العراق: 32 ألف طبيب خريج بدون تعيين والحكومة تدرس تعديل القوانين الصحية
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
أغسطس 22, 2024آخر تحديث: أغسطس 22, 2024
المستقلة/- كشفت لجنة الصحة والبيئة النيابية، اليوم الخميس 22 أغسطس 2024، عن أزمة تعيين الأطباء في العراق، حيث بلغ عدد الخريجين من مختلف التخصصات الطبية الذين لم يتم تعيينهم حتى الآن 32 ألفاً. تأتي هذه الأزمة في ظل الشكاوى المتزايدة من وزارة الصحة حول عدم قدرتها على استيعاب هذا العدد الكبير من الخريجين.
قال رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي، إن المؤسَّسات الصحية في العراق تواجه تحديات كبيرة في استيعاب العدد الضخم من الخريجين، وخاصة في تخصصات مثل أطباء الأسنان والصيادلة. وأشار إلى أن وزارة الصحة تعاني من تراكم الخريجين في هذه التخصصات، مما يعيق فرص التعيين ويزيد من الضغوط على القطاع الصحي.
تزداد مطالب الخريجين وذويهم للحصول على فرص عمل في القطاع الصحي. ووفقاً لشهادات الكثيرين، فإن العديد من هؤلاء الخريجين قد التحقوا بالكليات الأهلية على نفقتهم الخاصة، وهم من ذوي المعدلات العالية، مما يزيد من الإلحاح في مسألة تعيينهم. دعا شنكالي الحكومة ومجلس النواب إلى العمل معاً على تشريع قوانين جديدة تلبي احتياجات الأطباء وتضمن حقوقهم.
أوضح شنكالي أن اللجنة تعمل حالياً على تعديل قوانين التدرج الطبي والقوانين الخاصة بأمراض السرطان والمخدرات والإيدز. هذه القوانين لم تُعدل منذ الدورات السابقة للبرلمان، ويهدف التعديل إلى ضمان حقوق الطلبة وتحسين النظام الصحي. ومع ذلك، أشار إلى أن المدة المقررة لعمر الحكومة قد لا تكون كافية لتعديل جميع هذه القوانين.
لفت شنكالي إلى عدم إمكانية منح الأطباء شهادة أو وثيقة تخرج في حال رغبتهم بالسفر والعمل في الخارج، خاصة عندما تكون دراستهم على نفقة الحكومة. كما أشار إلى أن الملاكات الطبية تفتقد إلى الزمالات الدراسية في الخارج، وهو ما كان يعوق الاستفادة من خبرات الأساتذة الأجانب في التدريس والبحث العلمي. تم إيقاف الزمالات بسبب عدم رغبة العديد من الموفدين بالعودة إلى البلاد، لذا تدرس اللجنة حالياً تعديل قانون الزمالات لتلبية هذه الاحتياجات المستقبلية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
هارفارد تحتفل بيوم الخريجين وترد على ترامب: مبادئنا لا تُساوم
واشنطن- حلّ يوم خريجي هارفارد السنوي هذا العام في ظروف غير مسبوقة، إذ تعيش الجامعة منذ أشهر على وقع مواجهة مفتوحة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت باتهامات من مسؤولين جمهوريين للجامعة بـ"التسامح مع معاداة السامية"، وتفاقمت مع تهديدات صريحة بقطع التمويل الفدرالي.
وخلافا لحفل التخرج الذي يركز على وداع دفعة التخرج الجديدة، يهدف تقليد "يوم الخريجين" إلى إعادة التواصل بين الأجيال المختلفة من خريجي الجامعة والاحتفاء بما يفترض أنه تأثيرهم المستمر في مجتمعاتهم ومواقعهم حول العالم.
ورغم الأجواء الاحتفالية والحنين إلى الماضي التي سادت يوم أمس الجمعة، فلم تغب القضايا السياسية عن آلاف الخريجين من مختلف الكليات والدفعات الذين تجمعوا في حرم الجامعة بمدينة كامبردج في ولاية ماساتشوستس.
وفي ساحة "التيرسنتري"، جلس مئات في صفوف منظمة تحت ظلال الأشجار العريقة، وبعد موكب تقليدي قاده خريجون من دفعات سابقة، صعد رئيس الجامعة آلان غاربر إلى المنصة وسط تصفيق حارّ، ليلقي كلمة لم تخل من رسائل سياسية واضحة.
مواجهة معلنةولم يخف غاربر في كلمته قلقه مما وصفه بـ"التحريف المتعمّد لما تمثّله هارفارد"، وقال "نحن ندافع عن الجامعة ضد تحريف ما نحن عليه وما نقوم به، ولا نقبل انتقام الحكومة الفدرالية منا بسبب رفضنا التخلي عن حقوقنا".
