استهدفت الدولة المصرية على مدار السنوات العشر الماضية، إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة كظهير صحراوى يستوعب الزيادة السكانية ويحفّز النمو الاقتصادى عبر التركيز على دور قطاع التشييد والبناء وإقامة شراكات بين الدولة والقطاع الخاص وجذب استثمارات مباشرة وزيادة معدلات التشغيل، ومن بين أبرز هذه المدن على الإطلاق مدينة العلمين الجديدة، التى تحولت خلال 10 سنوات فقط من «حقل ألغام وأراضٍ لا يُرى فيها إلا مخلفات حروب عالمية، إلى وجهة للاستثمارات والسياحة العالمية».

ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس الوزراء، بعنوان «مدن الجيل الرابع ومستقبل التنمية العمرانية المستدامة فى مصر»، فإنَّ خطة الدولة وتوجّهها نحو تشييد مدن ذكية أو ما يُطلق عليها مدن الجيل الرابع، تركز على مدار السنوات الخمس الماضية، لتتوسّع فى إنشائها بهدف دعم قطاع التشييد والبناء، وتُعد مدينة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة أبرز المدن الذكية، وكلتاهما نموذج للطفرة غير المسبوقة فى العمران، لتعدّد الأنشطة داخلهما وقدرتهما الكبيرة على جذب استثمارات وتعزيز النشاط الاقتصادى وإتاحة فرص أكبر لمشاركة القطاع الخاص.

وتتميز مدن الجيل الرابع ببنيتها التحتية التكنولوجية التى تتيح خدمات النقل الذكى والربط مع المدن الأخرى عبر نظم نقل آمنة ومستدامة ومنخفضة التكلفة، كما يراعى تصميمها التغيّرات المُناخية بتوفير مزيد من المساحات الخضراء وإتاحة الاستغلال الأمثل لموارد الطاقة المتجدّدة وتوفير حياة صحية لقاطنيها وتطبيق معايير الاستدامة من تدوير للمخلفات وتنفيذ معايير البناء الأخضر وإتاحة الخدمات إلكترونياً، بالإضافة إلى مشروعات عملاقة تستهدف إتاحة فرص العمل للشباب وتحقيق النمو الاقتصادى.

وأكد تقرير مجلس الوزراء على مساهمة مدن الجيل الرابع فى جذب الاستثمار الأجنبى من خلال تخطيطها المميز، مما يضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، وراعت الدولة عند تشييد مدن الجيل الرابع الاختيار الدقيق لمواقعها وفق معايير التميّز والمنافسة العالمية والإقليمية، وأن تكون على محاور تنموية محدّدة لمضاعفة الرقعة السكانية، وأن ترتبط بالمشروعات الكُبرى للدولة، وبذلك تتحول مدن الجيل الرابع إلى مركز لريادة المال والأعمال على المستويين الإقليمى والعالمى.

 «الملاح»: اختيار مواقع استراتيجية للمدن الذكية يدعم تحولها إلى وجهات سياحية واستثمارية

أكدت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولى للاستشارات ودراسات الجدوى الاقتصادية، أنَّ تشييد مدينة العلمين الجديدة راعى طاقة استيعابية فائقة للزيادة السكانية وتوافد الأفواج السياحية على المدينة، بجانب موقعها الاستراتيجى على شواطئ البحر المتوسط، ما يجعلها قبلة للاستثمار السياحى والعمرانى.

وتابعت «الملاح»، فى تصريحاتها لـ«الوطن»، أن الدولة المصرية تستهدف من بناء مدن الجيل الرابع استيعاب الزيادة السكانية وجذب الاستثمارات المباشرة وتوفير فرص عمل، لافتة إلى وصول عدد مدن الجيل الرابع إلى 37 مدينة موزّعة على محافظات مصر، مقسّمة إلى مراحل، المرحلة الأولى منها تضمنت 15 مدينة، أبرزها مدينة العلمين الجديدة والمنصورة الجديدة ومدينة الجلالة، وامتداد زايد وتوشكى الجديدة وحدائق أكتوبر وغيرها.

وأوضحت اعتماد هذه المدن على التوسع فى البناء الأخضر والمساحات الخضراء المفتوحة واستثمار الطاقة المتجدّدة وتعزيز أنماط الحياة الصحية المعتمدة على وسائل النقل غير الآلية، مثل المشى وركوب الدراجات والنقل الجماعى صديق البيئة وتطبيق معايير استدامة الطاقة وإعادة تدوير المخلفات، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ 2050.

ولفتت إلى دور مهرجان العلمين وأهميته الكبرى فى التسويق لمدن الجيل الرابع فى مصر ببنيتها التكنولوجية المتطورة وقدرتها على جذب استثمارات بمليارات الدولارات، وهو ما شاهدناه بوضوح فى إتمام مشروع رأس الحكمة، مستطردة: «هناك مردود اقتصادى من الترويج للمشروعات بالعلمين والساحل الشمالى، خاصة أن مدن الجيل الرابع هى مدن متكاملة يراعى فيها بناء مدارس ومستشفيات وكل المشروعات الخدمية التى تجعل منها منطقة خدمية متكاملة لوجهة سياحية إقليمية وعالمية».

يرى الدكتور أحمد عز الدين، الخبير المالى والعقارى، دوراً مهماً لمدن الجيل الرابع فى النهوض بالعمران فى مصر ودفع عجلة النمو وجذب استثمارات مباشرة، مؤكداً أن مدينة مثل العلمين الجديدة قادرة على إعادة مصر إلى مكانتها على خريطة السياحة العالمية، وبالفعل رأينا إشغالاً كاملاً للوحدات الفندقية بالمدينة خلال فترة مهرجان العلمين فى نسخته الثانية، واستعداد رجال أعمال لمد فترة الموسم الصيفى لمشروعاتهم بالساحل الشمالى، لتنتهى فى شهر نوفمبر هذا العام بدلاً من سبتمبر.

وتابع «عزالدين» أن مد فترات الإشغال للمشروعات السياحية بمنطقة الساحل الشمالى، وتحديداً مدينة العلمين الجديدة ببنيتها التكنولوجية احتاج فى البداية إلى اهتمام كبير من ناحية الإنشاءات، لينتهى بنا المطاف أمام مدينة متكاملة بها كل الخدمات، ولكن يتبقى استكمال هذه النهضة العمرانية عبر مزيد من التركيز على ملف الاستثمار الصناعى للاستفادة من رفع نسب التشغيل: «نريد أن تأتى إلى مصر شركات عالمية تبنى مصانع لها بالمدن الذكية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلمين الجديدة مدينة الأحلام مدینة العلمین الجدیدة مدن الجیل الرابع

إقرأ أيضاً:

اقتصادية الجيل: تكافل وكرامة أداة استراتيجية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي

قال المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب “الجيل الديمقراطي” بمحافظة الإسكندرية، إن برنامج "تكافل وكرامة" منذ انطلاقه خفف بدوره من حدة الفقر، وحقق العدالة الاجتماعية؛ فضلًا عن تعزيز التنمية البشرية في مختلف المحافظات، ومثّل خلال عقد كامل إحدى الركائز الأساسية للحماية الاجتماعية في مصر، موضحًا أنه يأتي ضمن خطة الدولة لتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا وهشاشة.

وأضاف “محمود”، في بيان، أن برنامج "تكافل وكرامة" تطور خلال عشر سنوات إلى أداة استراتيجية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، وساهم في تغيير سلوك وثقافة الأسر المستفيدة تجاه التعليم والصحة والعمل، الأمر الذي يتماشى مع توجه الدولة نحو بناء "الجمهورية الجديدة"، موضحًا أن عدد المستفيدين في العام الأول للبرنامج بلغ حوالي 500 ألف أسرة فقط، بينما ارتفع العدد بحلول عام 2025 ليصل إلى 5.2 مليون أسرة، أي ما يُعادل أكثر من
20 مليون مواطن، منوهًا بأن البرنامج يُغطي جميع محافظات الجمهورية، مع اهتمام خاص بالمناطق الريفية والقرى الأكثر فقرًا، خصوصًا في الصعيد وسيناء والنوبة.

وأوضح رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب “الجيل الديمقراطي” بمحافظة الإسكندرية، أن برنامج “تكافل وكرامة” غيّر ثقافة الأسر المستفيدة تجاه التعليم والصحة، وعزّز العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، كاشفًا عن اعتماد البرنامج على أدوات رقمية لضمان الكفاءة والشفافية، أبرزها بوابة إلكترونية موحدة لتسجيل البيانات والتحقق منها، فضلًا عن بطاقة "ميزة" الذكية لصرف المعاشات، ومراجعة دورية وتحديث مستمر للبيانات لضمان استحقاق الدعم، علاوة على خط ساخن ومنصة إلكترونية لتلقي الشكاوى وتعزيز المساءلة المجتمعية.

وأشار إلى أن "تكافل وكرامة" لم يعمل في عزلة، بل تكامل مع عدة مبادرات تنموية كبرى، مثل برنامج "فرصة" الذي يهدف إلى دعم الأسر من خلال التمكين الاقتصادي والمشروعات الصغيرة، إضافة إلى مبادرة "حياة كريمة" التي أسهمت فى توفير بنية تحتية وخدمات أساسية فى القرى الأكثر فقرًا، علاوة على برامج التدريب والتأهيل التي تستهدف الشباب والنساء لدمجهم في سوق العمل وتوفير مصادر دخل مستدامة، مؤكدًا أن "تكافل وكرامة" ساهم في خفض معدلات الفقر في المحافظات المستهدفة بنسبة تراوحت بين 5% إلى 12%، فضلًا عن زيادة القوة الشرائية في المناطق الريفية، وتقليل الاحتقان الاجتماعي وتعزيز الاستقرار المجتمعي، علاوة على الحد من عمالة الأطفال والزواج المبكر من خلال ربط الدعم بالتعليم والتوعية الصحية.

وأكد أن البرنامج حظى بإشادة دولية واسعة، حيث اعتبره البنك الدولي من أنجح نماذج الدعم النقدي المشروط فى الشرق الأوسط وإفريقيا، كما أثنت المؤسسات الرقابية والبرلمانية المصرية على شفافية البرنامج وآليات تنفيذه، وأدرجته تقارير التنمية الدولية كنموذج فعّال للتكامل بين السياسات الاجتماعية والتنموية.

طباعة شارك تكافل وكرامة العدالة الاجتماعية خطة الدولة الأمان الاجتماعي

مقالات مشابهة

  • نقابة السياحيين: المتحف المصري الكبير هدية للعالم وافتتاحه نقلة حضارية
  • عمرو سليمان: مشروع "جريان" نقلة نوعية توفر جودة حياة واستثمارًا سياحيًا وعقاريًا في قلب التنمية الزراعية الجديدة
  • اقتصادية الجيل: تكافل وكرامة أداة استراتيجية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي
  • الجيل الديمقراطي ينظم صالونًا سياسيًا بعنوان «تحديات الانتخابات البرلمانية 2025»
  • وزير الإسكان يعقد اجتماعًا بمقر جهاز العلمين الجديدة لمتابعة موقف تسليم وتشغيل المشروعات التنموية بالمدينة
  • وزير الإسكان يتفقد كومباند مزارين والممشى السياحي وأعمال تجهيز الشاطئ بمدينة العلمين الجديدة
  • وزير الإسكان يتفقد أعمال إنشاء كوبري C3 و"سكن لكل المصريين" والمدينة التراثية بمدينة العلمين الجديدة
  • جولة تفقدية لوزير الإسكان في مدينة العلمين الجديدة
  • وزير الإسكان يبدأ جولة تفقدية في مدينة العلمين الجديدة
  • نقلة نوعية نحو عصر رقمي جديد .. مصر تطلق خدمات الجيل الخامس خلال أيام