جنين (الاراضي الفلسطينية) بروكسل "أ ف ب": تواصل قوات الإحتلال عمليتها العسكرية الواسعة في الضفة الغربية المحتلة لا سيما في منطقة جنين حيث قتلت الجمعة ثلاثة عناصر من حماس، في وقت تتواصل الحرب الدامية بين الحركة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة حيث تقول الأمم المتحدة إن المعاناة تصل "الى أبعد مما يمكن لأي إنسان أن يتحمّل".

وتثير العملية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية قلق الأمم المتحدة التي حذّرت من خطر "تدهور الوضع المتفجّر أصلا" في الأراضي الفلسطينية مع اقتراب الحرب في قطاع غزة المحاصر والمدمّر من إتمام شهرها الحادي عشر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء بدء عملية واسعة في شمال الضفة الغربية، خصوصا في جنين وطوباس وطولكرم حيث تنشط مجموعات فلسطينية مسلحة. وقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيا في العملية، بحسب جيش الأحتلال ووزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، غالبيتهم من المقاتلين في فصائل مسلحة فلسطينية.

"هدن إنسانية" لشلل الأطفال

في هذا الوقت تزداد الأوضاع تدهورا في قطاع غزة حيث يتواصل القتال والقصف.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن إسرائيل وافقت على سلسلة "هدن إنسانية" تستمر كلّ منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله للقيام بحملة تلقيح ضد شلل الأطفال.

وقال ممثل المنظمة في غزة ريك بيبركورن "ما ناقشناه وتمت الموافقة عليه، هو أن تبدأ الحملة في أول سبتمبر في وسط قطاع غزة لثلاثة أيام، وستكون هناك هدنة إنسانية" لساعات يوميا، لافتا الى أن الإجراء نفسه سيتخذ لاحقا في الجنوب والشمال.

واتخذ القرار بالحملة بعد تأكيد تسجيل حالات شلل أطفال في القطاع الفلسطيني.

وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن هذه الهدن الموقتة "ليست وقفا لإطلاق النار" في الحرب.

وتحدثت مسؤولة في الأمم المتحدة الخميس عن معاناة سكان القطاع، قائلة إنها "تتجاوز ما يمكن لأي إنسان تحمله"، متسائلة "ما الذي حل بحسِّنا الأساسي بالإنسانية؟".

وقالت جويس مسويا، الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني، "المدنيون جوعى وعطشى ومرضى وبلا مأوى، وقد دفِعوا إلى ما هو أبعد من حدود التحمل وما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمله".

ميدانيا، أفادت فرق الإسعاف في القطاع عن ضربات إسرائيلية في مناطق مختلفة الجمعة، مؤكدة سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في ضربة إسرائيلية على شرق مدينة خان يونس (جنوب)، واثنين آخرين بينهما طفل في قصف طال مخيم جباليا (شمال).

وأفاد مراسل فرانس برس عن قصف مدفعي على غرب مدينة غزة (شمال).

ووصف سكان من خان يونس مشاهد الدمار الواسع النطاق في المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة بعدما عادوا إليها الجمعة.

وقالت أمل الأسطل (48 عاما) "عندما عدنا لنتفقد منطقتنا، وجدنا بيتنا مدمرا وبيت جيراننا أيضا .. وجثة أحد جيراننا متحللة هناك".

وأضافت "مآس ... لم نستطع التعرف على معالم الحي التي اختفت كلها".

ما زال "كبيرا"

اعتبر رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم جان بيار لاكروا الجمعة أن خطر توسّع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس اقليميا ما زال "كبيرا"، محذرا من الاعتقاد بأن الأطراف المعنية لن تتجاوز خطوطا معينة.

وقال لاكروا خلال مؤتمر صحفي في بروكسل "قد يكون لدى البعض شعور بأن هناك قواعد لا يرغب أي من الأطراف في تجاوزها، وبالتالي، نحن في وضع أكثر استقرارا مما يبدو".

