لبنان ٢٤:
2025-06-17@19:18:48 GMT

4 آب كـ 14 شباط ...مجرد ذكرى

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

4 آب كـ 14 شباط ...مجرد ذكرى

لن يصل التحقيق في "جريمة العصر" إلى الخواتيم، التي يمكن أن تبلسم جراح جميع الذين فقدوا أحباء على قلوبهم التواقّين إلى معرفة الحقيقة الكاملة لتفجير مرفأ بيروت. وإن عُرف جزء من هذه الحقيقة فإن الذين تسبّبوا بها سيبقون خارج قضبان السجن. وما دامت العدالة في لبنان هي وجهة نظر، وما دام هناك من لا يزال يعتبر نفسه أنه فوق القانون وفوق المحاسبة فلن تتحقّق العدالة، وستبقى أساسات هيكل الحكم مهدّدة بالسقوط.

وما يحصل منذ نهاية شهر تشرين الأول من العام 2022 حتى اليوم ليس سوى استكمال لحلقات جريمة 4 آب 2020، وهي حلقات مترابطة في سلسلة من الاحداث الهادفة إلى تفريغ الدولة من كل ما يمكن أن يرمز إلى عدالة الأرض، بدءا من إبقاء رئاسة الجمهورية من دون رئيس إلى يوم لا يعرف أحد متى يحين موعده إلاّ الذي يملك مفتاح خزانة الأسرار، وانتهاء بما ينتظر لبنان من نتائج حرب لا يريدها ولم يسعَ إليها.
فكما أن العدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تتحقّق على رغم أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أصدرت قرارها الظني، كذلك فإن العدالة في جريمة تفجير المرفأ لن تتحقّق، طالما أن الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم أنهم أقوى من الدولة، وطالما أن في السلطة وخارجها من لا يزالون يعتقدون أنهم قادرون على "فك حبل المشنقة" من حول رقبة أكبر مجرم.
هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يقرّ بها الجميع، وبالأخصّ أهالي ضحايا هذا التفجير. هي مرّة تلك الحقيقة، ولكنها ليست أشدّ مرارة من العيش على أمل التوصّل إلى معرفة حقيقة لن يُسمح بالكشف عنها، وإن كُشفت فستبقى محاسبة من ارتكبها، عمدًا عن سابق تصور وتصميم، أو عن جهل أو اهمال وظيفي أو تقصير بالقيام بأدنى الواجبات، من دون نتيجة.
فلو لم يكن وراء الأكمة ما وراءها مما هو أدهى وأعظم من التفجير بحدّ ذاته لكان التحقيق وصل إلى خواتيمه سواء عبر المحقق العدلي الأول القاضي فادي صوان، الذي تُنحّي من دون معرفة الأسباب التي أجبرته إلى التنحي مرغمًا، أو عبر المحقق العدلي الثاني القاضي طارق البيطار المكفوفة يده حتى اشعار آخر، وهو المصرّ على الوصول إلى حيث لم يتمكن غيره من الوصول كالمحكمة الدولية المحرّرة أساسًا من كل الضغوطات المحلية التي يمكن أن يتعرّض لها أي قاضٍ لبناني.
فما قيل في الذكرى الرابعة وما سيُقال في تعداد سنوات التذّكر لم يخرج عن إطار التمنيات ولن يخرج. وهذه التمنيات الصادقة بالطبع لن تثلج صدور الأهل الذين فقدوا فلذات الأكباد وأغلى الأعزاء على قلوبهم. هي مجرد كلمات لن تخرج التحقيق من دائرة المحاصرة والتضييق والتهويل وكف اليدّ. وهكذا تتوالى الأيام من دون أن يتاح للبنانيين فرصة معرفة أسباب هذه الجريمة الموصوفة، ومن دون السماح لأهل الضحايا حتى بالأمل المربوط بخيط رفيع، وإن طال الزمن.
فهؤلاء الأهالي، الذين بحت أصواتهم، لا يطلبون سوى معرفة الحقيقة أو حتى جزء منها. وما يطالبون به لا علاقة له بالسياسة وأهلها، مع أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن دون الوصول إلى هذه الحقيقة صعوبات ومعوقات كثيرة. ولكن وعلى رغم مرارة هذا الواقع فإن ما يطالبون بهم هو حق، وهذا الحق لن يتخّلوا عنه. وإذا لم يكن في الإمكان أفضل مما كان منذ أربع سنوات حتى الآن، وإذا لم تتحقّق عدالة الأرض، فأقل الواجب يقضي بعدم دفع هؤلاء الأهالي إلى اليأس وفقدان الأمل، الذي من دون يصبح العيش ضيقًا.  
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تتحق ق من دون

إقرأ أيضاً:

الدرواني: استهداف الإعلام الإيراني اعتراف صهيوني بفشل الزيف أمام صوت الحقيقة

يمانيون – صنعاء
أكد السكرتير الصحفي لرئيس المجلس السياسي الأعلى، صبري الدرواني، أن استهداف الكيان الصهيوني لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يُعد دليلًا قاطعًا على فاعلية الإعلام الإيراني، وقدرته على إسقاط الرواية الصهيونية وكشف جرائمه أمام الرأي العام.

وأوضح الدرواني، في تصريح له، أن هذا العدوان الجبان يعكس حجم التأثير الذي يمارسه الإعلام المقاوم في فضح المشروع الصهيوني وتبصير الشعوب بخطورته، مشيرًا إلى أن الكيان المجرم لم يتحمل بقاء منابر الحقيقة، فسارع إلى استهدافها.

وعبّر عن تضامن اليمن الكامل مع الإعلام الإيراني والعاملين فيه، في معركتهم المشرفة ضد عدو الأمة الإسلامية، مؤكداً أن هذا الاستهداف ليس سوى محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ولبس الحق بالباطل.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني، الذي يزعم احترام حرية الصحافة، هو في الحقيقة العدو الأول للإعلاميين، وهو المتصدر عالميًا في جرائم القتل والتصفية بحق الكوادر الإعلامية.

وأكد الدرواني أن هذه الجريمة تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، وتفضح زيف شعاراته، وتثبت أن صوت الإعلام المقاوم أقوى من ترسانة الكذب والتضليل الصهيونية.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاة محمد متولي الشعراوي.. أبرز الفتاوى التي أثارت الجدل
  • الوثنية الجديدة: حين يُؤلَّه الإنسان وتُنسى الحقيقة
  • عائلة بروس ويليس توجه رسائل مؤثرة حول الآباء الذين يعانون المرض
  • الدرواني: استهداف الإعلام الإيراني اعتراف صهيوني بفشل الزيف أمام صوت الحقيقة
  • مستشار إسرائيلي يُفجر الحقيقة: الحرب على إيران تكلفنا هذا المبلغ كل يوم
  • في ذكرى ميلادها... فتحية شاهين "راهبة الفن" التي عاشت للكاميرا وماتت في صمت
  • إلى الذين يكتبون بالضوء
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل
  • دواء جديد قد يساعد ملايين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم
  • سيمون تحتفل بعيد ميلادها.. زهرة الفن المختلف التي زرعت البهجة وصنعت لنفسها طريقًا لا يُشبه أحدًا