سلط معهد بريطاني الضوء على الأثر الاستراتيجي للضربات الجوية الإسرائيلية، في 20 يوليو/ تموز الماضي، على ميناء الحديدة (غرب اليمن) الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي.

 

وقال "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)" في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-15 وF-35، شنت غارات جوية ضد 10 أهداف في ميناء الحديدة على البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 80 آخرين.

 

وأضاف "يمثل الهجوم، الذي أطلق عليه اسم عملية الذراع الممدودة، المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل بشكل مباشر مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. واستهدف الهجوم مستودع وقود ومحطة كهرباء بالإضافة إلى بعض رافعات الحاويات في الميناء، وكان الدمار واضحًا في صور الأقمار الصناعية (انظر أدناه).

 

وتابع التقرير أن هجوم إسرائيل على الحديدة لم يفعل الكثير لتقليص قدرة الحوثيين على استخدام الميناء للتهريب وشن الهجمات؛ بل بدا أنه كان يهدف إلى إظهار قدرة إسرائيل على ضرب أهداف في المنطقة وإرسال رسالة عزم إلى الجمهور الإسرائيلي.

 

إشارات استراتيجية من إسرائيل

 

وذكر أن عملية الذراع الممدودة، وفقًا لقادة إسرائيليين، كانت محاولة لردع خصوم إسرائيل في المنطقة. وتشير مسرح الهجوم الإسرائيلي ــ الذي اشتعلت بعده حرائق ضخمة في الميناء لعدة أيام ــ إلى رغبة إسرائيل في الرد بقوة على إيران وشركائها في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط محلية هائلة في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

 

وأوضح المعهد البريطاني أنه من خلال مهاجمة الميناء والذي يعد أحد الموارد الرئيسية للحوثيين وتعريض تدفق السلع الأساسية إلى اليمن للخطر، ربما سعت إسرائيل إلى توليد ضغوط سياسية على الحوثيين لتهدئة الهجمات ضد إسرائيل.

 

وقال "بعيدًا عن أهميتها الإنسانية والسياسية، من غير المرجح أن يكون لاختيار إسرائيل للأهداف تأثيرًا عمليًا أو نفسيًا كبيرًا على الحوثيين. وقد يشير هذا إلى عدم وجود أهداف عسكرية صلبة، مثل مستودعات الأسلحة أو المباني القيادية أو الرادارات، بعد أشهر من الضربات الأمريكية والبريطانية التي أجبرت الحوثيين على تحويل العمليات تحت الأرض.

 

وأفاد "نظرًا لأن هذه الضربات على أهداف الحوثيين الصلبة فشلت حتى الآن في تدهور أو ردع المجموعة بشكل كبير، فقد اختار القادة الإسرائيليون ضرب هدف ناعم ورفيع المستوى لتحقيق تأثير سياسي بدلاً من ذلك. ومع ذلك، في حين تعرضت الهجمات السابقة على البنية التحتية المدنية، على سبيل المثال من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية، لانتقادات باعتبارها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من قبل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، لم يكن هناك إدانة دولية تذكر للهجوم الإسرائيلي خارج اليمن ودول "محور المقاومة".

 

ويرى أن التأثير الأكثر وضوحا للهجوم هو تدمير مستودع الوقود لشركة النفط اليمنية. ووفقا لبعض التقديرات، تم تدمير منتجات تكرير بقيمة تصل إلى 60 مليون دولار أمريكي خلال الهجوم.

 

وأكد المعهد البريطاني أن الهجوم وجه ضربة اقتصادية مؤقتة للحوثيين (واليمنيين العاديين، الذين سيشعرون بتأثير ارتفاع أسعار النفط).

 

القيمة الدعائية

 

وأشار إلى أن تأثير هجوم إسرائيل على الحديدة يتضاءل مقارنة بعمليات الاغتيال التي نفذتها ضد كبار القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله وحماس في بيروت وطهران.

 

وقال "على الرغم من الخطاب الذي يستخدمه كل من قيادة الحوثيين والنظام في طهران، فإن الحوثيين سيواصلون بلا شك شن الهجمات على إسرائيل وعلى السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن طالما سمحت لهم إمداداتهم من أنظمة الأسلحة بعيدة المدى بذلك".

 

وأردف التقرير أن "مزاعم الحوثيين باستخدامهم في الهجوم تكنولوجيا التخفي القادرة على تجنب الرادارات الإسرائيلية مبالغ فيها، ويبدو من غير المرجح تكرار الهجوم على تل أبيب بنجاح. بدورها، فشلت إسرائيل، على الرغم من عمليتها المكلفة والبارزة، في شل قدرة الحوثيين على استيراد الأسلحة والوقود من إيران".

 

وقال "رغم أن عملية الذراع الممدودة قد تسجل نقاطاً لدى الدوائر الانتخابية المحلية في إسرائيل، فإنها حشدت أيضاً الدعم الشعبي للحملة المناهضة لإسرائيل التي يشنها الحوثيون داخل اليمن وفي مختلف أنحاء العالم العربي، بما في ذلك بين أولئك الذين يعارضون الاتجاهات الأكثر تعصباً للحركة، كما أدت إلى زيادة عزلة إسرائيل عن دول الخليج، التي تفضل رسمياً البقاء على الحياد، على الرغم من قلقها العميق في الخفاء إزاء دعم الحوثيين للفلسطينيين.

 

وخلص المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره إلى أن التأثير الاقتصادي للهجوم على الحوثيين حقيقي، فإن القيمة الدعائية المتمثلة في القدرة على مقاومة ليس فقط الهجمات الأميركية ولكن أيضاً الإسرائيلية على الأراضي اليمنية حقيقية أيضاً.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل معهد بريطاني ميناء الحديدة الحوثي إسرائیل على

إقرأ أيضاً:

الهند تعلن قتل 3 باكستانيين تتهمهم بتنفيذهم هجوم كشمير

أعلن وزير الداخلية الهندي أن قوّات الأمن الهندية قتلت ثلاثة باكستانيين يشتبه في أنهم وراء الهجوم المنفّذ قبل ثلاثة أشهر في الشطر الهندي من كشمير والذي تسبّب في اندلاع مواجهة مسلّحة بين الهند وباكستان في أيّار/مايو.

وصرّح الوزير أميت شاه "أريد أن أقول للبرلمان إن هؤلاء الذين شنّوا هجوما في بايساران كانوا ثلاثة إرهابيين وقد تمّ القضاء عليهم جميعا".

وكانت قوى الأمن الهندية تطارد منفّذي الهجوم منذ 22 نيسان/الماضي عندما قام ثلاثة مسلّحين بفصل الرجال والنساء والأطفال وإطلاق النار على من لم يكن في وسعهم تلاوة النداء للصلاة عند المسلمين، على بعد حوالى 70 كيلومترا من مدينة باهالغام السياحية في منطقة هيملايا.

واسفر الهجوم عن مقتل 26 رجلا، هم 25 هنديا ونيبالي واحد، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار.

وزعم شاه إن الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا الإثنين باكستانيون وكان إثنان منهم من جماعة عسكر طيبة التي تصنّفها الأمم المتحدة إرهابية ومقرّها باكستان.

وكشف الثلاثاء في خطاب أمام الغرفة السفلى من البرلمان أن "وكالات الأمن الهندية لديها أدلّة مفصّلة على ضلوعهم في الهجوم".

وقتل الرجال الثلاثة خلال اشتباك الإثنين في جبال داشيغام، على بعد حوالى 30 كيلومترا من سريناغار كبرى مدن المنطقة، وفق ما جاء في بيان للجيش.

وإثر الهجوم الذي كان معظم ضحاياه من الهندوس، اندلعت مطلع أيّار/مايو أعنف مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ حرب 1999.

وأثارت المواجهة بين الخصمين النوويين مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة.




وبعد أربعة أيام من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل 70 شخصا على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين، أعلنت في العاشر من أيّار/مايو هدنة بمبادرة مفاجئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتتنازع الهند وباكستان السيادة الكاملة على منطقة كشمير منذ الاستقلال عن الحكم البريطاني وتقسيمهما الدامي سنة 1947.

وتسببت هذه البقعة الواقعة في منطقة هيملايا والتي تسكنها غالبية مسلمة بعدّة حروب بين البلدين. ومنذ العام 1989، يشهد الشطر الهندي تمرّدا انفصاليا أودى بعشرات الآلاف.

وكشف وزير الداخلية الهندي أن اجتماعا أمنيا عقد بعيد وقوع الهجوم تقرّر إثره وجوب "عدم السماح للمهاجمين بمغادرة الأراضي والعودة إلى باكستان".

وبالاستناد إلى شهادات وتحليلات، تبيّن أن البنادق التي كانت في حوزة الرجال الثلاثة "هي نفسها التي استخدمت في مقتل مدنيينا الأبرياء"، بحسب أميت شاه.

مقالات مشابهة

  • الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • وزير الدفاع اليمني يكشف عن خطة استراتيجية بمشاوكة أربع دول لإقتلاع الحوثيين من اليمن لكنه أصيب بالصدمة .. عاجل
  • الهند تعلن قتل 3 باكستانيين تتهمهم بتنفيذهم هجوم كشمير
  • تعلن محكمة الميناء الابتدائية م الحديدة ان الأخت عواطف مقابل تقدمت اليها مدعية ان والدها توفي وفاة طبيعية
  • تعلن محكمة الميناء الابتدائية م الحديدة ان على المدعى عليه احمد المجيدي الحضور إلى المحكمة
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • معهد أمريكي: السعوديون فشلوا عندما حاربوا اليمن
  • رواية مدين نجل "صالح" عن مقتل والده برصاص الحوثيين تثير الجدل في اليمن
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 9 آخرين بهجوم في خانيونس
  • ماذا يفعل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.. ستذهلك النتائج