أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، سيطرة قوات بلاده بالكامل على مدينة “سودجا” في مقاطة كورسك الروسية، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على وحدات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية واستعادت السيطرة على بلدة “كروبيتس” بالمقاطعة نفسها.

وقال زيلينسكي في تدوينه على “تليغرام”، إن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي أبلغه باستكمال السيطرة على “سودجا”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، أن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة مكونة من 102 جندي روسي، أمس الأربعاء، أثناء توغل القوات الأوكرانية عبر الحدود في كورسك، وهي المجموعة الأكبر التي يتم أسرها دفعة واحدة منذ بدء الحرب .

وأظهرت صور نشرها المصدر عشرات الجنود الروس جالسين أو مستلقين على الأرض في البناية المحصنة بالخرسانة مع خوذاتهم وأسلحتهم بجوار الجدران، وقال إن الجنود الروس الأسرى سيتم مبادلتهم في نهاية المطاف مع أسرى حرب أوكرانيين.

في غضون ذلك، أعلن الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أن بلاده أنشأت مكتبا للقيادة العسكرية في الجزء الذي احتلته من منطقة كورسك، مشيرا إلى أن قواته تواصل التقدم واستولت على ما يصل إلى 1.5 كيلومتر في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها صدت هجوماً شنته مجموعات هجومية تابعة للواء الميكانيكي 115 من القوات المسلحة الأوكرانية، على محور كريميانويه في مقاطعة كورسك، وذلك عبر عمليات وحدات تجمع “سيفير”، وضربات الطيران ونيران المدفعية.

كما أعلنت الوزارة، القضاء على وحدات مسلحة أوكرانية حاولت التقدم داخل الأراضي الروسية في مقاطعة كورسك، مما أسفر عن استعادة السيطرة على بلدة كروبيتس بالمقاطعة.

​ وأفادت بأن خسائر القوات الأوكرانية التي حاولت التقدم على محور كورسك بلغت نحو 2640 عسكرياً، بالإضافة إلى 37 دبابة، و32 ناقلة جند مدرعة، و23 عربة مشاة قتالية، و206 مركبات مدرعة، و69 سيارة، و4 منظومات دفاع جوي، و3 راجمات صاروخية، و20 مدفع ميدان، و3 رادارات حرب إلكترونية، وفقا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

وقد تم فرض نظام “عملية مكافحة الإرهاب” في مقاطعة كورسك، وكذلك في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك، من أجل ضمان أمن المواطنين الروس ومكافحة خطر الأعمال التي تنفذها وحدات التخريب والاستطلاع الأوكرانية.

من جانب آخر أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أن “مينسك” حددت أكثر من 20 لواء وكتيبة سيتم نشرها على الحدود لمنع حدوث خروقات محتملة من الجانب الأوكراني.

ونقلت وكالة أنباء “بيلتا” البيلاروسية عن لوكاشينكو، قوله : إذا تعرضت البلاد لأي اعتداء، فإن روسيا سترسل وحدات إلى بيلاروسيا وستدعمها بالتعزيزات اللازمة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟

اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.

وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.

وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.

وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.

وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.

طبيعة الحرب

في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.

إعلان

وأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.

وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.

وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.

وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.

وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".

حرب استنزاف

وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.

وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.

وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.

وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.

إعلان

وحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.

أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.

وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.

لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تنفذ ضربات جماعية ضد شركات الصناعات الدفاعية في كييف
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن تنفيذ ضربات على أهداف عسكرية أوكرانية في كييف بأسلحة عالية الدقة
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • “قوات أمن الطرق” تعلن جاهزيتها لمغادرة الحجاج بعد أداء مناسكهم
  • روسيا تعلن سيطرتها على بلدة في “دنيتسك”
  • صحيفة أمريكية: درون “دان-إم” الروسي هدف صعب للدفاعات الجوية الأوكرانية
  • اشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية على حدود مقاطعة دنيبروبيتروفسك
  • كييف تُسقط 40 طائرة مسيرة روسية وموسكو تعترض 61 مسيّرة أوكرانية
  • تبادل الاتهامات بين كييف وموسكو بعد فشل تبادل للأسرى والرفات
  • إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