أولمبياد باريس.. هوس أمني واستخدام مفرط لقانون مكافحة الإرهاب يجعل الأقليات في دائرة الشك
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يبدو أن السلطات الفرنسية أعطيت هامشًا واسعًا بموجب قانون مكافحة الإرهاب لإبعاد جميع من يشتبه بأنهم "قد يهددون الأمن" في أولمبياد باريس. وبحسب المحامين، فإن أداء العناصر الأمنية بات مقلقًا، فهي تمنع الأقليات من مغادرة المنازل، أو تطالبهم يوميًا بالحضور إلى مراكزها.
يخول قانون مكافحة الإرهاب، الذي عزز عام 2017، بعد تعرض فرنسا للهجمات الإرهابية، وزير الداخلية الفرنسي سلطة تقييد تحركات أي شخص عندما تكون هناك "أسباب جدية" للاعتقاد بأنه يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا ولديه علاقات أو تعاطف مع الإرهاب.
وتسمى هذه الخطوة بـ"إجراء فردي للرقابة الإدارية والمراقبة"، وتعرف بالاختصار الفرنسي بـ MICAS.
وبموجب القانون، يمتلك رجال الأمن صلاحية التقييد دون الموافقة القضائية مع تهديد بالسجن لثلاث سنوات وغرامة مالية، لكن اللافت أن معظم الأشخاص المقيدة تحركاتهم هم من الأقليات من المهاجرين، المسلمين، والذين ترجع أصولهم إلى مستعمرات فرنسية سابقة.
منهم على سبيل المثال رجل يعاني من أمراض نفسية، وعامل مصرفي متدرب، وطالب إدارة أعمال مسلم مغربي الأصل.
بالإضافة إلى سائق توصيل طعام "الحلال" للمسلمين، وهو ممنوع من مفارقة محيط منزله خلال دورة الألعاب الأولمبية 2024 ودورة الألعاب البارالمبية التي تليها، كما يقول محاموه لوكالة "أسوشيتد برس".
في حديث الوكالة مع أمين (21 سنة) المولود في فرنسا، والممنوع من مغادرة محيط إقامته باستثناء الساعة 6:30 مساءً التي يذهب فيها إلى مركز الشرطة من أجل التقرير اليومي، رغم أن لا تهم موجهة إليه، ورغم امتلاكه سجلًا عدليًا نظيفًا بحسب محاميه، يقول الشاب: "أنا لست خطراً على فرنسا. أنا لست إرهابياً. أنا مجرد طالب يعمل لتمويل دراسته".
إذ يعتقد أمين أن أجهزة المخابرات الفرنسية قد خلطت بينه وبين شخص آخر نشر صوراً لعمليات قطع رؤوس وتهديدات ضد الأشخاص من مجتمع LGBTQ+ على تطبيق لمشاركة الفيديو. ويضيف بمرارة: "لو كان اسمي براين، ولو كنت أشقر ذو عيون زرقاء، لكانت الحالة مختلفة. لكنني مسلم من شمال أفريقيا".
ماكرون يتجاهل ترشيح "كاستيتس" لرئاسة الوزراء: لا حكومة جديدة قبل نهاية الأولمبيادقادة العالم يتعهدون بتخصيص مليارات الدولارات لدعم الرياضة في قمة ما قبل الأولمبيادمن أجل الحب الأولمبي.. مواطنة تدفع جميع مدخراتها لحضور الدورة السابعة من الأولمبياد في باريسشرطة باريس تتعهد بالقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين قبل الأولمبيادفي هذا السياق، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن التضييق يهدف إلى منع "الأشخاص الخطرين للغاية" من مهاجمة الألعاب الأولمبية.
وأضاف دارمانان أن هذه القيود قد طبقت على أكثر من 500 شخص هذا العام كجزء من استعدادات فرنسا الأمنية.
فقد انتشر ما يصل إلى 45 ألف شرطي في جميع شوارع فرنسا بالإضافة إلى جنود مسلحين، وكلفت أجهزة الاستخبارات بتحديد التهديدات المحتملة وتحييدها مسبقًا، وذلك تحسبًا لأي "هجوم إرهابي".
وبحسب وكالة " أسوشيتد برس" فقد جاء في مذكرات وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن أحبطت عدة مخططات إرهابية قبل الألعاب، حيث كانت مباريات كرة القدم الأولمبية، ونادي ليلي للمثليين، بالإضافة إلى الجالية اليهودية في فرنسا من بين الأهداف المشتبه بها.
وتقول مذكرات الوزارة أيضًا إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة زادت من خطر الإرهاب في فرنسا، التي تضم أكبر جاليات مسلمة ويهودية في أوروبا.
