سرايا - تتفاوت تصريحات قادة محور المُقاومة حول الرد الجماعي أو الفردي القادم على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، حيث تذهب بعضها لحتمية الرد القاسي، فيما تذهب أخرى إلى الإيحاء بأن الرد سيكون مُناسبًا ولكنه موجع، ولا يُفضي إلى حربٍ إقليمية.


آخر تلك التصريحات تعود إلى السيّد عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار اليمنية، الذي أعاد التهديدات إلى الواجهة، حين وعد بردٍّ قريب بالتشارك كما قال مع كافة جبهات محور المُقاومة، وذلك انتقامًا لاغتيال هنية.




وقال السيّد الحوثي في خطاب إن “الرد آت من جبهات المحور وسيكون موجعاً ومؤثراً على العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “التخطيط لذلك هو أحد أسباب التأخير”.


22 يومًا مرّت، والعالم لا يزال يترقّب الرد الإيراني على (إسرائيل)، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ذلك الرد قد ألغي، أو خضع لحسابات أمنية أخّرته، أو كما يقول السيّد الحوثي بأن أسباب التأخير ليست إلا بسبب التخطيط، ما يرفع لعلّه حالة التفاؤل لشكل الرد وحجمه، بين المُتحمّسين لمجيء الرد الإيراني عقابًا لـ (إسرائيل).


الإعلام الإيراني ذاته لا يزال يطرح تساؤلات حول الرد الإيراني المُنتظر، فالبعض يُطالب بضرورة الرد، فغيابه يعني غياب الردع، فيما ينظر هادي سيد أفقهي وهو خبير بشؤون المنطقة في مقاله على موقع “جام جم” الإلكتروني مُقيّماً تأخّر الرد الإيراني على اعتبار أنه ذكاء قائلاً: “الولايات المتحدة تتخذ المفاوضات وسيلة لتأخير الرد الانتقامي الإيراني لدم إسماعيل هنية لأنها تراهن على أن قضية الرد على اغتيال هنية سيطويها النسيان بمرور الزمن بهذا الأسلوب، غير أن إيران تتعامل بذكاء مع هذا الموضوع”.


في المُقابل، تأخّر الرد الإيراني، يراه البعض عقابًا بحد ذاته لـ (إسرائيل)، فيكفي بحسبهم أن تُعلن الصحف العبرية عن ساعات عصيبة من التوتر والترقب، للرد الإيراني، وخلو الشواطئ من المُصطافين، وإلغاء آلاف الحجوزات، وإيقاف بعض شركات الطيران رحلاتها من وإلى "تل أبيب".


ترتفع أصوات في إيران تُوحي بأنها لا تريد ردًّا على (إسرائيل) بالشكل الذي تُريده الأخيرة لإشعال حرب، ومنهم على الجانب الإيراني برلمانيون إيرانيون – على رأسهم البرلماني السابق نوذر شفيعي الذي دعا إلى الرد بعقلانية، وعدم الوقوع في فخ (إسرائيل)، حيث يرى شفيعي أن (إسرائيل) تسعى لجر إيران إلى حرب شاملة، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار، معتقدًا أن التعامل مع ملف هنية يجب أن يكون من خلال نقطتين محوريتين، أولاهما الرد على انتهاك السيادة الإيرانية واغتيال هنية على أراضيها، والثانية منع (إسرائيل) من الوصول إلى أهدافها التي ترمي إليها من خلال قيامها بهذا الفعل.


عادت طهران ربّما بحسب البعض إلى فرضية الصبر الاستراتيجي، حيث أوحى بذلك نائب القائد العام للحرس الثوري في إيران العميد علي فدوي الذي قال إن بلاده “ستعاقب الكيان الصهيوني بالتأكيد في الوقت والمكان المناسبين، لاغتياله (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) الشهيد (إسماعيل) هنية في أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف العميد فدوى الثأر لدم هنية ما زال قائما… سنحدد وقت وأسلوب العقاب والثأر لدم الشهيد هنية، وسوف يتم ذلك بالتأكيد”.


وفي ظل عرقلة المفاوضات وغياب أي قوة ضاغطة تفرض على (إسرائيل) الاتفاق، يعود انتظار الرد الإيراني ليتصدّر المشهد، فأحد أسباب التأخير لهذا الرد، كان يجري الحديث عن انتظار طهران لنتائج مفاوضات الدوحة والقاهرة.


لا بد من الإشارة إلى طهران تخشى أيضًا أن تستخدم أراضي أذربيجان لشن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، و(إسرائيل) مزود كبير للأسلحة إلى باكو، حال الرد الإيراني “غير المحسوب”، فيما لا تزال لا تعتقد واشنطن أن إيران حدّدت طبيعة ردّها على (إسرائيل) جرّاء اغتيال الزعيم السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران.


على الجبهة اللبنانية يبدو أن الأمور في حالة تصعيد مدروس، رغم أن (إسرائيل) استدعت 15 ألف جندي من قوات الاحتياط وإرسالهم الى الحدود مع لبنان، وهو حدث قد يشي بأن ( إسرائيل) بصدد التحضير لأمر استباقي ما تصعيدي ضد لبنان، أو جنوب لبنان وحزب الله بالأحرى الذي لم يتوقّف عن إسناد جبهة غزة، حيث كشف موقع إخباري عبري عن الخسائر المادية والبشرية التي تكبّدتها (إسرائيل) خلال المواجهة المستمرة منذ أشهر مع حزب الله اللبناني، في وقت استمر فيه تبادل القصف بين جيش الاحتلال ومقاتلي الحزب عبر الحدود، وأفاد موقع “والا” العبري بمقتل 44 شخصا منذ بداية المواجهات مع حزب الله اللبناني، بينهم 24 مدنيا و19 ضابطا وجنديا وعامل أجنبي واحد.


وأضاف الموقع العبري أن 271 إسرائيليا، منهم141 جنديا وضابطا، أصيبوا منذ بداية المواجهة مع حزب الله في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وفي حال كان حزب الله ينتظر هو الآخر نتائج مفاوضات غزة، والتي تبدو فاشلة رغم نفيه لارتباط الرد الانتقامي بالمفاوضات، تقدّر القناة 13 العبرية وفق تقديرات للجيش الإسرائيلي أن يأتي رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر، الأسبوع المقبل إذا انهارت المحادثات بشأن غزة، ووفق القناة: “سيكون الرد باستهداف مناطق شمال ووسط (اسرائيل) مرفقة باغتيالات، فيما يظل هذا الموعد سرًّا عسكرّيًّا لم، ولن يُعلن عنه حزب الله الذي أكّد حتمية الرد على اغتيال شكر، واعتبرها جريمة “خارج قواعد الاشتباك”.


ولا تحسم (إسرائيل) موقفها من الرد الإيراني وحزب الله وعدمه، حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه اتصل أمس الخميس بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت لبحث تبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.



وأضاف أنه بحث مع غالانت مخاطر التصعيد المحتملة من إيران وحزب الله، في ظل انتظار الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.


أمام هذه المُعطيات، لا يُوحي محور المقاومة بالرغبة بالذهاب لحرب واسعة، وشاملة، لكنه كما تُوحي تصريحاته لم يتنازل عن الرد لاغتيال هنية، وشكر، ليبقى السؤال هل سيأتي الرد، أم أن للمكاسب السياسية رأيٌ آخر، أم أن (إسرائيل) ستفرض توقيتها مع رغبة رئيس وزرائها بتوسيع رقعة الحرب، وجر الجميع إليها، يتساءل مراقبون.

إقرأ أيضاً : الإعلام العبري يكشف المستور .. (إسرائيل) تقف على حافة الهاوية والانقسامات تضرب مؤسساتهاإقرأ أيضاً : انفجار أمام كنيس يهودي جنوب فرنساإقرأ أيضاً : الجيش "الإسرائيلي": نفذنا 98 غارة في رفح

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: رئيس الله المنطقة إيران الطيران إيران إيران إيران علي إيران لبنان الله الله الاحتلال الله الله الله الله الله الله الدفاع إيران رئيس الله رئيس الجميع إيران المنطقة لبنان الطيران الله الدفاع غزة الاحتلال علي الجميع رئيس ر الرد الإیرانی السیاسی لحرکة إسماعیل هنیة اغتیال هنیة على اغتیال حزب الله الرد على

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)

كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.

وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".

حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.

وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"

وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.

وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.

الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.


وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."

العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"

وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • وزير خارجية لبنان يرفض دعوة من نظيره الإيراني لزيارة طهران: الأجواء غير متوفرة