقوات تجد النساء أنفسهن أمام تحديات معيشية صعبة، في ظل نقص الخدمات وانعدام مصادر الدخل.