تشييع جثمان الشهيدة بانا بكر بنابلس
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
نابلس - صفا
شيعت جماهير غفيرة في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، السبت، جثمان الشهيدة الطفلة بانا بكر، التي استشهدت الجمعة برصاص قوات الاحتلال.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، وتوجه إلى مسقط رأس الشهيدة في بلدة قريوت جنوب نابلس، وطاف المشيعون شوارع البلدة مرددين هتافات غاضبة، ومساندة للمقاومة، مطالبين بالرد على جرائم الاحتلال.
وألقيت على الشهيدة نظرة الوداع في منزل عائلتها، قبل الصلاة على جثمانها في ملعب قريوت، ومواراته الثرى بمقبرة البلدة.
ويوم أمس الجمعة استشهدت الطفلة بانا بكر (13 عاما)، إثر إصابتها برصاص الاحتلال بالصدر أثناء تواجدها داخل منزلها خلال هجوم واسع شنه مستوطنون على قريوت بحماية قوات الاحتلال.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
موسوعة نساء نابلسيات على جناح الريادة للفلسطينية فاتن سلهب: العراقة لها عنوان
تعكس الموسوعة التي بين أيدينا حالة من التنوير الثقافي والعلمي والسياسي المتتابعة على مدار قرن من الزمان، مرّ على نابلس بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام.
والكتاب، الذي يصنف أدبيا بأنه ببيوغرافيا، فإنه يعدّ وثيقة جمعت في ثناياها سير ما يقرب من مائة من نساء مدينة نابلس العريقة، والتي كانت ضمن مراكز النهضة العربية المشمولة في فلسطين، جنبا إلى جنب مع الحواضر العربية.
تتبعت الدكتورة سلهب حيوات جزءا من نساء نابلس اللواتي كانت لهن أدوار بارزة، من حيث المولد والنشأة، والعمل المهني، والوطني، وإنجازاتهن، بما في ذلك الإنتاج المعرفي. وقد تباين التعريف وحجم الكلمات مع ما توفر من معلومات عنهن، كما اقترب التعريف (والترجمة للشخصيات) من شكل السيرة الذاتية المختصرة، التي تعرّف بالشخصية وخبراتها وإنجازاتها.
وقد اختارت ترتيب نساء الموسوعة من خلال حروف الهجاء، في الوقت الذي عادت فيه المؤلفة إلى عشرات المصادر المكتوبة والإلكترونية، إضافة إلى المقابلات الشخصية معهن أو مع آخرين وأخريات تعرفن على الشخصية عن قرب.
ولربما كان يمكن ترتيب الأسماء المشمولة وفقا للتخصصات كون الموسوعة دلتنا على تخصصات ظهرت بشكل خاص، كان يمكن تصنيفها وفق ذاك تسهيلا على الباحثين.
بدأت المؤلفة الموسوعة بداية ذاتية باختيار والدتها لتكون فاتحة الكتاب. إنها السيدة تمام الحاج أحمد، مضمنة نصا من قصيدة فاروق جويدة بعنوان "لكنها أمي"، إهداء يعبر عن الوفاء والامتنان.
اختارت الباحثة ما يقرب المائة امرأة من نابلس، من خلفيات متنوعة، متفاوتات الشهرة، إذ يبدو أنها هدفت إلى إلقاء الضوء على النساء الرياديات بشكل عادل. لقد أنرت الباحثة جوانب المبحوثات، اعتمادا على ما نفر من مصادر، إضافة الى ما جمعته الباحثة من تاريخ شفويّ. لذلك فإن الببليوجرافيا التي بين أيدينا هي من جانب توثيق حياة الرياديات، ومن جانب آخر أثبتت أن العطاء لا يقف عند فترة زمنية محددة، بل يستمر.
لقد كان من الضروريّ جعل الموسوعة كجزء أول، إذ إن هناك نساء أخريات لم يدخل ذكرهن في الموسوعة، فكان من المهم الإشارة إلى استكمال العمل الموسوعي.
ولعله كان من الضروري اختيار هيئة تحرير للموسوعة، مكونة من تخصصات وخبرات مختلفة، تساعد الباحثة في اختيار المعايير، وطريقة العرض، وقضايا أخرى تخص الببليوجرافيا من جهة ونساء نابلس من جهة أخرى، لكن يبدو أن هذا تم بشكل وديّ، هدفه المساعدة في الاختيار وجمع المعلومات.
من ملاحظاتنا أن الموسوعة شملت نساء من خارج نابلس، أي من محيطها الريفيّ والقرويّ، كذلك اشتملت على نساء ارتبطن بنابلس من باب الولادة فيها.
لقد اندفعت الباحثة في عملها بالاعتماد على نفسها، حيث يتطلب إنتاج عمل موسوعي وجود جهات متضامنة، أي أنه عمل مؤسساتي، لكن يبدو أن المؤلفة وجدت أن العمل الفردي يمكن أن يكون عمليا، حيث أصبحت الموسوعة خلال عام بين أيدي القراء. لقد كشف هذا الجهد شغفا لدى الكاتبة بالكتابة عن النساء بشكل خاص، لتختط طريقا يسير بها آخرون وأخريات، كون النساء يعانين من وجود غالبيتهن في الظل.
عند تتبع نساء الموسوعة، عثرنا على كنز معرفي، فيما يخص عدد من المشمولات، سواء عرفناهن أم لم نعرفهن، لما وجدنا من غنى في سيرهن، يمكن أن تشكل القراءة دافعا للتوسع في تخصيص منشورات وأفلام وثائقية عنهن،
وستفيد الموسوعة الباحثين في مجالات متنوعة، لا تقف عند حدود قضايا المرأة الفلسطينية.
من دلالات الموسوعة الخاصة بنساء مدينة نابلس الفلسطينية، أن المدينة كانت حاضرة من حواضر النهضة العربية، جنبا إلى جنب مع مدينتي يافا والقدس بشكل خاص، ومدن أخرى كالخليل وحيفا وعكا والناصرة. من ذلك ما احتوته الموسوعة من نساء نابلسيات تلقين التعليم في الدول الأوروبية، ما يدلّ على موقع المرأة في المنظومة الثقافية والعلمية والاجتماعية.
من دلالات الموسوعة، عراقة مدينة نابلس التي تعدّ من أولى المدن في العالم، لما للمرأة فيها من دور في الفضاء العام، أكان ذلك في العمل الإنتاجي بدخول النساء مهنا كانت تخص الرجال، أو كان عملا وطنيا وسياسيا واجتماعيا وتطوعيا. ويبدو أن وجود أماكن التعليم والمكتبات والمركز الثقافية، كان حاضنا لوجود المرأة في الفضاء العام، يؤكد ذلك ما ذكرته الموسوعة عن مشاركة النابلسيات في الاتحادات والجمعيات منذ قرن من الزمان.
وقد أثارت الموسوعة التي تخصصت بنساء مدينة نابلس تشجيعا لتناول شخصيات نسوية من مدن أخرى، خاصة مدن قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة.
من ناحية أخرى، فإن الموسوعة دفعت عددا من النساء المتضمنات فيها، إلى الكتابة عن المهمشات واللواتي كانت لهن أدوارا مهمة، جنبا إلى جنب مع النساء الرياديات.
والباحثة فاتن سلهب عضو جمعية المكتبات الفلسطينية، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، ومنسقة فلسطين للخريطة الرقمية للمكتبات في مصر، وهي عضو اتحاد الكتاب والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين، بالإضافة لعضوية مؤسسات ثقافية فلسطينية وعربية.
وقد جاءت الموسوعة في سياق العمل الإبداعي للدكتورة فاتن سلهب، التي ابتدأت حياتها في مجال علم المكتبات دراسة وعملا، حيث سبق لها أن نشرت كتبا عن مكتبة بلدية نابلس، وأرشيف المكتبة. كذلك جاء اختيار النساء في سياق دراستها العليا في قضايا المرأة؛ فقد نشرت كتابا عن الرائدة النابلسية مريم هاشم، وآخر عن حقوق المرأة بين اتفاقية سيداو والتشريعات الفلسطينية، كما أعدت رسالة الدكتورة عن الدور الصحي للنساء الفلسطينيات في مدينة نابلس.
وقد حملت صورة الغلاف نساء نابلسيات من أعمار مختلفة، تعكس أدوار النساء الفاعلات في مدينة نابلس العريقة على مدار قرن من الزمان.
صدرت الموسوعة حديثا عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء، ووقعت في 342 صفحة. قامت بتقديم الموسوعة السيدة سماح الخاروف، إحدى نساء الموسوعة.