مقتل 61 شخص في تحطم طائرة في البرازيل
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
أغسطس 10, 2024آخر تحديث: أغسطس 10, 2024
المستقلة/- قالت السلطات البرازيلية إن طائرة ركاب تقل 61 شخصاً تحطمت في مجمع سكني مسور في ولاية ساو باولو يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها و ترك حطام مشتعل.
و لم يدل المسؤولون بأي تصريح فوري بشأن وقوع إصابات على الأرض في موقع الحادث في مدينة فينيدو على بعد حوالي 80 كيلومترا (50 ميلا) شمال غرب ساو باولو لكن شهود عيان في مكان الحادث قالوا إنه لم يسقط ضحايا بين سكان الحي.
و قالت شركة الطيران فويباس إن الطائرة ذات المحركين التوربينيين من طراز إيه تي آر 72-500 كانت متجهة إلى مطار جوارولوس الدولي في ساو باولو وعلى متنها 57 راكبا و 4 أفراد من الطاقم عندما تحطمت في فينيدو. و كان بيان سابق قد ذكر أن عدد الركاب كان 58.
و قالت شركة فويباس في بيان “تأسف الشركة لإبلاغ أن جميع الأشخاص البالغ عددهم 61 شخصاً على متن الرحلة 2283 لقوا حتفهم في الموقع. في الوقت الحالي، تعطي فويباس الأولوية لتقديم المساعدة غير المقيدة لأسر الضحايا و التعاون بشكل فعال مع السلطات لتحديد أسباب الحادث.”
في حدث أقيم في جنوب البرازيل، طلب الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من الحشد الوقوف دقيقة صمت بينما كان ينشر الخبر.
أرسل رجال الإطفاء و الشرطة العسكرية و هيئة الدفاع المدني في الولاية فرقًا إلى الموقع. و تحدث سكرتير الأمن العام في ساو باولو جيليرمي ديريت إلى الصحفيين و أكد أنه لم يتم العثور على أي ناجين. و قال أيضًا إنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة سليمًا على ما يبدو.
قالت إحدى المقيمات و الشاهدات التي ذكرت اسمها فقط آنا لوسيا للصحفيين بالقرب من موقع التحطم: “اعتقدت أنها ستسقط في فناء منزلنا. كان الأمر مخيفًا، لكن الحمد لله لم يكن هناك ضحايا بين السكان المحليين. يبدو أن 62 شخصًا كانوا داخل الطائرة هم الضحايا الحقيقيون”.
و أظهر مقطع فيديو من أحد المارة جثتين على الأقل متناثرتين بين قطع الحطام المشتعلة.
و أظهرت شبكة تلفزيون غلوبو نيوز البرازيلية لقطات جوية لمنطقة يتصاعد منها الدخان من جسم طائرة محترق. و أظهرت لقطات إضافية بثتها غلوبو نيوز في وقت سابق الطائرة و هي تنحرف إلى الأسفل.
و قال موقع فلايت رادار 24 إن البيانات المرسلة من الطائرة أشارت إلى أنها كانت تهبط بسرعة تتراوح بين 8000 و 24000 قدم في الدقيقة في آخر 60 ثانية من الرحلة.
و قال مركز التحقيق و الوقاية من الحوادث الجوية التابع للقوات الجوية البرازيلية في بيان إن الطيارين لم يستجيبوا لمكالمات من مراقبة الحركة الجوية في ساو باولو، و لم يطلبوا المساعدة أو يقولون إنهم كانوا يعملون في ظل ظروف جوية سيئة.
و في بيان منفصل، قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية إنها بدأت بالفعل تحقيقاتها، و ترسل متخصصين في حوادث الطائرات و تحديد ضحايا الكوارث للمساعدة.
و قال موظفو شركة فويباس في مطار جوارولوس لوكالة أسوشيتد برس إن الشركة تخطر أفراد أسر الضحايا و تدعمهم في غرفة خاصة في المطار.
قالت شركة ATR الفرنسية الإيطالية المصنعة للطائرة في بيان إنها أُبلغت بأن الحادث يتعلق بطائرة ATR 72-500، و قالت إن المتخصصين في الشركة “منخرطون بشكل كامل في دعم التحقيق و العميل”.
تُستخدم ATR 72 بشكل عام في الرحلات القصيرة. يتم بناء الطائرات من خلال مشروع مشترك بين شركة إيرباص في فرنسا و شركة ليوناردو الإيطالية. أسفرت حوادث تحطم طرز مختلفة من ATR 72 عن 470 حالة وفاة تعود إلى التسعينيات، وفقًا لقاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران.
يقع حي كابيلا حيث تحطمت الطائرة يوم الجمعة في منطقة بعيدة عن وسط المدينة المزدهرة التي يسكنها 77000 نسمة. كانت الطائرة قد انطلقت من كاسكافيل في ولاية بارانا.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: ساو باولو
إقرأ أيضاً:
أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اليوم، أصبح من السهل بالنسبة إلينا أن نسافر بالطائرات النفاثة كأمر مسلّم به، إذ اعتدنا على ذلك الاندفاع السريع على المدرج الذي يُثبتنا في مقاعدنا، وتلك اللحظات التي نشقّ فيها الغيوم الكثيفة المهيبة نحو سماء زرقاء صافية. واعتدنا كذلك على الوصول إلى وجهتنا بسلام.
لكن السفر التجاري بالطائرات النفاثة لا يتجاوز عمره 73 عاماً فقط.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا الراحلة، قد اعتلت العرش بالفعل عندما أقلعت طائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت G-ALYP" من مطار لندن، المعروف اليوم بهيثرو، حوالي الساعة الثالثة مساءً، في الثاني من مايو/ آيار العام 1952، حاملةً أول ركاب يدفعون مقابل السفر على متن طائرة نفاثة بالعالم.
وعلى مدى 23 ساعة، مع خمس محطات توقّف على طول المسار، قطعت الطائرة مسافة حوالي ١١٬٢٦٥ كيلومترًا جنوباً إلى جوهانسبرغ.
ومثّلت تلك الرحلة نقلة نوعية لجهة الراحة والسرعة، حتى بالمقارنة مع طائرات المراوح المتطورة في ذلك العصر، مثل لوكهيد كونستليشن. واختفت الاهتزازات المستمرة، والضجيج الصوتي الصادر عن محركات المكبس. ودخل العالم فجأةً، وبشكل لا رجعة فيه، عصر الطائرات النفاثة.
بداية عصر الطائرات النفاثةوكانت أول شركة مصنعة للطائرات النفاثة تحجز مقعدا لها في السماء، متقدمة على منافسيها من الولايات المتحدة مثل "بوينغ".. وهي شركة الطيران البريطانية "دي هافيلاند". لكن ذلك التفوق لم يدم طويلاً، إذ لم تحظَ الطائرة الأصلية "كومت DH106" سوى بفترة وجيزة من المجد قبل أن تؤدي سلسلة من الكوارث إلى سحب أسطولها بالكامل من الخدمة، ثم إخضاع طائراته لاختبارات حتى التدمير أو تركها كي تتآكل.
بعد أجيال لاحقة، كانت الطريقة الوحيدة لتجربة ما كان عليه الأمر على متن تلك الطائرات الأولى من طراز "كومت" تتمثّل بمشاهدة لقطات الأفلام بالأبيض والأسود، أو صور الدعاية الملوّنة التي تُظهر عائلات مبتسمة جالسة على متن طائرات "DH106 1A".
أو على الأقل، حتى وقتٍ قريب، كانت تلك الصور كل ما لدينا. أما الآن، فقد قام فريق من المتحمسين بإعادة تجميع إحدى تلك الطائرات النفاثة الرائدة بعناية فائقة، وكانت النتيجة مثيرة للغاية.
"منظر جميل"ويقع متحف "دي هافيلاند" للطائرات ضمن أكثر المستودعات غموضًا في العالم لكل ما يتعلق بقطع الطيران الأثرية، إذ يقع في حزام من الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء شمال غرب لندن، بالقرب من الطريق السريع "M25" المزدحم دومًا الذي يحيط بالعاصمة البريطانية، ومن السهل تفويته.
هناك لافتات إرشادية، لكنها تشير إلى ممر ضيق بين الأسوار النباتية يبدو وكأنه يؤدي إلى فناء مزرعة أو طريق مسدود.
وفي الواقع، عند القيادة عبره، يكون أول منظر بارز قصر قديم وضخم، قاعة Salisbury، الذي بُني في القرن السادس عشر وكان يومًا ما منزلًا لوالدة ونستون تشرشل الذي عادةً ما يشرف على نوع من المزارع.
وبعد أخذ منعطف، يكشف المتحف عن ذاته، أي حقل مليء بهياكل طائرات قديمة وسلسلة من الحظائر التي توحي بوجود المزيد من الكنوز بداخلها.
ويعد الموقع بحد ذاته جزءًا من تاريخ الطيران. فخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت شركة محلية لتصنيع الطائرات، أسسها رائد الطيران البريطاني جيفري دي هافيلاند، العمل على تصنيع واختبار طائرة DH98 موسكيتو، وهي طائرة قتالية فريدة ذات إطار خشبي تشتهر بسرعتها.
وبعد الحرب، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، استغلّ أحد رواد الأعمال المحليين إرث الموقع لافتتاح أول متحف طيران في بريطانيا.
وهناك طائرة "موسكيتو" صفراء زاهية، وهي النموذج الأولي الوحيد السليم من الحرب العالمية الثانية، وفقًا لموظفي المتحف، وهي من مقتنيات المعروضات المميزة في متحف دي هافيلاند الحديث، وقد رُممت الطائرة بشكل رائع، حيث تتدلى أبواب مخزن القنابل مفتوحة على مصراعيها بينما تمتد مراوحها الكبيرة المثبتة على محركات رولز-رويس ميرلين إلى الأمام.
