حسين سلامي.. متطوع قادته الحرب العراقية الإيرانية إلى هرم الحرس الثوري
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
ضابط عسكري إيراني، من مواليد عام 1960، انضم إلى الحرس الثوري عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وتولى خلالها قيادة عدد من الفرق والمقرات الجوية والبحرية في جبهتي الغرب والجنوب.
تدرج في عدد من المناصب العسكرية حتى عينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي عام 2019 قائدا عاما للحرس الثوري بعد منحه رتبة لواء، ليكون ثامن قيادي يتولى المؤسسة العسكرية الموازية للجيش الإيراني.
سطع نجمه بعد تعيينه عام 2009 نائبا للقائد العام للحرس الثوري، وكذلك عندما تولى مسؤولية مساعد مدير التنسيق في الحرس الثوري عام 2018.
عُرف بمواقفه المعادية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، فكان يُنظر إليه على أنه الناطق باسم الحرس الثوري.
ولد حسين سلامي عام 1960 في قرية وانشان بضواحي مدينة كلبايكان في محافظة أصفهان وسط إيران. متزوج وله أبناء، لكن ليست هناك معلومات منشورة وعامة عن عائلته، وهو شقيق العميد محمد سلامي، أحد كبار قادة الجيش الإيراني.
نشأ وترعرع في بيئة محافظة بمدينة كلبايكان، حيث بيت والده، حتى انتقل عام 1978 إلى العاصمة طهران لمواصلة دراساته الأكاديمية، والمعروف عنه أنه حفظ القرآن الكريم بأكمله في سن مبكرة ويستشهد بآياته كثيرا في خطاباته.
الدراسة والتكوين العلميدخل حسين سلامي في السابعة من عمره إحدى المدارس الابتدائية بمدينة كلبايكان، وأكمل عام 1978 المرحلة الإعدادية في المدينة ذاتها.
شارك مباشرة في اختبار دخول الجامعات، وتم قبوله طالبا في فرع الهندسة الميكانيكية بجامعة "علم وصنعت" التقنية بالعاصمة طهران. وبعد التحاقه بالجامعة، شارك في نشاطات الثورة الإيرانية، التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في العام اللاحق، وانضم بعدها إلى اللجان الشعبية التي ساهمت في تسيير شؤون البلاد.
وعقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، ترك الدراسة الجامعية والتحق بالحرس الثوري منذ الأيام الأولى لإنشائه، وشارك في بادئ الأمر في جبهات القتال غربي إيران حيث محافظة كردستان الحدودية المحاذية للحدود الشرقية للعراق، ثم انتقل إلى ساحات القتال جنوبي البلاد وجنوب غربها حيث المياه الخليجية.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عام 1988، عاد إلى جامعته وتخرج مهندسا، ثم واصل دراساته الأكاديمية وحصل على شهادة الماجستير في فرع "الإدارة الدفاعية" من جامعة "آزاد إسلامي" الأهلية.
المسار العسكريعقب انخراطه في أحداث الثورة الإيرانية، والتحاقه بالحرس الثوري ومشاركته ضابطا في الحرب العراقية الإيرانية، أوكلت إلى حسين سلامي قيادة القوات الجوية غربي إيران، وتحديدا في لواء "كربلاء-25″ ولواء "الإمام الحسين".
ثم انتقل إلى القوة البحرية بالحرس الثوري، وقاد مقر "نوح" البحري وبقي هناك حتى الأيام الأخيرة من الحرب.
أسس حسين سلامي عام 1992 جامعة القيادة والأركان تحت عنوان "دورة دافوس" بالعاصمة طهران لتأهيل كوادر عسكرية متخصصة، وترأسها بين عامي 1992 و1996، وتقلد بعدها منصب نائب رئيس عمليات هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري حتى عام 2005.
وفي العام ذاته، تقلد قيادة القوة الجوية التابعة للحرس الثوري حتى 2009، إذ تم تعيينه بعد ذلك نائبا للقائد العام للحرس الثوري، وظل في المنصب عقدا كاملا حتى 2019، إلى جانب عضويته في اللجنة التدريسية بجامعة "الدفاع الوطني"، وتوليه منصب مساعد مدير التنسيق بالحرس الثوري بالنيابة لفترة شهرين من يوليو/تموز حتى سبتمبر/أيلول 2018.
القائد العام للحرس الثوريأصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي -الذي يتولى القيادة العامة للقوات المسلحة في بلاده- قرارا يوم 11 أبريل/نيسان 2019 بترقية العميد سلامي إلى رتبة لواء، وعينه قائدا عاما للحرس الثوري خلفا للواء محمد علي جعفري.
وجاء في نص القرار "نظرا لجدارتكم وخبراتكم القيمة في إدارة المؤسسات العليا ومختلف المسؤوليات في مؤسسات الحرس الثورية والجهادية والشعبية، فإنني بعد منحكم درجة اللواء، أعينكم قائدا عاما لحرس الثورة الإسلامية".
كما أمر المرشد القائد العام الجديد للحرس الثوري بالعمل على رفع مستوى القدرات الشاملة والاستعدادات في الأقسام كافة، وتعزيز جاهزية الحرس الثوري، وتطوير أساليب الإدارة والقدرات والخبرات، ورفع المستوى الثقافي.
العقوبات الغربيةفرضت الإدارة الأميركية، في الثامن من أبريل/نيسان 2019، عقوبات على كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري وعلى رأسهم الجنرال حسين سلامي.
وعلق سلامي على هذه العقوبات بالقول إن قوات الحرس الثوري تفتخر وتعتز بأن ينعتها الرئيس الأميركي (آنذاك) دونالد ترامب بالإرهاب، وأضاف "نقاتل هؤلاء الذين لا يحترمون حق الآخرين في التمتع بحياة كريمة".
وفي أبريل/نيسان 2021، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سلامي و8 من قادة الباسيج (قوات التعبئة) والشرطة الإيرانية بسبب ما سمتها أوروبا "حملة قمع مميتة" نفذتها السلطات ضد متظاهرين في 2019.
وأدرج الاتحاد الأوروبي سلامي على قائمة حظر السفر وتجميد الأصول، وبرر هذا القرار بأن "حسين سلامي شارك في الجلسات التي نتج عنها صدور الأوامر باستخدام القوة المميتة لقمع احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ومن ثم فهو يتحمل مسؤولية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرب العراقیة الإیرانیة بالحرس الثوری الحرس الثوری للحرس الثوری حسین سلامی
إقرأ أيضاً:
ما بعد نقطة اللاعودة: طبيب أمريكي متطوع في غزة يكشف واقع المجاعة
#سواليف
قال الدكتور مارك براونر، وهو #طبيب #طوارئ #أمريكي تطوّع مؤخرًا في قطاع #غزة، إن #الأطفال #الفلسطينيين تجاوزوا بالفعل ” #نقطة_اللاعودة “، محذرًا من أن شهري أغسطس وسبتمبر قد يشهدان أعدادًا ضخمة من #الوفيات نتيجة #التجويع، وفق ما نشر موقع “هاف بوست”.
ورغم السماح الجزئي بدخول مساعدات غذائية محدودة استجابةً للغضب العالمي، تواصل حكومة الاحتلال – بدعم أمريكي – تنفيذ سياسات تُعمّق التجويع الشامل، ما ينذر بآلاف الوفيات القابلة للتفادي في ظل التدهور الحاد في الظروف الإنسانية، بعد حرب دموية أسفرت عن استشهاد أكثر من 60,000 فلسطيني حتى الآن.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن #سوء_التغذية يسير في مسار خطير، مشيرة إلى أن حجم الكارثة قد يكون أكبر من المعلن بسبب عدم قدرة آلاف العائلات على الوصول إلى المرافق الصحية لتشخيص وعلاج أطفالها.
مقالات ذات صلة متظاهرون مناهضون للحرب على غزة يحتجون على وصول سفينة سياحية إسرائيلية بجزيرة كريت اليونانية (فيديو) 2025/07/29براونر، الذي عمل بمستشفى ناصر الطبي في خانيونس، وصف الظروف على الأرض بالمروعة، وقال: “الانفجارات كانت تقع كل عشر دقائق تقريبًا قرب المستشفى. رأيت أجسادًا هزيلة لأطفال لم يعد بإمكانهم امتصاص الغذاء أو الماء بسبب تدهور بطانة الأمعاء، ما يجعل إعادة التغذية نفسها تهديدًا لحياتهم”. وأضاف: “هؤلاء الأطفال يموتون أمامنا، والموت الجماعي بات حتميًا”.
