نظّمت لجنة المياه بالتعاون مع شعبة الهندسة الميكانيكية برئاسة المهندس الاستشاري عبد الله دهينة بنقابة المهندسين، ندوة بعنوان "مستقبل تحلية المياه في مصر (التحديات والفرص)"، حاضر فيها الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد داود- الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه، بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين، والمهندس محمود عرفات- الأمين العام للنقابة.

في كلمته أعرب المهندس طارق النبراوي عن تقديره لمجهودات شعبة الهندسة الميكانيكية في تنظيم فعاليات من شأنها إلقاء الضوء على قضايا هامة تهم جموع المهندسين بل وتهم كل مصري ومنها موضوع الندوة، مُعربًا عن سعادته بزخم الفعاليات العلمية التي تنظمها كل الشُّعب واللجان بالنقابة، مما له أثر طيب ومردود إيجابي على المهندسين وفي القلب منهم الشباب لصقل معلوماتهم وخبراتهم.

من جانبه أشاد المهندس محمود عرفات بالجهد المبذول من قبل لجنة المياه وشعبة الهندسية الميكانيكية، ومقّدرًا حسن اختيارهم لموضوع الندوة وهو من قضايا الساعة، وقال: "من أجل توفير مصادر المياه، والعمل على تطوير تقنيات متطورة تراعي البيئة من أجل التوصل إلى حلول مستدامة، تساير مصر التقدم في مجال تحلية المياه، وذلك من خلال عدة تقنيات من بينها تقنية إنتاج المياه من الهواء".

وشدّد "عرفات" على أن ترشيد استهلاك المياه مسئولية اجتماعية، ومن الضرورة أن يحافظ كل مواطن على كل قطرة مياه من الهدر ويرشد استهلاكه.

وبدوره قال المهندس الاستشاري عبدالله دهينة "إن مصر تواجه حاليًا تحديات كثيرة في نقص الموارد المائية، من بينها الزيادة السكانية الكبيرة والتي تمثل ضغطًا على مواردنا المائية المحدودة"، مشيرًا إلى أن العالم شهد وجود تكنولوجيا حديثة لتحلية مياه البحر، من خلالها تُنتج مياهًا محلاة خالية من الأملاح بنسبة كبيرة جدًا، موضحًا أن مصر تقوم بجهود كبيرة في هذا الإطار.

كما أكد "دهينة" على استطاعة مصر وضع خطط واستراتيجيات لتطوير وتنمية الموارد المائية والحفاظ عليها.

وأضاف أنه لتلبية الحاجة المتزايدة للمياه في مصر كان لا بد من البحث عن مصادر جديدة للمياه، خاصة وأن الدولة تتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى ضمن خطتها لمواجهة الطلب المتزايد على المياه نتيجة للزيادة السكانية والتغيرات المناخية مع محدودية الموارد المائية المتاحة.

وخلال محاضرته التي اشتملت على عدة محاور أشار الدكتور "محمد عبد الحميد داود" إلى أهمية التحلية كجزء من الإدارة المتكاملة لموارد المياه، واقتصاديات التحلية، والتقنيات الواعدة في التحلية، وإمكانية استخدام التحلية في الزراعة والإنتاج الغذائي، وقال: "في ظل شُح وندرة الموارد المائية الطبيعة والمتجددة وزيادة الحاجة لموارد المياه للتنمية بدأ التفكير في الاستفادة من مياه البحر كأحد المصادر الهامة غير التقليدية للموارد المائية"، موضحًا أنه نظرًا للتغيرات المناخية والزيادة المستمرة فى تعداد السكان والأنشطة الاقتصادية سواءً كانت زراعية أو صناعية، ومع ثبات حصة مصر من مياه النيل التى تصل إلى 55،5 مليار متر مكعب سنويًا، وانخفاض نصيب الفرد من المياه إلى 630 متر مكعب سنويًا على الرغم من أن المعدل العالمى للفرد يجب أن يكون في حدود 1000متر مكعب سنويًا، فقد كان من الضروري التفكير في مجال تحلية المياه وخصوصًا في المحافظات الحدودية، والمدن الساحلية.

وأضاف "داود" أن ثبات حصة مصر من المياه منذ عشرات السنين في ظل تزايد الاحتياجات المائية المستمرة الناتجة عن زيادة السكان، تتطلب سرعة البحث عن تنفيذ آليات جديدة للاستفادة من مياه البحر، مشيرًا إلى أن الزراعة تستهلك نحو 80% من حصة مصر من المياه، ويتم توجيه 10% فقط من مياه النهر لأغراض الشرب، و10% أخرى للأغراض التجارية وأنشطة أخرى، وتستهدف الحكومة إنتاج مليار متر مكعب مياه مُحلّاة حتى عام 2037 وهو ما يكفى احتياجات الزيادات السكانية خلال هذه الفترة.

وأكد الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه أنه وبالرغم من جهود مصر في إنشاء محطات التحلية وتدوير المياه وإعادة الاستخدام لأكثر من مرة، وإعادة استخدام نحو 12 مليار متر مكعب سنويًا من مياه الصرف الصحي المُعالج أو مياه الصرف الزراعي إلا أن مصر تعاني حاليًا عجزًا مائيًا يقدر بنحو ٢٥ مليار متر مكعب مياه في العام.. بخلاف المياه الافتراضية التي يتم استيرادها من الخارج على هيئة منتجات غذائية.. والتي تقدر بنحو ٣٠ مليار متر مكعب مياه في العام.

كما أشار "داود" إلى أن التحلية تواجه ثلاث تحديات رئيسية، وهي التكلفة الرأسمالية العالية والتشغيلية العالية والأثار البيئية نتيجة الانبعاثات الغازية وتصريف المياه الرجوع من المحطات إلى البحر وتأثيرها على البيئية البحرية وكذلك ارتفاع استهلاك الطاقة، لافتًا أن تكلفة إنتاج المتر فى محطات تحلية المياه تصل إلى نصف دولار عند المحطة بالإضافة إلى تكاليف النقل والتوزيع، وأن تكلفة إنشاء محطة تحلية واحدة يساوي 4 أضعاف إنشاء محطة تنقية المياه العادية.

وأكد "داود" في محاضرته أنه مع تطور تقنيات التحلية فقد أمكن تقليل استهلاك الطاقة وبالتالي تقليل التكلفة ورفع كفاءة هذه المحطات، وقال: "تعتبر تقنية تحلية المياه الحديثة والابتكارات المتعلقة بها أمرًا ضروريًا يستهدف الحفاظ على الموارد المائية وتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب، وأن دور الابتكارات والتقنيات الجديدة في تحلية المياه في تحسين كفاءة هذه الصناعة وتوفير إمدادات مائية آمنة ونظيفة للأفراد والبيئة هام جدًا"، حيث تعمل التقنيات الحديثة والابتكارات في تحلية المياه على تحسين عمليات إزالة الملوثات والأملاح الموجودة في مياه البحار والصرف الصحي والمياه الرمادية، كما تساهم في تحسين كفاءة استخدام المياه المعالجة في الزراعة والاستخدامات الصناعية والمنزلية المختلفة، ويمكن مستقبلًا استخدام مياه التحلية في القطاع الزراعي بشرط استخدام طرق زراعية وري عالية الكفاءة مثل الصوب الزراعية والزراعة المائية وكذلك تنظيم إنتاجية وحدة المياه.

في نهاية الندوة قام المهندس طارق النبراوي والمهندس الاستشاري عبد الله دهينة بتكريم الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد داود وإهدائه شهادة تكريم على مشاركته الفعّالة بالندوة.

شهدت الندوة حضور عدد من أعضاء شعبة الهندسة الميكانيكية من بينهم المهندس محمد رضا عصر- أمين الشعبة، والمهندسين المهتمين بمجال تحلية المياه، وأعضاء لجنة المياه ومن بينهم الأستاذ الدكتور المهندس عمرو الباز- وكيل اللجنة، والدكتورة المهندسة منال العوفي- مقرر اللجنة، والمهندس محمد صابر الرفاعي- مقرر مساعد اللجنة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استهلاك المياه التحديات والفرص الزيادة السكاني الزيادة السكانية ا الصرف الزراعي المهندس طارق النبراوي المركز القومي لبحوث المياه المياه في مصر الموارد المائية ترشيد استهلاك المياه نقيب المهندسين الموارد المائیة متر مکعب سنوی ا ملیار متر مکعب تحلیة المیاه المیاه فی المیاه ا میاه فی من میاه میاه ا

إقرأ أيضاً:

وزير الري يؤكد أهمية تدريب المهندسين والفنيين بالوزارة على مختلف التقنيات الحديثة في إدارة المياه

 أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أن أعمال تطوير المنظومة المائية الجارية حالياً تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري (2.0) تتطلب تدريب المهندسين والفنيين بالوزارة على مختلف التقنيات الحديثة في إدارة المياه، من خلال برامج تدريبية متميزة توفر المهارات المطلوبة لهذه المرحلة من التحول نحو الجيل الثاني لمنظومة الري، والتي تتطلب امتلاك مهارات فنية حديثة تتواكب مع تطوير المنظومة، مثل التدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة والنماذج الرياضية وغيرها، وهو ما يتم تقديمه من خلال مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري.


كان وزير الموارد المائية والري قد تلقى تقريرا بشأن البرامج التدريبية التي يتم تنفيذها بمركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري لبناء قدرات العاملين بالوزارة.


واستعرض التقرير زيارة المدير الإقليمي لشركة "IBM" العالمية لمركز التدريب لبحث سبل التعاون في مجال التدريب وإنتاج البرامج التي تسهم في تعزيز التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة، حيث تعد شركة "IBM" شركة تكنولوجيا واستشارات أمريكية عالمية متخصصة في مجالات الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني.


وقد تم الاتفاق على بدء تدريب ألف من العاملين بوزارة الري على المنصة المجانية للشركة على مجموعة من الدورات المختارة من جانب الوزارة، بما يلاءم احتياجات الوزارة، ويفي بمتطلبات اللائحة التدريبية التي ينفذها مركز التدريب للمهندسين العاملين بجهات بالوزارة المختلفة، تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية (2.0).


كما تم بحث سبل الحصول على الدعم الفني من شركة "IBM" لمركز التدريب الإقليمي لإنتاج برامج تعلم ذاتي عالية الجودة من حيث الإنتاج والمناهج والاختبارات، وذلك لإنتاج برامج فنية متخصصة للوزارة، كما تم بحث التعاون بين الجانبين ليكون مركز التدريب الإقليمي جهة معتمدة من "IBM" من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين.


جدير بالذكر أن مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية يتمتع بإمكانيات متميزة، حيث يُعد جهة معتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" من الفئة الثانية كأحد المراكز المتميزة في تطبيق كافة معايير الجودة العالمية في خطط التدريب والمواد العلمية المقدمة، ويمتلك المركز إمكانيات تدريبية متميزة حيث يتم تدريب حوالي 11 ألف متدرب مصري و500 من المتدربين العرب والأفارقة سنوياً، كما يوفر المركز دورات تدريبية عن بعد من خلال المنصة التعليمية "مودل"، كما يضم المركز "معمل للذكاء الاصطناعي"، كما يتمتع المركز بإمكانيات لوجستية متميزة، عبارة عن مطعم وفندق يضم 178 غرفة و10 أجنحة فندقية، وحمام سباحة، وملعبين وصالة ألعاب رياضية.
 

طباعة شارك وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم تطوير المنظومة المائية مظلة الجيل الثاني منظومة الري 20 التقنيات الحديثة في إدارة المياه برامج تدريبية

مقالات مشابهة

  • مرصد: العراق بحاجة الى 100 مليار متر مكعب لإعادة المياه الى وضعها الطبيعي
  • الموارد المائية:الأمطار الأخيرة عززت الرصيد المائي في السدود إلى أكثر من (700) مليون متر مكعب
  • «رحلات المهندسين» تختتم أعمالها بحفل تكريم.. نجاحات بالأرقام وخدمات بشفافية كاملة
  • “المهندسين الزراعيين” تنظم اليوم العلمي ” موسم الزيت 2025- التحدي والمواجهة”
  • رئيس شركة الصرف الصحي يشارك في افتتاح ملتقى التوظيف بنقابة المهندسين بالإسكندرية
  • اتفاقية بين سلطة العقبة الاقتصادية ونقابة المهندسين لتدريب حديثي التخرج
  • ندوة تبحث استدامة الموارد المائية في محافظة مسندم
  • ندوة عُمانية كورية لتعزيز التعاون في مجال الإدارة المستدامة للموارد المائية
  • وزير الري يؤكد أهمية تدريب المهندسين والفنيين على التقنيات الحديثة لإدارة المياه
  • وزير الري يؤكد أهمية تدريب المهندسين والفنيين بالوزارة على مختلف التقنيات الحديثة في إدارة المياه