يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط بشكل مطرد، مع ترقب هجوم مزدوج من إيران ولبنان تجاه الأراضي المحتلة.

وتتوالى التحذيرات من أن تندلع حرب شاملة في المنطقة بالنظر إلى حالة التوتر غير المسبوقة، والتي اندلعت شرارتها بعد اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.



وبدت التوترات في المنطقة قد وصلت إلى درجة عالية، حيث تقترب جميع الأطراف من المسافة صفر، فمن جهة لا يبدو أن طهران ستكتفي برد مألوف على عملية اغتيال هنية التي مثلت صدمة لها، كما أن حزب الله أكد أن الرد على اغتيال شكر سيكون في الميدان، ولا مكان لمبادرات التهدئة.

هذا ما نعرفه عن الحرب الشاملة:
يقصد بها حرب تندلع في جبهة واسعة وبين عدة أطراف إقليمية وعالمية قد تأخذ بالشرق الأوسط إلى صراع أكبر يمتد على طول الخريطة، من اليمن جنوبا حتى لبنان شمالا، مرورا بالخليج العربي وإيران.

وكان التحذير من هذه الحرب واضحا على لسان المسؤولين الأمريكيين، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن واشنطن تراقب عن كثب الأحداث في الشرق الأوسط، مضيفا أن خطر التصعيد نحو حرب إقليمية قائم الآن.

وأضاف أن بلاده ركزت بشدة على محاولة منع حرب أوسع في المنطقة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولا يبدو أن أحدا من الأطراف سوى الاحتلال يرغب باندلاع صراع واسع النطاق، تكون خسائره فائقة التكلفة.



سيناريو الحرب
وبحسب المعطيات فإن سيناريو الحرب الشاملة يتلخص بهجوم واسع متزامن ينطلق من لبنان وإيران والعراق واليمن بشكل متزامن، لا يتمكن الاحتلال وحلفاءه من احتوائه، فقد ترد دولة الاحتلال ردا سريعا يكسر قواعد الاشتباك أو قانون ضربة بضربة، في مقابل تطبيق "وحدة الساحات".

وأطلق مصطلح "وحدة الساحات" بعد معركة "سيف القدس" في شهر أيار/مايو من سنة 2021، ويعني الاشتباك مع الاحتلال من جميع ساحات "محور المقاومة" في فلسطين غزة والضفة، وجنوب لبنان وسوريا واليمن بالإضافة إلى إيران.

آنذاك، طبق المصطلح على أرض الواقع إلى حد ما من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وجنوبي لبنان وسورية، مع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، واندلاع مواجهات في عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

وقد يأخذ الصراع بعدا أكبر في حال نفذ الاحتلال تهديده بمهاجمة لبنان بضربة جوية واسعة النطاق أو اجتياح بري كما هدد قادته عدة مرات.

متى
تسود حالة من الترقب للرد الإيراني على اغتيال الشهيد هنية، حيث هددت طهران برد حتمي وقاس على العملية التي اعتبرت كسرا لقواعد الاشتباك.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي توقعات لمصادر أمريكية وإسرائيلية، بأن تنفذ إيران هجوما يستهدف إسرائيل بدءا من غد الاثنين، بالتزامن مع زيارة قائد عسكري أمريكي إلى المنطقة لتعبئة تحالف من أجل الدفاع عن الاحتلال.

وأشار الموقع إلى أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لا يعلمون ما إذا كانت إيران وحزب الله سيشنّان هجوما منسقا أو يعملان بشكل منفصل.

وأضافوا أنهم يعتقدون أن كلا من إيران وحزب الله لا يزالان يعملان على إنهاء خططهما العسكرية والموافقة عليها على المستوى السياسي.

وفي حال تجاوز الرد حدود الاحتواء قد تندلع الحرب الشاملة التي تتوالى التحذيرات من انفجارها.

أين؟
وكما هو معلوم فإن ساحة الصراع الأساسية ستكون الأراضي المحتلة وجنوب لبنان، إلا أن توسع الحرب يعني دخول أطراف أخرى فيها، كما أكدت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن "إسرائيل" في حال تعرضت لهجوم.

ونقلت صحيفة، "وول ستريت جورنال"، عن مصدر مطلع قوله، إن واشنطن حذرت من أن أي ضربة كبيرة من إيران ستواجه برد.

وقد يتوسع نطاق الحرب لدول أخرى في المنطقة كاليمن والعراق وربما تصل النار إلى إيران والقواعد الأمريكية في الخليج العربي.



الأطراف
مع بدء معركة "طوفان الأقصى" طالبت حماس بتطبيق "وحدة الساحات" على الأرض، فدخلت ساحات لبنان والعراق واليمن بما يعرف حاليا "بجبهات الإسناد" من خلال هجمات ضد دولة الاحتلال وفق قواعد اشتباك منضبطة.

ويضم "محور المقاومة" إيران وجماعة أنصار الله في اليمن وحزب الله اللبناني والفصائل المقربة من إيران في العراق.

في المقابل، تقف الولايات المتحدة مع دولة الاحتلال بشكل صريح بالإضافة إلى دول غربية أخرى مدت الاحتلال بالأسلحة والذخائر طوال فترة العدوان على غزة، أبرزها ألمانيا.

وهناك دول أخرى في المنطقة تربطها علاقات وثيقة بدولة الاحتلال، ومنها شارك في صد الهجوم الإيراني في نيسان/ أبريل الماضي.

القدرة العسكرية
ومن ناحية الإمكانيات العسكرية فإن الفرق شاسع بين الطرفين، إلا أن الجميع لديه المقدرة على إيقاع خسائر كبيرة عند اندلاع الحرب.

في الجانب الأول، تمتلك إيران سربا من الطائرات المسيرة والصواريخ العابرة للحدود بمختلف الأصناف لديها القدرة على الوصول إلى الأراضي المحتلة.

وهذا ينسحب على جماعة أنصار في اليمن وحزب الله اللبناني، بالإضافة لامتلاك الفصائل في العراق صواريخ تصل للمدن المحتلة.

في المقابل، تتمتع دولة الاحتلال بإمكانيات عسكرية عالية ومنظومات دفاع جوي مضادة للصواريخ تبدأ بالقبة الحديدية ومنظومة مقلاع داود وثاد، فضلا عن قدرات جيش الاحتلال الجوية والبرية.

كما تنتشر في المنطقة قوات متعددة الجنسيات، إلا أن الولايات المتحدة أخدت الحصة الأكبر من الانتشار بقواعد كبيرة في الخليج العربي والعراق، وقواعد أصغر في سوريا، فضلا عن وجود مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين.

وفجر السبت، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، إرسال تعزيزات عسكرية للشرق الأوسط، بما يشمل طائرات مقاتلة وبوارج ومدمرات حربية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وقالت الوزارة، في بيان؛ إنها "تواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيف احتمالية التصعيد الإقليمي من قبل إيران أو شركائها ووكلائها".



والخميس، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن واشنطن نشرت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، والقيادي في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون، أن السفن شملت حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة "واسب" البرمائية الجاهزة، وهي قوة مهام برمائية مكونة من 3 سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة، منتشرة الآن في مناطق متفرقة بالشرق الأوسط. 

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة في البحر الأحمر، التي تشن عمليات ضد الحوثيين في اليمن، إلى الخليج والبحر المتوسط، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران حزب الله الحرب الشاملة الاحتلال الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة حزب الله الاحتلال الحرب الشاملة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دولة الاحتلال الحرب الشاملة فی المنطقة وحزب الله من إیران

إقرأ أيضاً:

تكهنات بحدوث ضربة إسرائيلية ضد إيران.. مناورة للضغط على طهران أم أنها الحرب فعلاً؟

بينما تتحدث إسرائيل عن "ضرورة ردع إيران قبل فوات الأوان"، وتتهمها بعدم الامتثال لالتزاماتها النووية، تبدو واشنطن، حسب تسريبات استخبارية، قلقة من احتمال أن تقدم تل أبيب على ضربة عسكرية منفردة ضد طهران. تصعيد وتساؤلاتاعلان

في ظل التصعيد المتسارع بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، تطرح تطورات الساعات والأيام الماضية تساؤلات عدّة: هل ما يجري مجرد مناورات ضغط على طهران في ملفها النووي؟ أم أن المنطقة أمام سيناريو ضربة عسكرية مباغتة قد تشعل حرباً إقليمية شاملة؟ وهل يجرّ نتنياهو واشنطن إلى حربٍ تخدم مصالحه السياسية؟ وماذا عن موقف ترامب الذي يبدو حذراً؟

في هذا التحقيق، نستعرض المشهد بتشعباته المعقدة، ونناقش تداعيات محتملة على جبهات مختلفة: من غزة إلى البحر الأحمر، فلبنان والعراق وسوريا.

أين أميركا من ضربة إسرائيلية ضد إيران؟

بينما تتحدث إسرائيل عن "ضرورة ردع إيران قبل فوات الأوان"، وتتهمها بعدم الامتثال لالتزاماتها النووية، تبدو واشنطن، حسب تسريبات استخبارية، قلقة من احتمال أن تقدم تل أبيب على ضربة عسكرية منفردة ضد طهران.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أطلق تحذيراً مباشراً لنتنياهو بعدم التهور بشن ضربة ضد إيران حالياً، مشدداً على ضرورة إعطاء المسار الدبلوماسي فرصته. لكن في المقابل، لا تخفى رغبة نتنياهو في استغلال التصعيد لتحقيق مكاسب داخلية، خاصة مع تفكك ائتلافه ومتاعبه أمام القضاء بسبب شبهات الفساد التي تلاحقه.

أطلقت القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني صاروخا أرض-بحر خلال مناورة، جنوب إيران، السبت 26 أغسطس/آب 2006. AP Photoهل تمتص إيران الضربة أم تردّ؟

أي حرب مع إيران لن تمر دون كلفة باهظة على الولايات المتحدة. فقواعدها المنتشرة في العراق، والكويت، وقطر، والبحرين، والإمارات، ستكون عرضة لهجمات صاروخية إيرانية في حال نشوب صراع. قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قالها صراحة: "نرصد عمق أهداف العدو، ومستعدون لأي سيناريو".

كما أشار وزير الدفاع الإيراني إلى أن أي ضربة لن تمر بلا رد، متوعداً بقصف قواعد أميركية في المنطقة. فهل تنفّذ إيران تهديداتها وتضرب الأهداف التي تحدثت عنها؟، وهل واشنطن مستعدة للدخول في حرب قد تكون الأطول والأعقد منذ غزو العراق؟.

Relatedتهديد إيراني صريح: سنضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط إذا اندلع نزاعالتوترات تشتعل.. إتهام دولي لإيران وردّ تصعيدي من طهرانهل دقت ساعة المواجهة؟ إيران تلوّح بالنار وواشنطن تقلّص طواقم سفاراتها بالعراق والخليجالأسطول السادس... في قلب المعادلة

وجود الأسطول السادس الأميركي في البحر المتوسط يطرح علامات استفهام حول دوره في حال اندلاع حرب. هل سيكون رأس الحربة في أي عملية عسكرية؟ أم مجرد أداة ردع؟ في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات، يبدو أن انتشار هذا الأسطول يعزز من قابلية تحرك واشنطن سريعاً، لكنه في المقابل يجعلها هدفاً مباشراً لأي رد فعل إيراني.

غزة وحرب الإقليم

وسط الضجيج الإقليمي، يخشى الفلسطينيون في قطاع غزة أن تتحول قضيتهم إلى هامش الأحداث. فحرب بين إيران وأميركا/إسرائيل ستنقل الأضواء والاهتمام الدولي بعيداً عن معاناة الغزيين الذين ما زالوا يرزحون تحت الحصار. فهل تتحول غزة إلى "قضية منسية" في ظل اندلاع مواجهة كبرى إقليمياً؟ وما الثمن الإنساني لذلك؟.

الحوثيون بين الالتزام تجاه واشنطن ومصالح المحور المعادي لها

الحوثيون، الذين دعموا غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر عبر استهداف سفن إسرائيلية وغربية، كانوا قد توصلوا إلى تفاهم معلن مع الولايات المتحدة لوقف ضرباتهم في البحر الأحمر. لكن في حال اشتعلت مواجهة إيرانية - إسرائيلية - أميركية، هل سيتراجع الحوثيون عن هذا الاتفاق؟ وماذا يعني ذلك للتجارة العالمية؟ الاحتمال قائم بقوة، ما يهدّد مجدداً بارتفاع أسعار السلع والنفط وتعطيل خطوط الملاحة الحيوية.

حزب الله: هدوء ما قبل العاصفة؟

رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف، بزعم استهداف عناصر للحزب أو منشآت تابعة له. حتى الآن، يلتزم حزب الله الصمت العسكري. لكن ماذا لو اندلعت الحرب الكبرى؟ هل يدخل الحزب بقوة إلى المعركة؟ وهل يمتلك فعلاً ترسانة كافية رغم الضربات الإسرائيلية الأخيرة؟ المؤشرات تفيد بأن الحزب يحتفظ بقدرة هجومية معتبرة، قد تترجم لاحقاً إلى ضغط على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

في هذه الصورة الملتقطة في 20 أبريل/نيسان 2017، يقف ضابط من حزب الله، أمام موقع للجيش الإسرائيلي.AP Photoالعراق بين ناريْن

يقف العراق عند مفترق بالغ الحساسية. فالفصائل المسلحة الموالية لطهران، وعلى رأسها كتائب حزب الله العراقي، تُبقي على جاهزيتها تحسباً لأي تطور عسكري ضد إيران، ما يثير تساؤلات ملحّة: هل تكون هذه الفصائل رأس الحربة في استهداف القواعد الأميركية أو المصالح المرتبطة بإسرائيل من داخل الأراضي العراقية؟.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه بغداد ليس فقط في اتخاذ موقف حاسم من الأزمة، بل في كيفية الموازنة بين تجنب الانخراط في مواجهة مدمّرة من جهة، والحفاظ على الاستقرار الأمني الهش من جهة أخرى. فالمعادلة معقّدة، إذ تشير تقارير أمنية إلى مخاوف جدية من عودة تنظيم داعش إلى الواجهة، مستغلاً حالة الانشغال الإقليمي والفراغ الأمني المحتمل.

في هذا السياق، يبدو العراق مهدداً بأن يُزج في نزاع لم يكن طرفاً فيه، لكنه قد يجد نفسه فجأة في قلب معركة تتجاوز قدرته على الاحتمال أو التحكم بمسارها.

سوريا غائبة عن المشهد وإن حضرت جغرافياً

منذ تولّي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مقاليد الحكم، تشهد سوريا تحوّلاً تدريجياً في مقاربتها للعلاقات الإقليمية والدولية، وسط انفتاح نحو الغرب، وتلميحات إلى إمكانات تقارب غير مسبوقة مع إسرائيل. هذا التحول، وإن كان لا يزال في طور التشكّل، يطرح تساؤلاً محورياً: هل يمكن أن تصبح الأراضي السورية، في ظل التفاهمات الجديدة، ممراً أو منصة لأي عمليات عسكرية في حال اندلاع الصراع؟.

في المقابل، لا يخلو هذا المشهد من تحديات داخلية. ففلول النظام السابق ستسعى لاستغلال الوضع الجديد لاستعادة نفوذها، بينما يشكّل خطر تنظيم "داعش" المتجدد تهديداً حقيقياً للاستقرار. أما الرئيس الشرع، فيجد نفسه أمام اختبار مصيري: في حال اندلاع الحرب، هل يقف على الحياد، أم يُحدّد موقعه في معادلة إقليمية معقّدة؟.

التحالف مع إيران يبدو مستبعداً في ظل المسار السياسي الجديد، وكذلك الاصطفاف ضد إسرائيل. وبين هذين "المستحيلين"، تترقب المنطقة كيف ستحدّد دمشق موقعها في المرحلة المقبلة.

حسابات الربح والخسارة ووقع المعركة على الداخل الايراني؟

لن تكون أي ضربة عسكرية ضد إيران عملية خاطفة أو سهلة، بل هي خطوة محفوفة بتعقيدات استراتيجية وأمنية هائلة. فاندلاع المواجهة يعني اتساع رقعتها لتشمل جبهات متعددة، واضطراباً واسعاً في التوازنات الإقليمية، وتعرض المصالح الحيوية في الشرق الأوسط لضربات موجعة.

في المشهد الإسرائيلي، قد يرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أتون المعركة فرصة سانحة للهروب من أزماته الداخلية، السياسية والقضائية، وتحقيق مكاسب شخصية على حساب استقرار المنطقة. أما الولايات المتحدة، فرغم قوتها العسكرية الهائلة، تقف أمام لحظة حاسمة: بين تبني سياسة ردع مدروسة، أو الانجرار إلى صراع مفتوح قد يكلفها الكثير، خاصة في ظل انتشار قواعدها العسكرية في محيط إيران.

أما الداخل الإيراني، المُنهك أساساً بفعل العقوبات الغربية والضغوط الاقتصادية المتراكمة، فسيكون أول المتضررين من أي حرب، ما يهدد بتفجّر الأوضاع داخلياً، وتوسيع دائرة الغضب الشعبي في وقت تواجه فيه القيادة الإيرانية اختباراً مزدوجاً: الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والرد على أي خطر خارجي.

ويبقى السؤال: هل تسير المنطقة نحو تسوية نووية؟ أم نحو انفجار شامل؟.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الطوارئ والكوارث لـ سانا: نُحذّر بشدة من الاقتراب من أي جسم غريب أو حطام قد يسقط نتيجة الأحداث، ونُشدد على عدم لمسه، وترك التعامل معه لفرق الهندسة أو فرق إزالة مخلفات الحرب، والإبلاغ فوراً عن أي بقايا أو مخلفات حرب
  • دمار غير مسبوق و34 مصابا.. هذا ما نعرفه من هجوم إيران على إسرائيل حتى الآن
  • دمار غير مسبوق و34 مصابا.. ما الذي نعرفه من هجوم إيران على إسرائيل
  • ألمانيا: الأوضاع في الشرق الأوسط تتفاقم بعد هجمات إسرائيل على إيران
  • محللون: الاعتداءات الإسرائيلية على إيران تصعيد سافر يهدد الأمن بالشرق الأوسط
  • المنطقة تقف على شفير حرب شاملة... هل سيُحيَّد لبنان؟
  • طبول الحرب قُرعت وفي لبنان طبول قرقعة
  • تكهنات بحدوث ضربة إسرائيلية ضد إيران.. مناورة للضغط على طهران أم أنها الحرب فعلاً؟
  • الحوثيون: أي تصعيد ضد إيران سيجر المنطقة إلى هاوية الحرب
  • عدنان الروسان : غزة ستبتلع اسرائيل… و المنطقة مقلوب عاليها سافلها