إعلانوأضاف أن إدارة الجامعة تعمل على مواجهة الانتقادات المشروعة، لكنها "ترفض الرضوخ لضغوط سياسية تهدد حرية التعبير والتعددية الفكرية داخل الحرم الجامعي".
وقوبلت كلمة غاربر بترحيب لافت من جمهور الخريجين، خاصة في ظل ما تتعرض له الجامعة مؤخرا من هجمات إعلامية وتحقيقات حكومية حول سياسات الجامعة المتعلقة بحرية التعبير وتمويل بعض الأنشطة الطلابية.
ويعتقد مراقبون أن الهدف غير المعلن لهذه التحقيقات قد يكون فرض قيود مالية وتشريعية على الجامعة في محاولة للضغط عليها لتغيير نهجها الداخلي في إدارة النقاشات والقضايا المثيرة للجدل.
وفي كلمته بوصفه متحدّثا رئيسا خلال يوم الخريجين، وجّه الدكتور أتول جاواندي، الجرَّاح والكاتب المعروف، انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس ترامب، متهما إياها بتقويض الصحة العامة والبحث العلمي والتعليم العالي.
واستعرض جاواندي تجربته بوصفه مسؤولا سابقا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة قامت بـ"جراحة بمنشار كهربائي" أدت إلى تفكيك الوكالة، وتسريح 86% من برامجها، مما تسبب في "تعظيم المعاناة البشرية، وفقدان الأرواح، وهدر أموال دافعي الضرائب".
كما أشار إلى أن مركز الأبحاث الذي أسسه في مستشفى بريغهام وكلية هارفارد للصحة العامة فقد تمويله، وأن الطلاب الدوليين قد يُمنعون من الالتحاق بالجامعة العام المقبل، بل إن اعتماد الجامعة نفسه قد يكون مهددًا.
وتساءل جاواندي: "ما القيم الأساسية التي يجب أن تسعى هارفارد للحفاظ عليها؟"، مؤكدا أن الجامعة تواجه تهديدا وجوديا يتطلب منها الدفاع عن مبادئها في مواجهة "إجراءات انتقامية وغير قانونية".
وقد تحوّلت كلمته إلى دعوة صريحة للجامعة وخريجيها للوقوف في وجه ما وصفه بـ"الهجوم المنسق" على مؤسسات التعليم والبحث العلمي، مؤكدا أن الصمت أو التراجع ليسا خيارين في هذه المرحلة.
إعلان تصاعد الأزمةوتأتي هذه التصريحات على خلفية سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة ترامب، شملت تعليق منح فدرالية لهارفارد، والتهديد بإلغاء برامج تأشيرات الطلاب الدوليين، خاصة من الدول التي تصنّفها الإدارة بأنها "تشكل خطرا أمنيا".
فمن أبرز مظاهر التصعيد بين الجامعة والإدارة الحالية قرار وزارة الأمن الداخلي بإلغاء تأشيرات الطلبة الدوليين الذين يدرسون في جامعات تقدّم برامج تعليمية عن بُعد بالكامل.
وقد اعتُبر هذا القرار هجوما مباشرا على الجامعات ذات التوجه الليبرالي، ودفع هارفارد إلى رفع دعوى قضائية مشتركة مع معهد "إم أي تي" عام 2020 في سابقة قضائية رمزية. ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أبطلت القرار لاحقا، فإن الجدل عاد للواجهة مجددا بعد فوز ترامب بولاية ثانية.
وفي مايو/أيار الماضي، سعت إدارة ترامب لإعادة تفعيل قيود تأشيرات الطلبة من دول تصنّفها بأنها "غير متعاونة أمنيا"، وهو ما أثار مخاوف من حرمان مئات الطلاب، خصوصا من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، من الالتحاق بفصل الخريف المقبل.
لكن محكمة فدرالية في بوسطن أصدرت أمرا مؤقتا بوقف تنفيذ القرار، معتبرة أنه "ينتهك حرية المؤسسات الأكاديمية ويلحق ضررا مباشرا بسمعة الجامعات الأميركية".
ورغم غياب أي إشارات مباشرة لقضية غزة في الكلمات الرسمية، فإن خلفية الحدث لم تكن معزولة عن المناخ السياسي المشحون الذي تعيشه الجامعة منذ اندلاع الحرب على القطاع، فقد شكلت هارفارد خلال الأشهر الماضية واحدة من أكثر ساحات الجدل حدة حول الموقف من العدوان الإسرائيلي.
وواجهت الجامعة اتهامات متكررة بـ"التساهل مع معاداة السامية" على خلفية احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي، وهو ما أدى إلى تصعيد المواجهة بين الجامعة من جهة وإدارة ترامب وعدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، الذين يعتبرون أن الجامعة "تحوَّلت إلى ساحة للتحريض"، وطالبوا باتخاذ إجراءات تأديبية بحق الطلبة ومراجعة تمويلات الجامعة الفدرالية.
إعلان