تحديث برمجي أمني يعطل ملايين الأجهزة العاملة حول العالم
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
ففي اللحظة التي تتوقف فيها الإنترنت تتوقف أعمال كثيرين، بل حياتهم. وهذا ما حدث بالفعل عندما أعلنت عدة المطارات وشركات ووسائل نقل ومواقع إنترنت عن تعطيل أصاب أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10» لديها.
يتم تحديث المنتجات بانتظام للتعامل مع التهديدات الإلكترونية الجديدة المحتملة وغالباً ما تتم إضافة أدوات جديدة تلقائياً إلى أجهزة الكومبيوتر (أ.
لكن ما علاقة «كراود سترايك» بأنظمة «ويندوز»؟ المسألة تتعلق بأحد البرامج الكثيرة التي تقدمها «كراود سترايك» لعملائها يدعى «كراود سترايك فالكون» (CrowdStrike Falcon). تصف الشركة البرنامج بأنه يوفر «مؤشرات هجوم في الوقت الفعلي، وكشفاً دقيقاً للغاية، وحماية آلية» من التهديدات السيبرانية المحتملة، وتستخدمه آلاف الشركات حول العالم لحماية بياناتها، وليس «مايكروسوفت» فقط.
ويُعتقد أن الخادم الخاص بذلك المنتج قد تعطل، وأدى إلى العطل العالمي في منتجات «مايكروسوفت». من المعروف أن شركات الأمن السيبراني تجري تحديثات منتظمة لمنتجاتها للتعامل مع التهديدات الإلكترونية، لكن كيف يمكن أن يؤدي تحديث إلى تعطل بهذا الشكل؟ يقول ماركو مسعد، الخبير في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من واشنطن، إن «المشكلة قد تعود إلى (الكود) الذي تم استخدامه لبناء التحديث، ولم تظهر أي مشاكل فيه بالشكل الصحيح خلال مراحل الاختبار والجودة».
وبما أن «كراود سترايك» لم تنشر تحليلاً تقنياً مفصلاً عن الحادث بعد، يشكّ مسعد في أن التحديث نفسه قد جعل مستشعر «فالكون» يعمل بشكل أكبر، وطريقة أحسن، ما يؤدي إلى تداخل مع نظام الحماية الخاص بـ«ويندوز»، الذي يكون قد رأى أن هذا التحديث هو « تهديد» بحد ذاته، ما أدى إلى توقيفه عن العمل نتيجة عدم وجود ربط بين نقاط النهاية بين «فالكون» ونظام الحماية في «ويندوز».
ولتوضيح ذلك، يضرب مسعد مثالاً بأن يكون لديك جهاز إنذار في منزلك، ويأتي حارس للتأكد من وجود خطر ما، فيعدّ جهاز الإنذار أن الحارس هو التهديد بحد ذاته، فيقوم بقفل الأبواب.
شركة الأمن السيبراني الأميركية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تحديث «Falcon»، مشيرة إلى أنه سيوفر «سرعة ودقة غير مسبوقة» لكشف الاختراقات الأمنية. ولم تذكر حتى الآن إذا كانت لذلك التحديث علاقة مباشرة بالتعطل الذي حدث يوم الجمعة.
وفور الحادث، سارعت «كراود سترايك» عبر منصة «X» إلى القول إنها «على علم بتقارير الأعطال التي تحدث على نظام التشغيل (ويندوز) فيما يتعلق بمستشعر (فالكون)»، مؤكدة أن مستخدمي «ماك» و«لينكس» لم يتأثروا بذلك. وفي مقابلة مع شبكة «NBC» يوم الجمعة، قال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي ورئيس «كراود سترايك»، إن الشركة «تأسف بشدة للتأثير الذي سبّبناه للعملاء والمسافرين وأي شخص تأثر بهذا الأمر».
وقوبل المتصلون بالخط الهاتفي للدعم الفني للشركة برسالة هاتفية مسجلة، تفيد بأنهم على علم بالمشكلات صباح اليوم. كما نصحت «كراود سترايك» العملاء المتأثرين بتسجيل الدخول إلى بوابة خدمة العملاء الخاصة بهم للحصول على المساعدة.
أما «مايكروسوفت» فقالت، في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها « على علم بالمشكلة، التي حدثت في 18 يوليو (تموز)، والتي أثّرت على مجموعة فرعية من عملاء (أزور) Azure الذين لديهم موارد في منطقة جنوب وسط الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مجموعة فرعية من عملاء (Microsoft 365) في أميركا.
سيشهد جميع العملاء تقريباً انتعاشاً في هذه المرحلة». إلا أن ماركو مسعد يرى، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك جانباً من المسؤولية يقع على عاتق «مايكروسوفت»، إذ «كان يجب أن تحمي نفسها ولا تلجأ إلى طرف آخر»، في إشارة إلى الحماية الأمنية التي تقدمها «كراود سترايك» لنقاط النهاية الخاصة بـ«مايكروسوفت»، ما قد يؤدي إلى الاختراقات وتعطل الخوادم
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الأمن السیبرانی کراود سترایک
إقرأ أيضاً:
إضراب مراقبي الملاحة في فرنسا يعطل 1500 رحلة جوية
لليوم الثاني على التوالي، يتواصل إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا، الجمعة، مما تسبب في مزيد من تأخيرات الرحلات الجوية وإلغائها في وقت يُعد من أكثر فترات العام ازدحاماً بحركة السفر في أوروبا.
وطلبت هيئة الطيران المدني الفرنسية من شركات الطيران إلغاء 40 بالمئة من الرحلات الجوية في المطارات الثلاثة الرئيسية في باريس، بسبب الإضراب المرتبط بمطالب تتعلق بنقص الموظفين وتقادم البنية التحتية التقنية.
تأثر نصف الرحلات في مطارات الجنوبوقالت الهيئة إن تأثير الإضراب امتد إلى مطارات أخرى في أنحاء فرنسا، لا سيما في الجنوب، حيث تأثرت ما يصل إلى 50 بالمئة من الرحلات الجوية، مما تسبب في تعطيل واسع لحركة المسافرين.
وتزامن هذا التصعيد مع بداية ذروة موسم السفر الصيفي، ما ضاعف من حجم التأثيرات على شركات الطيران والمطارات والمسافرين.
300 ألف مسافر متضرر وإدانات حكوميةأفادت منظمة "إيرلاينز فور يوروب"، وهي جماعة ضغط أوروبية تمثل شركات الطيران، أن الإضراب تسبب حتى مساء الخميس في إلغاء 1500 رحلة خلال يومين فقط، مما أثّر على 300 ألف مسافر.
من جانبه، وصف وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو الإضراب بأنه "غير مقبول"، وأضاف في تصريحات لشبكة "سي نيوز":
"الفكرة من هذا الإضراب هي إزعاج أكبر عدد ممكن من الناس. وهذا لا يمكن القبول به في ظل هذا التوقيت من السنة".
تطالب نقابات المراقبين الجويين في فرنسا منذ أشهر بتعيينات جديدة وتحديث أنظمة الملاحة الجوية التي وُصفت بأنها "عفا عليها الزمن"، محذّرة من أن الضغط التشغيلي الحالي لا يمكن تحمله، خصوصاً مع الارتفاع المتوقع في حركة السفر الجوي خلال الصيف.
وحتى الآن، لم تُعلن أي تسوية رسمية، بينما يُتوقع أن تمتد آثار الإضراب إلى دول أوروبية مجاورة عبر الرحلات التي تمر في الأجواء الفرنسية.