د.حماد عبدالله يكتب: " ظاهرة " السفالة والبلطجة !!
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
بلطجة فتوات الأحياء الشعبية فى المحروسة – تعرض لها كثير من كتابنا وأدبائنا وعلى رأسهم أديبنا الكبير المرحوم نجيب محفوظ – وكانت كل الدلائل تشير إلى أن البلطجى أو الفتوة – محاطا بمريدية "ومرتزقيه " وعصابته – ويفرض سيطرته وسلطاته على كل كائن حى فى المنطقة التى يسودها – وفى الغالب كان الطيب منهم ( الفتوات ) – يسعى لإشاعة العدالة بين فقراء وأغنياء المنطقة – وكانت الدعوة دائماَ بأن ( يعيش الفتوة ملك الحته ) – حتى يدافع عن مصالح الأغنياء – ويمنع عنهم الأذى من الغير – والفتوات زمان – كانوا يتميزوا "بالمرجلة "– وبصفات المحارب – حيث الفتوة يأخذ منصبة ( بذراعه وبعصاه ) وليس بقلة الأدب !! ومع ذلك فإن الحروب التى كانت تقوم بين فتوات الأحياء – مثل حرب فتوة الحسينية ضد فتوة الجمالية – شيىء يشبة الحروب الأهلية – إلا أن الإنتصار كان دائماَ لصاحب السطوة - وكانت الهدنه تتم على ما يقدمه العقلاء من الحكماء فى المنطقة للفتوات المتنازعين من أفكار وإتاوات زيادة وتقسيم جديد لمناطق النفوذ حتى يستتب الأمن والسلام فى الحى.
ولقد أستطاعت المحروسة بعد إنتهاء حكم المماليك أن تتخلص نسبيًا من هذه القوى الغاشمة
( الفتوة ) ليحل محلها – ( الثمن ) أو نقطة الشرطة – حيث قسمت القاهرة إلى ثمانى مناطق إدارية وكل ربع فى هذا التقسيم يوجد به قسم بوليس يتبعة نقطة بوليس – وفى بدايات انتشار الشرطة كان الإستعانة بالفتوة أمر لازم وحيوى وإستمر لفترة طويلة حتى تم الإستغناء عنهم رسمياَ – وإستمرت ثقافة الفتونة والبلطجة – منتشرة فى بعض أحيائنا الشعبية بصورة غير رسمية ولكنها مازالت حتى الأن تلقى بظلالها على المجتمع – ولعل فى غياب التدخل الأمنى أو الشرطى فى بعض الظواهر التى نراها فى صور متعددة – تعطى دلالة بالغة على أن البلطجة قد تطورت مع الزمن ومع التكنولوجيا الحديثة إنتشرت وتعددت مظاهرها القبيحة – دون خجل – ودون " خشى " !!
فترى بلطجة على صفحات بعض الجرائد – وخروج عن اللياقة وعن الأداب العامة – وتحولت العصا فى يد البلطجى الفتوة إلى ( قلم ) يذبح ويقطع ويتعرض للأعراض وللشرف – بغية الإبتزاز، والتكسب من خلال حملات ظالمة دون سند من الحقيقة – ورغم أن القانون المصرى قد طور أدواته – بحيث شرع المشرع مواد تعاقب على ( القذف والسب ) إلا أن إلتفافات كثيرة تحدث حول القانون – لم تحول دون وقوع الجريمة – وما نرى من بعض السفلة على شاشات التليفزيون وخاصة الفضائيات – حيث كل شيىء مباح تحت أسم الحرية – وحرية الرد وكفالة التعقيب وكلها "شرشحة"، "وقلة أدب" – وتهجم بالألفاظ وبالإتهامات والسباب – دون رابط أو ضابط، شيىء أصبح لا يمكن إحتماله – ونحن نقدم لشبابنا وأطفالنا قدوة فى المجتمع – لأشخاص يفترض فيهم بحكم مناصبهم السابقة أو اللاحقة أنهم كبار – ومسئولين -وللأسف الشديد – أن السافل والبلطجى المعاصر أيضاَ له مريدين وله محيطين به – من المرتزفة – والجهلة –والفتوات الصغار !!
إن ظاهرة السفالة والبلطجة فى المجتمع أثبتت هذه الأيام عنوانها ومحل أقامتها ليس فقط فى عشوائيات المدينة – يعيش هؤلاء الخارجون عن القانون بل العكس أثبتت الظاهرة أن الأخطر هم هؤلاء البلطجية – من سكان الفيلات والقصور !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
حبس المتهمين بالتعدي على طبيب داخل مستشفى أبوحماد بالشرقية 4 أيام على ذمة التحقيقات
قررت النيابة العامة بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، حبس شقيقان لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بالتعدي على طبيب داخل مستشفى أبو حماد المركزي، وذلك أثناء مرافقتهم والدهم لتوقيع الكشف الطبي عليه بالمستشفى.
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارا يفيد بورود بلاغ من مستشفى أبو حماد المركزي بتعدي مرافقي حالة على أحمد.ع طبيب بالمستشفى.
وتبين أن الاعتداء وقع من قبل مرافقي حالة مرضية، وهما ملا من: "أحمد ع" وشقيقه "محمد"، واللذان كانا رفقة والدهما، 59عاما والذي كان يعاني من نزيف إثر جلسة غسيل كلوى، اسرعا نجليه بنقله إلى مستشفى أبو حماد المركزي لاسعافه.
وتبين من التحريات الأولية حدوث مشادة بين مرافقي المريض و طبيب الجراحة أسفرت عن الاعتداء على الطبيب "أحمد ع ب" بالضرب، ما أسفر عن إصابته بكدمات متفرقة بالوجه والعين، بالإضافة إلى جر ح قطعي في الرأس بطول 10 سم.
تم نقل الطبيب المصاب لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم، فيما تم إخطار الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، والتحفظ على المتهمين بقسم شرطة أبو حماد لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.