أمل الإسماعيلية نموذجًا: كاتبة كندية تكتب مقالًا عن ارتباط المرأة العمانية بصياغة الفضة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في القاهرة
كتبت آنا زكريا الصحفية والمؤلفة الكندية اليوم الأربعاء، مقالًا تحت عنوان: “المرأة العمانية تعيد اختراع فن صياغة الفضة القديم”.
وتقول الكاتبة الكندية في مقالها المنشور في الموقع الإلكتروني newlines mag: ” : كانت أمل الإسماعيلية في العاشرة من عمرها، فتحت الباب لبائع متجول طلب جدتها، لشراء مجوهرات فضية عتيقة لإعادة بيعها أو تذويبها في قطع جديدة”.
وتنقل عن أمل الإسماعيلية قولها: “تتحدث والدتي دائمًا عن المجوهرات التي كانت جدتي تملكها، ومدى ثقلها وكيف باعتها كلها”، وهي تتذكر أن جدتها سلمت حامل الكحل المحفور وقطعًا أخرى من المجوهرات العتيقة المزخرفة للتاجر؛ فشعرت أن تراثها قد تلاشى، وذهب. لذلك، حاولت تتبع ذلك.
ووجدت أمل الإسماعيلية، طريقها من واحة إبراء إلى المملكة المتحدة، حيث بدأت في دراسة تاريخ المجوهرات الفضية والجلدية العمانية كجزء من دراسات الدكتوراه.
وصقلت مهاراتها، وبدأت في وضع معرفتها في الحدادة جنبًا إلى جنب مع تاريخ الحرفة التي يمكن أن تؤثر على مستقبلها.
وأدى بحثها عن مجوهرات جدتها البدوية إلى لقاءات مع النساء في المناطق الداخلية الصحراوية في سلطنة عمان، وعندما أنهت الإسماعيلية الدكتوراه، عادت إلى بلادها بشكل دائم لتدريس المجوهرات والحرف اليدوية المعاصرة في جامعة السلطان قابوس.
تقول الكاتبة الكندية آنا زكريا: أمل الإسماعيلية، جزء من جيل جديد من النساء العمانيات اللواتي بدأن صياغة الفضة، مدعومة بالتكنولوجيا الحديثة، والدروس الحكومية في الحدادة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمكنهن من الوصول إلى المستهلكين الأثرياء في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
وتابعت: لطالما كانت صياغة الفضة من اختصاص الرجال الذين يقومون بالحدادة وبيع بضاعتهم في الأسواق، لكن بينما يسعى الرجال إلى وظائف حكومية بأجر، تتدخل النساء للحفاظ على تقاليد صياغة الفضة على قيد الحياة. ومع تزايد عدد المتاجر التقليدية التي تغلق أبوابها، تقوم النساء بإنشاء ورش عمل في منازلهن وبناء قواعد للعملاء على WhatsApp و Instagram”.
وتواصل الكاتبة الكندية حديثها عن قائلة: في شبه الجزيرة العربية، لطالما كانت سلطنة عُمان مرادفة للفضة، فقد تم ارتداء المعدن مرة واحدة في كل معلم من مراحل الحياة، تم ثقب آذان الأولاد والبنات بعد أسابيع من الولادة، وارتدى الأطفال تمائم ثقيلة للحماية من العين الشريرة. كان المهر الذي أعطاه زوجها للعروس هو ضمانها المالي”.
وأوضحت أن “هذا كان يعني الوصول الثابت إلى الفضة عالية الجودة على شكل ماريا تيريزا ثالر، وهي عملة معدنية من السبائك حملت وجه حاكم إمبراطورية هابسبورغ في القرن الثامن عشر والإمبراطورة الرومانية. وكانت عملتها الفضية التي تحمل اسمها ثمينة للغاية بسبب نقائها لدرجة أنه تم سكها من برمنغهام إلى بومباي وظلت عملة في شبه الجزيرة العربية حتى أواخر القرن العشرين”.
كما قالت الكاتبة الكندية في مقالها: “لقرون، قدم البحارة العمانيون في المحيط الهندي للحدادين إمدادًا ثابتًا من العملات الفضية النقية التي تم صهرها إلى قطع جديدة أو تم تقييمها على أنها ميداليات في حد ذاتها”.
وتواصل حديثها: “كانت العديد من القطع الفضية مخصصة للنساء المتزوجات، مثل حلقات أصابع القدم أو الخلخال للأجراس التي يتم ارتداؤها للرقص في المجتمعات الساحلية الجنوبية. وبالنسبة للكثيرين، تحمل الفضة أهمية روحية كبيرة.
وتكشف أن المتحف البريطاني ينظم في في شهر أكتوبر المقبل، معرضًا عن صائغات الفضة في القرن العشرين، مثل توفول رمضان، التي تعلمت الحدادة من زوج أختها في سن الرابعة عشرة، وجعلتها تتاجر عندما أصبحت أرملة في منتصف العشرينيات من عمرها ولديها ثلاثة أطفال صغار.
وتقول آنا زكريا: منذ أواخر التسعينيات، بدأ الرجال في ترك المهنة واختيار وظائف ذات مكانة أكبر وأمان مالي. وتضيف: “الرجل مسؤول عن توفير المال للعائلة”، هذا ما قاله هلال الشيباني، 33 عامًا، أحد آخر صاغة الفضة العمانيين الذكور في الداخلية. “عندما ينهون دراستهم الجامعية ، يحاولون العثور على وظيفة ، ويحاولون الحصول على راتب ، ويحاولون بناء حياتهم الخاصة.”
وتنقل عنه أيضا: تعرف الكثير من النساء كيفية تصميم المجوهرات لكن ليس لديهن الدعم المالي لفتح ورشة عمل صغيرة”.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي.
النشأة.. بداية موهبة مبكرة
ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم.
منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية.
مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود
طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته.
من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود".
كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000.
فاتن حمامة والسينما النظيفة
لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية".
زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة
مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها:
عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية.
عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية.
الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها.
تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلينالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها:
جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا.
الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا
في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل.
خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية.
إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق
بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر.
رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.