وتدارك "في الحقيقة ما زال خطر التصعيد على المستوى الإقليمي كبيرا جدا".

وشدد على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قائلا "ما زلنا في وضع خطير جدا".

وشدد المسؤول الأممي على خطر التصعيد "غير المقصود" والناتج من "سوء فهم".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الضفة الغربیة الأمم المتحدة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تصريحات صادمة من واشنطن: الدولة الفلسطينية لم تعد هدفًا أمريكيًا

أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مقابلة حصرية مع وكالة بلومبرج، أعلن خلالها بشكل واضح أن إدارة الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هدفًا أساسيًا في جدول أعمالها، في موقف يعد الأوضح حتى الآن بشأن سياسة واشنطن تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

وعند سؤاله عما إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال ضمن أولويات السياسة الأمريكية، أجاب هاكابي ببساطة: "لا أعتقد ذلك" . وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلب "تغييرات جذرية في الثقافة"، وهو أمر لا يتوقع حدوثه “في حياتنا”.

كما اقترح فكرة مثيرة للجدل: "إن لم تكن الدولة الفلسطينية داخل الضفة، أو فلتُقام في بلد مسلم آخر"، مستشهدًا بأن دولاً مسلمة تمتلك أراضٍ تفوق مساحة الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل بـ644 ضعفًا، بغية تسليط الضوء على محدودية "المساحة المتاحة" في الضفة الغربية.

ورغم استمراره في استخدام المصطلحات الرسمية الإسرائيلية، راح يصف الضفة الغربية بـ"يهودا وسامرية"، وهو توجه سياسي متبع لدى اليمين الإسرائيلي المؤيّد للتوسع الاستيطاني، وذلك خلال حديثه عن عدم وجود "مساحة متاحة" لإقامة دولة فلسطينية فيها.

وامتنع كل من البنتاجون وخارجية الولايات المتحدة عن التعليق الفوري على التصريحات، واكتفوا بالتأكيد أن هاكابي يتحدث بصفته الشخصية وليس بصف الحكم الرسمي.

ويعد هذا الإطلاع الصريح والمتكرر على الانسحاب الفعلي من حل الدولتين مؤشرًا على استمرار الإدارة الأمريكية (خاصة في ظل ولاية ترامب الثانية) في مسار مغاير للدبلوماسية التقليدية التي تبنتها واشنطن على مدار عقود.

ويأتي هذا التحول وسط أزمة حادة في قطاع غزة، ووسط ضغوط دبلوماسية من قوى عربية وأوروبية تؤيد العودة إلى حل الدولتين. ويؤكد هاكابي في المقابلة أن "إسرائيل لا تلزمها أن تتنازل" عن أراضٍ، وأن أي تغيير ثقافي حقيقي لن يظهر قريبًا. 

ويعيد هذا الموقف طرح الأسئلة حول مستقبل الحقوق الفلسطينية، ودور الولايات المتحدة كوسيط نزيه في المنطقة.

طباعة شارك هاكابي الاحتلال غزة واشنطن دولة فلسطينية

مقالات مشابهة

  • تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات
  • اقتحامات واعتقالات إسرائيلية بعدة مناطق في الضفة الغربية
  • الأردن يدين العدوان الإسرائيلي على إيران ويحذر
  • الأمم المتحدة تحذر: انهيار الإنترنت في غزة يشل عمليات الإغاثة
  • العدو الصهيوني يستولي على معدات حفر شمال الضفة الغربية
  • تصريحات صادمة من واشنطن: الدولة الفلسطينية لم تعد هدفًا أمريكيًا
  • لليوم الثاني.. استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية عن غزة وشمالها
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي مسلح في إحدى قرى الضفة الغربية واعتقال اثنين آخرين
  • استشهاد 28 فلسطينيًا وسط قطاع غزة وشمال الضفة الغربية
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة