الرائدة الأممية لتغيّر المناخ تناقش تداعيات إزالة غابات الأمازون
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أكدت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر «COP28»، ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ضرورة إشراك الشعوب الأصلية في حملات العمل المناخي، ولا سيما جهود الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 مئوية، لأن ساكني الغابات أفضل حماة لها.
جاء ذلك خلال مشاركتها في قمة الأمازون والتعاون من أجل التنمية المستدامة «ACTO» في مدينة بيليم البرازيلية، ضمن وفد رئاسة مؤتمر «COP28»، حيث عقدت لقاءات مع عددٍ من رؤساء الدول والوزراء والمحافظين وقادة مجتمعات الشعوب الأصلية.
ومن المتوقع أن تضع قمة «ACTO»، سياسة طموحة وموحدة لحماية أكبر غابة مطيرة في العالم. ويشارك في القمة رؤساء الدول الثمانية الموقِّعة على معاهدة التعاون في منطقة الأمازون وهي: بوليفيا، والبرازيل، وكولومبيا، والإكوادور، وبيرو، وفنزويلا، وغيانا، وسورينام، ومسؤولون رفيعون من عدد من الدول المدعوة.
وتحدثت خلال لقائها قادة الشعوب الأصلية، عن دور الشعوب الأصلية في الحفاظ على البيئة قائلةً «إن نحو نصف الغابات البكر المتبقية في العالم موجودة في مناطق الشعوب الأصلية بحوض الأمازون. ولذا يجب تقدير دورهم الرائد والتاريخي في الحفاظ على الطبيعة والمناخ، ولا سيما خلال اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس من كل عام».
ودعت قادة مجتمعات الشعوب الأصلية إلى تقديم برنامج عملهم إلى مؤتمر «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر.
ويعد متوسط معدل إزالة الغابات في أقاليم الشعوب الأصلية والقبلية في أمريكا اللاتينية، أقل من الغابات الأخرى، حيث تُمنع إزالة الغابات في كثير من هذه الأقاليم بالمستوى نفسه المطبق في المناطق المحمية أو بشكل أفضل في بعض الحالات؛ فعلى سبيل المثال انخفض معدل إزالة الغابات بمنطقة الأمازون في بيرو بين عامي 2006 و2011 بمقدار انخفاضه في المناطق المحمية ذات الأوضاع البيئية المماثلة.
وخلال لقاء رزان المبارك، إليساندرا كوراب، الناشطة البيئية البرازيلية تطرقت إلى مهمة حماية الغابات المطيرة والحفاظ على سُبل العيش التقليدي فيها من الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وهي مهمة صعبة وخطرة في أحيان كثيرة فيما تحدثت «سعدت بلقاء القادة المحليين لمناقشة أفضل السُبل لحماية منطقة الأمازون، وضمان احتواء الجميع، ووضع وجهات نظرهم وآرائهم في مقدمة أولويات خطة COP28».
كما دعت مؤسسات التمويل والشركات إلى الابتعاد عن الأنشطة التي تستنزف الطبيعة، بالتزامن مع تيسير وصول مجتمعات الشعوب الأصلية إلى الأنظمة المالية الرسمية.
يذكر أن الأمازون من المناطق الساخنة والحيوية للتنوع البيولوجي، وإحدى مخازن الكربون الطبيعية التي تمتص كماً كبيراً من غازات الاحتباس الحراري ذات الأثر الكبير في تغير المناخ، ومع ذلك تعرضت المنطقة لضغوط متزايدة بسبب الزراعة، والتعدين غير القانوني، والتنقيب عن النفط.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات البرازيل غابة الأمازون الإمارات الشعوب الأصلیة
إقرأ أيضاً:
الوقود الحيوي.. هل هو فعلا صديق للبيئة؟
الديزل المتجدد هو وقود حيوي مصنوع من الزيوت النباتية والدهون الحيوانية، ويروج له المؤيدون باعتباره وقودا انتقاليا سريعا قادرا على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير مع استبدال الديزل الأحفوري بسهولة في جميع أنواع المحركات.
لكن الارتفاع المفاجئ في إنتاج الوقود الحيوي والتوسع السريع في تطبيقاته يثير قلق دعاة حماية البيئة الذين يحذرون من أن النمو غير المقيد قد يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ وإزالة الغابات الاستوائية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4التوازن المعقد للزراعة.. إطعام العالم دون الإضرار بالطبيعةlist 2 of 4تفاوت في جودة الهواء عالميا والهند الأكثر تلوثاlist 3 of 4في يومها العالمي.. شجرة الأركان نظام بيئي واقتصادي فريدlist 4 of 4170 دولة لم تحدّث أهدافها المناخية قبل مؤتمر الأطرافend of listويمكن إنتاج الديزل المتجدد من مجموعة واسعة من المواد الخام، بما في ذلك نفايات الزيوت النباتية وشحم الحيوانات والذرة وبذور اللفت وفول الصويا ونخيل الزيت.
وتحدد المواد الخام المستخدمة ومكان وكيفية إنتاجها وما إذا كانت الغابات تُقطع لإفساح المجال لمحاصيل الوقود الحيوي انبعاثات الكربون الناتجة عن الديزل المتجدد مقارنة بالديزل الأحفوري.
وغالبا ما يُصنّع زيت الوقود المعالج في مصافي وقود أحفوري معاد تجهيزها باستخدام تقنيات كيميائية حيوية وحرارية معقدة تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، مما يزيد بصمتها الكربونية.
وتعمل شركات شيفرون و"بي بي" وشل وغيرها من شركات الوقود الأحفوري الكبرى حاليا على تحويل فائض طاقة التكرير لإنتاج زيت الوقود المعالج ودخول السوق بقوة.
ومع ذلك، وبفضل الحوافز الحكومية للطاقة الخضراء تعمل الشركات على توسيع إنتاجها واستهداف أسواق جديدة، مستغلة وقود الديزل الحيوي ليس فقط للنقل البري ووقود الطائرات المستدام، بل للشحن عبر المحيطات، ومحطات الطاقة، ووقود التدفئة، وحتى كوقود احتياطي لمراكز البيانات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
إعلانوبينما نما الانتاج والاستهلاك بشكل سريع في الولايات المتحدة ودول أخرى أعلنت شركات في ماليزيا وإندونيسيا عن خطط لتطوير مصافي قادرة على إنتاج كل من الديزل المتجدد ووقود السيارات المستدام.
كما وضعت البرازيل نفسها في موقع يؤهلها لتصبح منتجا رئيسيا للديزل المتجدد ووقود السيارات المستدام، مما يضيفه إلى صناعة الوقود الحيوي الضخمة لديها بالفعل، والتي تثير حفيظة المنظمات البيئية.
وأظهرت دراسة نشرت في عام 2024 أن صناعة الوقود الحيوي في البرازيل إلى جانب القطاع الزراعي يعدّان بالفعل من أكبر مساهمي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد.
وحسب الدراسة، ارتبط الوقود الحيوي ارتباطا وثيقا بإزالة الغابات وإشعال حرائق الغابات عمدا لتطهير المراعي والأراضي الزراعية الجديدة، وانتهاكات لحقوق المجتمعات التقليدية فيما يتعلق بإنتاج نخيل الزيت للوقود الحيوي وفق منظمة مونغاباي.
ويعد إنتاج فول الصويا عاملا رئيسيا في إزالة الغابات في الأمازون البرازيلي، وأعلنت كل من شركة بتروبراس -وهي شركة نفط مملوكة للحكومة البرازيلية- وريو غراندي عن خطط رئيسية لإنشاء مصافي ديزل وزيت وقود متجدد باستخدام فول الصويا وشحم البقر كمواد خام.
وفي وقت تعتزم المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة (آي إم أو) تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 من خلال زيادة استخدام الوقود الحيوي بشكل رئيسي عارضت أكثر من 60 مجموعة بيئية وحماية البيئة انتشار الوقود الحيوي في القطاع البحري في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية.
وتشير تلك المنظمات البيئية إلى أنه إذا أقرت المنظمة البحرية الدولية الوقود الحيوي كوقود منخفض الكربون فسيؤدي ذلك إلى مزيد من تدمير الغابات المطيرة والاستيلاء على الأراضي، مع تسريع وتيرة تغير المناخ.
وتقول ألموث إيرنستينغ الباحثة والناشطة في منظمة "بيوفول واتش" غير الحكومية وأحد الموقعين على الرسالة الموجهة إلى المنظمة البحرية الدولية "تتحمل مجتمعات دول الجنوب العالمي بالفعل وطأة مزارع زراعة المحصول الواحد (فول الصويا ونخيل الزيت)، ومن شأن توسعها لدعم نمو الوقود الحيوي أن يفاقم الأزمة".
إعلانويشير إيرنستينغ إلى أن التوسع المحتمل للديزل المتجدد عبر قطاعات متعددة أمر "مرعب"، فتوسيع نطاق البحث والتطوير -بحسبه- قد يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري جراء إزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي.
من جهته، يقول جيريمي مارتن كبير العلماء ومدير سياسات الوقود في اتحاد العلماء المعنيين "لو لم يكن هذا الوقود مدعوما اقتصاديا بشكل كبير لكان الطلب الطبيعي عليه معدوما".
ويضيف أن "الزيت النباتي باهظ الثمن، والسبب الوحيد لظهوره في السوق هو هذه المجموعة من سياسات الطاقة الخضراء الداعمة".
وتؤكد المنظمات البيئية أن تطلع العديد من الصناعات المعتمدة على الديزل الأحفوري إلى شكله "المتجدد" كحل للمناخ يجعلها تغض الطرف عن إمكانية إزالة الغابات الاستوائية ومخاطر الانبعاثات العالية في دورة حياة الوقود.
كما أن تكرير الديزل المتجدد يتطلب كميات هائلة من الهيدروجين، وبالتالي ستتطلب زيادة إنتاج الوقود المتجدد أيضا المزيد من هذا الغاز.
وتنتج معظم إمدادات الهيدروجين العالمية حاليا باستخدام مصادر الطاقة الأحفورية، مما يعني زيادة انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.
وحسب موقع مونغاباي، تخطط شركات نفط عملاقة مثل "شيفرون"، و"بي بي"، و"شل"، و"توتال إنرجيز" لتجديد مصافي النفط الحالية أو بناء مصانع وقود حيوي جديدة لإنتاج الديزل المتجدد.
ويصف تقرير صادر عن منظمة "بيوفيل واتش" غير الحكومية الارتفاع الكبير في استخدام الديزل المتجدد باستخدام شحوم الأبقار والموارد الزراعية بأنه "استحواذ على الزراعة والدهون".
وكان مشروع سلامة البيئة -الذي يقع مقره في الولايات المتحدة- حذر في تقرير له من أن مصافي الوقود الحيوي في الولايات المتحدة يمكن أن تسبب تلوثا أكبر من مصافي الوقود الأحفوري عندما يتعلق الأمر بملوثات الهواء المسرطنة، بما في ذلك "الأسيتالديهيد" و"الأكرولين و"الفورمالديهايد" و"الهكسان".
إعلانويشير الخبراء إلى أن هذا يضاف إلى زيادة حرق الوقود في المصافي والتلوث الناجم عن شبكة التوزيع العالمية نتيجة نقل المواد الخام من الحقول إلى المصافي، مما يفاقم إشكالية صورة الوقود المتجدد كحل للمناخ وتلوث الهواء.