وتُعرض أيضًا أساطير جوية أخرى من إنتاج "دي هافيلاند"، سواء كانت مدنية أو عسكرية. ففي زاوية حظيرة طائرات "موسكيتو"، يوجد هيكل طائرة شراعية من طراز "هورسا"، وهي طائرة نقل غير مزودة بمحركات من الحرب العالمية الثانية، كانت تُسحب في الهواء وتُستخدم لنقل الجنود والأسلحة خلف خطوط العدو.
وفي الحظيرة المجاورة، حيث يمكن العثور على متطوعين شغوفين، يفوق عددهم في بعض أيام منتصف الأسبوع عدد الزوار، منهمكين في مشاريع الترميم، نقع على طائرة DH100 Vampire، وهي مقاتلة ذات مقعد واحد تعتبر أول طائرة نفاثة لشركة "دي هافيلاند". هذه الطائرة ذات الشكل الغريب، بذيلها المزدوج، تم تصميمها أيضًا في قاعة "Salisbury".
لكن العنصر الأبرز بلا منازع في أكبر قاعة عرض بالمتحف، يتمثّل بطائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت". وبالنسبة لعشاق طائرات الركاب النفاثة وتطوّرها إلى معجزات هندسية معقدة تجوب الأجواء الودودة اليوم، يعد هذا المكان جديرا بالزيارة.
ورغم أن أجنحتها مفقودة، إلا أن هيكل "كومت" المزدان بطلاء شركة "إير فرانس" التاريخي، وسقفها الأبيض اللامع، وشعار فرس البحر المجنح، وعلم فرنسا ثلاثي الألوان، يجعلها تخطف الأنظار.
لم تكن هذه هي الحال دومًا بالنسبة لهذه الطائرة بالذات.
ويوضح إيدي والش، متطوّع في المتحف يرأس مشروع ترميم وحفظ "DH106"، أنه عندما استلمها المتحف في العام 1985، كانت عبارة عن أنبوب معدني عارٍ تقريبًا، أي بقايا هيكل الطائرة.
ويضيف: "كانت تبدو محزنة، لقد تم استبدال كل جزء منها تقريبًا، لذا كانت الطبقة الخارجية الأصلية في الواقع بحالة سيئة جدًا".
وبعناء شديد، بدأ المتطوعون ببطء في ترميمها لتعود إلى مجدها الجوي السابق، واليوم تقف الطائرة تقريبًا كما كانت قبل نحو ثلاثة أرباع القرن، باستثناء تلك الأجنحة.
وكانت أجنحة "كومت" تتمتع بتصميم يستحق الإعجاب. فبخلاف معظم الطائرات التجارية اللاحقة، كانت محركات الطائرة، وهي أربعة محركات نفاثة مدمجة بشكل أنيق داخل الجناح ذاته بدلاً من أن تكون في حاضنات ملتصقة تحته.
وقبل أن تصبح مرادفًا للخطر، كانت الكومت بمثابة عرض لإمكانيات السفر الفخمة. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، يصعد سلم إلى مؤخرة الطائرة. ويعد عبور الباب بمثابة رحلة تعيدك مباشرة إلى تاريخ الطيران التجاري. وقد تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي للطائرة بعناية فائقة من قبل فريق والش، بأدق تفاصيله.
في المقصورة الرئيسية، تم إعادة إنشاء نصف الطائرة وفق تصميمها الأصلي، مع صفوف مريحة من المقاعد المزدوجة المغطاة بقماش أزرق مزخرف يتماشى مع نقش الستائر الحمراء. كل مقعد مزود بمساحة واسعة للأرجل، وحاملات أكواب، ولأنها بُنيت في الخمسينات، فهي مزودة بمنافض سجائر للمدخنين الذين كانوا سيجعلون الرحلات الجوية "كابوسًا مُريعًا"، بحسب والش.
وتطل المقاعد على نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل، وهي السمة المميزة لأول طائرات "كومت" على الإطلاق، التي أُلقِي اللوم عليها خطأً أحيانًا في فشل هيكلي للطائرة، قبل أن تستبدل بفتحات أكثر استدارة في الطرازات اللاحقة.
قد تكون الكومت قد اختفت من السماء، لكن الإرث الذي تركته خلفها لا يزال يمكن رؤيته في الطائرات التي نطير بها اليوم. وقد ساهمت الابتكارات التي أُدخلت على الطراز "1A"، والأخطاء القاتلة التي رافقته، في تشكيل الطائرات التي جاءت بعدها وجعلتها أكثر أمانًا.
المملكة المتحدةالطيرانحاملة طائراتلندنمتاحفمعارضنشر الأربعاء، 30 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.