ما سر هوس نتنياهو بالبقاء في فيلادلفيا؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلجأ إلى سياسة الهروب إلى الأمام انتظارا لمعرفة هوية سيد البيت الأبيض الجديد لكنهم أجمعوا أن الوقت بدأ يضيق مع اقتراب ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن نتنياهو "ضرب نفسه برصاصة ذاتية" بوجوده بمستنقع غزة، مضيفا أن هذه الحرب "لن تنتهي بطريقة رومنسية، فإما أن تربح إسرائيل أو يربح نتنياهو لأن كلا الجانبين لا يلتقيان".
وبناء على ذلك، يضيف جبارين -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن نتنياهو يتمسك بمحور فيلادلفيا كمسمار جحا ليرتكز عليه لسببين، الأول يتعلق بإستراتيجية الهروب حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، والثاني يكمن في اعتبار نتنياهو وائتلافه اليميني الحرب الحالية حربا وجودية.
ووفق الصورة الحالية، يصر نتنياهو في كل مناسبة على موقفه الرافض تماما للانسحاب من ممر فيلادلفيا، مستندا على غياب أي بديل له في المشهد السياسي الإسرائيلي، يقول جبارين.
وفي مؤتمريه الأخيرين، بدا لسان حال نتنياهو يقول للشارع الإسرائيلي "من أنتم؟" وليس "فهمتكم"، وفق الكاتب بالشؤون الإسرائيلية الذي قال إن تكرار الحديث حول فيلادلفيا يكشف مشكلة داخلية بين نتنياهو والأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن مؤسسة الجيش بدأت تسترد عافيتها بعدما استعادت الثقة مع المجتمع الإسرائيلي خاصة مع انسحاب عضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت وهو ما لا يريده نتنياهو.
كما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا مخاطبة المجتمع الدولي بالزعم أن إسرائيل أعطت الفلسطينيين دولة مستقلة فشلت بقطاع غزة وهددت الأمن القومي لتل أبيب، كما فشل الفلسطينيون في الضفة الغربية رغم منحهم إدارة مدنية ذاتية، وفق المتحدث.
انقلب السحر على الساحر
بدوره، يقول الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن مقتل الأسرى الإسرائيليين الستة حرك المياه الراكدة في المشهد الحالي والتي لم تكن بصالح المقاومة خاصة مع عمليات جيش الاحتلال و"ذبح الضفة الغربية".
وأشار زياد إلى أن الوضع الحالي بات مفيدا للمقاومة ومضرا لنتنياهو، مضيفا أن السحر انقلب على الساحر مع تعرض جيش الاحتلال لاستنزاف في محور نتساريم ونقاط مختلفة بالقطاع.
وعدّ تمسك نتنياهو بالبقاء في غزة تأتي في سياق رغبته في الاستمرار بالحكم لأطول فترة ممكنة واستبدال كافة النخب بإسرائيل، إلى جانب احتلال غزة والضفة.
ولفت إلى أنه مهما أصر نتنياهو على التشنج في الوقت الحالي فإن الجبهة الداخلية المضادة له تتعزز، كما يتزعزع موقف الاحتلال وعدم القدرة على تحقيق "النصر المطلق".
وعن المقترح الأميركي الجديد الذي يجري الحديث عنه، يعتقد المتحدث أنه سيكون مشكلة للمقاومة وسيقضم من مكاسبها، لكنه شدد على أنها تتحلى بالصبر بعدما دفعت فاتورة الدم ووصول الحرب الإسرائيلية إلى منطق اللاجدوى.
وخلص إلى أن المقاومة لا تزال قوية ولا فرصة أمام جيش الاحتلال سوى الانسحاب والقبول بتسوية أو البقاء في غزة والتعرض لاستنزاف تام.
موقف واشنطن
من جانبه، يقول نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط مايكل مولروي إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يتعامل مع نتنياهو مباشرة بل مع الفريق الإسرائيلي.