لذلك فإن الجهود الوقائية تشمل تقييد تحركات الأشخاص الذين تعتبرهم الوزارة تهديدًا محتملًا. ولا يمكن الطعن في هذه الإجراءات إلا بعد ذلك في المحكمة، وهو ما يفعله الآن بعض المتضررين - وقد نجح بعضهم في ذلك.
في هذا الإطار، يحتج المحامون على أن بعض موكليهم المقيدين لا يمتلكون أي إدانات سابقة وليس لديهم سوى صلات ضعيفة بالتطرف الاسلامي المشتبه به، لذلك فهم يشعرون بـ"بالتمييز".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أستراليا: رفع مستوى التهديد الإرهابي على خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط مادورو مهاجمًا الاتحاد الأوروبي وبوريل: لا تتدخلوا في انتخابات فنزويلا! توقيف ثلاثة لاعبين من أكاديمية ريال مدريد للشباب بسبب فيديو جنسي مع قاصر شرطة أقليات مكافحة الإرهاب القانون الألعاب الأولمبية باريس 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا بريطانيا الهجرة الحرب في أوكرانيا مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا بريطانيا الهجرة الحرب في أوكرانيا شرطة أقليات مكافحة الإرهاب القانون الألعاب الأولمبية باريس 2024 مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا بريطانيا الهجرة الحرب في أوكرانيا حزب الله فلاديمير بوتين شرطة دكا الصين بنغلاديش السياسة الأوروبية مکافحة الإرهاب یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
في مهمة احتجاجية.. تمثال ماكرون يغادر متحف "غريفان" إلى سفارة روسيا في باريس
في خطوة جريئة هدفها لفت أنظار الرأي العام، أقدم نشطاء منظمة "غرينبيس" البيئية، الإثنين، على إزالة تمثال شمعي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من متحف "غريفان" الشهير في باريس، ووضعوه أمام مبنى السفارة الروسية، في احتجاج رمزي ضد استمرار العلاقات التجارية بين باريس وموسكو رغم الحرب الدائرة في أوكرانيا اعلان
وقالت المنظمة في بيان رسمي: "لقد استعار نشطاء "غرينبيس" فرنسا تمثال الرئيس إيمانويل ماكرون من متحف غريفان، لأنه لا يستحق أن يُعرض في هذا الصرح الثقافي العالمي ما لم ينهِ العقود الفرنسية مع روسيا، ويقود انتقالاً بيئياً طموحاً ومستداماً على المستوى الأوروبي."
وأرفق النشطاء رسالتهم بلقطة لافتة يظهر فيها التمثال الشمعي لماكرون وقد وُضع بجانب لافتة كتب عليها: "أوكرانيا تحترق، والأعمال مستمرة"، في إشارة إلى ما وصفوه بـ"التناقض بين الخطاب السياسي الفرنسي وبين الواقع الاقتصادي". ورغم الانتقادات العلنية التي وجّهها ماكرون للكرملين على خلفية غزو أوكرانيا، تتهم "غرينبيس" الرئيس الفرنسي بعدم اتخاذ خطوات كافية لوقف استيراد الغاز والأسمدة الروسية.
وبحسب تقرير صادر عن "معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي" (IEEFA) في وقت سابق من العام الجاري، لا تزال فرنسا من بين أكبر الدول الأوروبية المستوردة للغاز الطبيعي المسال من روسيا.
وكانت المفوضية الأوروبية قد تعهدت بوقف واردات الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027، إلا أن دولاً أوروبية — وفي مقدمتها فرنسا — تواصل استيراد بعض منتجات الطاقة الروسية، ما يثير انتقادات المنظمات البيئية والحقوقية. بدورها أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن الأشخاص المتورطين — امرأتان ورجل — تنكروا في زيّ سياح ودخلوا المتحف قبل أن ينفذوا عملية "الاستعارة غير المصرح بها"، وفيما أعلنت "غرينبيس" أن التمثال تم "استعارته" لأغراض احتجاجية، أكدت النيابة العامة في باريس لموقع "بوليتيكو" أنها فتحت تحقيقاً في الواقعة بتهمة "السرقة من ممتلكات المتحف".
ولا تزال هوية النشطاء غير معلنة رسمياً، كما لم يتضح بعد ما إذا كانت المنظمة ستعيد التمثال، أو ما إذا كانت ستواجه تداعيات قانونية نتيجة هذا التحرك.
يُذكر أن تمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أُزيل من متحف "غريفان" عام 2022، عقب بدء الغزو الشامل لأوكرانيا، في قرار اعتُبر آنذاك خطوة تضامنية مع الشعب الأوكراني.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة