خطوة جديدة كشف عنها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في اليمن، أعلنها رئيسه عيدروس الزبيدي، في أواخر أغسطس الماضي، بإعادة تشكيل ودمج القوات التابعة له تحت قيادة نائبه، وهو ما يراه البعض يحمل تساؤلات، خصوصاً مع الفشل الذي مر به المجلس خلال السنوات الماضية.

كما يرى آخرون أن هذا القرار جاء في سياق سعي المجلس الانتقالي لتعزيز سيطرته على مناطق سيطرته والمضي قدماً في مشروع تمزيق الجغرافيا اليمنية وكذا تحسين صورته أمام الداخل والمجتمع الدولي والإقليمي، خصوصاً مع الوضع الأمني المتردي في تلك المناطق الذي كان آخر ما شهده من اقتتال داخلي، وإخفاء ضابط كبير من قبل إحدى القوات بعدن، وتسبب ذلك بتوتر أمني كبير حتى اليوم.

وربما لن تكون مهمة القائد الجديد للقوات "أبو زرعة المحرمي" سهلة جداً، حيث يثير تعيينه القلق في محافظات الجنوب من أن تتحول هذه الخطوة إلى عملية إقصاء واسعة لأطراف وتشكيلات مسلحة، ما قد ينعكس سلباً على الأوضاع في المناطق الجنوبية، وخصوصاً في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

خطوة جديدة
قرار الانتقالي الجنوبي شمل تسليم ملف الأمن ومكافحة الإرهاب لنائب الرئيس عبد الرحمن المحرمي في مناطق سيطرة المجلس.

موقع المجلس أشار إلى أنه بموجب هذا التكليف يتولى المحرمي الإشراف الكامل على عمل القوات الأمنية التابعة للانتقالي، ومكافحة الإرهاب، "إضافة إلى إعادة هيكلتها وتنظيمها بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار".


والزبيدي والمحرمي عضوان، منذ أبريل 2022، في مجلس القيادة الرئاسي الذي يدير الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكنهما في الوقت ذاته يقودان تشكيلات عسكرية خارج إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية، ومدعومة من أبوظبي.

وتحولت العلاقة بين مجلس القيادة الرئاسي والانتقالي الجنوبي إلى تنافس محموم في ظل دعوة الأخير إلى إقامة دولة جنوبية مستقلة، فيما يُعد تحدياً مباشراً لسلطة الأول.

 

أحداث أخيرة
هذه الخطوة اللافتة جاءت بعد أيام من لقاء الزبيدي والمحرمي بالسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن، خلال وجودهما في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

كما أنها جاءت بعد نحو أسبوعين من اندلاع اشتباكات بين قوات تتبع المحرمي وأخرى تتبع المجلس الجنوبي بمحيط حاجز أمني في مديرية مودية بمحافظة أبين جنوبي اليمن، سقط خلالها قتلى وجرحى، بينهم قائد في قوات "الانتقالي"، بعد أيام من هجوم استهدف موقعاً عسكرياً في المحافظة، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأعلن تنظيم "القاعدة" مسؤوليته لاحقاً.

كما أن القرار رآه البعض لتصحيح الأخطاء وتجاوز حالة الفوضى الأمنية التي تسود تلك الأجهزة، والتجاوزات الخطرة التي يقوم بعض المحسوبين النافذين، وما سادها من أفعال خطرة وصلت إلى حد القتل والاختطاف.

وجاء القرار في خضم الضجة الثائرة في عدن وجوارها حول ما بات يعرف بقضية عشال الجعدني، وهو ضابط من محافظة أبين ينتمي إلى الجيش اليمني برتبة مقدم، اختُطف في يوليو الماضي، بالعاصمة المؤقتة، وما يزال مصيره مجهولاً، الأمر الذي أثار احتجاجات عارمة من قبل أبناء قبيلته.

اعتراف بالفشل
يرى الكاتب بندر العولقي أن هذا القرار "دليل واضح على فشل هذه المليشيات التي تسيطر على عدن والمناطق المجاورة"، مؤكداً أن خطوتها ستفشل.

ويرجع سبب اعتقاده بفشل المحرمي إلى أن "هذه المليشيات مناطقية، ولا يمكنها تحقيق الأمن والاستقرار، بل ستحاول كل مجموعة إثبات وجودها بطرق تزيد من انهيار الوضع الأمني جنوبي البلاد".

ونقل موقع"الخليج أونلاين" عن الكاتب العولقي قولة بأن "المليشيات لا يمكنها أن تحل محل الدولة؛ ولذلك فهي ترتكب الجرائم والتجاوزات التي لا يمكن محاسبتها عليها، وهو ما يزيد من غضب الشارع في جنوب اليمن وداخل التشكيلات نفسها".


ويقول: إن أبوظبي "تحاول جاهدة توحيد تلك القوات بما يمكن المجلس الانتقالي الممول منها من تنفيذ ما تريده دون حواجز أو مشاكل، وهو ما كان واضحاً من استدعاء الزبيدي والمحرمي إلى أبوظبي، وصدور القرار بعد ذلك الاستدعاء".

ويعتقد أن المجلس الانتقالي "يعاني من تخبط كبير، رغم ما يحاول إظهاره من تنظيم الفصائل والمكونات تحت إطاره لحمل المشروع الجنوبي"، مضيفاً: "لكن قضية علي عشال كشفت ذلك التخبط، حيث أدت دوراً كبيراً في كشف الاختلالات الكبيرة داخل التشكيلات الأمنية في عدن".

المحرمي.. شخصية سلفية
وعرف عن أبو زرعة المحرمي كقائد لـ"ألوية العمالقة" التي برزت خلال السنوات كقوة مؤثرة، ومثلت النواة الأولى لهذه القوات مجموعة من مقاتلي فصائل وكتائب المقاومة الشعبية الجنوبية وسلفيين، التي خاضت معارك شرسة في مواجهة الحوثيين.

وأقيل القائد العام لألوية العمالقة (المحرمي) عام 2019؛ بسبب خلاف على نقاط عديدة أبرزها رفض الانخراط في قيادة القوات المشتركة، قبل أن يعود لمنصبه منتصف 2020، فيما يتحدث الإعلام المحلي عن دور إماراتي في القرارين.


ويبدو أن قرار تكليف المحرمي بإعادة الهيكلة مثّل في بعض وجوهه استجابة لتحذيرات من الانفلات الأمني، حيث سبق أن توقعت وسائل إعلام مقربة من "الانتقالي" أن تشهد القوات الأمنية التابعة له في الفترة القادمة عملية فرز وغربلة لإعادة فرض الانضباط داخلها والنأي بها عن النوازع الشخصية والصراعات المصلحية.

وتعيش المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس الجنوبي، حالة من عدم الاستقرار الأمني وغياب الخدمات.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی

إقرأ أيضاً:

الانتقالي يبدأ “تهدئة” إعلامية واحتواءً للاحتجاجات مع عودة العليمي إلى عدن

الجديد برس| بدأ المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع جنوب  اليمن،  الاثنين،  اجراءات للتهدئة مع وصول رشاد العليمي ، رئيس المجلس الرئاسي إلى المدينة .. وعقد محافظ الانتقالي في عدن احمد لملس اجتماع بقادة وسائل اعلام المجلس وهيئته الإعلامية. وافادت مصادر إعلامية بالانتقالي بان لملس طلب التهدئة ووقف التحريض ضد الحكومة .. وأشارت المصادر على ان لملس يرتب أيضا لعقد لقاء مع ناشطات لإقناعهن بوقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عدن. وكانت فصائل الانتقالي فرضت اجراءات ضد النساء في المدينة مع تصاعد وتيرة احتجاجاتهن المطالبة بالخدمات. وجاءت خطوات الانتقالي مع عودة العليمي الذي غادر المدينة قبل اشهر. وعاد العليمي برفقة رئيس الحكومة الجديد  سالم بن بريك بعد ان غازل الانتقالي بـ”الانفصال” من روسيا. ومع أن الوضع في عدن لم يتغير اذ استمرت الانهيارات بما في ذلك العملة المحلية التي سجلت ارتفاع جديد بنحو 2260 ريال للدولار  إضافة إلى استمرار انقطاع الخدمات وعلى راسها الكهرباء الا ان العليمي بدا محاولة معالجة الوضع عبر التوجيه بتشغيل محطات كهرباء كانت مغلقة منذ مغادرته المدينة وعلى راسها المنصورة. ولم يتضح ما اذا كانت عودة العليمي ضمن اتفاق مع الانتقالي  اما استسلام للأخير، لكن توقيتها يشير إلى رغبة الانتقالي الذي يتعرض  لاستنزاف شعبي مع فشله في توفير الخدمات  لبقاء الحكومة بغية تحميلها مسؤولية الانهيار بعد ان اصبح بوجه المحتجين وحيدا.

مقالات مشابهة

  • المجلس الدستوري يعلّق مفعول قانون تسوية أوضاع في الأجهزة الأمنية
  • 11 جندي .. جيش الاحتلال وقع في كمين صعب جدًا في جباليا | تقرير
  • الانتقالي يبدأ “تهدئة” إعلامية واحتواءً للاحتجاجات مع عودة العليمي إلى عدن
  • الانتقالي يرفض فتح عقبة ثرة.. وتصريحات قيادته تثير غضب مشايخ أبين 
  • الحديدة.. تدشين الخطة الأمنية لقوات النجدة الخاصة بعيد الأضحى
  • كيف ساعدت الشركة الأمنية باستهداف الفلسطينيين قرب المساعدات؟.. بقنابل الغاز
  • الانتقالي يصف حكومة التحالف بـ”الفاشلة والعاجزة”
  • قوات صنعاء تستهدف مطار اللد “بن غوريون” وثلاثة أهداف حيوية في “يافا وأسدود وأمّ الرّشراشِ”
  • مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج: نؤكد جاهزية كافة القطاعات الأمنية لموسم حج 1446هـ
  • صورة لقيادات “الانتقالي” تشعل غضبًا شعبيًا في عدن