الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان، وتأخذ المسلم من عوالم اليأس وعدم الرضا إلى التسليم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ويختار الإنسان بين كونه مخير وأنه لا سيطرة له على أقدار الله. 

 

الإيمان بالقضاء والقدر 

 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان، بل هو أهم مظاهر الإيمان بالله، ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، وما قاله عبادة بن الصامت لابنه : « يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب.

قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى ».

 

لا فعل إلا لله

 واستشهدا جمعة بقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه : « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف».


وأكد فضيلته على أن المسلم ينبغي علىه أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا لله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.

حكمة القضاء والقدر 

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنه توجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.


فالإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.


وأشار فضيلة المفتي السابق أنه لا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسـان قدرة ومشيئة واختيـارًا، قال تعالى: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وقال سبحانه: ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾، فالصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه.


وانتهى الدكتور علي جمعة أن القدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : "من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم". فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه .
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإيمان بالقدر قال الدكتور على جمعة كبار العلماء مفتي الجمهورية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة القضاء والقدر أركان الإيمان الابتلاء إرادة الإنسان القضاء الإیمان بالقضاء والقدر

إقرأ أيضاً:

المهندس عمر الكساسبة نهنئكم بتخريج الدكتور يوسف من كلية الطب

صراحة نيوز- نشر رجل الأعمال المهندس عمر الكساسبة خبر إعلان تخرج ابنه من كلية الطب ، وبهذه المناسبة نقدم التهاني والتبريكات للمهندس ابو يوسف ولابنه الطبيب يوسف
وتاليا ما نشره المهندس عمر .. :

بسم الله الرحمن الرحيم
(يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَاللَّه بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾

لحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات يسر البداية وأكمل النهاية وبَلّغ الغاية
إلى فلذة كبدي الدكتور يوسف عمر الكساسبة اقولها بكل فخر واعتزاز ابارك لك ثمرة جهدك وطموحك وإصرارك واطلب من الله العلي القدير ان ينفع بك العباد وان تحصل على الاختصاص الذي تطمح له
سر وأكمل وانا معك بكل الدعم
فهذه بداية الطريق وليست النهاية واطلب من الله عز وجل ان يتم نعمته علي بان أراك طبيبا استشاريا ذو سمعة طيبة لها اثر عظيم
في العمر ايام تزينها السرور
وسرور هاذا اليوم يبقى مختلف عن غيره
فهنيئا لي بك وما أدخلته على قلوبنا من سعادة وفخر واعتزاز
تم بحمد الله تخرج قرة العين
الدكتووور يوسف عمر الكساسبة
وهذا قطاف الجهد والمثابرة والطموح والإصرار
تخرجك اليوم مصدر فخر واعتزاز لي
وادعو الله العلي القدير بان يوفقك في مسيرتك الطبيه لتصل الى ما تطمح اليه نفسك فهذه بداية الطريق الذي اتمنى من الله عز وجل ان ييسرها عليك
ويارب لك الحمد والشكر قبل الرضى وبعد الرضى وحتى ترضى

مقالات مشابهة

  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الإيمان والتوكل أساس عز المسلمين ونصرهم
  • ما الفرق بين الخطأ والخطيئة وكيف نتجاوزهما؟.. علي جمعة يجيب
  • أول احتفال لليمنيين في عيد جمعة رجب بجامع “الجند”
  • المهندس عمر الكساسبة نهنئكم بتخريج الدكتور يوسف من كلية الطب
  • علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
  • ‎الأمير تركي الفيصل: قادة حماس لم يسمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى فهل سيسمعوا كلامي.. فيديو
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله
  • الدكتور احمد زياد الحجاج .. مبارك التخرج
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين