قصة مغادرة “السفارة الأمريكية” من صنعاء
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 لتكون المسمار الأخير في نعش السفارة الأمريكية باليمن، ولتنسف كل مخططاتها ومؤامراتها الخبيثة.
ويقول الجاسوس شايف الهمداني إنه و مع اختتام الحوار الوطني وانتصار ثورة 21 سبتمبر أدركت أمريكا أنها فقدت السيطرة على الوضع في اليمن خصوصاً عندما تم رفع شعار الصرخة أمام مبنى السفارة، فقررت أمريكا في نهاية عام 2014 إغلاق سفارتها في صنعاء”.
ويضيف الجاسوس الهمداني: “قبل مغادرة الأمريكيين السفارة الأمريكية تم إتلاف جميع التقارير والوثائق والأوراق في جميع مكاتبها بتوجيهات وإشراف مباشر من قبل السفير الأمريكي، وبعد الإتلاف اجتمع السفير بجميع الموظفين وإشعارهم بأنه سيتم إغلاق السفارة، وأنه سيتم التواصل بهم وأن رواتبهم، ستبقى مستمرة إلى إشعار آخر”.
ويوضح أنه وبعد مغادرة السفارة الأمريكية وطاقمها، حصرت واشنطن على إدارة خلاياها من خلال العملاء المحليين المنضوين ضمن المنظمات والوكالات التي أنشأتها واشنطن طيلة العقود الماضية.
وفي هذا المسلك يؤكد الجاسوس الهمداني أن “السفارة الأمريكية بشكل عام كثفت نشاطها الاستخباراتي بشكل كبير جداً على الملف العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي بعد مغادرتها للعاصمة صنعاء، وذلك من خلال أذرعها والمتعاونين معها الذين تم تجنيدهم وبناء العلاقات معهم خلال طيلة الفترات الماضية”.
أما الجاسوس الأخطر عبد القادر السقاف فيقول في هذا السياق :”نهاية المطاف العاقبة حصلت رغم كل تحركاتهم تلك وكل تخويفاتهم التي كانوا يعملوها، وأثبتوا ضعفهم في نهاية المطاف أثناء خروجهم وهربهم وما حصل في السفارة وما حطموا من الأشياء التي كانت معهم يعني الطريقة المخجلة لهم التي خرجوا فيها كان شيئاً ملفتاً للانتباه، وهذا يعطي دلائل على أساس الدولة العظمى هذه المستكبرة في نهاية المطاف تحولت إلى ما هي أصبحت عليه وهذا كله بسبب الاستكبار والظلم الذي يريدوه”.
التحضير للعدوان
وبعد تحطيم كل أذرع واشنطن في الداخل اليمني، لجأت أمريكا الى التحضير العسكري لشن حرب شعواء على اليمن، بغرض القضاء على الثورة السبتمبرية الفتية، وأيضا ًكانت هنأك أجندات أمريكية قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، حيث كانت تهدف في الوقت ذاته إلى التدخل العسكري في اليمن تحت يافطات محاربة القاعدة وداعش التي كان يتم إنعاش عناصرها في مختلف المحافظات اليمنية، لشن حرب تدميرية تحت اسم “مكافحة الإرهاب” على غرار ما حصل في العراق وسوريا وليبيا.
وفي هذا السياق يقول الجاسوس هشام الوزير: “عملية التحضير للعدوان كانت عملية مسبقة من خلال أولاً ملاحظاتي الشخصية كان يتدفق على السفارة الأمريكية عدد كبير جداً من العسكريين الأمريكيين في زيارات مكثفة من واشنطن في السنتين الأخيرة ما قبل العدوان وتحديداً في السنة الأخيرة وكنت ألاحظهم يعني يأتون بأعداد كبيرة .. في نفس الوقت اطلعت على دراسات كانت تُشَارك مع الوكالة من معهد مثل معهد راند هي دراسات غير علنية كانت في ذلك الوقت دراسة داخلية تسمى غير مصرح بها أنها تنشر خارج معهد راند مثلاً اطلعت على دراسات تشير إلى ضرورة التعامل بطريقة عسكرية مع القوى المتمردة بحسب قوله.
ويضيف: “ما ذكرته لي تامي عن التحضيرات العسكرية في الجنوب واستخدام الجنوب كمنطلق عسكري للتعامل مع أنصار الله وسيطرتهم على صنعاء وكانت الفكرة الأمريكية حسب ما ذكرته لي تامي وأكدوا لي حتى هيربي سميث إن الحرب تكون مؤقتة يعني مثلاً ثلاثة إلى ستة شهور بالكثير بحيث يتم إجبار أنصار الله على التفاوض والقبول بالطرح الأمريكي في ذلك الوقت”.
ويواصل الجاسوس الوزير في اعترافاته: “جزئية مهمة جداً أكدت لي أنا شخصياً أنه في تحضيرات كبيرة للعدوان، حيث طلب من جميع المشاريع التابعة للوكالة وجميع المشاريع التابعة للأمم المتحدة تسليم الإحداثيات الخاصة بالمباني لها في صنعاء، وقد طلب من الجميع تسليم الإحداثيات الخاصة بهم ورفع الإحداثيات الخاصة بهم عبر أخذها بواسطة الجي بي إس أو تحديدها على برنامج جوجل إرث ورفعها”، مشيراً إلى أنه وبجانبه الجاسوسين شايف الهمداني وعبد الحميد العجمي كلفوا بنفس المهمة وهي رفع الاحداثيات.
ويؤكد الجاسوس الوزير أن طلب أمريكا للإحداثيات كان من أهم المؤشرات على الاستعدادات العسكرية لتفجير الحرب على البلاد، لكن حجم التحالف هذا لم يذكر لنا أو عدد الدول المشاركة هذا لم يذكر لنا لكن ذكر لنا أنه سيكون المنطلق من السعودية، وأن السعودية هي ستمثل رأس الحربة”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
السفارة الأمريكية تتهم كتائب حزب الله باقتحام مكتب وزارة الزراعة في بغداد
اتهمت السفارة الأمريكية في بغداد، الاثنين، فصيل "كتائب حزب الله" العراقي، بالوقوف وراء عملية اقتحام مبنى حكومي تابع لوزارة الزراعة، في العاصمة بغداد، الأحد، وهي الحادثة التي أسفرت عن مقتل ضابط شرطة ومدني، ووقوع اشتباكات مسلحة مع القوات الأمنية.
وقالت السفارة في بيان رسمي: "نتقدّم بتعازينا إلى عوائل الضحايا الذين قتلوا على يد كتائب حزب الله، (...) خلال حادثة وقعت في إحدى دوائر وزارة الزراعة في بغداد".
وأضاف البيان: "نشعر بالحزن لفقدان أرواح بريئة، بينها عنصر من الشرطة الاتحادية ومدني كان في موقع الحادث، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين"، داعيا الحكومة العراقية إلى اتخاذ "إجراءات فورية لتقديم الجناة ومن يقف وراءهم إلى العدالة"، مؤكدا أن "المساءلة ضرورية لحماية سيادة القانون ومنع تكرار مثل هذه الأعمال العنيفة".
تفاصيل الحادثة
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، الأحد، أن مجموعة مسلحة اقتحمت أحد مكاتب وزارة الزراعة في منطقة الكرخ غرب بغداد، تزامنا مع مباشرة مدير جديد مهامه، وأثناء انعقاد اجتماع إداري رسمي.
وقالت الوزارة إن "حالة من الهلع سادت بين الموظفين فور دخول المسلحين، ما دفعهم للاستنجاد بالقوات الأمنية".
وعلى الفور، وصلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، إلا أنها "تعرضت لإطلاق نار مباشر من المقتحمين، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصرها بجروح متفاوتة، وتم اعتقال 14 مسلحًا"، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن هوية الموقوفين أو طبيعة السلاح المستخدم.
لكن قيادة العمليات المشتركة العراقية أوضحت لاحقًا، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء العراقية، أن التحقيق الأولي أظهر أن المعتقلين "ينتمون إلى اللواءين 45 و46 ضمن هيئة الحشد الشعبي"، مشيرة إلى أنهم "أحيلوا إلى الجهات القضائية المختصة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
وبحسب معلومات ميدانية، فإن التوتر نشأ بسبب رفض المدير المقال لدائرة الزراعة تسليم مهامه إلى المدير الجديد الذي تم تعيينه رسميًا.
وتطورت المشادة الكلامية إلى توتر أمني سرعان ما تحوّل إلى اشتباك مسلح، شارك فيه عناصر من "كتائب حزب الله" ومسلحون آخرون.
وأسفر الاشتباك عن مقتل ضابط في الشرطة الاتحادية، إضافة إلى سائق سيارة أجرة مدني تصادف مروره قرب موقع الحادث، فيما أصيب عدد من العناصر الأمنية بجروح.
الحشد الشعبي مجددًا في دائرة الجدل
وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء مجددًا على النفوذ الميداني لبعض فصائل الحشد الشعبي داخل مؤسسات الدولة، في وقت تسعى فيه الحكومة العراقية لتكريس سلطة القانون والحد من أي مظاهر للسلاح خارج إطار المؤسسة العسكرية النظامية.
يُذكر أن "الحشد الشعبي" الشيعي شُكل عام 2014 بفتوى من المرجعية الدينية لمواجهة تنظيم "تنظيم الدولة"، ثم جرى دمجه رسميًا ضمن القوات المسلحة العراقية بقرار حكومي في تموز/يوليو 2016.
ورغم ذلك، ما تزال فصائل عديدة داخله تُتهم بالتصرف خارج سلطة الدولة، وارتكاب انتهاكات داخل وخارج إطار العمليات العسكرية.