الحرة:
2025-08-01@15:58:10 GMT

هل تستطيع إسرائيل فعلاً ردع حزب الله؟

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

هل تستطيع إسرائيل فعلاً ردع حزب الله؟

لا يزال التوتر سيد الموقف على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان، خوفا من حدوث تصعيد كبير قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق في المنطقة، وذلك عقب مقتل القيادي العسكري البارز في ميليشيات حزب الله، فؤاد شكر، في ضربة جوية في 30 يوليو الماضي.

وفي تحليل نشرته صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، قالت الكاتبة والباحثة أنشال فوهرا، أن مشاعر الخوف من نشوب حرب مدمرة "بدأت تنتشر في أوساط اللبنانيين، حيث باشروا في تخزين الضروريات الأساسية، وشراء الطعام والوقود والحفاضات بكميات كبيرة".

 

كما وضعت بعض الدول الغربية قواتها في حالة تأهب استعداداً لتنفيذ عمليات إجلاء، في حين دعت دول أخرى رعاياها إلى مغادرة لبنان، خاصة أن بعض الرحلات الجوية التجارية لاتزال متاحة.

والأسبوع الماضي، سادت حالة من الفوضى بمطار رفيق الحريري في بيروت، وهو المطار الدولي الوحيد في البلاد، والذي تعرض للقصف في آخر صراع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. 

غارات إسرائيلية "نادرة" تستهدف مستودعا للأسلحة شرقي لبنان أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بـ"تعرض بلدات في قضاء بعلبك" في منطقة البقاع في شرق لبنان "لثلاث غارات إسرائيلية"، مساء الاثنين.

وكانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قد حلقت في الأيام الماضية على ارتفاع منخفض في المجال الجوي اللبناني، حيث كسرت حاجز الصوت وحطمت النوافذ في العديد من المباني، بينما بثت طائرة بدون طيار إسرائيلية رسالة باللغة العربية تدعو السكان في بنت جبيل، وهي بلدة في جنوب لبنان، إلى "الانقلاب" على حزب الله.

وحسب فوهرا، فإن "الجميع في لبنان يتفقون على أن احتمال اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل بات أعلى من أي وقت مضى، منذ حرب يوليو عام 2006 بين الجانبين".

وحينها، خاض حزب الله وإسرائيل حربا دامية استمرت شهرا، وتسببت بتدمير مساحات واسعة من جنوب لبنان. 

وأدى الرد الإسرائيلي القاسي إلى التفاف العديد من الفصائل اللبنانية حول حزب الله، لكن اليوم "قد يلوم الكثيرون في البلاد حزب الله على أي دمار إضافي للبلاد بدلا من دعمه"، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن النائب آلان عون قوله، إن "حزب الله عالق.. فهو بحاجة للانتقام لاغتيال أحد قادته، لكن في الوقت نفسه لا تزال صورة حرب 2006 في ذهنه".

وتابع عون أن حزب الله "يعلم أن الشعب اللبناني لا يستطيع تحمل ذلك بعد الآن".

"هل لها جدوى؟"

لكن إذا كان هدف إسرائيل هو الردع الدائم لحزب الله، فقد لا تكون الحرب أفضل استراتيجية متاحة لها، وفق تحليل "فورين بوليسي"، إذ يرى بعض الخبراء والمراقبين أن "قواعد الاشتباك التي كانت سائدة بين حزب الله وإسرائيل قبل هجمات حركة حماس غير مسبوقة في السابع من أكتوبر الماضي، ربما تكون السيناريو الأفضل لإسرائيل".

ونبهت فوهرا إلى أن الحدود بين البلدين كانت هادئة في الغالب منذ حرب 2006، بينما كانت المعارضة الداخلية لحزب الله في تزايد مستمر، خاصة بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت قبل نحو 4 أعوام، والذي يعد أكبر انفجار غير نووي في التاريخ.

ورأت الكاتبة أن إحدى الاستراتيجيات التي يفكر فيها الإسرائيليون الآن هي "إبقاء أي هجمات محدودة على المناطق التي يهيمن عليها حزب الله في جنوب لبنان، وضاحية بيروت، ووادي البقاع"، لافتة إلى أن هذا من شأنه أن "يعطل الاقتصاد اللبناني المنهار بالفعل".

وشددت على أن الهدف الاستراتيجي الرئيسي سيكون "نزوح أنصار الحزب من الجنوب إلى مناطق أخرى في لبنان، مما يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية والاجتماعية في بلد يقوم الحكم فيه على نوع من التوافق بين المذاهب والطوائف التي يبلغ عددها نحو 18 طائفة معترف بها رسميا. 

لبنان.. انقطاع التيار الكهربائي في جميع المناطق بسبب نفاد الوقود شهد لبنان انقطاعا تاما للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، بعد أن قالت شركة الكهرباء التي تديرها الدولة إن مخزونها من زيت الغاز نفد، وفقا لوكالة "بلومبرغ".

واعتبرت أن "المخاوف من ذلك الهدف الاستراتيجي، قد يردع حزب الله محليا"، مستشهدة بتصريح لنائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إران ليرمان، قال فيه: "أشعر بالقلق بشأن الطائفة الشيعية (في لبنان)، فالكثير من الناس لديهم حسابات لتسويتها مع حزب الله منذ انفجار بيروت، أو بسبب مقتل الكثير من السنة في الحرب السورية"، في إشارة إلى تدخل حزب الله في سوريا والوقوف مع نظام بشار الأسد، واتهام ميليشياته بارتكاب الكثير من جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية.

وشدد ليرمان على أن بلاده "ليست لديها أية مواقف ضد الشعب اللبناني، مضيفا: "حتى إذا اندلعت حرب واسعة النطاق، فإن إسرائيل ستحاول عدم مهاجمة البنية التحتية اللبنانية، والبحث عن أشخاص يمكننا العمل معهم على الأرض"، في إشارة إلى الأطراف المحلية المناهضة لحزب الله.
 

"استراتيجية مهددة بالفشل"

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية - مع انخفاض قيمة العملة اللبنانية، وانزلاق البلاد إلى أزمة اقتصادية، وانفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص - أصبحت المعارضة لحزب الله أكثر صراحة، حتى داخل البيئة الحاضنة له، لكن لا توجد أرقام واضحة بشأن ذلك، حيث يعتقد بعض المحللين أنه من غير المؤكد كيف سيتفاعل اللبنانيون إذا حدثت مواجهة مع إسرائيل.

وتختلف التقديرات بشأن نجاح استراتيجية إسرائيل في الاعتماد على المعارضة اللبنانية والبحث عن حلفاء محليين، فهناك تخوف من حدوث "إجماع" أو "توافق وطني" بشأن الحرب مع إسرائيل، حسب "فورين بوليسي".

لكن السبب الأهم، وفق فوهرا، هو أن اللبنانيين المعارضين لحزب الله "قد لا تكون لديهم القدرة على مواجهة ميليشيات تمتلك عشرات آلاف المقاتلين الملتزمين عقائديا، ويملكون ترسانة أسلحة كبيرة".

وكان لبنان قد شهد في أكتوبر 2019 احتجاجات شعبية كبرى ضد السلطة، وخلال تلك التظاهرات "وجد بعض النشطاء الشجاعة لإضافة اسم حزب الله وصورة زعيمه حسن نصر الله على نفس الملصقات التي أدانوا فيها سياسيين آخرين".

وجراء ذلك عمد مئات من أنصار حزب الله الشباب إلى القيام مسيرات بالدراجات في وسط بيروت في استعراض للقوة ونقل رسالة تهديد في حال استمر المتظاهرون بالتنديد بسيطرة حزب الله على الكثير من مفاصل الدولة والحكم.

وهنا، يشير جورج عقيص، النائب في حزب "القوات اللبنانية"، والذي يعد من أكبر المناهضين لحزب الله، إلى خطورة السلاح الذي يمتلكه حزب الله ويمنع الآخرين من الوقوف بوجهه بشكل فعال.

واستبعد عقيص حدوث حرب أهلية، قائلا: "حزب الله وحده هو الذي يمتلك السلاح، وبالتالي لا يمكن حدوث حرب بين أطراف غير متكافئة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لحزب الله حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي

أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان

أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".

وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".

وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.

وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.

وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".

وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".

وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".

Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاق

على صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.

وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.

خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاح

تجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.

وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.

وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.

لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.

بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".

ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • 4 قتلى في غارات إسرائيلية على لبنان
  • ليلة النار في لبنان.. غارات إسرائيلية توقع قتلى وتصعد التوتر
  • سعيد: الدفاع عن لبنان ليس اختصاصاً لحزب أو طائفة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصف موقع لحزب الله في لبنان لإنتاج الصواريخ
  • لبنان.. غارات إسرائيلية على مواقع في الجنوب والبقاع
  • عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش يهاجم بنى تحتية لحزب الله في لبنان
  • الرئيس اللبناني يوجه طلبا عاجلا لحزب الله
  • ماذا قرّر حزب الله مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف
  • الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل