لن يصل التحقيق في "جريمة العصر" إلى الخواتيم، التي يمكن أن تبلسم جراح جميع الذين فقدوا أحباء على قلوبهم التواقّين إلى معرفة الحقيقة الكاملة لتفجير مرفأ بيروت. وإن عُرف جزء من هذه الحقيقة فإن الذين تسبّبوا بها سيبقون خارج قضبان السجن. وما دامت العدالة في لبنان هي وجهة نظر، وما دام هناك من لا يزال يعتبر نفسه أنه فوق القانون وفوق المحاسبة فلن تتحقّق العدالة، وستبقى أساسات هيكل الحكم مهدّدة بالسقوط.
فكما أن العدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تتحقّق على رغم أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أصدرت قرارها الظني، كذلك فإن العدالة في جريمة تفجير المرفأ لن تتحقّق، طالما أن الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم أنهم أقوى من الدولة، وطالما أن في السلطة وخارجها من لا يزالون يعتقدون أنهم قادرون على "فك حبل المشنقة" من حول رقبة أكبر مجرم.
هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يقرّ بها الجميع، وبالأخصّ أهالي ضحايا هذا التفجير. هي مرّة تلك الحقيقة، ولكنها ليست أشدّ مرارة من العيش على أمل التوصّل إلى معرفة حقيقة لن يُسمح بالكشف عنها، وإن كُشفت فستبقى محاسبة من ارتكبها، عمدًا عن سابق تصور وتصميم، أو عن جهل أو اهمال وظيفي أو تقصير بالقيام بأدنى الواجبات، من دون نتيجة.
فلو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها مما هو أدهى وأعظم من التفجير بحدّ ذاته لكان التحقيق وصل إلى خواتيمه سواء عبر المحقق العدلي الأول القاضي فادي صوان، الذي تُنحّي من دون معرفة الأسباب التي أجبرته إلى التنحي مرغمًا، أو عبر المحقق العدلي الثاني القاضي طارق البيطار المكفوفة يده حتى اشعار آخر، وهو المصرّ على الوصول إلى حيث لم يتمكن غيره من الوصول كالمحكمة الدولية المحرّرة أساسًا من كل الضغوطات المحلية التي يمكن أن يتعرّض لها أي قاضٍ لبناني.
فما قيل في الذكرى الرابعة وما سيُقال في تعداد سنوات التذّكر لم يخرج عن إطار التمنيات ولن يخرج. وهذه التمنيات الصادقة بالطبع لن تثلج صدور الأهل الذين فقدوا فلذات الأكباد وأغلى الأعزاء على قلوبهم. هي مجرد كلمات لن تخرج التحقيق من دائرة المحاصرة والتضييق والتهويل وكف اليدّ. وهكذا تتوالى الأيام من دون أن يتاح للبنانيين فرصة معرفة أسباب هذه الجريمة الموصوفة، ومن دون السماح لأهل الضحايا حتى بالأمل المربوط بخيط رفيع، وإن طال الزمن.
فهؤلاء الأهالي، الذين بحت أصواتهم، لا يطلبون سوى معرفة الحقيقة أو حتى جزء منها. وما يطالبون به لا علاقة له بالسياسة وأهلها، مع أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن دون الوصول إلى هذه الحقيقة صعوبات ومعوقات كثيرة. ولكن وعلى رغم مرارة هذا الواقع فإن ما يطالبون بهم هو حق، وهذا الحق لن يتخّلوا عنه. وإذا لم يكن في الإمكان أفضل مما كان منذ أربع سنوات حتى الآن، وإذا لم تتحقّق عدالة الأرض، فأقل الواجب يقضي بعدم دفع هؤلاء الأهالي إلى اليأس وفقدان الأمل، الذي من دون يصبح العيش ضيقًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
من هم الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس؟
من المقرر أن تفرج حركة حماس، الإثنين، عن عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم في غزة منذ عامين، مقابل ما يقرب من 2000 معتقل وأسير فلسطيني بموجب شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، أسماء 20 إسرائيليا من الرهائن الأحياء من المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وذكرت حماس في بيانها أن الإفراج يشمل الرهائن التالي أسماؤهم:
بار أبراهام كوبرشتاين أفيتار دافيد يوسف حاييم أوحانا سيغيف كالفون أفيناتان أور إلكانا بوحبوط ماكسيم هيركين نمرود كوهين متان تسنغاوكر دافيد كونيو 11- إيتان هورن متان أنغريست إيتان مور غالي بيرمان زيف بيرمان عمري ميران ألون أوهل غاي جلبوع-دلال روم براسلافسكي أريئيل كونيورهائن حفل نوفا الموسيقي
معظم الرهائن الأحياء الذين سيجري إطلاق سراحهم تم اختطافهم من موقع حفل نوفا الموسيقي بالقرب من تجمع رعيم السكني في جنوب إسرائيل.
ومن بينهم إيفياتار ديفيد (24 عاما)، الذي شوهد آخر مرة في مقطع مصور نشرته حماس في أغسطس الماضي، وكان يبدو هزيلا بشدة ويحفر ما قال في المقطع إنه قبره الخاص وعازف البيانو ألون أوهيل (24 عاما) وأفيناتان أور (32 عاما). وانتشر في أنحاء العالم مقطع مصور يظهر اختطاف أور مع صديقته نوا أرغاماني وهي تتوسل بيأس كي لا تُقتل بينما كان يُساق أور إلى جانبها سيرا على الأقدام.
وتم إنقاذ أرغاماني في يونيو.
رهائن اختطفوا من تجمعات سكنية
تم اختطاف 7 من الرهائن من منازلهم في تجمعات سكنية، وهي مناطق سكنية صغيرة بالقرب من حدود غزة. وكان من بينهم التوأم غالي وزيف بيرمان (28 عاما) والشقيقان أرييل كونيو (28 عاما) وديفيد كونيو (35 عاما) الذي اختطف مع زوجته شارون وبناته الصغيرات.
وتم إطلاق سراح شارون والبنات في هدنة قصيرة في نوفمبر 2023.
الجنود الإسرائيليون
اثنان من الرهائن هما ماتان أنغريست (22 عاما) ونمرود كوهين (20 عاما)، وهما جنديان إسرائيليان أسرهما مسلحو حماس في معارك 7 أكتوبر.
الأجانب
هناك 4 أجانب من بين الرهائن الـ48، وتم الإعلان عن وفاة 3 منهم هم طالب تنزاني وعاملان تايلانديان.
ولا يزال مصير الطالب النيبالي بيبين غوشي مجهولا.
المتوفون
أعلنت السلطات الإسرائيلية رسميا عن وفاة 26 رهينة استنادا إلى الطب الشرعي والمعلومات المخابراتية. ولا يزال مصير اثنين، بمن فيهم غوشي، مجهولا.
وأشارت حماس إلى أن استعادة جثث بعض الرهائن القتلى قد يستغرق وقتاً طويلا، نظرا لأن بعض أماكن الدفن غير معلومة. ومن المفترض أن تقوم قوة عمل دولية خاصة بالمساعدة في تحديد أماكن دفنهم جميعا.
أحد هؤلاء المتوفين هو جندي إسرائيلي قُتل في الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2014، والباقون كانوا جميعا من بين 251 رهينة احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أدى لاندلاع الحرب في غزة.
كان بعضهم قد ماتوا بالفعل عند اختطافهم، بينما قُتل آخرون على يد الخاطفين أو قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة.