تركيا: تفكيك شبكة تجسس وإلقاء القبض على 11 مشتبهًا بهم
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
كشفت تركيا، اليوم الثلاثاء، عبر أجهزتها الأمنية، القبض على شبكة تجسس سيبراني كانت قد تمكنت من الاستيلاء على بيانات آلاف الأشخاص في عدّة دولٍ حول العالم بما في ذلك تركيا، وفق ما أورد إعلام رسمي تركي أفاد أيضًا أن المدعي العام في أنقرة توصل لتلك النتائج في نطاق تحقيق أجراه في وقتٍ سابق.
ونقلت وكالة الأنباء التركية الحكومية (الأناضول) عن مصادر أمنية، أن القيادة العامة لقوات الدرك والمركز الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية، نفّذا عملية مشتركة ضد شبكة تجسس إلكتروني، وتمكّنا خلالها من إلقاء القبض على 11 مشتبهًا بهم، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات في البلاد.
وتعد هذه العملية الأولى من نوعها منذ أن تمّ تسريب بيانات لاجئين سوريين في تركيا مطلع شهر يوليو الماضي.
والمشتبه بهم الـ 11 الذين تم احتجازهم، الثلاثاء، لديهم ارتباطات خارجية وقد شاركوا بياناتٍ شخصية مع جهاتٍ عديدة بينها تنظيمات "إرهابية" لم تسمّها وكالة الأناضول التي نقلت هذه المعلومات عن مصدر أمني.
وأشارت الوكالة إلى أن الاستخبارات التركية كانت تتعقب شبكة التجسس هذه منذ مدة طويلة، وكانت قد تورّطت الشبكة بالفعل بتقديم معلومات مهمة لتنظيمات "إرهابية" لم تحددها "الأناضول".
وبالتزامن مع إرسال المقبوض عليهم الـ 11 من أعضاء الشبكة إلى السجن، تم حجب العديد من المواقع الإلكترونية كخطوةٍ احترازية من الجانب التركي.
وأوضحت المصادر الأمنية للأناضول أن "جهاز الاستخبارات التركي سيواصل توسيع عملياته ضد شبكات التجسس السيبراني من أجل حماية البيانات الشخصية التي تعد بالغة الأهمية"، وأن "العمليات ضد شبكة التجسس لن تقتصر على تركيا بل ستطال امتدادات الشبكات في الخارج".
كما ذكرت أن "جهاز الاستخبارات التركي سيستمر بحزم في تنفيذ الإجراءات الرادعة والوقائية ضد جميع أنواع الأنشطة التي تهدد الأمن القومي للبلاد".
وكشفت "الأناضول" أن بداية تتبع السلطات التركية للمشتبه بهم، كانت عبر 3 حسابات على تطبيق "تليغرام" تبين أنها الطريقة التي يقوم أعضاء الشبكة ببيع البيانات الشخصية للتنظيمات "الإرهابية".
وألقت السلطات القبض على الأشخاص الثلاثة أصحاب حسابات "تليغرام" هذه، لتحقق معهم وتتوصل إلى معلومات حول باقي أعضاء الشبكة على دفعات، بحيث أدلت كل دفعة باعترافات عن الدفعة التالية.
ووفق المصدر السابق، فإن التحقيقات متواصلة لتحديد الأشخاص والجهات والمنظمات الذين تم بيع البيانات الشخصية لهم عبر الشبكة التي تم تفكيكها، بجانب تحقيقات أخرى لتحديد الجهات التي وفرت البيانات الشخصية لها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تركيا الدرك انقرة التجسس ارهابية الاناضول الاستخبارات البیانات الشخصیة القبض على
إقرأ أيضاً:
تكية هيران بأربيل.. كنز مخطوطات نادرة عمرها 7 قرون
تحتفظ تكية "هيران" التاريخية الواقعة في منطقة شقلاوة بمحافظة أربيل في إقليم كردستان شمالي العراق، بمخطوطات وكتب نادرة يعود تاريخ بعضها إلى 7 قرون، من بينها قصائد للشاعر الفارسي الشهير "أنوري"، وكتب مطبوعة بعناية فائقة باسم السلطان العثماني عبد العزيز، وذلك في مشهد يعكس عراقة هذا الموروث الثقافي في مواجهة الزمن والحروب.
ولطالما لعبت تكية هيران دورا دينيا وروحيا بارزا في المنطقة، حيث يمتد تاريخها إلى نحو 400 عام، إلا أن هذا الإرث لم يسلم من نيران النزاعات، إذ تعرضت التكية ومقتنياتها لعدة هجمات عنيفة خلال العقود الماضية، مما ألحق أضرارا جسيمة بالمخطوطات النادرة المحفوظة داخلها.
وأوضح المسؤول عن التكية هنا كاكي هيران، أن المنطقة كانت ذات أهمية دينية وصوفية وعلمية منذ قرون، مشيرا إلى الجهود التي تُبذل لحماية المخطوطات المتبقية التي تُحفظ الآن في غرفة خاصة داخل مكتبة التكية.
وأشار هيران في حديثه لوكالة الأناضول إلى أن النظام العراقي قصف تكية هيران عام 1961، مما أدى إلى احتراق وفقدان عدد كبير من المخطوطات والوثائق، ثم تعرّضت التكية مجددا لقصف آخر في عام 1987 خلّف دمارا جديدا في مقتنياتها، مما جعل النجاة التي حققتها بعض الصفحات والمجلدات بمثابة معجزة تاريخية.
وتعدّ أبرز المخطوطات التي لا تزال محفوظة، وإن جزئيا، صفحة يتيمة من ديوان الشاعر الفارسي أنوري. وتعود هذه الصفحة إلى عام 696 هـ (1297 ميلادي)، وتحتوي على رباعيات فارسية تُعد من أقدم النصوص الأدبية المكتشفة في المنطقة.
إعلانيُعد أنوري، واسمه الكامل عین الفضلاء أبو النجم علي بن أبي بکر أنوری، واحدا من أبرز شعراء العصر السلجوقي في القرن السادس الهجري/الـ12 الميلادي، وقد نال شهرة واسعة بفضل أسلوبه المركّب وموسوعيته الأدبية. وُلد أنوري في مدينة طوس في خراسان الكبرى، وامتاز بشعره الفلسفي والصوفي، كما عُرف باستخدامه الرموز الكونية واللغة المتقنة التي تتطلب من القارئ إلماما بالعلوم والآداب.
اشتُهر بديوانه الذي يُعد من أعمدة الشعر الفارسي الكلاسيكي، وتنوّعت مضامينه بين المدائح التي نظمها لسلاطين السلاجقة، وبين التأملات الوجودية والحكم. ورغم قربه من بلاط السلطان سنجر السلجوقي، فقد عانى أنوري في أواخر حياته من خيبة أمل سياسية ونفسية، وعُرف عنه ميله إلى العزلة والزهد، وقد انعكس ذلك في بعض قصائده ذات النفس الصوفي الحزين.
يعتبر النقاد أن أنوري مهّد الطريق لمدرسة شعرية أكثر عمقا وتعقيدا في الأدب الفارسي، وكان له تأثير واضح على شعراء لاحقين مثل خاقاني ونظامي.
إلى جانب ديوان أنوري، تضم التكية أيضا قصائد ومخطوطات مكتوبة بـ3 لغات: العربية والفارسية والتركية، مما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي للحياة العلمية والدينية في شمال العراق خلال العصور الإسلامية المتعاقبة.
وتضم التكية كذلك وثائق عثمانية بارزة، منها مخطوطة تاريخية نادرة مكتوبة عام 1731 بطول 6 أمتار، ورد فيها اسم العلّامة الصوفي عبد القادر الجيلاني، أحد أبرز رموز التصوف الإسلامي في القرنين الخامس والسادس الهجريين.
كما تحتفظ التكية بنسخ من كتب دينية وعلمية طُبعت باسم الجيلاني خلال عهد السلطان العثماني عبد العزيز (الذي حكم بين 1861 و1876)، وتتناول هذه الكتب موضوعات في النحو والبلاغة والفقه، وقد طُبعت قبل نحو 170 عاما.
إعلانورغم ما واجهته من محن وتدمير، تواصل تكية هيران جهودها في حفظ هذا الإرث الثقافي النادر، الذي يعكس عمق التاريخ الديني والفكري في منطقة كردستان العراق. وفي ظل محدودية الموارد وتكرار التهديدات، تبقى هذه المخطوطات بحاجة ماسة إلى دعم مؤسسي وعلمي لحمايتها من التآكل والنسيان.