ورد سؤال من متصل إلى الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، عن حكم تربية رجل لأبناء أخو زوجته، حيث قامت والدتهم برميهم في الشارع وهو يعتني بأبنته منذ 5 سنوات. 

 

د. الورداني: نحتاج إلى اجتهادات فقهية متجددة ومبنية على فهم دقيق للواقع عمرو الورداني: نحتاج إلى اجتهادات فقهية متجددة ومبنية على فهم دقيق للواقع المعاصر


أجاب الورداني خلال برنامجه التلفزيوني “ولا تعسروا” قائلًا: ليس عليك الذنب، ولكن الذنب على الأم التي تخلت عن أبنائها، والأب الذي ترك أبنائهن ولهم حساب شديد عند الله لأنهم مُقصرين، ولكن لا تسهل لهم ذلك عن طريق التمسك بالفتاة.



وشدد الورداني على ضرورة التواصل مع الأهل لكي يتقوا الله ويراعوا ما أنجبوا، ويجب على الفتاة أن تنشأ بين والدها ووالدتها، وهذا أهم بكثير من السؤال عن الحكم الشرعي، فيما كانت تربيتك لها حلال أم حرام، لأنها تملك أبويين لابد أن يقدموا لها الرعاية، رأفة بها وتصحيح لمسار الأبوين الخاطئ ولما عليهم من ذنب أمام الله.

ووجه الورداني رسالة إلى الأبوين قائلًا" “ اتقوا الله كفي بالمرء إثم أن يضيع من يعول”، ووضح للمتصل أن تربيته للفتاة أقل الضررين وليست ضياع، ولكن الأصح أن تنشأ بين والديها لأنهم أحياء يُرزقون، فحتى الأطفال كريمي النسب(مجهولي النسب) نقوم بتوفير أُسر كافله لهم، لأن الطفل يجب أن ينشأ في اسرة سوية بين الأب والأم.

وأشار الورداني  |إلى أن الفتاة يمكن أن تحب وتحترم من يُربيها، ولكن أكيد هيكون لديها حقد وضيق وغضب من والديها لأنهم تخلوا عنها، ونحن لا نُشجع الأباء أن يتخلوا عن ابنائها، فالتخلي عن الأبناء حرام شرعًا، بل هو من الكبائر، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  إن من أعظم الأثم أن يُضيع الرجل من يعول، وأن تضيع المرأة من تعول، أما أنت يا من تُربي الفتاة لك الأجر وعليك أن تُكمل أجرك بالتواصل مع الاهل ولم شمل الفتاة مع والديها وعدم تشجيعهم على ترك أبنتهم والتسهيل عليهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور عمر الإرشاد الزواجي عمرو الورداني أمين الفتوى زوج زواج كريمي النسب الشارع أخو حكم تربية

إقرأ أيضاً:

ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!

 

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

هبَّة جديدة من هبات ظفار حدثت في كل وسائل التواصل الاجتماعي ولم تهدأ بعد.. وذلك حول استبدال اللبان وشجرته كهوية وشعار للمُحافظة واستبداله بوسم وشكل التباشير.

كواحد من أبناء هذه المُحافظة تابعت كل ذلك دون أن أدلي برأيي حوله؛ فقد كنت متوقفًا عن الكتابة لظروف خاصة، إضافة إلى أنني منشغل حاليًا بإعداد كتابي الجديد "ظفار.. ذاكرة زمان ومكان" الذي سيصدر قريبًا؛ لذا آثرت التروي حتى تهدأ النفوس فقد كفى ووفى الناشطون في وسائل التواصل وأصحاب الأقلام.. غير أن الكثير من الزملاء ومن قرائي ألحوا عليَّ بالكتابة عن هذا الموضوع المهم.

وإحقاقًا للحقيقة والتاريخ نقول إنَّ وسم "التباشير" لا يقل أهمية عن وسم "شجرة اللبان"؛ فكلاهما تاريخيًا من صميم إرث ظفار وقد سبق لي أن نشرت مقالًا في جريدة الرؤية الغراء، بتاريخ 4 ديسمبر 2021، عن التباشير واللبان بعنوان "التباشير والزاوية واللبان" كموروثات تاريخية ظفاريّة، وسأقوم بتذييل مقالي هذا برابط المقال القديم لمن أحب الاطلاع عليه، وسأضمنه كذلك كتابي الجديد المعزم نشره في فترة خريف هذا العام بإذن الله.

اللبان والتباشير كلاهما ارتبطا بظفار تاريخيا ولازالا إلى اليوم.

والتباشير هي من علامات ومميزات المعمار الظفاري القديم على أسطح بيوتها ومساجدها وزواياها وحتى أضرحة أوليائها والصالحين، ولا زالت شامخة إلى اليوم ولا تخطئها عين أي زائر للمحافظة، وهي مع منظرها الصوري الجمالي هذا كانت أيضًا قرينة اللبان وتستخدم لوضع مجامر بخور اللبان الكبيرة عليها وحرقه في الأجواء ترحيبا بالزائرين وفي المناسبات كما أن مجامر اللبان والبخور الظفارية يوجد على أعلاها شكل التباشير وهذا دليل الارتباط التاريخي بين الإثنين شكليا وعمليا أيضا.

لغويًا.. التباشير حسب المجامع اللغوية تعني البُشرى وأوائل الأشياء أو باكورتها؛ فيقال تباشير الخريف وتباشير الصباح، مثلما يُقال تباشير الرطب في محافظات عُماننا الحبيبة، وتباشير موسم الفتوح في ظفار الذي كان يترقبه أبناء ظفار بعد انتهاء فترة الخريف، وتهدأ زمجرة أمواج بحره العاتية، ويستقبلون السفن التجارية الخشبية القديمة إلى ظفار مُحمَّلة بمختلف البضائع وتحمل في ذهابها منتوجات ظفار من لبان وقطن وفلفل أحمر وجلود وسمن بلدي وأسماك سيسان مرباط المجففة (الصافي) والصفيلح وغيرها.

ومن المفارقات وأنا أكتب هذا المقال تتلبد كتل السحب الكثيفة سماء الشريط الساحلي لظفار وتحجب شمس هذا الأيام الحارة، فنحن في "نجم الكليل" أشد نجوم ظفار حرارة ورطوبة على الإطلاق، ما قبل موسم الخريف؛ وكأنها استجابة القدر للوحات شعار التباشير الذي زُيِّنت به صلالة وشوارعها وأبت إلّا أن تشاركهم وتُبشِّر بالخريف قبل حلوله فلكيًا بعد شهر من الآن؛ جعلها الله سحب غيث ماطر يروي الأرض وينبت الزرع ويدر الضرع والمرعى ليتواصل مع التوقيت الفلكي له في الثالث والعشرين من يوليو القادم.

أما اللبان، فهي شجرة مميزة تحمل ثمرتها اللبان وسط أحشاء سيقانها ويحسبها الظفاريون مباركة عليهم، وهذا لم يكن ينطبق على ظفار وعمان فقط  بل كانت كذلك لشعوب وحضارات قديمة منذ آلاف السنين وكانت مصدر رزق رئيس وثراء لظفار حتى حيكت حولنا أساطير وحكايات قديمة لديهم بأننا البلاد السعيدة وأرض العمالقة، ويحلو للبعض اليوم وصفه بالنفط الأبيض لتلك الحقب الزمنية ولا زال يقوم بهذا الدور مع الفارق طبعًا وإلى وقتنا الراهن، ويحرص كل من يزور ظفار في خريفها أو أي من مواسمها المعتدلة عموما على اقتنائه وأصبح حاليًا يدخل في صناعة العطور الراقية ومستحضرات التجميل والحلوى العمانية وحتى الدواء.

محافظة ظفار من المناطق القليلة جدًا على مستوى العالم بنمو هذه الشجرة ومن أفضله جودة وشهرة على الإطلاق، وقد ارتبط تاريخيًا اسمها به على مستوى العالم، بعكس التباشير التي تشترك معنا مناطق عديدة في العالم العربي فيها، ولا مقارنة بينهما تاريخيًا، فبيمنا تمتد شهرة اللبان الظفاري الذي كانت سمهرم شرقًا والمغسيل غربًا أهم موانئ تصديره للعالم قبل أكثر من 3 آلاف عام نجد بالمقابل أن مدينة البليد عاصمة ظفار القديمة قبل 700 عام تخلو مبانيها من التباشير وهذا دليل على دخوله إلى معمارنا بعد هذا التاريخ.

وإذا ذكر أمامك اسم مصر تستحضر مباشرة الأهرامات، واسم الصين سورها العظيم، وباريس برج إيفل، واليمن ناطحات سحابها، والإسكندرية منارتها، وكذلك ظفار أول ما يتبادر للذهن عند ذكر اسمها هو اللبان وخريفها، لا تباشيرها.

وإذا جاز لنا من اقتراح بهذا الصدد؛ فنتمنى أن يقتصر شعار التباشير على موسم خريف هذا العام فقط، خصوصًا وأنه قد تم نشر لوحاته على معظم شوارعنا الرئيسية، ونعتبره تباشير خريف هذا العام، أما اللبان وشجرته فيجب أن تظل الشعار والهوية للمحافظة؛ كي لا يُقال عننا- ومع الأسف الشديد لقول ذلك- "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير".

كنَّا نتمنى أن تنتشر شجرة اللبان في كل شوارعنا وعلى دوراتها وكل جوانبها جنباً إلى جنب، كما نعمل لنخلة النارجيل بدل أن نخرجها من المشهد والصورة لتنزوي؛ فأول ما يهُم الزائر لنا في المحافظة هو النخلة ومشلاها وكذا شجرة اللبان ولبانها وبخورها.

مبارك علينا جميعا تباشير خريف هذه السنة المبكر وكل عام وأنتم في خريف وتباشير وعبق لبان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ‏حلا الترك تنتقم من والديها في يوم التخرج: عمتي هي من وقفت بجانبي.. فيديو
  • شاهد عيان يكشف تفاصيل مصرع فتاة في كرداسة
  • المؤبد لأم باعت طفلتها بـ1100 دولار
  • أمين الفتوى: شدّ الرحال لزيارة قبر النبي مشروع بإجماع العلماء
  • أمين البحوث الإسلامية يتابع جهود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة
  • شهيد إثر غارة للاحتلال على جبل شقيف جنوبي لبنان (شاهد)
  • ‏«اغتصب حفيدته أمام والديها».. مئات الأطفال ‏والمرضى سقطوا في فخ الطبيب الفرنسي
  • الاحتلال يفجر منزلا ويهدم آخر في الضفة.. ويصيب 3 فلسطينيين (شاهد)
  • قرار جديد في قضية وفاة زوجة عبد الله رشدي |تفاصيل
  • ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!