وأشار إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد لدى أطفال غزة تجاوزت 15%، فيما يعاني ما لا يقل عن 10% من الأطفال من سوء تغذية حاد خطير. وقال: “الأطفال الذين ينجون، سيواجهون على الأرجح إعاقات عصبية دائمة، نتيجة نقص فيتامينات أساسية كالثيامين، ما يؤثر على قدراتهم المعرفية مدى الحياة”.
وتحدّث عن حالات لرضع وأطفال تُوفيوا بسبب أمراض مرتبطة بالجوع، مثل “التهاب الأمعاء السام” الناتج عن تحلل الأمعاء ذاتيًا بسبب نقص الغذاء.
أما بالنسبة للبالغين، فأوضح براونر أنهم في حالة “هزال شديد”، حيث أجريت عمليات جراحية لمرضى أظهرت أضلاعهم بشكل واضح، و”لم تكن هناك صعوبة في إدخال أنابيب الصدر بين الأضلاع لأن الجسم كان شبه عظمي”.
وأضاف: “حتى لو لم تكن مصابًا، فإن البيئة نفسها كفيلة بتدميرك. الجروح البسيطة لا تلتئم بسبب نقص البروتين والماء، وتؤدي إلى التهابات متكررة لا تجد من يعالجها”. وروى مشاهداته لأطباء وممرضين كانوا يفقدون وعيهم أثناء العمل أو خلال العمليات الجراحية، بسبب سوء التغذية وعدم توفر وجبات غذائية منتظمة لهم.
وأكد على الضغط الهائل على الطواقم الطبية في غزة، الذين يعملون ساعات طويلة وسط نقص الأدوية والإمدادات، مع تعرضهم المستمر للتهديدات الجوية وعمليات القصف. يقول أحد الأطباء إنهم يعيشون حالة انهيار نفسي وجسدي متزامن، حيث تفقد الكوادر الطبية القدرة على الاستمرار بسبب الإرهاق والصدمة.
وقال إن الطواقم الطبية في غزة كانت تعمل يوميًا ما بين 16 و18 ساعة، ثم تعود مشيًا إلى خيامها قبل الفجر، لتعود مجددًا في اليوم التالي، وأكد: “لم أرَ مسلحين أو شعارات حاقدة، بل رأيت شبابًا مرهقين، في جيوبهم فراغ، وفي أقدامهم نعال ممزقة”.
ويروي الطبيب مشاهد مأساوية حيث يعاني المرضى من حالات متقدمة من سوء التغذية، بحيث تبدأ أمعاؤهم تهضم نفسها نتيجة نقص الغذاء الحاد، مما يؤدي إلى فشل أعضاء حاد ومضاعفات لا علاج لها. يصف أحد الأطباء هذه الحالة على أنها “جوع من نوع مختلف، حيث يصبح الجسم عدو نفسه”.
ويشير كذلك إلى تجاهل الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، وتاريخ سياسات ترامب في دعم الاحتلال الإسرائيلي بلا حساب، ما أدى إلى تفاقم الكارثة في غزة؛ فـ”الصمت الأمريكي يعتبره الأطباء والمراقبون تواطؤًا واضحًا يسمح للاحتلال بممارسة الإبادة دون محاسبة”.
ويؤكد وجود حالات إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين حتى في أماكن تجمعهم عند نقاط توزيع المساعدات، حيث لا يجد الأطفال ملاذًا آمنًا، ويقع القتل بشكل مباشر أمام أعين الجميع. تُروى شهادات عن استهداف متعمد للأطفال وهم ينتظرون المساعدات الغذائية والطبية.
قال براونر إنه أطلق حملة أميركية لتفعيل “قانون ليهي”، الذي يمنع تقديم الدعم العسكري الأميركي لأي قوة أجنبية يُشتبه بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأشار إلى أنه نشر مقالة في منصة “كومن دريمز”، وبدأ بجمع توقيعات على عريضة إلكترونية. وأكد: “نريد من الأميركيين، ديمقراطيين وجمهوريين، أن يفهموا حجم مسؤوليتهم عن تمويل هذه الإبادة، ونطالب بوقف الدعم العسكري والمالي للاحتلال فورًا”.