مناظير الاربعاء 28 اغسطس، 2024
زهير السراج
[email protected]
* ظل (البرهان) يطالب بخروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والقرى والمدن والتزامها باعلان جده كشرط للتفاوض معها، وكأن الاعلان يخص قوات الدعم السريع فقط ويستثني الجيش، بينما جاءت كل بنود وفقرات الاعلان بصيغة الجمع (نحن) التي تؤكد إلتزام الطرفين ببنود الاعلان، وانقل هنا ما ورد في التمهيد:
" نؤكد نحن الموقعون أدناه، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من خلال هذا الإعلان التزاماتنا الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين.
ونؤكد التزامنا الراسخ بسيادة السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.
وندرك أن الالتزام بالإعلان لن يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية.
ونرحب بالجهود التي يبذلها أصدقاء السودان الذين يُسخّرون علاقاتهم ومساعيهم الحميدة من أجل ضمان احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام بالإعلان وتنفيذه على الفور. ونؤكد هنا ان النقاط الواردة أدناه لا تحل محل أي التزامات أو مبادئ بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنطبق على هذا النزاع المسلح وعلى وجه الخصوص البروتكول الإضافي الثاني لسنة 1977م والملحق باتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949م والتي يجب على جميع الأطراف الوفاء بها" (إنتهى).
* كان ذلك ما نص عليه التمهيد وسار باقي الاعلان الذي صدر في (11 مايو، 2023 ) على نفس المنوال بما في ذلك الإلتزامات التي تعهد بها الطرفان ومن ضمنها: "التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة، واخلاء الأماكن الحضرية بما في ذلك مساكن المدنيين" (البند 2 ، الفقرات أ، ب ج).
* نتبين من ذلك ان الإلتزام باتفاق أو اعلان جده بما في ذلك الشرط الذي ظل يكرره البرهان باخلاء قوات الدعم السريع للأماكن الحضرية للتفاوض معها، لا ينسحب على قوات الدعم السريع فقط وانما على طرفى الاتفاق وهو أمر واضح من بنود الاعلان ولا يحتاج الى توضيح!
* بل اكد الاعلان على الإلتزام الكامل بمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنطبق على النزاع المسلح بين الطرفين، وعلى وجه الخصوص البروتكول الإضافي الثاني لسنة 1977م والملحق باتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949م والتي يجب على جميع الأطراف الوفاء بها، الأمر الذي يجعل من مساس اى طرف من الاطراف بحقوق المدنيين بكافة اشكالها وانواعها جريمة حرب لاتسقط بالتقادم.
* ولو نظرنا الى ما يجري في مدن واحياء السودان المختلفة من تدمير وقتل وانتهاك لحقوق المدنيين منذ اندلاع القتال في 15 ابريل، 2023 وحتى هذه اللحظة، فلن نجد فرقا بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، فكلا القوتين إرتكبت من الجرائم والفظائع ضد المدنيين ما يكفي ليشغل محاكم العالم المختصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية فترة قرن بحاله (مائة عام)، وحتى جرائم الاغتصاب التي يتحجج بها البرهان كل يوم لاستثارة عواطف المواطنين البسطاء وإجتذاب تعاطفهم المفقود لا تتورع قوات الجيش عن ارتكابها في وضح النهار، ويكفي التقرير الذي نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية مؤخرا عن إرغام الجنود الحكوميين للنساء على ممارسة الجنس معهم مقابل الطعام في مدينة ام درمان، أما بقية الجرائم مثل قصف وتدمير المناطق المدنية وقتل المواطنين واحتلال بيوتهم ونهب ممتلكاتهم فهى ممارسة يومية لجنود الجيش، يؤكدها الواقع الذي يعيشه المواطن كل يوم بل كل لحظة والفيديوهات والتسجيلات المصورة المبثوثة على الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وأشير هنا فقط الى الاسواق التي تباع فيها العربات والاثاثات المنزلية والممتلكات المنهوبة من بيوت المواطنين في ام درمان بواسطة جنود الجيش، واشهرها، كما يعرف الجميع، سوق (صابرين) بمنطقة كرري في مدينة ام درمان.
• ليس ذلك تبرئةً لقوات الدعم السريع، أو تبريرا للجرائم التي ترتكبها بشكل يومي ضد المدنيين، وإنما تفنيد لاحاديث البرهان الفجة برمى الاتهامات على الطرف الآخر وكأن قواته بريئة وطاهرة من دماء وارواح ونهب وترويع المدنيين وبقية الجرائم الأخرى، وهى جرائم سيُحاسب مرتكبوها من الطرفين ولو بعد حين لانها لا تسقط بالتقادم حسب القوانين الدولية، وعلى رأس الذين سيحاسبون .. مجرما الحرب البرهان وحميدتي!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القانون الدولی الإنسانی قوات الدعم السریع بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
فرضت بريطانيا عقوبات على كبار قادة قوات الدعم السريع السودانية، متهمة إياهم بالتورط في عمليات قتل جماعي وعنف جنسي بشكل ممنهج وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان، وطالت العقوبات "نائب قائد قوات الدعم عبد الرحيم دقلو، قائد قطاع شمال دارفور اللواء جدو حمدان، القائد تيجاني إبراهيم موسى، والفاتح عبدالله إدريس المعروف بـ(أبو لولو)".
Britain sanctioned senior commanders of Sudan's paramilitary Rapid Support Forces on Friday, over what it said were their links to mass killings, systematic sexual violence and deliberate attacks on civilians in the African country. https://t.co/qLl1LxAIYV — Reuters Africa (@ReutersAfrica) December 12, 2025
وقالت الحكومة البريطانية إن هؤلاء القاعدة يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، باتوا يواجهون تجميد أصول وحظر سفر، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في بيان "الفظائع المرتكبة في السودان مروعة إلى حد أنها تترك ندبة في ضمير العالم... والعقوبات التي نعلنها اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تشكل ضربة مباشرة لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء".
وتأتي هذه العقوبات بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام، وردت قوات الدعم السريع بقبول الخطة، لكنها سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بطائرات مسيرة على مناطق تابعة للجيش.
معاقبة شبكة تجند مقاتلين من كولومبيا
وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء عقوبات على شبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودًا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، أنها فرضت عقوبات على 4 أفراد و 4 كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.
BREAKING: The US government has imposed sanctions on a network that is fueling the conflict by recruiting former Colombian military personnel to train soldiers—including children—to fight for the Rapid Support Forces, a Sudanese paramilitary group.
"The Rapid Support Forces have… — Harun Maruf (@HarunMaruf) December 9, 2025
وأفادت بأن العقوبات على الشبكة تُعطل مصدرًا مهمًا للدعم الخارجي لقوات الدعم، ما يُضعف قدرتها على استخدام مقاتلين كولومبيين مهرة ضد المدنيين. واتُهمت قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقتل الرجال وحتى الرضع، كما استهدفت النساء والفتيات عمدًا ومارست بحقهن الاغتصاب. وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستعمل بالتنسيق مع دول المنطقة لإنهاء هذه الفظائع وتحقيق الاستقرار في السودان.
دعوة لقبول الهدنة
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": " تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان".
Today, the United States is holding accountable those who commit atrocities in Sudan. The parties must accept a humanitarian truce to halt the violence and end external military support from transnational networks of murderers like the Colombians we sanctioned today. These… — U.S. Senior Advisor for Arab and African Affairs (@US_SrAdvisorAF) December 9, 2025
وأضاف "يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات"، مضيفًا "تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني".
الملايين يواجهون انعدام الغذاء
من جانبه، أعلن مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود كينيث لافيل، انهيار كل الأنظمة التي تحفظ الحياة في السودان، محذرًا من أن نحو 9 ملايين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في السودان، يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبر اهيم، أن السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنويًا بالملاريا مع معدلات وفيات عالية، وفقًا للإحصاءات الرسمية المسجلة في المستشفيات.
الأمم المتحدة تحذر من أن المدنيين في منطقتي #دارفور و #كردفان لا يزالون يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا،
وتجدد الدعوة لكافة أطراف النزاع في #السودان إلى وقف الهجمات على المدنيين فورا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.https://t.co/B8ikEvX8gk — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 11, 2025
وأفاد شهود عيان بأن ولاية شمال كردفان باتت تحتضن العدد الأكبر من النازحين، وتؤوي حاليًا نحو 864 ألف شخص، ووفق مفوضية العون الإنساني في الولاية فإن قرابة 82 ألف نازح يقيمون داخل مراكز الإيواء، بينما تتوزع البقية بين مجتمعات مضيفة والأقارب.