ولفت مولروي إلى أن رئيس الموساد لا يتحدث بالنيابة عن نتنياهو، ليتساءل هنا قائلا "ما الغرض من مفاوضات مع شخص لا يتشارك نفس الموقف مع الشخص الذي يتخذ القرار؟"، قبل أن يجيب إن هذا يؤثر سلبا على التوصل لأي اتفاق.
وخلص إلى أن نتنياهو يحاول الحفاظ على منصبه، ولا يود وقفا لإطلاق النار ويعارض حل الدولتين، في حين يعد موقف الولايات المتحدة مغايرا ليس للديمقراطيين فحسب بل للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وشدد على أن "موقف واشنطن ضد احتلال قطاع غزة"، واعتبر مزاعم نتنياهو عن حشد الشرعية الدولية لذلك غير صحيحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟
اعتبرت مراكز الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية الهجوم على إيران فرصة لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. ويُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية.
ويتفق باحثو هذه المراكز على أن الحل المثالي للمعضلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"دبلوماسية التجارة لا المعونة".. إستراتيجية أميركية جديدة في أفريقياlist 2 of 2أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالميend of listواستقصت ورقة تحليلية عنوانها: "مراكز الأبحاث الإسرائيلية والهجوم على إيران توصيات بمواصلة الضربات ومنع تطوير الصواريخ الإيرانية" نشرها مركز الجزيرة للدراسات للباحث نهاد محمد الشيخ خليل، ما تناولته مراكز الأبحاث الإسرائيلية عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، التي اندلعت بين 13 و23 يونيو/حزيران 2025، بالبحث والتحليل.
وناقشت الورقة ما صدر عن مركزين يحظيان بأهمية في إسرائيل، هما: معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية (مسجاف)، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "آي إن إس إس" (INSS).
وقد اعتمدت هذه الورقة على تحليل نصوص الأوراق المنشورة على موقعي المعهدين خلال الحرب، بوصفها مؤشرا على المزاج الإستراتيجي الإسرائيلي.
وتم تقسيم الدراسة إلى 6 محاور أساسية هي:
إنجازات الضربة العسكرية. تشخيص واقع إيران ومحورها. أهداف الحرب كما طرحتها مراكز البحث. صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية. المواقف الإقليمية والدولية. الموقف الأميركي. خلاصة واستنتاجاتتُظهر الورقة تفاعلا واسعا ومعمقا ومواكبا للوقائع من معهدي الأبحاث اللذين تناولت الدراسة أوراقهما (معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي).
ويمكن إجمال أبرز الاستنتاجات التي خلصت لها الدراسة في النقاط التالية:
أولا: تمجيد الإنجازات العسكرية في مجالي الدفاع والهجوم، إضافة إلى القدرات الاستخبارية، والنجاح في استعادة الردع بعد هزة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه نقطة اتفاق بين المعهدين. ثانيا: برزت تباينات بين توقع إمكانية إسقاط النظام الإيراني، كما رأى باحثو مسجاف، وتحذيرات مركز "آي إن إس إس" من المبالغة في تقدير الضعف الداخلي الإيراني. كما يظهر تباين في تقييم صمود إيران؛ إذ رأى بعض المحللين أنها ضعيفة وقابلة للانهيار، بينما شدد آخرون على تماسك النظام ورغبته في جرّ إسرائيل لحرب استنزاف. ثالثا: تشابه الخطاب في كلا المعهدين في تصوير الحرب فرصة إستراتيجية لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. رابعا: يُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية؛ وهذا يعطي غطاء سياسيا للقدرة على استمرارها في حدود 3 أشهر على أقصى تقدير، لكن الأغلبية كانت تبدي استعدادا للصمود لمدة شهر واحد. خامسا: تتقاطع التحليلات في قراءة حذرة لمواقف دول الخليج والأردن، التي تمزج بين إدانة الهجوم وتفادي التصعيد مع إيران، وفي نفس الوقت المشاركة في اعتراض الصواريخ والطائرات المُسيّرة المنطلقة من إيران باتجاه إسرائيل. سادسا: يتفق باحثو المعهدين على أن الحل المثالي للمشكلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدّرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني. إعلان