جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@10:15:04 GMT

هل فعلها الجن؟

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

هل فعلها الجن؟

 

سالم بن نجيم البادي

 

يعتقد بعض النَّاس أنَّ لدى الجن القدرة على إلحاق الأذى بالنَّاس أو جلب النفع والخير لهم والقيام بالأفعال الخارقة وحل المشاكل وقراءة المستقبل ومعرفة مصائر الناس وأحوالهم، وفي الموروث الشعبي تروى قصص كثيرة وعجيبة وغريبة عن الجن، وأغلب هذه القصص من وحي الخيال، ولا تمت للواقع بصلة، وتنطوي على مبالغات كبيرة ولا يصدقها العقل، ومازلنا حتى اليوم نسمع قصصا أبطالها الجن والضحايا من الإنس!

من هذه القصص القصة التي ذكرها أحدهم بعد أن قرأ مقالي الذي حذرت فيه من تصديق الإعلانات المُضللة في وسائل التواصل الاجتماعي، وقال لي: اُكتب عن المشعوذين ومن يسمون أنفسهم الشيخ الفلاني والشيخة الفلانية ولهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يدّعون قدرتهم على فعل كل شيء من جلب الحبيب ورد الغائب وشفاء المريض وتزويج العازب وفك السحر وجلب الرزق وطرد النحس وإرجاع المُطلقة وحتى مضاعفة الأموال!

يقول صاحب القصة التي جرت أحداثها في هذه الأيام إنه يهوى تربية الماعز منذ أن كان طفلًا، وقد اشترى ماعز من سلالة فاخرة ومعروفة بجودتها وأسعارها المرتفعة ووضعها في حظيرة محكمة الإغلاق وجدرانها عالية، ومع ذلك تمكنت هذه الماعز من القفز إلى خارج الحظيرة وهربت إلى الجبال، وقد ظل يبحث عنها، ويسأل الناس؛ بل أعلن عن جائزة مالية مُغرية لمن يعثر عليها ولكن دون فائدة!

وقد خطرت له فكرة لماذا لا يجرِّب التواصل مع هؤلاء الذين يدعون قدرتهم على جلب الأشياء المفقودة، وبالفعل جرَّب أكثر من شيخ وشيخة وكانوا يطلبون منه مبالغ مالية كبيرة، وأخيرًا وجد شيخة كانت أسعارها أقل، واتفقا على مبلغ من أجل شراء "أغراض الشغل" كما أخبرته، على أن يدفع مُقدَّمًا بجانب مبلغ آخر بعد رجوع الماعز، وطلبت منه تصوير فيديو للحظيرة من الداخل والخارج وقد أرسل لها الفيديو.

وفي منتصف الليل، عقدت جلسة "تحضير الخدم"- كما قالت- وأرسلت له صورة الجلسة، وبعد فترة تواصلت معه وأخبرته بأنها أرسلت الخدم من الجن إلى الحظيرة، وقد اكتشفوا أن المشكلة كبيرة وعويصة، وتحتاج إلى مبلغ إضافي على وجه السرعة. وأرسلت له رسالة تقول فيها إن هناك "خدامًا وملوكًا متسلطين عليك" والسبب أن هناك شخصاً يعمل في نفس عملك في تربية الماعز وهو قريب منك وأنه "مسوي لك عمل علشان يضرك ويكسرك ولازم نفك العمل وإلا فإن الماعز سوف تختفي كلها واحدة إثر الأخرى دون أن تعرف سبب اختفائها".

والآن 7 من الماعز عليها العين والسحر مرشوش في الحظيرة، وأخذت تلح عليه حتى يدفع من أجل أن تفك السحر، وتُخبره بالشخص الذي عمل له السحر، لكنه رفض لعجزه عن دفع المبلغ، علمًا بأنَّه دفع لها مبلغاً من المال كدفعة مقدمة ولم ترجع له المبلغ بالطبع.

المفاجأة كانت- وكما يقول- أنَّ الماعز بدأت تختفي باختفاء ماعز صغيرة دون أن تخرج من الحظيرة المغلقة، وقد تأكد من وجودها قبيل المغرب ولكنها اختفت فجأة ، وكما يزعم أن "الجن شلوها"!

والأخطر من ذلك أنه يعيش في قلق وخوف من الجن على الماعز وعلى نفسه وعياله، وقد جنى على نفسه ولديه الرغبة في معرفة من هذا الذي عمل له العمل ودسّه في حظيرته وأصابه الخوف والقلق والكوابيس والندم، ودخل في دوامة من الخزعبلات والخرافات والاحتيال والنصب والابتزاز والدجل والشعوذة والشرك والعياذ بالله، وقد استعان بغير الله وأنهالت عليه سهام اللوم والتعنيف من أسرته والمحطين به، وخسر النقود التي دفعها لأؤلئك المشعوذين، وقد فعل ما فعل دون أن يُفكِّر في العواقب الوخيمة والأمر تحول إلى جد وإلى مأساة حقيقية.

إن التحذير من الانسياق وراء إعلانات الشعودة وبيان شر المشعوذين وجشعهم، صار ضرورةً لمن لا يزالون يعتقدون بمقدرة هؤلاء على جلب الخير والسعادة لهم ودفع الشر عنهم.

لا أعلم إن كان للجن هذه المقدرة على فعل كل تلك الأشياء، ولا أدري إن كانت تلك الأفعال التي ينسبها الناس إلى الجن ويسعون في طلب العلاج منها حقيقة أم وَهْم خيال، وهل يحتاج من أصابه الضرر من الجن إلى علاج نفسي في العيادات النفسية المختصة، عوضًا عن اللجوء إلى الأشخاص الذين يدعون مقدرتهم على فك السحر وطرد الجن؟!

الذي اعلمه علم اليقين أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الضر والنفع وهو القادر على كل شيء، وحده لا شريك له، وهو القاهر فوق عباده من الجن والإنس.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لا يزال البحث عن الحدث المفقود في الحسا الذي داهمته السيول

صراحة نيوز ـ تزال فرق الإنقاذ والطوارئ تواصل البحث والتمشيط عن الحدث المفقود بالمناطق الشرقية من لواء الحسا في الطفيلة؛ جراء السيول التي داهمته وجرفته السبت الماضي، وفق ما أفاد مراسل “المملكة”، الخميس.

وأوضح المراسل أن فرق الإنقاذ والطوارئ التابعة لإقليم الجنوب وشرطة الطفيلة والدفاع المدني يواصلون لليوم الخامس على التوالي البحث عن الحدث بمشاركة 100 غواص بحري.

وأشار إلى أن فرق الإنقاذ تجد صعوبة في عمليات البحث عن الحدث لطبيعة المنطقة التي تحتوي على برك كبيرة وتكتلات طينية تصل لقرابة 20 مترا، مضيفا أن الفرق لجأت إلى القوارب المائية والبحرية في عملياتها.

وقالت مديرية الأمن العام الأحد، إن فرق الإنقاذ في محافظة الطفيلة باشرت البحث عن حدث أُبلغ عن فقدانه أثناء رعيه للأغنام في منطقة الحسا بالقرب من مجرى السيول.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • انتهاء وقف اطلاق النار الذي أعلنته روسيا لمدة 72 ساعة في أوكرانيا
  • سلماه.. ارتباط الإنسان بالمكان رغم قسوة الطبيعة
  • ردة فعلها صدمة
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • لا يزال البحث عن الحدث المفقود في الحسا الذي داهمته السيول
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