الحرة:
2025-12-13@15:59:56 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

في مدينة أربيل وضواحيها بإقليم كردستان العراق، ينتظر سكان أحياء عدة بفارغ الصبر صهاريج مياه لتعبئة خزاناتهم الفارغة، على وقع أزمة شحّ مياه تتكرر منذ سنوات خلال فصل الصيف.

ويقول بابير، وهو رجل تجاوز الـ 80 من عمره في ضاحية دارتو: "لا يوجد ما هو أسوأ من عدم توافر المياه خلال الصيف، ولا حياة من دون مياه".

وعلى غرار مناطق مكتظة عدة في أربيل وضواحيها، يعتمد سكان دارتو على المياه الجوفية لتأمين حاجتهم من الماء، ولكنهم منذ سنوات، باتوا يخشون أيام الصيف لمعرفتهم أنها ستأتي بأيام قاسية على وقع الجفاف الذي يضرب العراق منذ سنوات وقلة الآبار والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الضروري لضخ المياه.

ويسعون إلى شراء المياه أو ينتظرون كميات المياه التي تؤمنها المنظمات الإنسانية للغسيل والاستحمام والطبخ وري حدائقهم. ويقول بابير: "ماذا نفعل؟ نحن نستحمّ كل 15 يوما". 

عراقيون يتحدون الجفاف لإنقاذ زراعة "الشلب" بعد سنوات شهد خلالها على تآكل أرضه تدريجيا، يواجه المزارع، منتظر الجوفي، الجفاف وشح المياه في العراق عبر زراعة الأرز بطرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر.

ومن على سطح منزله، ينادي بابير على سائق صهريج مياه أرسلتها جمعية خيرية أثناء مروره في الشارع طالبا منه تعبئة خزانه الفراغ، لكنه يضطر مرات عدة لشراء المياه براتبه التقاعدي المتواضع.

وتابع: "راتبي 220 ألف دينار (حوالي 168 دولارا)، 170 ألفا منها تذهب للإيجار و50 ألفا للمياه والكهرباء"، ما يجعله مضطرا لتلقي مساعدة من أولاد عمه.

وخرج سكان المناطق المتضررة من شح المياه مرات عدة إلى الشارع خلال السنوات الماضية، مطالبين بإيجاد حلول، لكن بابير يقول إن لقاءات عديدة مع مسؤولين محليين لم تسفر عن أي نتيجة.

وأردف: "قد اضطر إلى أن أغلق أبواب منزلي وأغادر إلى مكان آخر توجد فيه مياه".

آبار جافة

ويعاني العراق منذ أكثر من 4 سنوات من جفاف قضى على جزء كبير من الأراضي والمزروعات، حيث يعدّ ذلك البلد، وفق الأمم المتحدة، من بين الدول الخمس الأكثر تأثّرا ببعض أوجه التغيّر المناخي.

وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، يعزو العراق الجفاف أيضا إلى بناء الجارتين تركيا وإيران سدودا على نهري دجلة والفرات اللذين يرويان منذ آلاف السنين بلاد ما بين النهرين، مهد الزراعة.

ويعد المصدر الأساسي للمياه في أربيل محطة إفراز التي تستمد مياهها من نهر "الزاب الكبير" ومصدره تركيا ويلتقي بدجلة في العراق، فضلا عن 1240 بئرا منتشرة في جميع أنحاء المدينة.

العراق.. الجفاف يلتهم مهد الحضارات والعمل البيئي يأتي بثمن بعد 10 سنوات قضاها في المملكة المتحدة عند فراره بسبب الحرب الأهلية في إقليم كردستان، عاد نبيل موسى إلى موطنه العراق ليبقى بالقرب من عائلته. لكن بعد عودته إلى موطنه السليمانية، وجد موسى مدينته مختلفة تماما عن تلك التي تركها قبل الغربة.

