اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
بقلم : حمزة جورجي ..
في الوقت الحالي، يعاني العراق، الذي يضم نحو 2000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، من ضعف البنية التحتية الدولية للنقل بالسكك الحديدية مع الدول المجاورة والمنطقة، مما حرمه من فوائدها، بما في ذلك تنمية التجارة والسياحة مع هذه الدول.
في يومنا هذا، يعد النقل بالسكك الحديدية أحد المؤشرات الرئيسية لتطور البلدان، وفي كل بلد، يعد مقدار الخطوط المتاحة بالنسبة لعدد سكانها أحد العوامل التي يتم أخذها في عين الاعتبار في تصنيف البلدان.
ويحظى هذا الموضوع أيضاً باهتمام كبير في منطقة غرب آسيا، حيث تحاول بعض الدول، بما في ذلك تركيا وإيران ودول الخليج الفارسي، تطوير خطوط السكك الحديدية الخاصة بها حتى مع دول خارج المنطقة، بما في ذلك الصين والهند. تحاول دول المنطقة أيضا أن تقف في طريق الممرات التي تمر عبر المنطقة. وكما تحاول دول المنطقة أن تكون على طريق الممرات التي تمر بالمنطقة. على سبيل المثال، تحاول إيران وتركيا تطوير خطوط السكك الحديدية الخاصة بهما والتواصل مع الدول الأخرى لتكون على طريق الممرات الدولية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب والاستفادة من مصالحهما الجيوسياسية والجيو اقتصادية. كما تحاول الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن دخول أوروبا من خلال تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بهدف ربط الهند بأوروبا. تمتلك تركيا حالياً أكثر من 10400 كيلومتر وإيران لديها أكثر من 15000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية. كما ترتبط إيران بشكل مباشر وغير مباشر بدول آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وباكستان، إلى جانب اتصال السكك الحديدية بتركيا. تمتلك تركيا أيضا خطوط سكك حديدية مباشرة وغير مباشرة مع جورجيا وإيران وبلغاريا واليونان وباكستان وأذربيجان.
ومع ذلك، فإن العراق لديه حاليا 2000 كيلومتر فقط من خطوط السكك الحديدية المحلية، مع مرور 4 إلى 6 قطارات فقط يومياً بسبب الدمار الذي تسبب فيه الغزو الأمريكي. ولذلك، تفتقر شبكة السكك الحديدية العراقية إلى اتصالات مناسبة ومستقرة مع الجيران والدول في المنطقة. وفي غضون ذلك، فإنّ إحدى الفرص المهمة والمنخفضة التكلفة لربط السكك الحديدية العراقية بدول المنطقة هو ربط خط سكة حديد البصرة- بشلامجة في إيران، والذي سيربط العراق أولاً بإيران ثم باكستان، وكذلك دول آسيا الوسطى والقوقاز. وبما أن هذه البلدان تعتبر هي أيضاً مصادر مهمة للسياحة الدينية في العراق، فإن ربط السكك الحديدية بهذه البلدان يمكن أن تزيد من دخول السياح الدينيين من خلال تقليل التكلفة والوقت و زيادة أمان السفر إلى العراق وبالتالي الإيرادات. كما أن ربط خطوط السكك الحديدية العراقية ببلدان المنطقة سيسرّع من تطوير الخطوط المحلية ويزيد من معاييرها بسبب التبادلات الدولية. وستؤدي النتيجة إلى التنمية الاقتصادية، وزيادة الوضع الجيوسياسي، وتطوير البنية التحتية للنقل في العراق.
وعلى الرغم من مرور نحو عقدين على اقتراح مشروع خط سكة حديد البصرة-شلامجة بين حكومتي العراق وإيران، إلا أنّ هذا الخط لم يبدأ العمل بعد. يتطلب خط السكة الحديد 32 كيلومترا فقط من بناء السكك الحديدية، وبناء جسر مفتوح فوق شط العرب، بالإضافة إلى تعدين 16 كيلومترا الأولى من الطريق، والذي يواجه عقبات سياسية وتقنية. وتعدّ الضغوط السياسية من بعض الدول الأجنبية المعارضة لتطوير العلاقات الإيرانية العراقية، وكذلك جماعات الضغط المحلية، هي من أهم العقبات التي تحول دون إطلاق الخط الحديدي هذا. فإنّ هذه الضغوط، بالإضافة إلى منع تطور العلاقات بين العراق ودول المنطقة، تمنع أيضا تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في البلاد. لذلك من الضروري أن تسرع الحكومة العراقية جهودها لإطلاق خط السكة الحديد هذا، مع مراعاة المصالح الوطنية للعراق. حمزة جورجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات خطوط السکک الحدیدیة بالسکک الحدیدیة البنیة التحتیة دول المنطقة
إقرأ أيضاً:
حرائق ممتدة بعدة محافظات عراقية بالتوازي مع وصول درجات الحرارة لمستويات قياسية
تتواصل الحرائق في الاتساع في هور الحويزة في محافظة ميسان جنوبي العراق لليوم الثالث على التوالي، ما دفع السلطات العراقية إلى الاستعانة بطائرات مكافحة الحرائق الإيرانية لإخماد النيران.
واندلع الحريق بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في أغلب مدن البلاد خصوصا الوسطى والجنوبية، نصف درجة الغليان، الأمر الذي دفع مسؤولي الحكومات المحلية في هذه المنطقة إلى إعلان تعطيل الدوام الرسمي.
وذكر خبراء مناخ نقل عنهم مرصد العراق الأخضر، أن هنالك عناصر مشجعة على استمرار اشتعال النيران في تلك المنطقة، منها هبوب الرياح والجفاف التام للقصب ودرجة الحرارة العالية.
وأشار الخبراء إلى أن مثل هذه الحرائق حصلت في عام 2021 واستمرت 16 يوماً لحين إخمادها حيث استعانت الحكومة العراقية بنظيرتها الإيرانية من أجل إخماد الحرائق التي لا تزال مستمرة لليوم الثالث على التوالي، عبر الطائرات المحملة بالمياه.
ويُعد هور الحويزة جزءا من منظومة الأهوار الجنوبية المدرجة على لائحة التراث العالمي منذ عام 2016، والتي تُعد موطناً بيئياً وثقافيا غنيا، وهو مهدد اليوم بمخاطر بيئية جسيمة نتيجة التنقيب والتجفيف والحرق.
وفي سياق متصل، أعلنت مديرية شرطة الغابات والبيئة في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، اندلاع حريق واسع في المناطق الجبلية الواقعة بين قريتي باخان وجافران التابعتين لقضاء قرە داغ، أسفر عن احتراق أكثر من 10 دونمات من المساحات الخضراء، شملت مساحات من الأشجار الطبيعية والمراعي والنباتات البرية.
وقالت المديرية في بيان إن "فرق شرطة الغابات هرعت فور اندلاع الحريق إلى موقع الحادث، وبمساندة فرق الدفاع المدني والأهالي المتطوعين من سكان القريتين، تمكنوا بعد جهود استمرت لساعات من السيطرة على النيران وإخمادها قبل أن تمتد إلى مساحات أوسع".
وأضافت أن "الخسائر اقتصرت على المساحات المزروعة ولم تُسجل أي إصابات بشرية"، مؤكدة أن "التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب الرئيسة لاندلاع الحريق، فيما تواصل الفرق المتخصصة مراقبة المنطقة لضمان عدم تجدد النيران نتيجة الحرارة العالية والرياح في المنطقة الجبلية".
كما حذرت الجهات المعنية "المواطنين من إشعال النيران في المناطق الجبلية والغابات خلال هذه الفترة التي تشهد جفافا شديدا وارتفاعا في درجات الحرارة، لما تشكله من مخاطر كبيرة على البيئة والممتلكات".
ويعاني العراق من أزمة جفاف وشحٍ في المياه غير مسبوقة، إذ تعد البلاد واحدة من الدول الخمس في العالم الأكثر تضرراً من تداعيات التغيّر المناخي.
وتصدرت مدينة البصرة قائمة أعلى درجات الحرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضية، بعدما سجّل مطار البصرة الدولي 52.2 درجة مئوية، وفقاً لبيانات موقع "أوكيميت" المتخصص برصد الأحوال الجوية حول العالم.
وأظهرت القائمة أن 12 مدينة عراقية دخلت ضمن قائمة أكثر 15 منطقة حرارة على مستوى العالم، إلى جانب 3 مدن إيرانية، مما يعكس موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة.