واشنطن– بعد أقل من أسبوعين على اختيار دونالد ترامب جي دي فانس نائبا له، يواجه هذا الأخير انتقادات وحملات إلكترونية مكثّفة على الإنترنت، بسبب تصريحات له وُصفت بأنها "منحازة جنسيا" و"تمييزية" ضد النساء اللاتي ليس لديهن أطفال.

وأعيد نشر فيديو لتصريح فانس خلال مقابلة له عام 2021 مع نجم فوكس نيوز السابق تاكر كارلسون على نطاق واسع، قال فيه إن "الولايات المتحدة تدار من طرف مجموعة من سيدات القطط ليس لديهن أطفال ويشعرن ببؤس في حياتهن الخاصة ولذلك يردن جعل بقية البلاد بائسة أيضا"، وذلك خلال فترة دفاعه عن ترشحه للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن أوهايو.

ويرى مراقبون للحملة الرئاسية للمرشّحين أن تعليق فانس -الذي ذكر كمالا هاريس بالاسم في وصفه- قد يشكّل عائقا أمام جهود الحزب الجمهوري في جذب أصوات الناخبين من النساء، خاصة أن قضية حرّية الإنجاب تعتبر من الملفّات الحسّاسة والمحورية التي تحدّد هوية ساكن البيت الأبيض.

منذ أن اختاره ترامب ليكون نائبه في حال انتخابه يواجه فانس (يسار) اتهامات بالتمييز ضد المرأة (شترستوك) دفاع عن حرية الإنجاب

سارعت عائلة كامالا هاريس -التي يتهم الجمهوريون حزبها بتهديد القيم الأسرية- للخروج من أجل الدفاع عنها. إذ وصفت زوجة دوج إيمهوف (زوج هاريس) السّابقة، تعليقات فانس بأنها "لا أساس لها"، وأكدت أن كامالا وزوجها شاركا في تربية طفليها: كول وإيلا على مدى أكثر من 10 سنوات، وقالت إنهما يطلقان على هاريس لقب "مومالا" وإنها "موجودة دائما لرعايتهما".

كما شاركت إيلا إيمهوف، ابنة زوج هاريس، بيان والدتها على حسابها على موقع إنستغرام، وعلّقت عليه "أحبّ والديّ الثلاثة".

وانتشر وسم "سيدات القطط بدون أطفال" على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير خاصة تطبيق "تيك توك"، حيث انبرى "جيش" من النساء من أعمار وفئات اجتماعية مختلفة إلى نشر فيديوهات بصحبة قططهن مع استعمال صوت تصريح فانس للسخرية وللتعبير عن استنكارهن لما وصفوه بـ"الوصاية على حريّة المرأة".

وعبرت كريستينا كامبر، في تعليقها على أحد الفيديوهات الأكثر مشاهدة، عن امتعاضها ممّا وصفته بـ"التنمّر" قائلة "أنا امرأة في الـ41، عازبة وليس لديّ أطفال لأنني لا أستطيع الإنجاب"، وأضافت متوجّهة لفانس "من العار أن تكون أنت أو أي رجل آخر من يقول لامرأة ماذا عليها أن تفعل".

وقال إيريك ماي، معلّق آخر على منصّة تيك توك، إنه "لا يتخيّل حجم الأذى النفسي الذي سيتسبّب فيه تصريح فانس لكل سيدة تعاني من مشاكل الإنجاب".

وتدلّ الأرقام التي تضمّنها تقرير حديث نشره مركز "بيو" للأبحاث إلى ارتفاع نسبة الأميركيين الذين يرفضون فكرة الإنجاب من الأصل، حيث إن 57% من البالغين أقل من 50 عاما الذين يقولون إنه من غير المرجح أن ينجبوا أطفالا، يؤكّدون أن السبب الرئيسي هو أنهم لا يريدون ذلك. أما أولئك الذين تفوق أعمارهم الـ50 وليس لديهم أطفال، يذكر 31% منهم السبب ذاته لعدم إنجابهم من قبل.

توضيح فانس

دافع المرشح الجمهوري لنائب الرئيس جي دي فانس عن تصريحه بشأن "سيّدات القطط بدون أطفال" في مقابلة مع قناة "سيريس إكس إم" الجمعة، وقال إنه "من الواضح أنه تعليق ساخر، ليس لديّ أي شيء ضد القطط أو الكلاب.. الناس يركزون كثيرا على السخرية ولا ينتبهون إلى جوهر ما قلته بالفعل".

وأضاف أن منتقديه "يخلطون بين الوضع الشخصي وحقيقة أنه يقارع بحجّة مفادها أن المجتمع بأكمله أصبح مرتابا ويكره فكرة إنجاب الأطفال"، متّهما كامالا هاريس وحزبها بالسعي لـ"فرض سياسات مناهضة للأطفال بشدة".

وتعتبر قضية حرية الإنجاب من الملفّات الشائكة التي يستغلها مرشحو الرئاسة من الحزبين، إذ يسعى كل من الديمقراطيين والجمهوريين إلى توضيح مواقفهم بشأن هذا الملف للدفاع عن وجهات نظرهم واستغلالها من أجل استقطاب أكبر عدد من الناخبين والظفر بأصواتهم.

من جهتهم، لم يضيّع الديمقراطيون الفرصة لمهاجمة فانس والتذكير بموقفه السابق الذي يحرم -في نظرهم- ملايين النساء من الولوج إلى خدمات التلقيح الصناعي لمساعدتهن على الإنجاب، عندما صوّت السيناتور الجمهوري ضد مشروع قانون اقترحه الديمقراطيون لحماية الحق في هذه الخدمة.

وفي المقابل، شرح فانس موقفه من التلقيح الصناعي، متّهما بعض وسائل الإعلام بـ"تزوير الحقائق"، والحزب المنافس بـ"محاولة الإجهاز على الحرّية الدينية"، وأكد ضرورة حماية حق المستشفيات الكاثوليكية في ممارسة التلقيح الصناعي بالطريقة التي يرونها مناسبة.

قوّة المشاهير

جنيفر أنيستون، الممثلة الأميركية الشهيرة، التي أعلنت في مراحل سابقة معاناتها مع مشاكل الإنجاب، لم تتوان عن التعبير عن صدمتها من تصريح فانس وخاطبته في منشور على صفحتها بإنستغرام "كل ما أستطيع قوله هو أنني أتمنى من كل قلبي أن تكون ابنتك محظوظة بشكل كافٍ لتنجب أطفالا من صلبها يوما ما" وأضافت معلّقة "لا أستطيع أن أصدّق أن هذا صادر من نائب رئيس محتمل للولايات المتحدة".

كما انتفضت جماهير المغنية الأميركية تايلور سويفت ضد المرشح لمنصب نائب الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركوا المقطع الصوتي بآلاف الفيديوهات داعين مغنّيتهم المفضلة إلى إعلان دعمها لكامالا هاريس في الانتخابات المقبلة.

ورغم أن نجمة البوب الأميركية لم تعلن بعدُ تأييدها لأي من المرشّحين، تنقسم قاعدتها الجماهيرية العريضة المعروفة باسم "سويفتيز" إلى تيارين "سويفتيز من أجل هاريس" و"سويفتيز ماكَا" الداعم لترامب.

ويعتقد محللون أن للمغنية نفوذا سياسيا تكتسبه من معجبيها، حيث يمكن أن يؤثر تأييدها لمرشح بعينه على تصويت الملايين من الشباب، وهو ما جعل ترامب يدعوها علانية لدعمه في بداية السباق الانتخابي و"أن تكون مخلصة للرجل الذي جمع لها الكثير من المال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

32 ألف تصريح عمل للاجئين سوريين بالأردن منذ بداية 2025

صراحة نيوز – كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن عدد تصاريح العمل الممنوحة للاجئين السوريين في الأردن بلغ 32,160 تصريحًا منذ مطلع عام 2025 وحتى نهاية شهر أيار، من بينها 5,818 تصريحًا صُدرت خلال أيار وحده.

وأظهرت بيانات المفوضية أن شهر كانون الثاني تصدّر بأعلى عدد من التصاريح عند 12,112، تلاه انخفاض ملحوظ في شباط إلى 3,190 تصريحًا، ثم إلى 2,499 في آذار، قبل أن تعود الأرقام للارتفاع إلى 8,541 تصريحًا في نيسان، لتستقر عند 5,818 في أيار.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميًا في الأردن نحو 534,694 لاجئًا، من بينهم 249,532 شخصًا في سن العمل (18–59 عامًا)، ما يعادل حوالي 47% من إجمالي عدد اللاجئين، وفقًا لبيانات المفوضية.

وأشارت الإحصاءات إلى أن 90% من تصاريح العمل الممنوحة خلال الفترة كانت للذكور، مقابل 10% فقط للإناث، فيما استحوذ مكتب التوظيف في مخيم الزعتري على الحصة الأكبر من التصاريح بإصدار 29,007 تصريحًا، يليه مركز التوظيف في مخيم الأزرق بـ4,516 تصريحًا.

ويخضع عمل اللاجئين السوريين في الأردن لقانون العمل الأردني المطبق على غير الأردنيين، حيث يُسمح لهم بالعمل في المهن المفتوحة للأجانب، إضافة إلى إمكانية إنشاء وتشغيل مشاريعهم الخاصة، لا سيما في مجال الأعمال المنزلية.

وكانت الحكومة الأردنية قد بدأت منذ عام 2017 بالسماح للاجئين بالعمل داخل المخيمات، كما أتاحت إصدار تصاريح حرة في قطاع البناء عبر الاتحاد العام لنقابات العمال الأردنيين. وفي عام 2018، صدر قرار يتيح لهم تأسيس مشاريع منزلية، ثم تلاه تعميم من وزارة العمل عام 2020 سمح باستخدام تصاريح عمل مرنة للتنقل بين القطاعات وأرباب العمل.

 

هذا التحرك يُعد جزءًا من الجهود الأردنية لدمج اللاجئين اقتصاديًا وتحسين أوضاعهم المعيشية، في إطار شراكات محلية ودولية متواصلة.

مقالات مشابهة

  • 32 ألف تصريح عمل للاجئين سوريين بالأردن منذ بداية 2025
  • كاميرا تجسس إيرانية في منزل نتنياهو.. تصريح يثير ضجة
  • جيمي لي كورتيس تتحدث عن الضرر الذي لحق بالنساء بسبب صناعة التجميل
  • مطلق النار الذي قتل 4 في مانهاتن لاعب سابق كان يستهدف رابطة كرة القدم الأميركية
  • سر الخصوبة.. دراسات تكشف تأثير النظام الغذائي على الصحة الإنجابية للمرأة
  • توقيف ضابط فرنسي سابق بتهم اعتداءات جنسية على أطفال بأفريقيا
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • حملة حوثية في الجوف.. تفتيش النساء واقتحام منازل يثير غضب القبائل
  • ترامب يدعو إلى محاكمة هاريس بتهمة دعمها من مشاهير بشكل غير قانوني
  • خطوات استخراج تصريح سفر 2025 بالموبيل