وقال محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قبل أسابيع إن "أكثر من 25 بالمئة من مياه الآبار جفت العام الحالي" بمدينة أربيل وضواحيها، مشددا على أنه حان الوقت للاعتماد بشكل أقل على مياه الآبار.

وعلى وقع الأزمة المتكررة، أعلنت محافظة أربيل تخصيص مليار و500 مليون دينار (أكثر من مليون دولار) لحل مشكلة المياه، عبر حفر المزيد من الآبار وتأمين الكهرباء لها عبر الخط الوطني أو المولّدات.

وقال قائمقام أربيل، نبز عبدالحميد، إن انقطاع التيار االكهربائي خصوصا خلال الصيف عطّل تشغيل الآبار، مضيفا: "حاليا، قمنا بمعالجة مشكلة أغلب الآبار وزودناها بخط كهرباء وطني دون انقطاع"، والعمل جار لتشغيل باقي الآبار وإيجاد حلول أخرى للأزمة بينها تطوير محطة إفراز.

"حلول جذرية"

في دارتو، يملأ عامل خزانات منازل عدة واحدا تلو الآخر بواسطة خرطوم مياه عادي، فيما تنتظر طفلة دورها لتعبئة زجاجات بلاستيكية، ويرش آخرون المياه على وجوههم لتخفيف وطأة حرارة الصيف.

أما سرور محمد (49 عاما)، فقد ملأ شاحنته بسجّاد وحاجات منزلية أخرى استعدادا لنقلها إلى قرية قريبة لغسلها.

ويقول: "صحيح أن المنظمات تأتي بالمياه لكن هذا ليس علاجا"، مشيرا إلى أن بين أسباب نقص المياه الكثافة السكانية وصغر حجم الأنابيب.

ويتابع: "على الحكومة إيجاد حلول جذرية؛ لأن الاعتماد على مياه الآبار ليس حلا"، خصوصا أن مستويات المياه فيها تتدنى جراء الجفاف، عدا عن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. 

وزاد: "المياه الجوفية أصبحت قليلة ومن الصعب الاعتماد عليها".

وتتحسر جارته، ماهيا نجم، على سنوات سابقة كانت المياه خلالها "وفيرة" حتى في فصل الصيف. وتابعت:"لكن منذ 4 سنوات، تندر المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، وبات وضعنا صعب جدا". 

حتى إن أولادها وأحفادها باتوا يتفادون زيارتها بسبب نقص المياه. "لا نستطيع الغسل أو حتى تحضير الطعام واستقبال الضيف"، حسبما ذكرت.

وتضيف بعدما حصلت على حصتها من المياه من صهريج المساعدات: "نحن في أمس الحاجة للمياه، هذه ليست حياة".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مياه الفيوم تعقد اجتماعًا بمقاولي مشروعات الصرف الصحي ضمن مبادرة “حياة كريمة”

عقد المهندس وليد سعيد إسماعيل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، اجتماعًا موسعًا مع مقاولي تنفيذ الوصلات المنزلية الخاصة بشبكات الصرف الصحي بمركزي إطسا و يوسف الصديق ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”.

جاء الإجتماع بهدف تلافي الملاحظات و المعوقات ومراجعة الأعمال الجارية. شارك في الاجتماع الدكتور جمال جابر رئيس قطاع الصرف الصحي، و عدد من مهندسي الإشراف و التنفيذ بالمواقع، حيث تم استعراض نسب التقدم الميداني بالمناطق المستهدفة، مع التأكيد على مستوى الجودة و تجاوز التأخيرات الناتجة عن التحديات اللوجيستية و التنسيقية.

و أكد رئيس الشركة على ضرورة مراجعة الأعمال المنفذة و تجهيزها للتسليم النهائي، مشددًا على الإلتزام الكامل بالمعايير الفنية لضمان استدامة كفاءة الشبكات، مع زيادة عدد الفرق الميدانية لضمان نهو الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد. وأوضح أن الشركة في حالة تأهب دائم لحين الإنتهاء من جميع أعمال المبادرة، مشيرًا إلى أن إزالة المعوقات و تكثيف الجهود يمثلان الأساس في المرحلة الأخيرة للإنتهاء من مشاريع “حياة كريمة.

و في سياق متصل، قام المهندس وليد سعيد إسماعيل في وقت سابق بجولة ميدانية بقرية أبو جندير بمركز إطسا لمتابعة تنفيذ الوصلات المنزلية لخدمة أهالي القرية، مؤكدًا حرصه على المتابعة المستمرة لجميع مواقع العمل بمختلف أنحاء المحافظة حتى الإنتهاء من كافة الأعمال، بما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين و رفع مستوى الحياة الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية بالقرى الأكثر احتياجًا.

 خريطة انتشار سيارات الطواريء لمواجهة الأمطار بعدد ٦٤ معدة جاهزة لفصل الشتاء

وفى وقت سابق أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم جاهزيتها الكاملة لمواجهة التقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، أكد المهندس وليد سعيد إسماعيل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب أن الشركة دفعت بعدد ٦٤ سيارة و معدة موزعة على جميع مراكز المحافظة لضمان التحرك الفوري والاستجابة السريعة للبلاغات، موضحًا أن منظومة الطوارئ مدعّمة بعناصر فنية مدرّبة على أحدث النظم التكنولوجية في إدارة الأزمات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الشركة القابضة بضرورة رفع مستوى الجاهزية الفنية و تعزيز كفاءة التشغيل.

من جانبه، أوضح العميد أشرف خطيري مدير عام الإدارة العامة للخدمات الفنية عن جاهزية عدد ١٦ سيارة نافوري موزعة بين مدينة الفيوم بعدد ٥ سيارات، و مركز إبشواي ٢ سيارة، وأطسا ٤ سيارات، إضافة إلى ٣ سيارات بكل من مركزي سنورس و طامية، و جاهزية عدد ٧ سيارات فاكيوم منها ٤ سيارات بمدينة الفيوم وسيارة واحدة بكل من إبشواي و أطسا و سنورس.

وأشار خطيري إلى جاهزية أيضًا عدد ٤ سيارات كباش تتوزع بين قسم الكسح و التطهير بمدينة الفيوم بعدد ٣ سيارات، وسيارة واحدة بمحطة معالجة حنين. فضلا عن جاهزية عدد ٣٦ سيارة كسح تُعد من أهم معدات الدعم الميداني، وتنتشر بواقع ١٥ سيارة بمدينة الفيوم، و ٦ سيارات بإبشواي، و ٤ سيارات بأطسا، و ٦ سيارات بسنورس، و ٥ سيارات بطامية، إلى جانب سيارة واحدة مخصّصة لكسح السيول للتعامل مع الأمطار الغزيرة وحالات الطقس.

1000345344 1000345335 1000345329 1000345342

مقالات مشابهة

  • مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه
  • بينها المياه والمدارس.. محافظ المنيا يعلن الانتهاء من 87% من مشروعات «حياة كريمة»وتحويل 192 قرية
  • اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه
  • مياه الأقصر تعلن انقطاع المياه عن عدة مناطق بالطود
  • مليون جنيه شهريا.. أزمة جديدة تواجه الزمالك
  • أمطار الخريف تمنح طهران الأمل في الحياة.. هل تنهي أزمة الجفاف؟
  • قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل: حصن يعزز نفوذ واشنطن بكردستان ضد نفوذ طهران في بغداد
  • مياه الفيوم تعقد اجتماعًا بمقاولي مشروعات الصرف الصحي ضمن مبادرة “حياة كريمة”
  • محافظ أسوان: تأهيل 16 بئرا للحد من ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية
  • بدء الخطوات التنفيذية الجادة لتصريف آبار الشلال لمنع ارتفاع منسوب المياه الجوفية بأسوان