NYT: حماس قد تخرج من الضربات الإسرائيلية الأخيرة متضررة لكن غير مهزومة
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
رجح محللون أن اغتيال اثنين من قادة حركة حماس قد يكون انتكاسة قصيرة الأجل، ولكنها لا تكفي لمنعها من إعادة الظهور "سليمة وربما أكثر تطرفا"، في إشارة إلى استشهاد رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، وقائد كتائب القسام محمد الضيف، الذي أعلن الاحتلال النجاح في اغتياله.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفية إيريكا سولومون، قالت فيه: إن "اغتيال زعيم حماس الأعلى في الخارج إسماعيل هنية، وإعلان إسرائيل أنها قتلت قبل أسابيع فقط الزعيم العسكري الأكثر مراوغة واحتراما لحماس، يأتي بينما تواصل إسرائيل شن أعنف حرب واجهها الفلسطينيون في قطاع غزة على الإطلاق".
وذكر المقال أنه "في الإحصاء الأولي تبدو النتيجة الأخيرة في الصراع الذي دام 30 عاما بين إسرائيل وحماس وكأنها نتيجة مدمرة للحركة الإسلامية، وهي النتيجة التي تلقي بظلال من الشك على مستقبلها، ولكن تاريخ حماس، وتطور الجماعات الفلسطينية المسلحة على مدى عقود من الزمان، ومنطق التمردات على نطاق أوسع يشير إلى أن حماس لن تنجو فحسب، بل إنها قد تخرج أقوى سياسيا".
وأضاف المقال "يرى المحللون والمراقبون الإقليميون الذين يتعاملون مع قادة حماس أن الضربات الأخيرة التي تعرضت لها ــ بما في ذلك اغتيال هنية، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه تم على يد إسرائيل ــ تقدم للقوات الإسرائيلية نصرا قصير الأمد على حساب النجاح الاستراتيجي الطويل الأمد".
ونقل المقال عن المحللة البارزة في شؤون فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية، تهاني مصطفى، وهي التي تقدم تحليلات سياسية حول إنهاء الصراعات: "بدلا من خلق القطع الذي كانوا يأملون فيه، والذي من شأنه أن يجعل الناس خائفين أو مهزومين تماما، فإن هذا من شأنه أن يخلف التأثير المعاكس، لقد قدمت لهم إسرائيل للتو أوراقا رابحة".
وجاء في المقال أن "الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل ردا على هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أدت إلى نزوح نحو 90 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، وتدمير مساحات شاسعة من مدن القطاع، وقتل 39 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين".
وعلى الرغم من ذلك، فإن حماس لا تظل نشطة فحسب، بل إنها تجند مقاتلين جددا في غزة وخارجها، كما يقول السكان المحليون والمحللون، كما بدأ المقاتلون في الظهور من جديد في المناطق التي طردتهم منها "إسرائيل" قبل أشهر، بحسب المقال.
وبالنسبة لحماس، فإن منطق التمرد يعني أن مجرد البقاء على قيد الحياة في مواجهة جيش أكثر قوة يوفر نصرا رمزيا، ومع ذلك تأتي فرصة للبقاء في السلطة التي تدوم لفترة أطول من أي ألم ألحقته "إسرائيل".
وأعلن جيش الاحتلال الأربعاء، أن ضربة نفذها في الثالث عشر من تموز/ يوليو أدت إلى استشهاد محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، والذي يُنظر إليه على أنه مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على "إسرائيل".
ولم تؤكد حماس بعد استشهاده، ولكن رحيل الضيف من شأنه أن يمثل نهاية جهود إسرائيلية استمرت لسنوات طويلة للقضاء على الرجل الذي يعتبر فعليا ثاني أكبر زعيم، بعد الرجل المطلوب لدى "إسرائيل"، يحيى السنوار، وهو رئيس حماس في غزة.
وجاء إعلان "إسرائيل" عن استشهاد الضيف في اليوم الذي تجمع فيه المشيعون لتوديع هنية، الذي قضى أثناء زيارة لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، واتهمت كل من إيران وحماس "إسرائيل"، التي لديها تاريخ طويل في اغتيال أعدائها، بالوقوف وراء العملية.
ورجح المقال أن خسارة هنية سوف تكون صعبة على حماس، وينظر المحللون الإقليميون إلى هنية باعتباره شخصية أكثر اعتدالا داخل الحركة الإسلامية، وكان بمثابة جسر بين الفصائل المتنافسة.
وأضاف أنه ينظر إليه باعتباره زعيما على استعداد للدفع نحو الوساطة، بما في ذلك محادثات وقف إطلاق النار المستمرة، وإن كانت متعثرة، مع "إسرائيل".
وقال خالد الجندي، الخبير في الشؤون الفلسطينية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "عندما تقوم بقتله فالرسالة هي: المفاوضات لا تهم".
وأضاف: "لا أرى سببا لاستنتاج أن حماس قد تصبح غير مهمة. السؤال هو: كيف تتغير حماس بعد هذا؟ وأعتقد أن هناك حجة قوية للغاية يمكن تقديمها بأن القيادة تصبح أكثر تشددا".
لقد حل محمد الضيف نفسه محل أحمد الجعبري، الزعيم العسكري الذي اغتالته "إسرائيل" في عام 2012 بضربة مستهدفة على سيارته، وفي ذلك الوقت، كان يقود جانب حماس في جهود الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مع "إسرائيل".
وبين المقال أن "حملات القتل المستهدفة التي شنتها إسرائيل على مدى عقود من الزمان ضد منافسيها الفلسطينيين والإقليميين لها سجل مثير للجدل: لقد زعم المنتقدون منذ فترة طويلة أن هذا التكتيك ببساطة خلق مساحة لأحزاب أو قادة جدد للظهور كأعداء رئيسيين لإسرائيل - غالبا مع استبدالهم بقوى أكثر تطرفا".
وأشار إلى أنه في سبعينيات القرن العشرين "اغتالت إسرائيل وديع حداد، القائد العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشيوعية، مما أدى إلى انهيار تلك المجموعة، وبعد عقد من الزمان، حل محلها عدو فلسطيني جديد: القوة الوطنية التي كان يتزعمها ياسر عرفات، فتح، وقتلت إسرائيل أيضا زعيمها العسكري الذي كان يحظى بشعبية، خليل الوزير، لكنها فشلت في شل حركة المجموعة".
وتضمن المقال أن "حماس التي تأسست في عام 1987 درست تاريخ الجماعات المسلحة الفلسطينية على أمل تجنب مصيرها، منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت حماس المجموعة التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها تحمل عباءة المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في حين تلاشت القدرات العسكرية للجماعات الأخرى، أو في حالة فتح تخلت عن النضال كإستراتيجية أساسية لصالح المفاوضات".
ومع انهيار محادثات السلام في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نمت قوة حماس، وفشلت عدة اغتيالات إسرائيلية لزعمائها، بما في ذلك مؤسسيها، في إخراج المجموعة عن مسارها.
وتقدم قصة حياة هنية درسا مختلفا في العواقب غير المقصودة لبعض محاولات "إسرائيل" لشل حركة حماس، وكان من بين 400 فلسطيني طردتهم "إسرائيل" من غزة إلى جنوب لبنان، الذي كان آنذاك تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وبدلا من التهميش، اكتسبت شخصيات مثل هنية المزيد من الشعبية وانتشارا إقليميا أوسع.
وتقول المحللة السياسية تهاني مصطفى إن المبدأ الأكثر أهمية لبقاء حماس هو عدم الاعتماد بشكل مفرط على الدعم المادي من داعميها الأجانب ــ وهو الاعتماد الذي سمح لـ "إسرائيل" باستنزاف منظمة التحرير الفلسطينية في السبعينيات والثمانينيات.
ويبدو أن حماس حافظت حتى الآن على هذا الاعتماد على الذات حتى في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة، ورغم أن إيران هي المصدر الرئيسي لأموال حماس وأسلحتها ــ فقد استخدمت حماس مسيراتها الهجومية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن إيران تكافح الآن أيضا لمنع نفسها من الانجرار إلى حرب إقليمية.
ولدى مقاتلي حماس مهندسون يعرفون كيفية الاستفادة من أي شيء يمكنهم العثور عليه على الأرض ــ من الإمدادات المنهوبة من القواعد الإسرائيلية أو الكمائن على المركبات الإسرائيلية، أو من استخراج المواد من الذخائر غير المنفجرة والمسيرات الإسرائيلية التي تقع بأيديهم.
وتقول تهاني مصطفى: "لقد حصلوا على الكثير من الدعم الخارجي من حيث التمويل والتدريب، ولكن من حيث اللوجستيات، فإن الكثير من ذلك محلي الصنع. ولهذا السبب، حتى الآن، بعد مرور ما يقرب من عشرة أشهر، لم نشهد تراجعا في المقاومة".
لا يعتقد جميع مراقبي حماس أن حماس قادرة على الصمود في ظل الضغوط الحالية. ويعتقد بعض المحللين، مثل مايكل ستيفنز في مجموعة الأبحاث التي تتخذ من لندن مقرا لها، معهد الخدمات المتحدة الملكي، أن الضربات سوف تتسبب في أضرار مؤقتة كافية لإجبار حماس على تقديم المزيد من التنازلات.
وقال أكرم عطا الله، المحلل السياسي الغزي في صحيفة "الأيام"، إن حماس سوف تخرج من هذه الحرب وقد أصيبت بأضرار بالغة ـ ليس فقط من الناحية العسكرية، بل وأيضا من حيث الدعم في غزة، المنطقة التي كانت "دائما مركز ثقلها".
وقال إن قدرا كبيرا من الشعبية التي يُعتَقَد أن حماس اكتسبتها جاءت من خارج غزة ـ مثل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مضيفا أن "هذا أمر مفهوم لسبب واضح واحد: إن سكان غزة هم الذين يدفعون الثمن".
وذكر أن حماس لن تتمكن أبدا من قيادة قطاع غزة بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي، وهذا لن ترفضه فقط "إسرائيل" وداعميها الرئيسيين في واشنطن، بل سيرفضه أهل غزة أيضا.
ولكن حتى مع هذا التصميم، لم يبذل معارضو حماس الكثير لضمان أن يتمكن أي شخص من استبدال حماس، كما يقول ستيفنز.
وقال: "لا أحد يريد الذهاب إلى هناك، لأن لا أحد يريد أن يمتلك هذه المشكلة. من الذي سيحمل القضية الفلسطينية؟ يبدو الوضع سيئا بالنسبة لحماس الآن - ولكن ما هي البدائل بالضبط؟"
وتتوقع تهاني مصطفى فترة طويلة حيث تظل غزة محاصرة في فراغ السلطة، مع دخول "إسرائيل" والانسحاب من الجيوب التي يعاود فيها نشطاء حماس الظهور ثم الاختفاء.
ويقول عطا الله إنه حتى لو وجهت إسرائيل ضربة قاصمة لحماس في نهاية المطاف، فإن السؤال الوحيد سيكون من سيظهر بعد ذلك.
وأضاف: "ما دام هناك احتلال، سيستمر الفلسطينيون في القتال. سواء كانت حماس لا تزال موجودة أم لا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حماس الفلسطيني إسماعيل هنية محمد الضيف غزة فلسطين حماس غزة إسماعيل هنية محمد الضيف المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقال أن حماس فی أن حماس فی غزة فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل انهارت خلال الحرب الأخيرة وتصريحات كاتس «استعراض نفسي»
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، استعداد الولايات المتحدة لضرب البنية التحتية النووية لإيران مرة أخرى إذا واصلت طهران تطوير قدراتها النووية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في إسكتلندا، حيث قال ترامب: “لقد دمرنا إمكاناتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد. إذا فعلوا ذلك، فسندمرها أسرع مما تتخيلون. سيتعين علينا القيام بذلك. سنفعل ذلك بسعادة وعلنية وفرح”.
وأضاف أن إيران ترسل “إشارات سيئة للغاية” بعد تدمير إمكاناتها النووية، محذراً من أن طهران يجب ألا تستمر في هذا المسار، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها ومصالحها.
إلى ذلك، أصدرت وزارة الأمن الإيرانية اليوم بياناً مفصلاً حول عمليات أمنية واستخباراتية معقدة نفذت خلال ما وصفته بـ”الدفاع المقدس” في حرب استمرت 12 يوماً، مؤكدة مواجهة تحالف استخباراتي واسع يقوده أمريكا وإسرائيل وعدد من الدول الأوروبية.
وأشار البيان إلى أن الحرب لم تقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل شملت هجمات إلكترونية ومحاولات اغتيال وتجنيد جماعات إرهابية، بالإضافة إلى حملات نفسية وعمليات تخريب داخلية.
وأعلنت الوزارة أنها أحبطت 35 محاولة اغتيال استهدفت مسؤولين سياسيين وعسكريين بارزين، واعتقلت 20 جاسوساً مرتبطين بالموساد في 13 محافظة، كما فككت قواعد سرية ومراكز تجسس قرب الحدود.
كما تم الكشف عن تفكيك قاعدة تضم 300 عنصر إرهابي أجنبي جنوب شرق البلاد، مع رصد تحركات تنظيمات مثل “داعش” وجماعة “المنافقين” وبعض الجماعات الانفصالية، إضافة إلى إحباط محاولات تقسيم البلاد والسيطرة على أراضٍ حدودية.
وشملت العمليات تنفيذ هجومات استخباراتية داخل الأراضي المحتلة، وتسريبات معلومات حساسة من البنية التحتية الإسرائيلية المتعلقة بالمواقع النووية والعسكرية، إضافة إلى عمليات سيبرانية مضادة ومراقبة إلكترونية مكثفة.
وأكد البيان أن “الحرب لم تنتهِ بعد”، مشيداً بدور المواطنين في كشف التهديدات، وتعهد بمواصلة “الجهاد الأمني” لحماية البلاد من المؤامرات الداخلية والخارجية.
في السياق، اتهم الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بالانهيار خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، مؤكداً أن استمرار الهجمات الصاروخية بنفس الوتيرة كان سيؤدي إلى “زوالها الكامل”، وذلك في ردّ حاد على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي وُجهت مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري العميد علي محمد نائيني إن تصريحات كاتس “عبثية واستعراضية وتندرج ضمن الحرب النفسية”، مشدداً على أن إيران لم تغفل لحظة عن تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وأن “قوة الجمهورية الإسلامية كسرت كل حسابات العدو بفضل القيادة، والعقيدة، والوحدة الوطنية”.
يأتي ذلك في أعقاب تهديدات وجهها كاتس خلال زيارة لقاعدة “رامون” الجوية، قائلاً: “إذا واصلتم تهديد إسرائيل، فإن ذراعنا ستصل إلى طهران مجدداً، وهذه المرة إليكم شخصياً”.
60 جريحاً من الحرب الإيرانية الإسرائيلية ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات
أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن نحو 60 جريحاً من ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، من بين 5700 مصاب سقطوا خلال الهجوم الذي استمر 12 يوماً.
وأوضح الوزير، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” اليوم الإثنين، أن جميع الخدمات الطبية الضرورية، بما في ذلك العمليات الجراحية والرعاية المركزة والعلاج الطارئ، قد تم تقديمها للمصابين بشكل كامل وسريع.
وأشار ظفرقندي إلى أن القطاع الصحي في إيران يتمتع بجاهزية عالية من حيث الإمكانات البشرية واللوجستية، مؤكداً استعداد الوزارة لتلبية أي احتياجات طبية إضافية.
في المقابل، أسفرت الهجمات الإسرائيلية على إيران عن مقتل نحو 1060 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، بينهم 102 امرأة و46 طفلاً، وفق وسائل إعلام إيرانية.
برلماني إيراني: دراسة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال تفعيل “آلية الزناد”
أعلن إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أن إيران تدرس خيار الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) إذا تم تفعيل ما يُعرف بـ”آلية الزناد” التي اقترحتها الدول الأوروبية الثلاث في إطار الاتفاق النووي.
وأوضح رضائي أن اللجنة النيابية تعمل على صياغة مشروع قانون يُلزم الحكومة بالانسحاب من المعاهدة حال تفعيل “آلية الزناد”، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائياً عبر مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن غالبية أعضاء اللجنة يدعمون هذا المشروع، الذي سيُعرض على الجلسة العامة للبرلمان بعد إقراره.
يأتي ذلك في ظل توترات متصاعدة بين إيران والمجتمع الدولي حول ملف البرنامج النووي الإيراني، وتصاعد الهجمات على منشآتها النووية، وسط محادثات جارية مع الترويكا الأوروبية في إسطنبول، حيث اقترحت الأخيرة تأجيل استئناف عقوبات مجلس الأمن في حال التزام إيران بشروط محددة.
إيران تتهم واشنطن باستخدام ممر زنغزور للضغط الجيوسياسي على روسيا وطهران
اتهم مستشار المرشد الإيراني الأعلى، علي أكبر ولايتي، الولايات المتحدة بالسعي لاستخدام ممر زنغزور، الواقع في أراضي أرمينيا، كأداة جيوسياسية للضغط على كل من روسيا وإيران.
وفي تصريح نقلته وكالة “تسنيم”، قال ولايتي إن “أعداء إيران، وعلى رأسهم الصهاينة والولايات المتحدة، يتعاملون مع مشروع ممر زنغزور كغطاء لمخططات أكبر تهدف إلى إضعاف محور المقاومة وقطع التواصل البري بين إيران ومنطقة القوقاز، تمهيداً لمحاصرة طهران وموسكو من الجنوب”.
وأضاف أن المشروع يأتي ضمن استراتيجية أمريكية تهدف إلى تحويل القوقاز إلى جبهة جديدة بديلة لأوكرانيا في مواجهة روسيا، بدعم من حلف شمال الأطلسي وبعض الحركات القومية التركية.
ويأتي هذا التصريح وسط تصاعد التوتر الإقليمي حول ممر زنغزور، الذي تسعى أذربيجان إلى إنشائه لربط أراضيها بمقاطعة ناختشيفان عبر الأراضي الأرمنية، في حين ترفض أرمينيا المشروع وتصر على سيادتها الكاملة على الطرق العابرة لأراضيها.
وكان السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، قد أعلن في وقت سابق استعداد بلاده للمشاركة في إدارة هذا الممر، مما أثار ردود فعل متباينة في المنطقة.
منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة وتحمّل الغرب المسؤولية
أكدت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية في تقرير صدر حديثاً أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية متعمدة في قطاع غزة، معربة عن استيائها من غياب تحرك أوروبا والولايات المتحدة لوقف هذه الممارسات، بل واعتبرتهما شركاء في استمرارها.
وأوضحت المنظمة أن إسرائيل تنفذ سياسة منهجية لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة عبر عمليات عسكرية مدمرة تشمل تدمير البنى التحتية الصحية والتعليمية والدينية، وتهجير قسري لملايين السكان، وتجويعهم وقتلهم، وهو ما تصفه بأنه تعريف واضح للإبادة الجماعية.
وحذرت “بتسيلم” من أن هذه السياسة لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية وشرقي القدس، حيث تشهد تلك المناطق هجمات متكررة تشمل القصف الجوي وتدمير مخيمات اللاجئين والتهجير الجماعي.
وأكدت المنظمة أن الدعم الغربي لإسرائيل، خصوصاً من الولايات المتحدة وأوروبا، يجعل من هذه الدول شركاء في المسؤولية عن هذه الأفعال، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية التي تحدث هنا والآن”.
إيران تعلن اعتقال مئات الجواسيس وإحباط مخططات لاغتيال 23 مسؤولاً
أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن الحرب التي استمرت 12 يوماً كانت هجوماً شاملاً خطط له الكيان الإسرائيلي ودول غربية بهدف إثارة الفوضى داخل إيران.
وأوضحت الوزارة في بيان أن “مئات الجواسيس والإرهابيين تم اعتقالهم، وتم إحباط عشرات المؤامرات والفتن”، مؤكدة أن “هناك مخططات إرهابية خطيرة لاغتيال 23 مسؤولاً تم إفشالها خلال هذه الفترة”.
وأشار البيان إلى أن ما وصفه بـ”المعركة الصامتة مع حلف الناتو الاستخباراتي” شملت عدة أبعاد، حيث كانت الحرب بمثابة خطة شاملة ومركبة تتجاوز العمليات العسكرية المحدودة، واشتملت على جوانب عسكرية وأمنية واستخباراتية وحرب إدراكية، فضلاً عن عمليات اغتيال وتخريب وزعزعة استقرار داخل البلاد، بهدف فرض الاستسلام وإسقاط النظام وإضعاف وحدة إيران.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطة وضعتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي وعدد من الدول الأوروبية، مع دعم جماعات معادية للثورة وإرهابيين تكفيريين ومسلحين خارجين عن القانون.
كما لفت البيان إلى أن التحضيرات لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل شملت أيضاً محاولات إطلاق مفاوضات واستغلال منظمات دولية باتهامات كاذبة ضد إيران بخرق التزاماتها النووية، فضلاً عن إصدار قرارات غير قانونية من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران.