لجريدة عمان:
2025-07-30@18:48:27 GMT

لماذا تتراجع ثقتنا في شركاتنا المحلية ؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

تعاني العديد من الشركات الحكومية والخاصة وشركات المساهمة العامة من تراجع مستويات الثقة في أدائها وقدراتها الإنتاجية والتسويقية ودورها في الاقتصاد الوطني، وكثيرًا ما ينظر المجتمع إلى هذه الشركات على أنها تستنزف خزينة الدولة ولا تقدم أي شيء للاقتصاد الوطني، كما يتم النظر بسلبية إلى أي تغييرات يتم إجراؤها في الإدارات العليا خاصة إذا تعلقت بتعيين القوى العاملة الأجنبية في مراكز قيادية مهمة أو قيام العاملين الأجانب بتقديم استقالاتهم.

وفي حقيقة الأمر هناك الكثير من الأسباب التي تجعل ثقة المجتمع في هذه الشركات متدنية؛ لعل في مقدمتها تجاهل هذه الشركات أهمية الدور الإعلامي والتسويقي في بناء علاقة إيجابية مع المجتمع. هناك شركات ذات أداء جيد على مستوى النتائج المالية أو على مستوى توظيف الشباب العماني أو على مستوى الإنتاج غير أنها تتوارى عن الأنظار لعدم اهتمامها بـ«تحسين السمعة التجارية»، وحتى عندما تعلن عن خدماتها أو منتجاتها فإنها تقدم إعلانات مشوّهة لا يمكنها بناء علاقة إيجابية مع المجتمع وإقناعه بأنها ذات فائدة للاقتصاد الوطني.

وعلى الرغم من أهمية الدور الإعلامي في بناء هذه العلاقة الإيجابية إلا أن الممارسات أو الأخطاء التي تقع فيها الشركات تؤثر سلبا على سمعتها التجارية، فلا يعقل أن تتكبّد شركة تستثمر في أحد القطاعات الاقتصادية النشطة خسائر، أو أنها لا تفعل شيئا تجاه خسائرها التي تتراكم من سنة لأخرى على الرغم من وجود مجالس إدارة لهذه الشركات وإدارات تنفيذية متخصصة، أو أن تتجاهل هذه الشركات مبادئ الحوكمة وتطبيقاتها فيقع موظفوها في أخطاء جسيمة تؤثر على المركز المالي للشركة؛ فمثل هذه الممارسات تؤثر دون أدنى شك على ثقة المجتمع الذي يشعر بريبة تجاه الشركة وأعمالها وممارسات موظفيها، وربما تنتقل هذه الريبة إلى العديد من الشركات الأخرى.

وفي هذا الإطار تبرز أهمية الحوكمة في مختلف أعمال الشركات، وأهمية الرقابة عليها من قبل الجهات المختصة، والرقابة كما أشرنا في مقال سابق تستهدف تصحيح الوضع في الشركة وتقويم أي أخطاء تقع فيها سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة وهو ما يتطلب تعاون مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية مع الجهات الرقابية حتى تستطيع الشركة تحقيق أهدافها.

وهذا يقودنا للحديث عن مكاسب أخرى للاقتصاد الوطني عندما تظل الشركات المحلية تحت دائرة الضوء، فالشركات التي تعمل في دائرة الضوء تكون أكثر خوفًا على سمعتها التجارية من الشركات التي تتوارى إعلاميا وبالتالي فإنها سوف تسعى دون أدنى شك لتحسين أدائها والمحافظة على إنجازاتها، وهذا يؤكد أهمية أن تركز الجهات الرقابية على تعزيز دور الإعلام خاصة في الشركات الحكومية وكذلك الشركات التي تمتلك الحكومة حصة فيها، ولعل الملتقيات الإعلامية السنوية التي تستعرض فيها الشركات والجهات الحكومية أداءها وخططها وما أنجزته من أعمال ومشروعات خلال عام سابق وما تخطط لإنجازه خلال العام التالي أو الأعوام المقبلة يضع الشركات والجهات الحكومية في دائرة الضوء وتحت نظرة المجتمع ورقابته، ولا مجال هنا للتراجع بل لا بد للجميع أن يسير نحو النجاح وأن يتغلب على العقبات التي تواجهه، وحتى عندما تتعرض الشركات لأي هزات عنيفة فإن المجتمع يقف معها لأنه كان شاهدا على نموها سنة تلو أخرى.

إن الاهتمام بالدور الإعلامي من جهة وتفعيل مبادئ الحوكمة والشفافية وتعزيز الرقابة تعد عوامل مهمة لإعادة بناء ثقتنا في الشركات المحلية التي تعد جزءًا أساسيًا في الاقتصاد الوطني ولا يمكن للاقتصاد أن يحقق النجاح في ظل وجود شركات ضعيفة لا تستطيع مواجهة المجتمع والتصالح معه وبناء علاقة إيجابية، فنجاح أي شركة مبنيّ على مدى اقترابها من المجتمع ومدى ولاء المجتمع لها وحرصه على شراء منتجاتها والاستفادة من خدماتها، وعلى الشركات أن تكون حاضرة بقوة في مختلف وسائل الإعلام وبما يؤدي إلى إعادة بناء ثقة المجتمع بعد ما شهدناه من تعليقات سلبية في العديد من وسائل الإعلام عن العديد من الشركات المحلية لأيّ سبب كان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الشرکات من الشرکات العدید من

إقرأ أيضاً:

"مركز التعلّم" بالموج مسقط.. نافذة تربط الأجيال بالتراث العُماني وتعزز حضور المتحف الوطني في المجتمع

 

مسقط- العُمانية

يمثّل "مركز التعلّم" بالموج مسقط- التابع للمتحف الوطني- خطوةً استراتيجية نحو توسيع نطاق الوصول إلى المجتمع، وتعزيز حضور المتحف ثقافيًّا خارج مقره الرئيس، ويُعد نموذجًا متقدّمًا في مجال التربية المتحفيّة، وإيجاد بيئات ثقافية حية قادرة على استيعاب تطلعات الأفراد وتعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي لسلطنة عُمان، بما ينسجم مع توجهات سلطنة عُمان في جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من التنمية الشاملة، وبناء إنسان متصل بجذوره ومنفتح على العالم، إذ يوظّف أساليب تفاعلية مستوحاة من مقتنيات المتحف، تجمع بين التعليم، والفن، والترفيه، بما ينسجم مع احتياجات شرائح متنوعة من المجتمع المحلي والزوار الدوليين على حد سواء.

وقالت أمينة بنت عبد الله العبرية، رئيسة قسم مركز التعلّم: "إن مركز التعلّم بالموج مسقط يهدف إلى تقديم تجربة تعليمية مزدوجة للزوار من مختلف الجنسيات، ويسهم في توسيع دائرة الجمهور المستهدف؛ إذ تُقام فيه فعاليات متنوعة تشتمل على حلقات عمل فنية للكبار، وحلقات تدريبية لطلبة الجامعات والكليات، وعروض مسرحية للأطفال، مما يسهم في تقديم تجربة تعليمية وثقافية متميزة ومتكاملة للأطفال ولكافة أفراد الأسرة".

وأضافت: "يقدم المركز فقرة "الحكواتي" ضمن سلسلة أدب الطفل من خلال قراءة السلسلة القصصية (سلطنة عُمان في الزمان والمكان) وهي عبارة عن (٦) قصص باللغة العربية، موجّهة خصيصًا للأطفال وطلبة الحلقة الأولى، وتُبرز مراحل مهمة من حياة شخصيات عُمانية تاريخيّة عاشت في أزمنة وأمكنة مختلفة، بين القرن الثاني الهجري والقرن العشرين الميلادي، كما يقدم برامج فنية متخصصة لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة، تسهم في دمجهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، بما يعزز الفهم والمعرفة لديهم في المجال المتحفي".

وأشارت إلى أن مركز التعلّم بالموج مسقط، وبدعم من شركة (بي بي عُمان)، نفّذ فعاليات البرنامج الصيفي "صيفنا إرثٌ وهويةٌ"، من خلال حلقات عمل فنية متخصصة استمرت أسبوعين، خلال الفترة (من 13 إلى 24 يوليو 2025م). وقد استُوحي محتوى كل حلقة من أحد مقتنيات المتحف أو مما يرتبط بالموروث العُماني، لتكون نقطة انطلاق للطلبة في تنفيذ مشروعاتهم الفنية، باستخدام خامات متعدّدة مثل الورق، والطين، والألوان، والنسيج. ولا تقتصر أهمية البرنامج على الجانب المعرفي فحسب، بل تمتد إلى غرس الهوية الوطنية، وربط الطلبة برموز وتاريخ عُمان.

وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من أنشطة وبرامج فرع مركز التعلّم بالموج مسقط، خلال الفترة من تأسيسه في عام (2023م) حتى (نهاية يوليو 2025م) (3657) مستفيدًا، مما يعكس الإقبال المتزايد على المبادرات الثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز، ويؤكد على حضور المتحف الوطني في الفضاء المجتمعي خارج مقره الرئيس.

ومنذ بداية العام الجاري استضاف المركز حلقة فنية حول رسم الطبيعة العُمانية بألوان الباستيل، قدمتها الفنانة الأمريكية "مادلين دياز"، وشارك فيها عدد من الطلبة الذين عُرضت أعمالهم لاحقًا في المعرض الفني "مسارات جديدة" في المتحف الوطني، وهو ما يعكس التكامل بين البرامج التعليمية والمعارض الفنية، كما شهد تنظيم سلسلة من العروض المسرحية بالتعاون مع "موسكو ليزا بارك"، ومسرح الأطفال "سكازكين دوم".

يشار إلى أن مركز التعلم بالمتحف الوطني يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وهو مجهّز وفق أعلى المقاييس الدولية، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة تهدف إلى رفع الوعي العام بالتراث العُماني، وتشمل برنامج الزيارات المدرسية، وبرنامج طلبة الجامعات والكليات، وبرنامج العائلات، وبرنامج التعليم المستمر، وبرنامج الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبرنامج قراءات في أدب الطفل، وبرنامج التوعية المجتمعية، مما يوجد المزيد من الاهتمام بين جميع الزوار بالتاريخ الثقافي العريق لعُمان.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يؤكد أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإنهاء معاناة قطاع غزة
  • المجلس الوطني يرحب بعزم بريطانيا الاعتراف بفلسطين
  • لماذا تسيطر الشركات الأجنبية على قطاع الهايبر ماركت؟
  • ما أهمية ترخيص نشر بيانات الأرصاد؟.. متحدث المركز الوطني يوضح
  • "مركز التعلّم" بالموج مسقط.. نافذة تربط الأجيال بالتراث العُماني وتعزز حضور المتحف الوطني في المجتمع
  • الاقتصاد الإبداعي لم يعد ترفا فكريّا
  • مركز التعلّم بـ الموج مسقط.. يُعزّز حضور المتحف الوطني في المجتمع ويُقدّم تجربة تعليميّة تفاعليّة
  • بالصور.. هذه هي كنيسة رقاد السيدة التي سيشيّع فيها زياد الرحباني
  • وزارة التنمية المحلية تؤكد أهمية الدور المحوري الذي يلعبه جهاز تنظيم إدارة المخلفات
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح